وجهت وزارة الصحة رسالة قوية إلى قطاعات المجتمع بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة داء السكري” ، وحذرت من أن المعدلات العالية للانتشار في المملكة تجعل من السكري ما يشبه الوباء.. وفي إطار تأكيد التوعية بالتغذية الصحية عاتبت الوزارة مطاعم “الوجبات السريعة” والشركات القائمة على هذه المطاعم، ووصفت الوجبات السريعة بأن “فيها الكثير من الأضرار وقليل من المنافع” .
وقال ل “الرياض” وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن سعيد، لدى رعايته فعاليات وزارة الصحة باليوم العالمي للسكري امس الاول بحديقة الملك عبدالله في الرياض : المواطن هو الحصن لنفسه ضد أضرار “الوجبات السريعة” ولكن يجب دعمه بالمعلومات والحقائق من قبل الوزارة، ومراكز الأبحاث..
وزاد: “لا بد من شراكة وتنسيق لتصبح مكونات الأغذية المقدمة للطفل مفيدة وغير ضارة، والرسالة موجهة للشركات التي تقدم هذه الاغذية”.
من جانبها قالت، مديرة برنامج مكافحة داء السكري بوزارة الصحة ، الدكتورة فاطمة ال صليل: إن معدلات انتشار السكري في المملكة يمكن أن توصف ب “الوباء” ، كونها عالية وأشارت في هذا الصدد إلى أن وفقاً لمسح المعلومات الصحية من قبل الوزارة عام 2013 فإن نسبة السكري في الفئة العمرية 13 سنة تصل إلى 13.4 %، وتصل إلى 53 % في الفئة العمرية 65 سنة ، واضافت: المشكلة أن هذه الأرقام تؤخذ بطريقة سطحية، فحسب هذه التقديرات يكون العدد الفعلي للمصابين بالسكري مليونين وخمس مئة، ولكن هذا الرصد لا يشمل الأشخاص، غير المكتشف لديه، الذين لا يعلمون أنهم مصابون، وهم مقدرون بنحو مليون وثمان مئة ألف، ولذلك فإن إحصاءات السكري قد تصل إلى نحو أربعة ملايين وخمس مئة، بين أشخاص مصابين، ومن هم قبل الإصابة(لا يدرون ).
د. آل صليل: نسبة السكري في الفئة العمرية 13 سنة تصل إلى 13.4 %، و53 % في العمر65 سنة
وأشارت د. فاطمة إلى أنه يوجد في المملكة 20 مركزاً للسكري، والتوجيهات الجديدة افتتاح المزيد، وقد وجه وزير الصحة بإعطاء اهتمام أكبر للكشف المبكر.
وقال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة إن معدلات السكري في المملكة مقلقة، مشيراً إلى أي جهد يسعي إلى النجاح يصاحبه نوع من القلق الإيجابي، مؤكداً الثقة في جهود الوزارة، والفريق العامل، وفي الدعم المقدم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن معالي الوزير… مشيراً إلى أن نهج الوزارة هو أن تجعل المواطن شريكاً في المكافحة والحماية والتوعية، ليس للسكري وحده بل في جميع الحالات.
وأوضح الدكتور ابن سعيد أن اليوم العالمي للسكري هو مناسبة لتأكيد الرسالة التي تقوم بها الوزارة من خلال مركز مكافحة السكري، وتأكيد الشراكة المجتمعية في تنفيذ أنشطة المركز باتجاه إحداث القبول الاجتماعي للتغير في انماط الغذاء، والحركة، لتقليل نسبة الإصابة بالسكري، وتقليل المضاعفات لدى المصابين.
وقد امتدت الفعاليات التي نظمها مركز مكافحة داء السكري في حديقة الملك عبدالله ثلاثة أيام من الرابعة إلى العاشرة مساء وتم خلالها تقديم التوعية، وإجراء الفحص المبكر وقياس الوزن والدون، وذلك بحضور شراكات مجتمعية عديدة. إلى ذلك يحمل اليوم العالمي للسكري لهذا العام شعار (الحياة الصحية والسكري) مع التركيز على وجبة الإفطار، للتوعية بضرورة الوقاية من الإصابة أو تأخير ظهوره على الأقل من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن في حدوده الطبيعية، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية في عام ٢٠١٣ إصابة أكثر من ٣٢٨ مليون نسمة في جميع أنحاء العالم، ومن المرجح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030م إذا لم تُتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك. كما تجدر الإشارة أن نحو 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
المصدر: الرياض