أظهرت دراسة أن 73 في المئة من معلمي المدارس الدولية والخاصة في الإمارات يبحثون عن فرص عمل أفضل، وجاهزون للانتقال الفوري، محددة أسباب ذلك بستة أولها الراتب.
ووصفت الدراسة 8 في المئة من المعلمين المستطلعة آرائهم بـ«المحظوظين»، كونهم حصلوا على زيادة «حقيقية» في الراتب العام الماضي، مقابل 45 في المئة لم يحصلوا على أي زيادة على الإطلاق. فيما حصل 16 في المئة من المعلمين على زيادة أقل من معدل التضخّم، وتساوت زيادة الراتب لـ5 في المئة من المعلمين مع معدل التضخم.
ولفتت الدراسة، التي صدرت منتصف مارس الماضي، إلى أن معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي هم «الأكثر سعادة» بالنسبة لنظام المكافأة في المدارس العاملين فيها، تليها الشارقة، ومن ثم دبي.
يأتي ذلك في ظل توقعات بأن تصل حاجة المدارس الخاصة في الإمارات إلى نحو 14 ألفاً من المعلمين والمعلمات خلال السنوات الخمس المقبلة، في ظل النمو الذي يشهده القطاع، وفقاً لتقرير تمّ الإعلان عنه خلال منتدى المدارس الدولية والخاصة في دبي سبتمبر الماضي، الذي استضافته قرية المعرفة بدبي.
بدورها، أعلنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية أنه منذ انطلاق العام الدراسي الجاري 2015 – 2016، سجّلت المدارس الخاصة بدبي انضمام نحو 1182 معلماً ومعلمة جدداً.
وقال محمد السويدي مدير علاقات المتعاملين في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذا الأمر يعكس مكانة دبي كوجهة جاذبة لأصحاب الكفاءات في ميدان التعليم والتعلم من أجل العمل والحياة، ويواكب البيئة الاستثمارية الجاذبة التي يتمتع بها قطاع التعليم الخاص، ما ظهر واضحاً في معدلات نمو مستقرة في أعداد المدارس الخاصة الجديدة على مدار السنوات القليلة الماضية والمقبلة.
وتعتبر «الهيئة» أن الفترة الحالية تعدّ مثالية بالنسبة للمستثمر في قطاع المدارس الخاصة في دبي، كون المعلومات الدقيقة أصبحت متاحة له، الأمر الذي يمكّنه من اتخاذ القرار الصحيح، بالتعاون مع الاستشاري الذي يختاره. ولفتت إلى أن قطاع المدارس الخاصة بدبي يشهد حركة نمو ملحوظة نتيجة للاستقرار الذي يتمتع به، والذي أثبتته التجربة في عدد من المراحل منها الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وتبدي هيئة «المعرفة» حرصاً على تحفيز المدارس الخاصة التي تحقق نتائج جيدة ومتميزة في الرقابة المدرسية على افتتاح فروع جديدة لها في الإمارة، أو الموافقة على خططها التوسعية داخل المدرسة نفسها.
ووفقاً للسويدي، تشير الأرقام إلى أن العام الدراسي الجاري قد شهد إقبالاً متزايداً من معلمي آسيا والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، فضلاً عن أوروبا وأميركا، للالتحاق بالمدارس الخاصة بدبي بمختلف المواد الدراسية.
وأشارت «الهيئة» إلى أنه في العام الدراسي المقبل 2016 – 2017، سيتم افتتاح نحو 20 مدرسة خاصة جديدة في دبي من دون أن تحدد عدد المعلمين الذين من الممكن استقطابهم، خصوصاً أن باب التسجيل لم يكتمل بعد في تلك المدارس.
وأشارت الدراسة التي استطلعت رأي 531 معلماً ومعلمة معظمهم يعمل في مدارس دبي وأبوظبي، بالإضافة إلى نسبة قليلة من باقي إمارات الدولة، والتي أجرتها «شبكة التعليم في الإمارات العربية المتحدة» مع شركة الاستشارات التعليمية في دبي «ويتش سكول أدفايزر»، أن 24 في المئة من المعلمين «سعداء» في عملهم، و38 في المئة «سعداء نسبياً»، مقابل 39 في المئة «غير سعداء» في عملهم الحالي.
كما حددت الدراسة ستة أسباب رئيسة تقف وراء رغبة المعلمين بالانتقال للعمل في مدرسة أو بلدٍ آخر، وهي الرغبة بالحصول على راتب أفضل، والتفتيش عن أسلوب حياة أفضل، وارتفاع تكاليف المعيشة في الدولة، والرغبة في إيجاد التوازن بين متطلبات العمل والحياة، والعمل، حيث الرقابة المدرسية أقل، والتفتيش عن فرص أفضل لتحقيق التطوير المهني.
وتطرقت الدراسة إلى تأثير ارتفاع كلفة المعيشة على المعلمين في الإمارات، الذين عبروا عن عدم قدرتهم على الادخار، ويحصل 48 في المئة من المعلمين على سكن تؤمنه المدرسة، بينما يحصل 33 في المئة على بدل سكن. واعتبر 35 في المئة من المعلمين عن رضاهم على مجمل عرض العمل الذي يتضمن السكن والمواصلات والتذاكر والتأمين، باستثناء الراتب الأساسي.
وبيّنت أن المعلمين في المدارس الخاصة في الإمارات يتمتعون بدرجة كفاءة عالية، إذ يحمل 52 في المئة منهم شهادة ماجستير، الأمر الذي يجعل اختيار وجهة أخرى للعمل في مجال التعليم أمراً متاحاً.
526 مدرسة دولية
يبلغ عدد المدارس الدولية في الإمارات 526 مدرسة، يعمل فيها 39 ألف معلم ومعلمة بدوام كامل. وتبلغ نسبة المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة في الإمارات الآتين من المملكة المتحدة 47 في المئة، ومن أميركا الشمالية 13 في المئة، وأقل من واحد في المئة هم من المواطنين.
المصدر: الإتحاد