كاتب وصحفي سعودي
لستُ هنا إلاّ «مختلساً» لمكالمة هاتفية «افتراضية» بين زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي جرت بينهما بمناسبة عيد الأضحى. ملخص ما دار بينهما أدناه.
الحوثي: ألو الأخ البغدادي، معاك عبدالملك الحوثي إمام المسلمين.
البغدادي: هلو – وياك أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين. من وين تحچي (من أين تحكي)؟
الحوثي: عيد مبارك يا أخي.. «أدق لك» من اليمن مخزن الرجال الذين أقاموا دين الله في كل البقاع شرقاً وغرباً.
البغدادي: «هسه» أنت متصل تبارك بالعيد ولا «اشبيك» (ماذا بك). تعرف من أنا. أنا الخليفة أبو بكر- ما تقوليا أبوبكر عندّك حساسية من اسمي.
يسترجع البغدادي التاريخ ويواصل حديثه للحوثي بـ«لغة فصحى» أنت تحدثني الآن، وأنا في أرض الجهاد في بلاد الرافدين وعاصمة العباسيين وخلفاء المسلمين وقلبي على اليمن. سنقتل كل الكفرة الفجرة، ونحرر ديار المسلمين عاجلاً غير آجل.
الحوثي: وقفْ يا أبوبكر لا تقول قلبك على اليمن، ثم أقول قلبي على العراق. خليك خليفة للمسلمين، وأنا إمام المسلمين، وتعمل دولة الخلافة ونعمل دولة الإمامة، جنوبها وشرقها لنا، وشمالها وغربها لكم.
البغدادي: أنت «كلاوجي»، الأمة المسلمة لا تقبل بك – نحن أحفاد الصحابة- والسنة يكفِّرون الحوثي. وأنتم (رافضة).
الحوثي: لا عاد تقول «رافضي» أقول لك «ناصبي»، وإحنا من سلالة أهل البيت، نكفِّر من لا يتَّبع ملَّتنا أيضاً.. وأنت من الخوارج وأمريكا بتجيك «تخرق كرشك». خلينا نتفاهم.
البغدادي: خوش- أقلّك وليّ، أمريكا نعرفها، وتعرفنا، وسنتفاهم، بس إحنا جايين اليمن. جهِّز القصر للخليفة (إليَّ) حتى أعينك والياً على اليمن.
الحوثي: والله «ما تطب» اليمن وأمريكا تعرفنا بعد. هم ما يكرهوننا، والآن هم يقاتلوك وسيذبحونك بالصواريخ والطائرات. إحنا في اليمن في أمان، وحكمتنا يمانية. وما تنسى أن جيشنا 500 ألف مقاتل وأنت 50 ألف إرهابي، وإذا ما تعرف تحسب الفرق بعلمك، غير الليّ عندنا من المال والسلاح غنمناها من بيوت الأحمر. «حنا ناكل الزلط»؟
البغدادي: أقلك (أقول لك) تاكل الزلط ولا القات ما تهمني، أنت كافر يا حوثي وجيشي الـ50 ألفاً عن 500 ألف، وبتشوف فعل رجالنا المجاهدين. نفجِّر فيكم 50 استشهادياً فقط.
الحوثي: تقول «إيش»، أنتم مرتزقة بتهربوا إذا رفعنا الخناجر. حنا «زيود» أهل خناجر وأنتم تلبسون «بناجر». أنا ما عندي ساعة روليكس مثلك.
البغدادي: أنت مجنون، وما تعرف أن الروليكس (قنبلة يدوية) بفجرها في رأسك، وأخلِّي الحاجب أبو القعقاع يأكل من لحمك ويرمي الباقي للچلاب (للكلاب)، ولا أقلّك أنت حدك نرجمك بـ«طابوگه».
الحوثي: واللهِ ما تقدر على الحوثي. لكن أنت ليش ما تعرف تتفاهم، خلينا نرتب الأمور أحسن لنا ولكم. أنا متصل فيك من شأن نتعايد ونتفاهم، ونشغلهم عنكم في الجنوب وتشغلوهم عنا في الشمال.
البغدادي: شعليك- قلّ بسرعة أنا في أرض المعركة أقود كتائب وسرايا المجاهدين. أنا في «هوسه» «ماني فاضي لَك».
الحوثي: حنا نأخذ مع اليمن السعودية ودول الخليج وأنت تأخذ العراق وسورية والأردن وفلسطين ولبنان، وإذا تبغا مصر «ماشي مشكلة» عندنا.
البغدادي: أنت كذاب منافق «كلاوجي»، كيف تأخذ دول النفط والغاز، وتترك لنا دول البصل والثوم. أنت تضحك عليّ. اخرس واتكلم زين مع خليفة المسلمين، وإلا قفّلت التليفون في وجهك يا حوثي.
الحوثي: «هبو له ساعيه قال يشتي مركب». أنت ما تفهم طيب، هيا – خذ السودان مع مصر -كل بلاد الشام ومصر والسودان ودول المغرب العربي نتفاهم بعدين ما تأخذها وحدك، ولا تقول لي: «شكو ماكو». وبعطيك الصومال أيضاً. «هيا افرح»!
يستدرك الحوثي: كمان لا تطلب مني أناديك أبو بكر قدام الحوثيين ترى ما يرغبوا هذا الاسم، وعندهم حساسية منه! إيش اسم ولْدك علشان ألقبك به.
البغدادي: يابه، أحفاد الفاروق قادمون. جايين اليمن، بس نخلِّص على أعداء الله (الصليبيين) في المعركة البرية، وبعدها سوف أسحبك واسحلك أنت وكل الحوثيين المنتشين في صنعاء وصعدة.
الحوثي مقاطعاً: أنت ما تقدر يا «جني»، واللهِ لأجيبك حتى صنعاء وأصلبك وأعلمك من هو الإمام الحوثي. وقبل ما أعدمك أعلِّم إيران.
البغدادي: اواش يابه (لحظة)، كيف تعلِّم إيران؟ ما دخل إيران، الله يسلط عليك؟ إيران أصدقاؤنا ونعمل معهم، لا يكون تشتغل معهم بعد؟
الحوثي: أيووووه، هذا الكلام «المزبوط»، هم جماعتنا وعزوتنا يعني (الخليفة والإمام) يشتغلوا عند الولي الفقيه! طيب «يا عميل» من حليفكم غير إيران؟
البغدادي: باوع – ما أسمحلك يا عميل، تسأل عن حلفائنا الثاني والثالث ولو كان السيد الأسد- خلينا نخلّص معركتنا ونتقابل في طهران بس ما تطمع يا حوثي.
الحوثي: إيش – طهران ما تقرب منها، كلها لنا وإلا الخنجر اللي يلمع في جنبي بغرزه في كرشك، اخرق (اخرج) منها كل «المسكوف والمحاشي»، وبأخذ الساعة الروليكس أو أقولك ارسلها لي من شان أهديك «شوية» عسل وزبيب وإذا تبغى قات «برضه برسل لك».
البغدادي: باوع ليّ، ارسل عسل وقهوة و»كشمش» من شان ارسلك شوية مخدرات وحسناوات (سبايا)، بس لا تنسى أن الأمة تحتاج إلى خليفة للمسلمين وإمام للمسلمين. انت اهتف: «الشيطان الأكبر» وحنا نردد: «الله أكبر».
الحوثي لـ«البغدادي»: ترسل لي فاتنات – «ما تشتي تتحوثن» يابغدادي؟
البغدادي لـ«الحوثي»: أنت ما تبغى تتدعشن؟ ثم يردد: لا بد من صنعاء وإن طال السفر.
سوياً، أغلقا الهاتف وهما يرددان: الشيطان الأكبر – الله أكبر.
المصدر: الحياة
http://alhayat.com/Opinion/Jameel-Al-Doiabi/4923476