فيما نزل تأكيد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باستكمال مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت منذ 21 إبريل/ نيسان الماضي، وعدم الانسحاب منها «برداً وسلاماً» على المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وعلى القيادة السياسية والدبلوماسية الكويتية التي تأمل ألا يغادر أطراف المشاورات الكويت إلا وفي أيديهم اتفاق سلام شامل، يخرج اليمن من كبوته ويوقف نزيف الدم ويشرع في إعادة الإعمار، حذر ولد الشيخ أحمد، أمس الأحد، من التداعيات السلبية للأمن في اليمن على أمن واستقرار المنطقة مجدداً إصرار المنظمة الدولية على إحلال الأمن والسلام في البلاد داعياً الفرقاء اليمنيين إلى تغليب المصلحة العامة، وتقديم تنازلات تضمن حلا «متيناً وشاملاً» يعيد السلام لليمن والأمن لليمنيين.
وأكد ولد الشيخ أحمد في كلمة ألقاها أمام منتدى الدوحة في دورته
ال 16تحت شعار (الاستقرار والازدهار للجميع) قبيل عودته إلى الكويت لاستئناف المشاورات: «أننا اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى وهو قريب لمن يريده». وقال إن المشهد اليمني «مفعم بالتعقيدات الداخلية والخارجية وتتداخل معها العديد من الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية»، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي لدعم اليمن سياسياً ولوجستيا.
وشدد على أن القرار يبقى بيد اليمنيين أنفسهم داعياً إياهم إلى تغليب المصلحة العامة، وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والتي تضمن مستقبلا مشرقا يستحقه اليمن، وأعرب عن أسفه لأخبار الموت والحوادث التي يعد المدنيون هم المتضرر الأكبر منها مطالباً الأطراف اليمنية بالتحلي بحسن النية من أجل معالجة الحروب والنزاعات السياسية. وقال: «نحن أمام مرحلة دقيقة نعمل فيها على تدوير الزوايا وتطبيق إجراءات الثقة فيما تبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف. وأضاف: «أتيت إلى منتدى الدوحة قادما من الكويت التي تشهد مفاوضات يمنية – يمينة حاسمة تهدف إلى وضع حد للصراع الدامي الذي حصد أرواح المئات من الأبرياء».
وأشار إلى أن مفاوضات الكويت تعقدت وتشعبت وتعرقلت عدة مرات، لكنها مستمرة بعزم حتى التوصل لحلول مستدامة. وقال: «لا شك أن التحديات كثيرة، لكنها ليست مستعصية ونحن واثقون من إمكانية البناء على الأرضية المشتركة الصلبة في حال قررت الأطراف تقديم الضمانات والتنازلات فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر. وذكر أن النزاع في اليمن والوضع الإنساني الناجم عنه طال ولا يحتمل الانتظار، مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط نحو سبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح، فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثاً عن ملجأ آمن.
وأوضح أن اليمن يخوض حروباً على جبهات مختلفة، يدفع ثمنها باهظاً من أمنه واستقراره، مشيراً إلى أن العمليات الإرهابية التي تستغل غياب الدولة طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد، وأشاد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية أخيراً في مكافحة الإرهاب.
واجتمع ولد الشيخ أمس، مع رؤساء الوفدين وغيرهما من كبار المندوبين من الجانبين، داعياً في هذا السياق جميع الأطراف إلى العمل من أجل إيجاد حل شامل في أقرب وقت ممكن. ووصف الوضع بأنه معقد، ولكن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات واضحة وتحديد مصير البلاد.
المصدر: الخليج