كاتب اماراتي
العدالة أساس الملك والحكم وتحقيق الرخاء والازدهار، والعدالة في شتى المجالات، محور تقدم وبناء الدول، فالأمم التي لا تعيش العدالة سواء في المجال الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو حتى البيئي، هي الأمم التي تعاني ضعفاً وتفككاً، ويكثر فيها الفساد والظلم والفقر، ولا تملك أياً من متطلبات العيش والحياة الكريمة.
ومن أهم مظاهر العدالة؛ العدالة الاجتماعية التي تحقق استقرار البشرية، وحماية مواردها الطبيعية وبيئتها من المخاوف الحالية والمستقبلية والمحافظة عليها. فهناك علاقة مترابطة ووثيقة بين المحافظة على البيئة، وتأمين عدالة اجتماعية واقتصادية في العالم. وإن من أكبر المفاسد التي تضرب المجتمعات الفقيرة؛ هدر ثرواتها الطبيعية، وإشعال فتيل الأطماع، للاستيلاء على الثروات الطبيعية، وتوزيعها بين أصحاب السلطة والنفوذ من دون عدالة، وإلحاق الضرر بالبيئة من دون أي اعتبار لحياة البشر، ومدى ما يلحق بهم من أذى. وهذه المجتمعات التي تعاني هذه الآفة تطاردها أشباح التخلف، وتنحدر إلى مصاف الدول الفقيرة في مقياس العدالة الاجتماعية.
أما القيادات العادلة التي تجعل العدالة حقاً أساسياً أصيلاً ومشاعاً للجميع، وفي شتى المجالات، فهي القيادات التي تحمل رايات التقدم والتطور، وتجعل مجتمعاتها أكثر نمواً وازدهاراً، وتسعى للمحافظة على مقدراتها البيئية بكل حرص، لأن العدالة في صورتها المتكاملة هي النور الذي يضيء للأمم طريقها إلى بناء حضارتها، وتنهض بعقول شبابها، وترتقي بالإنسان، لينشر الرخاء والاستقرار في مجتمعه.
وبفضل الله تعالى، ففي دولة الإمارات لدينا قادة عظماء، أقاموا دعائم العدالة منذ نشأة هذا البلد، وكان من ضمن المعايير الأساسية لبناء اتحاد دولة الإمارات، تحقيق العدالة في شتى المجالات، وقد أشاد بنيانه الأساسي القائد الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد اعتمد في مسيرته على العدل والمساواة.
وعلى هذا النهج سار قادة دولة الإمارات، وحرصوا على جعل العدالة أساساً لبناء دولة قوية متقدمة تتميز بكل سبل العيش الكريم، ومن بين القادة العظماء القائد الفذ وفارس الإنسانية والعطاء والقائد المحب لوطنه وأمته صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي عزز أسس العدالة في دولة الإمارات، لتكون من ضمن الدول المتقدمة في كافة المجالات، وقال في إحدى المناسبات كلمات من ذهب: «من السهل أن تحكم الناس بالخوف، ولكنّ قلة نادرة من الزعماء الذين استطاعوا أن يحكموا الناس بالحب»، فجعل الحب مبدأ للحكم والعدل والمساواة، وها نحن نرى ثماره في كل أرجاء دولة الإمارات وما تعيشه يومياً من تقدم وازدهار واستقرار، بعدما جعل سموّه من العدل أساساً حضارياً أصيلاً لبناء المجتمع الإماراتي.
وفي إطار جهود سموّه المستمرة في إقامة العدالة في شتى المجالات، تمكن من إرساء منظومة حكومية لحماية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية، وقد أكد سموّه في أكثر من مناسبة بأن المحافظة على البيئة هو من أهم ثرواتنا، وقال في افتتاح المشاريع البيئية الضخمة على مستوى الدولة: «إن المحافظة على البيئة هو محافظة على أهم ثرواتنا، والاستثمار فيها هو استثمار في أغلى ما نملك».
إن حرص سموّه على حماية البيئة يأتي في المقام الأول في سعادة البشرية، ونشر قيم العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وقد نال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه الإنجازات البيئية جائزة الأم تيريزا للعدالة الاجتماعية، تكريماً لأعمال سموّه، وتقديراً لإنجازاته في حماية البيئة، والمحافظة على مواردها الطبيعية، وتبنيه لمبادئ التنمية المستدامة، كإحدى أهم أولوياته، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة.
إن حماية البيئة جزء أصيل من منظومة العدالة المجتمعية المتكاملة، باعتبار أن البيئة هي أم الثروات، وهي الوعاء الحاضن للبشرية جمعاء.
المصدر: الخليج