تتوالى الأيام والسنون، ويظل الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متربعاً على القلوب وحاضراً في الوجدان ومتواجداً بقوة، خالداً في التاريخ.
بصماته خالدة وأياديه البيضاء ساطعة حيثما بلغ الجود الإماراتي، وأينما ولى المرء وجهه. ليس في الإمارات وحسب وإنما في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تشهد صور العطاء برؤية وفلسفة رجل قلما يجود بمثله الزمان، ونظرته للإنسان، وكذلك الثروة التي يرى بأن لا طائل منها ما لم تُسخر لأجل الإنسان.
من هذه الرؤية تواصل نهج الخير الإماراتي الذي وضع إمارات الخير والعطاء في صدارة الدول الأكثر تقديماً للمساعدات، وتحقق المرتبة الأولى لسنوات متتالية.
يوم زايد للعمل الإنساني، اختاره أبناء الإمارات ليعبروا فيه عن الوفاء للقيم النبيلة الراقية التي غرسها زايد في قلوبنا، ووفاء لنهج اختاره لبلاده، ومضت على مساره قيادتنا الرشيدة، وتحولت معها الإمارات عاصمة للإنسانية، ومنارة شامخة ساطعة للعمل الخيري والإنساني.
لقد حرص أبناء الإمارات على تحويل ذكرى رحيل زايد عن دنيانا الفانية إلى يوم لإطلاق مبادرات خيرية وإنسانية تكرس النهج الذي اختاره للإمارات، وترسيخ عمل الخير وإسعاد من تكالبت عليهم صروف الدهر ومن هم في مجتمعات هشة تعاني الفاقة والجدب. وقد كانت نظرته -طيب الله ثراه- لعمل الخير ومساعدة الآخرين تقوم على تقديم العون والمساعدة وإغاثة الملهوف من دون تمييز أو تفريق بسبب اللون أو العرق أو المعتقد، كما تقوم على ضرورة تحقيق الاستدامة للمشاريع الخيرية والإنسانية والنهوض بالفئات المستفيدة وأعدادها للاعتماد على النفس وتوفير الحياة الكريمة لها.
نحتفي بيوم زايد للعمل الإنساني ونحن في رحاب عام التسامح، هذه القيمة الرفيعة النبيلة التي عمل زايد على نشرها، وجعل معها الإمارات واحة يتفيأ تحت ظلالها ملايين البشر من نِحل وأعراق وثقافات ومعتقدات مختلفة يعيشون في محبة ووئام ويعملون معاً من أجل الخير والتقدم والازدهار للجميع.
نهج رسمه زايد ومضت على خطاه قيادتنا الرشيدة، وقدمت معه الإمارات أنموذجاً ملهماً في التسامح وما يتحقق معه من ثمار تسعد الإنسان أينما كان. ومثلما كان زايد علامة فارقة في التاريخ، يظل النهج الذي اختاره للإمارات علامة فارقة في البناء والتنمية وفعل الخير، فقد كان رحمه الله مدرسة ومنارة تسترشد بها الأجيال على مر العصور.
المصدر: الاتحاد