يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
هونغ كونغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة وفيها ست جامعات في قائمة الـ400 جامعة الأفضل حول العالم، تايوان عدد سكانها 23 مليونا وفيها سبع جامعات من أفضل 400 جامعة عالمياً، الصين عدد سكانها 1.3 مليار نسمة وفيها تسع جامعات فقط من أفضل 400 جامعة.
تايوان وهونغ كونغ جغرافياً وتاريخياً تعتبران جزءاً من الصين الأم ولكن بسبب عوامل التجارة والاستعمار انفصلتا ولكنهما بقيتا تحت المظلة الصينية حتى الآن، هذا جعل الإنسان في تايوان وهونغ كونغ يتمتع بحياة أكثر حرية لذلك نجد أن سبعة ملايين أو 23 مليون شخص استطاعوا بناء سبع جامعات قوية ومحترمة بينما العدد الصيني المهول 1.3 مليار لم يستطع سوى بناء تسع جامعات! الجامعات المحترمة التي تتمتع بالحرية الكاملة تُخرج المعلمين والمهندسين والأطباء والاقتصاديين وتثري حياة الإنسان العادي مباشرة، تخيلوا فقط أن حجم الحرية الموجودة في تايوان أو هونج كونغ تنتقل إلى الصين.
ليس التعليم فقط، منظمة Economic Freedom قارنت بين فنزويلا وتشيلي في أمريكا اللاتينية، معدل الفقر في فنزويلا %29 ومعدل التضخم %30 بينما في تشيلي الفقر %15 والتضخم %1.7 والسبب هو حرية الاقتصاد الذي يجعل من فنزويلا مكان لا يُطاق للعيش، هذا ليس مثالا شاذا؛ فالمنظمة قسمت دول العالم بحسب حرية الاقتصاد فوجدت أن الدول الأكثر حرية اقتصادياً معدل دخل المواطن العادي فيها أكثر بثمان مرات ودخل الفقراء أكثر بعشر مرات ومعدل السعادة أكثر ويحظون بحقوق مدنية وأجواء بيئية أفضل ومعدل الحياة أطول بـعشرين سنة من الدول التي لا يوجد فيها حرية اقتصادية.
مساحة المقال انتهت.. عيد سعيد.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٣٢) صفحة (١٩) بتاريخ (٣١-١٠-٢٠١٢)