محمد بن زايد: أبناء الوطن أهم ثرواتنا

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تؤمن إيماناً راسخاً بمحورية مواردها البشرية العاملة في كل المواقع والميادين في تعزيز مكانة دولة الإمارات، وإعلاء موقعها ورفع شأنها بين بلدان العالم.

وقال سموه إن حرص قيادة الدولة واهتمامها برفع وتطوير قدرات القوات المسلحة لا يقتصر على امتلاك أحدث المعدات ومواكبة تكنولوجيا السلاح فقط، بل يرتكز في جوهره على إعداد العنصر البشري القادر على التعامل مع أحدث الأسلحة وتقنيات الدفاع في مختلف الظروف بكل جدارة وكفاءة.

وأشار سموه إلى أننا نعيش في منطقة مضطربة منذ عقود، وتشهد توترات وأزمات لسنا بمنأى عنها، ولكن بفضل الله وبفضل يقظة ووعي أجهزتنا الأمنية حافظنا على أمننا واستقرارنا، كما بادرنا في الوقوف مع أشقائنا في الخليج وباقي الدول الشقيقة، لدرء المخاطر والتهديدات عن المنطقة قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة.

جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة في معسكر سيح حفير للتدريب التخصصي التي تم إنشاؤها خصوصاً للمجندين المنتسبين إلى الخدمة الوطنية والمجهزة وفق أحدث أنظمة التدريب والتأهيل.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن نهج الدولة ثابت وراسخ في الاستثمار بالإنسان الإماراتي باعتباره أهم الثروات، حيث وصف سموه أبناء الوطن بأنهم هم الاستثمار الحقيقي.

رافق سموه خلال الافتتاح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى المعسكر الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء الركن صالح محمد صالح مجرن العامري، قائد القوات البرية، واللواء الركن بحري إبراهيم سالم محمد المشرخ، قائد القوات البحرية، واللواء الركن طيار إبراهيم ناصر محمد العلوي، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، والعقيد أحمد علي البلوشي، قائد معهد حرس الرئاسة، والمقدم فهد سلطان بن سليمان، قائد مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة.

وتفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فصول الدراسة النظرية وقاعات التدريب، ومنها قاعات التدريب على المشبهات، حيث تابع سموه تطبيقات عملية أداها المجندون باستخدام السلاح مع مختلف المهام والعمليات، بما يعكس القدرات والمهارات التي اكتسبوها، واستمع سموه إلى شرح حول المناهج وأساليب التدريس والتدريب التي تعتمد على أحدث الطرائق والنظم في هذا المجال التي تستهدف إعداد المجند علمياً وفكرياً وجسدياً، ليسهم إسهاماً فاعلاً في شتى المواقع والمسؤوليات.

وشملت جولة سموه ميادين التدريب الخارجية، حيث أدى فيها مجندو الخدمة الوطنية مهارات الميدان والمشاة وفك وتركيب الأسلحة، إضافة إلى حصص اللياقة البدنية لرفع القدرات الجسدية، ومنها رياضة الجيوجيتسو.

واطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المرافق التي يتضمنها المعسكر، والتي تضم السكن الداخلي بتجهيزاته ومرافقه من الاستراحات والمطاعم والمسبح الأولمبي والصالات الرياضية المجهزة بكل معدات التدريب والإعداد البدني.

بعدها قام سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمدرسة الخدمة الوطنية إيذاناً بافتتاحها. والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المجندين في الخدمة الوطنية الذين أوشكوا على إتمام فترة التدريب الخاص بهم، معرباً سموه عن سعادته بوجود هذه الكوكبة من شباب الوطن في الخدمة الوطنية وهي تؤدي دورها بكل مهنية وجدية وروح معنوية عالية.

ووجه سموه كلمة إلى المجندين، بدأها بالدعاء للشهداء الأبرار، راجياً الله عز وجل أن يتغمد أرواحهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ثم قرأ والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء، كما دعا سموه أن يحفظ الله الإمارات ويكلأها دائماً بالعزة والخير والأمان.

وحيا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الروح الوطنية التي تحلى بها المجندون مخاطباً إياهم: «إن وجودكم هنا اليوم أنتم وزملاؤكم في معسكرات التدريب هو صمام أمان واستقرار لبلادكم».

وأضاف سموه: «أن إخلاصكم وتفانيكم في ميادين العز والشرف دليل قوي على ما تحملونه من حب وانتماء لهذه الأرض الطيبة».

وذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الدول تبنى وتتطور بسواعد الرجال الذين يضحون لأجل سمعتهم وسمعة بلادهم مثل إخوانكم الموجودين اليوم في اليمن، مشيراً سموه إلى أن الدول ليست بحجمها وتعداد سكانها، بل تقاس بإرادة شعوبها، فلا يستهن أحد بإرادة الرجال في أوقات الشدائد، فالتاريخ شاهد على قصص وأحداث أثبتت كيف كانت الإرادة والتضحية من أجل الوطن تصنع المعجزات.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن تسليح وتطوير قواتنا المسلحة في دولة الإمارات وتعزيز قدراتها نابعة عن رغبتنا في السلام والاستقرار وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.

وشدد سموه على أن حماية الوطن والذود عن حياضه واجب مقدس، قائلاً: «إن حماية الوطن والدفاع عنه فرض على كل أبناء الوطن، ولم يبدأ مع قيام دولة الاتحاد، بل منذ وجد الإنسان على هذه الأرض، ومن خلال تضحيات الآباء والأجداد الذين دافعوا عن أرضهم وعرضهم، وتركوا لنا السمعة الطيبة والقيم النبيلة، وعلينا واجب ومسؤولية في مواصلة مسيرتهم ورفع الراية وتسليمها للأجيال المقبلة، فمثلما نفتخر اليوم بالأولين وبتضحياتهم وكيف دافعوا عن أرضهم وعرضهم، نريد من أجيالنا القادمة أن تفتخر بأعمالنا ومنجزاتنا وتضحياتنا لتكون مصدر اعتزاز وفخر لهم».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن شعب الإمارات ماضٍ في الوفاء للآباء والأجداد على ما قدموه من جهد وتضحية وعناء لبناء هذا الوطن الغالي، حتى ننعم اليوم بالخير والأمان، لذلك لا بد من الجد والاجتهاد والتضحية والتفاني حتى يبقى الوطن عزيزاً قوياً للأجيال المقبلة.

المصدر: صحيفة البيان