حجبت مؤسّسة الفكر العربي ثلاثاً من الجوائز التي تمنحها سنوياً هذا العام ومنها جائزة أفضل كتاب التي تثير عادة حماسة المؤلفين العرب في مجالات شتى. وعقدت المؤسسة أمس مؤتمراً صحافياً في مقر نقابة الصحافة اللبنانية، أعلنت خلاله انطلاق مؤتمرها السنوي «فكر11»: «المواطن الحكومات: رؤية مستقبلية»، وهو سيُعقد في دبي في 26 و27 الجاري، وكذلك أسماء الفائزين بجوائز الإبداع العربي.
استهلّ المؤتمر نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي بكلمة رحب فيها بمؤسّسة الفكر العربي ودورها في نشر الثقافة والمعرفة، مثنياً على موضوع مؤتمرها السنوي لهذه السنة والمتعلق بالمواطن والحكومات.
ثم تحدّث الأمين العام للمؤسّسة الدكتور سليمان عبد المنعم فنقل تحيات الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي إلى هذا البلد وأهله، وهو لطالما أكد ضرورة أن تُعقد أنشطة المؤسّسة ومؤتمراتها السنوية في عاصمة المقرّ، أملاً بالعودة إلى بيروت قريباً، مشدّداً على دور لبنان في احتضان هذه المؤسّسة فكرياً وأدبياً وإعلامياً، وتمكينها من التحوّل إلى مركز أبحاث منتج للمعرفة.
ولفت عبد المنعم إلى أن الجديد في مؤتمر فكر11 هذا العام، طرحه موضوعاً يلامس الهموم الحياتيّة والمعيشيّة للمواطن العربي من خلال معادلة المواطن والحكومات من منظور اقتصادي واجتماعي، ويأتي ذلك مكمّلاً لموضوع فكر10 الذي ناقش التحوّلات الجارية في العالم العربي من منظور سياسي وثقافي. هكذا تتعدّد وتتكامل مستويات تشخيص الواقع العربي، ومؤسّسة الفكر العربي هنا لا تنحاز لرأي أو طرح بقدر ما تهيئ الزمان والمكان، بحسب تعبير سموّ رئيس المؤسسة، لكي يقدم مفكرو الأمة وخبراؤها ما لديهم من رؤى وتصوّرات».
«لننهض بلغتنا»
وعدّد عبد المنعم المشاريع التي ستطلقها مؤسّسة الفكر العربي خلال المؤتمر، فيتم إطلاق إعلان «لننهض بلغتنا» بحضور الأمير الفيصل وبعض وزراء الثقافة العرب ورؤساء مجامع لغويّة عربيّة ونخبة من رموز الفكر واللغة. وسيشهد مؤتمر «فكر11» هذا العام إطلاق التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافيّة والذي أصبح بمثابة مرصد ثقافي لرصد حال الثقافة والمعرفة في دول الوطن العربي. وألقى المدير التنفيذي لمؤتمرات فكر، الأمين العام المساعد حمد العماري، كلمة أوضح فيها أن مؤتمر فكر العاشر عقد أيضاً العام الماضي في مدينة دبي، وها نحن اليوم وبرعايةٍ كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نعود إلى دبي لنؤكّد مجدّداً تقديرنا للمساحة التي تمنحها هذه المدينة في مؤتمر أردناه على قدر طموحات مواطنينا في الوطن العربي، من رجال السلطة – وهم مواطنون أيضًا – ورجال الأعمال والعلوم والفكر والثقافة والأدب والمواطنين العاديين، الذين من أجلِهم نتطلَّع إلى التقدُّم والتطوُّر والإصلاح والفلاح في الأرض».
ثم عرض العماري برنامج المؤتمر، كاشفًا عن أسماء بعض المتحدّثين المشاركين في إغناء جلسات فكر11 بخبراتهم وتجاربهم الوثيقة الصلة بموضوع المؤتمر، إذ سيتحدّث في جلسة «التنافس والتعاون؛ ما وراء حدود الوطن» كل من أمين عام هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسّسات المالية الإسلامية محمد نضال الشعار من الجمهورية السورية، ومدير برامج الشرق الأوسط في المؤسسة العالمية للديمقراطية والتنمية، مصطفى عبد القادر مصطفى أبو نبعة، من الجمهورية الدومنيكية.
وبعد عرض مفصّل لبرنامج فكر11، تلا عبد المنعم أسماء الفائزين بجوائز الإبداع العربي، وجاءت الجوائز على الشكل الآتي: جائزة الإبداع العلمي حصل عليها الطبيب المصري محمد غنيم رائد زراعة الكلى في مصر والشرق الأوسط؛ جائزة الإبداع الاقتصادي فاز بها سعيد أحمد لوتاه من الإمارات؛ جائزة الإبداع المجتمعي ذهبت إلى الجمعيّة الكويتيّة لتقدم الطفولة العربيّة؛ جائزة الإبداع الإعلامي فاز بها المركز الوطني لفنّ العرائس في تونس؛ أما جائزة الإبداع الفني فحصل عليها الفنان التشكيلي البحريني عبدالله المحرّقي؛ وتمّ حجب جوائز الإبداع العربي هذا العام في المجالَيْن التقني والأدبي، وحُجبت أيضاً جائزة أهمّ كتاب عربي لهذا العام.
ورداً على بعض الأسئلة أوضح عبد المنعم أن المؤسّسة لم تكن تودّ حجب أيّ جائزة من جوائزها السنوية، إلا أن لجان التحكيم ارتأت أن الأعمال المرشّحة لهذا العام في المجالين الأدبي والتقني وكذلك جائزة أهم كتاب عربي، لم تستوفِ معايير منح الجائزة التي قرّرتها لجان التحكيم.