(وكالات) بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فترته الرئاسية بإعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، بعدما رُفع عنها التصنيف في عهد الرئيس السابق جو بايدن، إذ يترتب على هذا التصنيف العديد من الأمور سترتد سلباً على الجماعة.
ووقع ترامب، أمس الأربعاء، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف الحوثي على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، هذا ما أعلنه البيت الأبيض. وكان ترامب صنف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في يناير 2021، لكن إدارة بايدن ألغت تصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وأجنبية في غضون شهر واحد من توليه منصبه، قبل أن تعيد تصنيفها منظمة إرهابية عالمية لاحقاً.
تهديد الأمن
وقال البيت الأبيض في بيان: «أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط وسلامة أقرب شركائنا بالمنطقة واستقرار التجارة البحرية العالمية». وخلال عهد بايدن، كان الجيش الأمريكي يسعى إلى اعتراض هجمات الحوثيين لحماية حركة المرور التجارية وكان يشن ضربات بشكل دوري لتقليص القدرات العسكرية للحوثيين.
وقالت إدارة ترامب: إن الولايات المتحدة ستعمل «للقضاء على قدرات جماعة الحوثي وحرمانها من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتها على الأفراد والمدنيين الأمريكيين والشركاء الأمريكيين والشحن البحري في البحر الأحمر». وقال البيت الأبيض إن التصنيف سيدفع أيضاً نحو مراجعة واسعة النطاق لشركاء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمتعاقدين العاملين في اليمن.
استهداف السفن الأمريكية
وأكد البيت الأبيض أنه «نتيجة سياسة إدارة بايدن الضعيفة، أطلق الحوثيون النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات، وشنوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة، وهاجموا السفن التجارية العابرة لباب المندب أكثر من 100 مرة».
وقد وجه الأمر التنفيذي، الذي صدر، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالتوصية بأن يدخل هذا التصنيف حيز التنفيذ في غضون 30 يوماً.
وبعد هذا التصنيف، سيصدر ترامب توجيهاً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بعد الانتهاء من المراجعة، «بإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للحوثيين، أو التي عارضت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين بينما غضت الطرف عن الإرهاب والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون».
تفاصيل التصنيف
في الوقت الذي وضع ترامب الحوثيين في لائحة المنظمات الإرهابية في آخر يوم له في الإدارة السابقة، تم تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية «FTO» ومنظمة إرهابية عالمية «SDGT».
وثمة اختلافات من حيث الإطار القانوني والتأثير، لكن تصنيف «SDGT» يعتبر أكثر تأثيراً على المستوى الدولي، لأنه يستهدف الأصول العالمية للمنظمة المصنفة، ويمكّن من توسيع دائرة العقوبات على الأفراد والمنظمات المتعاملة مع من يتم تصنيفه. لكن هذا التصنيف في المقابل أكثر مرونة من «FTO»، باستثنائه المساعدات الإنسانية.
وفي اللحظة التي استلم بايدن الإدارة، رفع الحوثيين من لائحة المنظمات الإرهابية (العالمية والأجنبية معاً)، لكنه عاد لإدراجها في يناير هذا العام، منظمة إرهابية عالمية «SDGT» تماشياً مع دعوات الأمم المتحدة فيما يخص موضوع إيصال المساعدات الإنسانية ومنع كارثة إنسانية في اليمن، لأن هذا التصنيف يسمح بترك متنفس للمساعدات الإنسانية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز خلال «بودكاست» مع الإعلامي اليميني المعروف بن شابيرو، إن إدارة ترامب المقبلة «ستصلح الأمر»، عندما سئل عن تصنيف الحوثيين.
وحديث والتز عن «إعادة التصنيف» لا يعني أن الحوثيين ليسوا مصنفين إرهابيين أمريكياً، لكنه يقصد أنه سيتم إضافة تصنيف «FTO»، وكان هذا واضحاً من حديثه عن «مراعاة الديمقراطيين الأزمة الإنسانية» لعدم إضافة هذا التصنيف في السابق.