دفعت الإجراءات التي أقرتها وزارتا الداخلية والعمل أخيرا، بـ 15 ألف مقيم يحملون إقامات مدون فيها مهنة الهندسة إلى التنازل عنها مقابل الإقامة النظامية في البلد. وكشف لـ ”الاقتصادية” المهندس حمد الشقاوي رئيس الهيئة السعودية للمهندسين، أن 15 ألف مهندس يعملون في السعودية، أتوا طواعية إلى هيئة المهندسين وتبرأوا من مهنة الهندسة، وطلبوا تعديل مهنهم إلى مهن أخرى، على خلفية حملة الهيئة للكشف عن الشهادات المزورة في الهندسة.
وقال الشقاوي، ”لدي أوامر عليا بأن أي شخص تكتشف أوراقه بأنها مزيفة، يتم الرفع مباشرة للشرطة، بحسب المنطقة التي يعمل فيها المهندس المزيف”، لافتاً إلى أنه تم اكتشاف 1050 شهادة مزيفة حتى نهاية نيسان (أبريل) الماضي.
وأشار إلى أن هناك 1100 شهادة مزورة لا يزال أصحابها يصرون على صحتها، لافتاً إلى أنه تم الرفع بهم إلى الجهات المختصة، وكثيراً منهم غادروا البلاد، مبيناً أنه لا يتم تجديد إقامة أي شخص يحمل مهنة مهندس إلى بعد الرجوع إلى الهيئة، التي بدورها تكتشف المزورين.
وأوضح أن العدد زاد باكتشاف 57 شهادة مزورة خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى أن وفوداً من أصحاب الشهادات الهندسية المزيفة يراجعون الهيئة يومياً، بعد ما أدركوا جدية الأمر، إضافة إلى وجود برنامج يكشف الشهادات المزورة، راغبين بتعديل أوضاعهم وتحوير مهنهم إلى مهنة عمال وغيرها، مستغلين فترة التصحيح.
وأضاف: ”هناك 60 ألف مهندس آخرين يعملون في السعودية، لم يتم فحص شهاداتهم، سيضطرون لاحقاً إلى مراجعة الهيئة للكشف عن شهاداتهم، بغية حصولهم على خطاب موجه إلى الجوازات من أجل تجديد أو منح إقامة جديدة”. وبين المهندس الشقاوي، أن هناك أشخاصا يحملون شهادات مزورة يعملون في قطاعات مختلفة في القطاعين الخاص والحكومي، مستشهداً بقصة موظف سوداني يعمل مهندسا في الفحص الدوري في الرياض، منذ أكثر من 30 عاماً بشهادة مزورة.
وأشار إلى أن الموظف تقدم إلى الهيئة بطلب اعتماد مهني، بعد ما أصبح الاعتماد المهني من المتطلبات الرئيسية لتجديد الإقامة، وبعد استلام طلبه تم اكتشاف أن الشهادة مزورة، لافتاً إلى أن الموظف السوداني غادر السعودية بعد اكتشاف شهادته بتأشيرة خروج وعودة، إلا أنني أعتقد أنه لن يعود أو كما قال المهندس الشقاوي.
وأضاف: ”يعتبر المهندس السوداني كبير مهندسي الفحص الدوري في الرياض، والمعتمد عليه الأول هناك، خلال الـ 30 عاما الماضية”، سافر للسودان من أجل جلب شهادته التي لم يسلم الأصل منها منذ ذلك الوقت، إلا أنه لم يعد للسعودية حتى هذه اللحظة”.
ويذكر المهندس الشقاوي، أن غالبية من يأتون إليهم لتعديل مهنهم ينقلون لهم بقولهم: ”نحن لسنا مهندسين، ولم نعمل في مجال الهندسة”، معللين حصولهم على مسمى مهندس في تأشيرة دخولهم السعودية يرجع إلى طلب الاستقدام الذي تقدم به الكفيل. وأبان أنهم يعملون حالياً على فحص شهادات المهندسين قبل قدومهم إلى السعودية، على أن تمنح إلكترونياً بعد حصول من يرغب العمل في المملكة بحصوله على شهادة هيئة المهندسين السعوديين، وقال: ”لن نسمح ببقاء الحاليين المزيفين، وسنمنع المزورين من دخول البلاد”.
من جهة أخرى، اتفقت الهيئة السعودية للمهندسين مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، على تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بينهما، والتي يأتي من أهم بنودها أن تقوم الهيئة بالتعاون مع المؤسسة بالإشراف الفني على البرامج الهندسية والدورات التدريبية المهنية التي تنظمها معاهد التدريب الأهلية، وذلك وفق اللوائح والقواعد التنفيذية المعتمدة في المؤسسة.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدتها الهيئة السعودية للمهندسين أخيرا مع المؤسسة وحضرها نحو 35 معهدا ومركز تدريب تقدم برامج تدريب هندسية لمهندسي القطاعين الخاص والعام في مدينة الرياض.
المصدر: الاقتصادية