فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

يداً بيد

آراء

حين أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2025 هو «عام المجتمع»، كان ذلك بمثابة دعوة لنا جميعاً للتأمل في معنى الانتماء والمسؤولية.

إنها رؤية تؤكد أن قوة الوطن تكمن في تماسك مجتمعه، وأن الترابط لا يعني مجرد القرب الجسدي، بل ذلك النبض المشترك الذي يوحد الأفكار والغايات تحت راية واحدة. هو امتداد لسلسلة من المبادرات الخلاقة التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة ومنها عام الابتكار، وعام القراءة، وعام الخير، وعام زايد، وعام التسامح، والاستعداد للخمسين، وبرنامج نوابغ العرب، وعام الاستدامة.

«عام المجتمع».. خارطة طريق نحو بناء علاقات إنسانية تتجاوز حدود الذات، ودعوة لاستبدال الأنانية بروح العطاء، وتبديل الفردية بالتعاون، لأن المجتمع الذي يتنفس قيم التراحم والمسؤولية هو مجتمع لا تهزه رياح، ولا تعرقله تحديات.

كما وصف الله تعالى الكلمة الطيبة في محكم التنزيل: «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ»، فإن المجتمع المتماسك هو تلك الشجرة الراسخة، جذورها الأسرة، وفروعها أفراد يحملون قيم الوعي والتكاتف. فبالوعي تزدهر الأسرة، وبالأسرة يقوى المجتمع، وبالمجتمع يرتفع شأن الوطن.

كما نستلهم من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن المجتمع يقوى بالأسرة.. والأسرة تقوى بالوعي.. وبالوعي يقوى الوطن، فهي رؤية تلخص المسيرة، وتُحدد الهدف الذي نعمل جميعاً من أجله نحو مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.

وفي «عام المجتمع»، تتوزع المسؤولية على الجميع، بدءاً من الأب والأم في حراسة قيم البيت، إلى المعلم في تشكيل عقول الطلبة، إلى الموظف الذي يبذل جهده بإخلاص، ورجل الأعمال الذي يسهم في تنمية الاقتصاد، إنها سلسلة مترابطة، كل حلقة فيها تقوي الأخرى، ليظل الوطن شامخاً.

وهنا، أتوجه وأنا تلميذة في مدرسة قادتنا، بدعوة إعلامنا ومؤسساتنا، الحكومية منها والخاصة، لتبني المبادرات والبرامج التي تعمق قيم المجتمع والسفر إلى غد أكثر إشراقاً، ووطن أكثر ازدهاراً.

تعلمنا من قيادتنا الحكيمة، أن النهضة ليست مجرد أرقام وإنجازات، بل هي نسيج مجتمعي متكامل، أحد خيوطه المسؤولية المشتركة.. «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

المصدر: البيان