هل تعلم أن معظمنا يقرأ كتاب الله دونما تدبر أو تفكر؟

وأن الإسلام في كتاب الله مختلف تماماً عما وجدنا عليه آباءنا وما تعلمناه في المدارس وحياتنا اليومية؟

وأن الإسلام هو الإيمان بالله الواحد واليوم الآخر والعمل الصالح {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ؟

وأنه الدين الذي جاء به كل الرسل ابتداءً من نوح حتى محمد عليهم السلام؟

وأن رسالة محمد (ص) أكملت الرسالات وختمتها وتوجهت للناس جميعاً في كل مكان حتى قيام الساعة؟

هل تعلم أن الصراط المستقيم هو بنود من الوصايا الأخلاقية التي لا يختلف عليها أي تشريع أو قانون؟

وأن المحرمات هي الوصايا إضافة لبضعة بنود أخرى لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة؟

هل تعلم أن الله تعالى صاحب الحق في التحريم وكل إضافة هي تقول على الله؟ وأن الكم الهائل من “الحرام” الذي تم تكبيلنا به عبر العصور ما هو إلا افتراء عليه سبحانه، إما اقتبس من الرسالات السابقة أو من أعراف مجتمعات أكل عليها الدهر وشرب؟

هل تعلم أننا جميعاً عباد الله في الدنيا، سواء المؤمنين به أم غيرهم، حيث العبادية لا تعني العبودية، فترك لنا حرية الطاعة والمعصية، ثم نصبح يوم القيامة عبيده، لا نملك من أمرنا شيئاً؟

وأن الإيمان بالله يعني الكفر بالطاغوت، ومن ثم “لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ”، وعلينا أن نحترم حرية الآخرين بمعتقداتهم وآرائهم بغض النظر عن معتقداتنا؟

هل تعلم أن علاقتنا مع الناس تحددها القيم الأخلاقية فقط، وليست مهمتنا فرز الناس إلى الجنة أو النار {اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟

هل تعلم أن رحمة ربي وسعت كل شيء، والجنة واسعة عرض السموات والأرض وإن دخلها من لا ترضى عنه أنت فلن يضيرك شيئاً؟

هل تعلم أن الأنثى في كتاب الله ليست ناقصة عقل ودين، وأن الخلق تم من نفس واحدة، لا من ذكر واحد، وهي ليست من ضلعه، وفي الآخرة ستحاسب كالذكر تماماً؟

هل تعلم أن الزواج ميثاق غليظ قوامه نفس {لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} وَ{جَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، و{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، ولا سجود للرجل ولا من يحزنون؟

هل تعلم أن التعدد له شروط؟ والشرط الرئيسي أن يكون من أرملة ذات أيتام بهدف رعايتهم؟ أما في الحالات الأخرى فلا جمع بين زوجتين{وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} (النساء 20)؟

وأن المرأة يمكنها أن تكون القيمة على الأسرة؟ فالقوامة للأكفأ {بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}؟

وأن الطلاق من حق المرأة أيضاً، لكنه آخر الحلول ويفترض أن يتم حفظ حقوق الطرفين {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، والبيت للمرأة {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}؟

وأن ما تحويه قوانين الأحوال الشخصية في بلداننا قد استمد من أعراف مجتمعات سابقة، لا من كتاب الله؟

هل تعلم أن الوصية هي الأساس في نقل الثروة، وأنها ذكرت إحدى عشرة مرة، وإن لم توجد الوصية يوزع الإرث وفق ما ورد في الآيات الخاصة به، ولا يمكن لكتاب الله أن يحتوي على آيات ملغاة ولا يمكن أن نقول “لا وصية لوارث” والله تعالى قال {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ}؟

هل تعلم أن الرسول (ص) وفق كتاب الله معصوم في مجال نطق ما جاء به الوحي ومن ثم البلاغ، وأنه لا يعلم الغيب وإلا لاستكثر من الخير {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}؟ وهو عليه الصلاة والسلام لم يعلم من قصص الأنبياء إلا ما جاء في القرآن، أما متى شق موسى البحر ومتى خرج يونس من بطن الحوت فهذا كله غير معروف، والقرآن الكريم لم يحدد تاريخ أو جغرافيا لكل الأحداث التي ذكرها؟

هل تعلم أن الأحاديث دونت بعد وفاة الرسول بقرنين؟ أي مئتي عام؟

هل تعلم أن الرسول شرّع لعصره وفق ما ارتآه مناسباً آنذاك، وعلينا التأسي به بالمطالبة بتشريعات تناسب عصرنا؟

فإن كنت تعلم فـ {لاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.