أكدت المديرية العامة للدفاع المدني في تبوك خلال مؤتمر صحافي أمس، التوصل إلى جثة الطفلة لمى الروقي أثناء عمليات البحث عنها في البئر الارتوازية التي سقطت فيها قبل 12 يوماً، موضحة أن فرقها شاهدت جثة الطفلة (الثلثاء) الماضي، وعُثر على دميتها، لكن كثافة التراب حالت دون انتشالها.
وتكمل الطفلة لمى الروقي اليوم (الجمعة) يومها الـ14 في بئر وادي الأسمر على طريق تبوك – حقل في أجواء شديدة البرودة مع احتمال هطول الأمطار، كما بذلت طوال الأسبوعين الماضيين محاولات عدة لانتشال جثتها لكن المحاولات فشلت.
وأوضح المدير العام للدفاع المدني في تبوك اللواء مستور الحارثي لـ«الحياة» أن صعوبة التضاريس وتنوعها بين رملية وطينية وصخرية مع صلابتها العالية تسببت في تأخير انتشال جثة الطفلة.
وأشار اللواء الحارثي إلى أن العمل بدأ بـ 36 معدّة، وأنزلت كاميرا حرارية متخصصة بالآبار، ووصلت إلى عمق 30 متراً ثم اصطدمت بالصخور والتراب، لافتاً إلى أنه تم الوصول إلى نقطة حرجة (الثلثاء) الماضي، إذ شوهدت الجثة وعثر على دمية أكد والد الطفلة أنها دميتها.
وأضاف: «كثافة التراب حالت دون إخراجها، ما أسقط الجثة مسافة 13 متراً للأسفل، بسبب دخول الهواء من الفتحة الجانبية، أو لتأثير المعدات المستخدمة التي أدت لانهيار التربة».
وأفاد بأنه تم تمشيط المنطقة الصحراوية منذ بداية العمل للتأكد من أن الطفلة ليست تائهة، وأنها سقطت في البئر، مشيراً إلى أن السقوط تم من الجانب، ولم يكن من الفوهة الرئيسة.
ولفت إلى أنه تم الاستعانة بخبراء من الجهات المختصة للمساعدة في إخراج جثة الطفلة لمى، وأكدوا صحة الطريقة التي يستخدمها الدفاع المدني لاستخراج الجثة.
فيما نفى ما تردد عن سقوط الطفلة من أيدي المنقذين، مشيراً إلى أن الجثة نزلت نتيجة للانهيار الذي حدث للتربة، مشيراً إلى أن الدفاع المدني استعان بحفار خاص بشركة أرامكو، وينتظر وصوله اليوم لاستكمال عمليات انتشال الجثة. وشدد الدفاع المدني على أنه سيتم التحقيق مع صاحب البئر في شكل تفصيلي بعد الانتهاء من انتشال جثة الطفلة، مبيناً أن المعلومات تشير إلى أنه حفرها قبل ثمانية أعوام، وتعاقد مع مؤسسة لردمها، ولكن السيول أدت لفتحها مجدداً.
واعترف الدفاع المدني باستعانته بأربعة عمال أفغان لديهم خبرة في حفر الآبار، مشيراً إلى أنهم عملوا مع الدفاع المدني، فيما بلغ عدد المشاركين 183 مشاركاً، و33 متطوعاً، وتمت الاستعانة بـ91 معدّة. وقال الحارثي إن عمليات البحث لن تتوقف إلا بأمر من ولي أمرها في حال وجود أي خطورة على فريق العمل، مبدياً ترحيبه بالإعلاميين لمن يريد أن يأتي ويقف على الطبيعة.
وأضاف: «تبوك منطقة زراعية، والآبار موجودة بكثرة داخل المنطقة وخارجها»، فيما كذب قائد فريق العمل العقيد إبراهيم الحويطي الأخبار الصحافية التي تحدثت عن الوصول للطفلة أو إخراجها أو إبلاغ ذويها عن استخراجها.
ولفت اللواء الحارثي إلى استدعاء خبيرين من شركة أرامكو وصلوا إلى الموقع مساء (السبت) الماضي، واطلعا على خطة العمل، وأفادا بأنها الأنسب للتعامل مع نمط الحوادث المشابهة.
وزاد: «تمت مخاطبة شركة بن لادن وإحدى الشركات الإيطالية التي تعمل بمحافظة ضبا، وحضر مندوبان منهما للموقع، وأفادا بعدم توافر معدات لديهم للتدخل، إضافة إلى أنه تم التعاقد مع إحدى مؤسسات الحفر لعمل «تكييس» للبئر للمحافظة عليها من الانهيار».
وأكد اللواء الحارثي أنه في تمام الساعة السادسة من مساء (الإثنين) الماضي تم الانتهاء من «تكييس» البئر لمنعها من الانهيار، بجانب جعل المنطقة المحيطة بالبئر على شكل مدرجات لمنع تساقط الرمال، لافتاً إلى أنهم تمكنوا من الوصول إلى عمق 27 متراً مساء (الثلثاء) قبل الماضي. وأشار الحارثي إلى وجود منطقة صخرية صلبة لحظة الوصول إلى عمق الـ30 متراً، موضحاً أن فوهة البئر الأصلية كانت مطمورة بالتراب والحجارة بالكامل، وهو ما يهدد بانهيار التربة الجانبية في حال استمرار عمليات الحفر لأعماق أكبر، ما استلزم إزالة جزء من التربة الجانبية لتأمين سلامة العاملين.
المصدر: فايز العنزي – الحياة