سؤال نطرحه دوماً، ماذا تريد إيران من دول الخليج العربية؟ ولماذا تنصب بعض الدول ومنها إيران نفسها كقاض ومعلم ومرب وملقن، مع أن الرسالة التي تدعيها إيران نزلت على أرض الجزيرة العربية، ومن هذه المنطقة المشرفة انتقلت الرسالة المحمدية إلى إيران، ولكن للأسف لم تستطع إيران أن تخرج من جلباب شوفينيتها، ولم تنتصر على عنصريتها فادعت وتداعت وودعت الرسالة إلى غير رجعة لتسكن في أحضان الزيف والخرافة والتحريف، وتعيش أوهام ماض هو ليس لها، لكنها تلبسه غصباً، واعتبرت نفسها أنها الأولى من سواها، في التشرف بالرسالة، ونحن لسنا ضد إيران كشعب ودولة، ولكننا نقف على الضد من فئة حكمت وتحكمت واستولت على المصير الإيراني، واحتلت مشاعر الشعب بخيال جامح مغسول بماء مستنقعات، ومعجون بطين الكذب والافتراء والهراء.
إيران تريد أن تصبح دولة عظمى على حساب الآخرين، ونقول لها: ما هكذا تورد الإبل، فهي لا تملك القدرة ولا التاريخ ولا العقيدة الصحيحة التي تمكنها من إقناع الناس بأنها الدولة المثالية.. ثانياً من يريد أن يكتسح العالم بالدم والدمار، لن يفلح، وهناك دول وحضارات وأفكار بارت وانتهت إلى لا شيء بسبب هذا البطش والغرام بالعدوانية، ولن ينسى التاريخ الدولة الرومانية التي توسعت بالدماء، وكذلك النازية والفاشية، كل هذه الخيالات باءت بالفشل، لأن أصحابها آمنوا بالكراهية ونبذوا السلام والوئام.
دول الخليج العربية لا تحلم إلا بعالم يسوده السلام، ويؤمه الانسجام، ويجمع بين شعوبه الحب والتعاون، وإيران لا يعجبها هذا لأن عقيدتها عدوانية وحزنها التاريخي يمنعها من أن تعترف بالحب، وقادتها المهووسون بالشعارات الصفراء لا يستطيعون أن يصحوا من هذا الوبال لأنهم يحملون أفكاراً سامة مسبقة، والأفكار المسبقة كما قال روسو مفسدة للعقل، وعقل القادة الإيرانيين مشحون بقمامة تاريخية منذ أن اعترى ذهن أحمد الصفوي، فراق الحقيقة وتقطيع أوصال المسلمين إلى إرب وبقايا وبعض أشياء.
إذاً مهما عملت إيران، ومهما حاولت فإن الحقيقة واقعة، وإن الحق واضح وحبل الكذب قصير، ومهما حاول قادة إيران مطه فإنه لابد وأن ينقطع وتتضح الأمور، والعالم فهم اللعبة واستيقظ على دولة عدوانية وظيفتها رعاية الإرهاب.
المصدر: الخليج