*وزير الخارجية والتعاون الدولي
هناك أُمَمٌ ممتدة جذورها في التاريخ، وأمم فتيّة تنظر إلى المستقبل بشغف، وتعمل بجهد لكي تشارك في صناعته، أمّا الصين، فإنها تجمع بين النموذجين. ففي الصين القديمة، تم اختراع البوصلة والورق، والآلة الطابعة التي تطورت في الغرب لاحقاً، ومنها أيضاً ظهر البارود، والقوس المستعرض، والكثير من الاختراعات التي غيّرت مسار البشرية.
ومن الصين، بزغ شعاع الفلسفة الشرقية، حيث الكونفوشيوسية التي تقول لنا إن الحياة بسيطة جداً، إلا أننا نُصرّ على جعلها معقدة.
وحيث الحكمة الخالدة في التراث الإنساني، فلا يمكن لدارس الفلسفة إلا أن يقف عندها طويلاً ليتعلم من التراث الفلسفي الصيني ومدارسه الفكرية، ما يُنير طريقه مثلما أنار طريق الإنسانية لمئات السنين.
واليوم، تنطلق الصين نحو المستقبل بقيادة فخامة الرئيس شي جين بينغ، بسرعة الضوء، حيث سيبلغ استثمار الصين في جهود البحث والتطوير من الناتج المحلي الإجمالي، اثنين ونصف بالمئة بحلول العام 2020. فمن الاستثمار في مختبرات البيولوجيا الحيوية، إلى تطوير الذكاء الاصطناعي والكمبيوترات فائقة السرعة، تقطع الصين مراحل كبيرة لدفع عجلة العلوم بطريقة غير مسبوقة، حتى أصبحت مؤسساتها العلمية، أحد أكبر المساهمين في إنتاج وتطوير التقنيات المختلفة.
ولهذا، يسعدنا في دولة الإمارات أن نكون شركاء لهذه الأمة العظيمة، وأن نرحب بفخامة الرئيس الصيني والوفد المرافق له في هذه الزيارة التاريخية التي نسعى من خلالها للعمل جميعاً من أجل مستقبل أفضل للبشرية.
المصدر: الاتحاد