دخل قرار تطبيق نظام المواقف المدفوعة على جميع مناطق جزيرة أبوظبي حيز التنفيذ، وانتهت مهلة الأسابيع الثلاثة، وقد اجتهدت إدارة «مواقف» في طرح المبادرات والحلول الهادفة للتسهيل على السكان من وجهة نظرها، عندما دعت زوار مناطق الفلل السكنية المشمولة بالقرار إلى ضرورة تقديم طلب تصاريح الزيارة، والتي تستمر لما بعد الساعة الثانية عشرة صباحاً (أي بعد منتصف الليل) عن طريق الرسائل النصية القصيرة، وأوضحت بأن الصلاحية القصوى للتصريح 8 ساعات بدءاً من إرسال الطلب.
كما طمأنت الزائرين أن بإمكانهم الاستفادة مجاناً من مواقف الفلل من الـ 8 صباحاً وحتى منتصف الليل، وقالت «إن سكان الفلل يستطيعون التسجيل لزائريهم في نظام (مواقف) بالاتصال أو بإرسال رسالة نصية للنظام لمدة 8 ساعات».
وكما جاء في الخبر الذي نشرته «الاتحاد» أمس الأول، شهدت منصة «مواقف» عبر «تويتر» استفسارات عديدة خلال الأيام القليلة الماضية بشأن المجالس و«البرزات» اليومية، وإصدار تصاريح لهم، حيث قالت الدائرة «إنه يمكن طلب خدمة تصريح المناسبات، عن طريق مالك الفيلا السكنية الذي عليه تقديم طلب عبر الهاتف المسجل في النظام، والتواصل مع مركز الاتصال الخاص بالدائرة، حسب المدة التي تقررها مع مالك التصريح».
وسواء اتفقنا مع هذه التسهيلات والمبادرات أم لم نتفق حول دورها وأثرها في تعزيز النظام الحضاري الذي يحمله مشروع «مواقف» بما يليق بعاصمتنا الحبيبة، إلا أنه يجعلنا نراجع الكثير من عاداتنا الاجتماعية، خاصة أن «البرز» والمجالس جزء من مكونات النسيج الاجتماعي لمجتمع الإمارات، الأمر الذي يتطلب مقارنة مرنة للتوفيق بين هذا الجانب والمشروع الحضاري الذي تمثله «مواقف» على الرغم من الإرباكات التي رافقت التطبيق في البدايات، واحتقان العلاقة مع سكان المناطق التجارية، لتنتقل اليوم المسألة لمناطق الفلل في داخل جزيرة أبوظبي بعد أن أصبحت بالكامل خاضعة لنظام «مواقف» الذي سيمتد في ضوء ذلك حتى لمواقف «مجالس» الأحياء التي أقامتها الدولة لتعزيز الترابط المجتمعي، واجتذاب الأهالي من مختلف الفئات العمرية للاستفادة ممن يطرح فيها من أمور تهم المجتمع ومن فيه.
أقول إن النظام الجديد الذي طبقته «مواقف» في مناطق الفلل السكنية، سيدفع الكثيرين لإعادة النظر في تلك الممارسات والعادات الاجتماعية التي اعتادوا عليها، والتقليل من الزيارات على طريقة «يا بخت من زار وخفف»!.
المصدر: الاتحاد