الطفل إبراهيم خلال التصوير

غدا هاوي التصوير عبدالعزيز العتيبي بين ليلة وضحاها حديث وسائل الإعلام، بعد رواج الصورة التي التقطها لطفل ينام بين قبرين، حيث ضجت بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية.
وفي الوقت الذي بث فيه العتيبي الصورة المصنوعة بهدف إنساني يتضامن مع الأيتام عبر حسابه في «إنستجرام»، اكتظت مواقع التواصل بقصص مختلقة حول خلفيات الصورة ومسبباتها، فيما ذهب آخرون إلى المطالبة بمحاكمته ومعاقبته على التصوير بين القبور والأموات، فيما طلب منه بعض المشاهير ربطها بأحداث إقليمية من باب «الأكشن»، ولكنه رفض ذلك.

قصاصة لما نشرته صحيفة سترند الألمانية حول الصورة

«الشرق» بدورها تواصلت مع العتيبي، حيث كشف عن تفاصيل الصورة بقوله «رغم بداياتي في عالم التصوير إلا أنني رغبت في صناعة صورة تكون (إنسانية) المحتوى، وذات رسالة معبرة للمجتمع تختصر معاناة الأيتام بعد فقدان والديهم وتمني الأطفال النوم إلى جوارهم حتى وهم أموات، فوضعت تصوراً للصورة وعمدت إلى تنفيذها في موقع لتجميع (الخرسانة) بينبع، واستعنت بابن أخي (إبراهيم) ذي الثمانية أعوام لتنفيذ الفكرة، وبمعاونة بعض العمالة بتشكيل الخرسانة على شكل أربعة قبور في موقع التصوير، وبدأت في التقاط العشرات من الصور لذات المشهد بعضها التقطت من أعلى بواسطة «شيول».

.. وقصاصة لما نشرته وكالة BBC حول الصورة

وأضاف العتيبي، بمجرد نشر الصورة في حسابي بـ«إنستجرام» تفاجأت بانتشارها السريع في حسابات شهيرة، ولكن المؤسف أن كثيرين قاموا باختلاق قصص مختلفة حولها، منها (طفل سوري فقد والديه، طفل يتيم عماني، طفل يتيم في السعودية، وطفل قُتل والداه في الأحداث المصرية)، وغيرها، وهذا أمر أزعجني كثيراً، وقد روَّج بعض المشاهير هذه الصورة واختلقوا قصصاً مختلقة، وبرغم توضحي لهم في حساباتهم بـ(تويتر وفيسبوك) إلا أنهم طلبوا مني ربطها بأحداث إقليمية، وقالوا «لابد أن نوجِد قصة لتشتهر الصورة»، وهذا الأمر رفضته تماماً، كوني صنعت الصورة لهدف «إنساني بحت»، ولا أريد أن تذهب الأمور في غير مسارها الصحيح، وهذا ما دفعني لنشر مزيد من الصور خلف الكواليس ليقتنع الناس بأن الصور لم تُلتقط في مقبرة.

المصور العتيبي خلال إنشائه التربة على شكل قبر

وعن تصدُّر الصورة في بعض الصحف العالمية، قال «فخور جداً بهذا التفاعل والتقدير لرسالة الصورة التي عمدت إليها»، لافتاً إلى أنه محتفظ بكل ما نشرته وسائل الإعلام حولها، مشيراً إلى أن ما حدث سيكون دافعاً له لإنتاج أعمال إنسانية أخرى تبث رسائل مباشرة ومختصرة للمجتمع، وقال «أنا في بداية مشواري مع الكاميرا، وأطمح إلى تحقيق مزيد من النجاحات لهذه الهواية التي أعشقها منذ الصغر».