الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠
نظرًا لسجلها الحافل بالمواقف المعتدلة والمتسقة، والاعتقاد الراسخ بأن كافة الاختلافات يمكن حلّها بالحوار، وأن استخدام القوة هو فقط ملاذ أخير، دائمًا ما حظيت السياسة الخارجية الفرنسية بالاحترام الفائق في جميع أنحاء العالم العربي – وإيمانويل ماكرون ليس استثناءً لذلك. مع ذلك، وفي حين يتوجب الثناء على الرئيس الفرنسي لاهتمامه الحقيقي وتحركه الفوري لمساعدة لبنان في أسوأ أزماته، أخشى أن بعض النصائح التي قُدمت له قد تكون دليلاً للتعريف الشائع للجنون: فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتوقع نتيجة مختلفة... أو كما يقول المثل اللبناني: "من يُجرّب المُجرب، بيكون عقله مخرّب". وهنا، أقصد بالطبع تصريحات ماكرون حول جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران، خلال زيارته للبنان. فقد قال ماكرون لموقع الأخبار الأميركي "بوليتيكو" إن حزب الله "يمثل جزءًا من الشعب اللبناني وهو حزب منتخب". (ولا بد من أن نتمنى هنا ألا يحتاج ماكرون، كمواطن فرنسي ضليع بالتاريخ، إلى من يذكّره بأن النازيين كانوا أيضًا "جزءًا من الشعب الألماني" وحزبًا سياسيًا منتخبًا!) وعن "حزب الله"، قال ماكرون: "اليوم هناك شراكة بينه وبين أطراف آخرين، وإذا كنا لا نريد أن ينحدر لبنان إلى نموذج يسود فيه الإرهاب على حساب الأمور الأخرى، فعلينا تثقيف "حزب الله" والأطراف الآخرين حول مسؤولياتهم". حقاً، سيدي الرئيس؟ بشرفك، هل من الممكن أن تشرح لنا كيف تقترح "تثقيف" حزب…
الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠٢٠
كشفت الانفجارات التي دمرت بيروت وجه الدولة القبيح -- والحقيقي -- للعالم. تطاير أيّ وهمٍ عن دولةٍ فعّالة، تماماً مثلما تناثرت شظايا زجاج آلاف النوافذ المهشمة. وتبين للعالم بأسره ما كان يعلمه البعض منا ممن لم يخدعه الكلام عن الانتصارات الإلهية، والعهود القوية، بأن لبنان لطالما عانى الفشل المؤسساتي المزمن. والحقيقة المؤلمة هي أنّه في مثل هذه الدول الفاشلة لا أحد يتوقع محاسبة المسؤولين عن هذا الفعل الإجرامي، فقد توقّفت المساءلة في لبنان منذ زمنٍ طويلٍ. ولذلك، لم يكن إعراب العديد من اللبنانيين عن رغبتهم، على هامش زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون التضامنية، في إعادة الانتداب الفرنسي مفاجئًا. حيث إن مبادئ الحرية والمساواة والأخوّة الفرنسية ليست سوى حلمٍ بعيد المنال لكل لبنانيّ نزيه على وجه الأرض. فمَن مِن اللبنانيين لا يريد التخلّص من قمع سلاح "حزب الله" واستيلائه على البلاد بأسرها؟ إلى متى سيبقى لبنان ناديًا خاصاً للأثرياء؟ حيث لا يستطيع سوى الأثرياء تحمّل تكاليف ليس الكماليات، وإنما متطلبات الحياة الأساسية، كالكهرباء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. إلى متى ستستمر الطبقة السياسية الفاسدة، التي شعارها "كل شخص لنفسه"، في إدارة شؤون البلاد وهم يخدمون مصالحهم فحسب؟ وحتى قبل كارثة الثلثاء، كان لبنان على وشك الانهيار بسبب مزيج تداعيات جائحة كورونا والفساد والقمع المسلح والاحتجاجات الضخمة في الشوارع والعقوبات التي تستهدف…
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
بات انتقاد المملكة العربية السعودية في صحيفة نيويورك تايمز أمرا عاديا، لكن أن تنشر هذه الجريدة مطالبة بتعليق الحج السنوي في مقال الرأي على الصفحة الأولى لنسختها العالمية، فهذا أمر مثير للضحك. بالتأكيد لا أحد فوق الأسئلة النقدية، ولا سيما فيما يتعلق بمواجهة جائحة فيروس كورونا، إذ يمكننا جميعا أن نتعلم من تجارب بعضنا البعض. لكن كان حريا بصحيفة تحمل اسم «نيويورك» أن تلتفت إلى شؤون مدينتها بدلا من التدخل في شؤون دولة تدير الأزمة بشكل أفضل بكثير، وفقا للإحصاءات. يوجد في مدينة نيويورك التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة، أكثر من 160,000 إصابة بفيروس كورونا مثبتة مخبريا، وما يتجاوز 12,000 وفاة. أما في المقابل، فقد بلغت المملكة العربية السعودية التي يبلغ عدد سكانها 34 مليون نسمة (أكثر من أربعة أضعاف سكان مدينة نيويورك)، عن وجود ما يزيد قليلا على 20,000 إصابة و152 وفاة. وقد شملت الإجراءات المبكرة والجريئة والحاسمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية إيقاف جميع الصلوات في المساجد وتعليق العمرة للمقيمين والمسافرين الدوليين. وعلى النقيض من ذلك، ذكر الكاتب الحائز جائزة بوليتزر، تشارلز دويج، في مجلة «ذا نيويوركر» أن السبب الرئيسي وراء تحول نيويورك إلى بؤرة للجائحة هو «فشل السياسة المحلية». بالطبع، لا أحد يقول هنا إن الحج ليس قضية مهمة، أو إنه لا تنبغي مناقشته. ومع…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
أتفق مع أستاذنا عبد الرحمن الراشد، في تحليله الصوتي على موقع «إندبندنت عربية»، بأنّ أزمة فيروس كورونا المستجد لن تتسبب في تغيير النظام العالمي، أو في سقوط دول كبرى، أو حدوث حروب بينها، حيث يوضح أن الواقع هو أن كل الدول الرئيسية في العالم مصابة، مما عنى أنه لا توجد دولة تستطيع الاستفادة من هذه الأزمة على حساب غيرها. وأوضح الأستاذ الراشد أن التعافي من الأزمة سيكون ممكناً، خصوصاً في الدول التي تمتلك مقومات تستند إلى العلوم، وعلى مؤسسات راسخة، مستدلاً بتمكن ألمانيا واليابان من الوقوف على أقدامها، حتى رغم كونها خرجت خاسرة من الحرب العالمية الثانية، التي تسببت بطبيعة الحال بتوقف الحياة المدنية، والعجلة الاقتصادية، لست سنوات. لكن، إن سمحتم لي، سأضيف هنا جزئية أراها مهمة، وإن كانت مُحبطة. فالواقع أن كورونا «المُستبد» هذا كشف عن «كعب أخيل» الإنسانية. حيث تمكن هذا الفيروس، الذي لا يُرى بالعين المجردة، من أن يفعل بِنَا ما لم تتمكن منه أعتى أسلحة الدمار الشامل، وأفظع الكوارث الطبيعية، وأخبث الهجمات الإرهابية، وبالتالي، فإن تأثيره على حياتنا سيكون أشد وطأة، وأطول مدة، من تأثير كل ما واجهته البشرية في السابق، خصوصاً وأنّ رأي الطب واضح في الموضوع: طالما هناك شخص واحد مصاب بالفيروس في العالم، فإمكانية تحوله لوباء عالمي مجدداً تبقى قائمة. ولو افترضنا أن…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
قبل عام، مرت العلاقات السعودية اللبنانية بواحدة من أصعب الفترات في تاريخ العلاقات بين البلدين. حيث أثارت تداعيات الظروف الغامضة لاستقالة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجئة من الرياض الشكوك حول نوايا المملكة تجاه لبنان. بدا لمعظم المحللين أن جماعتين متنافستين - الصقور والحمائم - كانتا تتنافسان على النصيحة والتأثير على الديوان الملكي في الرياض. اتبع الصقور استراتيجية عالية المخاطر/عالية المردود؛ أرادوا تحولا كاملا، ربما مع وجوه جديدة لتمثيل المصالح السعودية، وهددوا بهدم العلاقات بالكامل اذا لم يحصلوا على ما يريدون. أما الحمائم - وعلى الرغم من إقرارهم بتزايد نفوذ حزب الله في ضوء ميل نتيجة الحرب في سوريا لصالح نظام الأسد - فاختلفوا مع ذلك الرأي تماماً، وفضّلوا مقاربة تتلخص في مقولة "إذا لم نتمكن من إصلاح الأمور كليا، فعلينا أن لا نخاطر بتدميرها كليا". وقد ثبت خطأ الصقور. حيث جاءت استراتيجيتهم بنتائج عكسية، فعززت أزمة استقالة الحريري موقف الخصوم وأضعفت الأصدقاء وأبعدت أولئك الذين كانوا يقفون على الحياد. ومع ذلك، أعتقد أننا شهدنا خلال الـ 12 شهراً الماضية تحولاً في النهج السعودي. وعمل الحمائم مثل مستشار الديوان الملكي نزار العلولا والسفير وليد بخاري بلا كلل لتنفيذ تعليمات جديدة تتعلق بلبنان. بطبيعة الحال، كان على السعودية أن تتحرك بسرعة، لأن كل يوم تتم خسارته كان يعتبر فوزاً للمنافسين الإقليميين…
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨
دعونا نبدأ بالمعطيات الواضحة، فبالتأكيد القضيّة أعمق بكثير مما يتراءى للعين عندما يتعلق الأمر باختفاء جمال خاشقجي. بوصفه صديقًا وزميلًا (ونائب رئيس تحرير سابق في عرب نيوز)، فإنّ اختفاءه المفاجئ يثير قلقا، لا سيما وأنّ الحادث حصل في تركيا، وهي دولة معروفة بعدائها للإعلام. ولا شك إن دفاع السلطات التركية عن خاشقجي وحرية التعبير أمرٌ سريالي، فأقل ما يمكن قوله هو انه عليهم أن يراجعوا ما يحدث في ساحتهم الخلفية اولا. والأهم من ذلك، هو أنّ خاشقجي ليس مواطنًا تركيًّا، بل هو مواطن سعودي، وعلينا ألا ننسى أنّ المملكة أصدرت تعليماتٍ بإجراء تحقيقٍ رسمي. كما عبّرت الرياض من خلال سفيرها في الولايات المتحدة (آخر دولة أقام فيها خاشقجي)، عن تضامنها واهتمامها باختفائه. الأمر الوحيد الذي لم تفعله المملكة العربية السعودية هو الرد على كلّ جزءٍ من التقارير غير الموثقة التي انتشرت. لندع العواطف جانبًا، وهذا ما يصحّ القيام به، ففي النهاية، هناك تحقيقٌ رسميّ قائم، ويجب أن يتم السماح بإجرائه دون انقطاع أو تشتت. بالطبع، قد يدفع الصمت السعودي الناس إلى توجيه أصابع الاتهام. وهذا أمرٌ مفهوم كون خاشقجي شوهد لآخر مرة منذ أكثر من أسبوع يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول، بالإضافة إلى أنه كان ينتقد الحكومة السعودية منذ انتقاله إلى الولايات المتحدة أواخر العام الماضي. ومع ذلك، ينسى الناس…
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨
في العيد الوطني، نحتفل نحن السعوديون عادة بماضينا. نوعا ما، هذه المناسبة تشبه إلى حد كبير عيد الشكر في الولايات المتحدة. ننظر إلى الدم والعرق والدموع التي تم التضحية بها في الماضي من أجل توحيد المملكة في عام 1932 ... ثم نشكر الله لما أصبحت عليه هذه الأمة. قد يقول بعض المتهكمين أن أي دولة تمتلك ثروة نفطية هائلة تستطيع تحقيق الامر ذاته. بطبيعة الحال، كل ما على هؤلاء الساخرين أن يفعلوه هو مجرد النظر إلى العراق وإيران، على سبيل المثال، وسيكتشفون أن حجتهم غير صحيحة. في اليوم الوطني ، تنشر الصحف المحلية عادة قصصًا تذكّر الجمهور بالسبب الذي يحعلنا نفخر بماضينا. لكننا في صحيفة (عرب نيوز) قررنا أن نحتفل بهذه المناسبة بشكل مختلف هذه المرة. في عام 2016، أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد في ذلك الوقت، عن (رؤية المملكة العربية السعودية 2030)، التي وعدت بتخليص المملكة من اعتمادها على النفط من خلال إدخال إصلاحات اجتماعية واقتصادية، وسرعان ما برزت الرؤية كمخطط لمستقبل المملكة العربية السعودية. لم يمض وقت طويل قبل أن نبدأ بالشعور بالتغيير. أخيراً أصبح لدينا قائد شاب يتحدث لغتنا، ويملك صلاحيات من والده الملك سلمان. لم يكن من الشائع أن يسمع السعوديون مصطلحات "مكتب إدارة المشاريع" و "مؤشرات الأداء الرئيسية" من قادتهم. ثم…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
لم يكن هناك توقيت أفضل للمقالة التي كتبها السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأميركية، الأمير خالد بن سلمان، والتي نشرتها «عرب نيوز» نهار الاثنين. المقالة التي حملت عنوان «لماذا يجب التصدي لسلوك إيران الخبيث لا استرضاؤه؟»، والتي تعزز موقف الرياض الراسخ إلى جانب حليفها التاريخي الولايات المتحدة، تأتي في وقت وصلت الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران فيه إلى ذروتها. لقد حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من «اللعب بذيل الأسد»، وأضاف قائلاً إن «الحرب مع إيران هي أم الحروب». أما ترمب فرد على هذه التهديدات عبر وسيلة الاتصال المفضلة لديه والأكثر فعالية، إذ غرد قائلاً: «لا تهدد الولايات المتحدة من جديد أبداً»، مضيفاً أنه من شأن مزيد من التهديدات أن تأتي «بعواقب لم يعانِ منها إلا قلة عبر التاريخ». على طهران أن تأخذ كلام الرئيس الأميركي على محمل الجد، إذْ أثبت هذا الأخير، مراراً وتكراراً، أنه ليس رجل كلام؛ بل رجل أفعال. فعلى عكس سلفه باراك أوباما، «خطوط دونالد ترمب الحمراء» حقيقية. وليس على روحاني إلا أن يتذكر أن الإدارة الأميركية الحالية قصفت حليفه، أي نظام الأسد، مرتين، رداً على استخدام الأسلحة الكيميائية. حتى مع بلوغ الخلافات بين الرياض وواشنطن ذروتها خلال مرحلة «نهج أوباما»، دعمت الحكومة السعودية واشنطن، وتعاونت معها لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، ولا تزال حتى اليوم.…
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦
لا شك أن المتضررين من الحقائق التي كشفها مشروع "أوراق بنما" سيكرهون ما حققه تحالف من الصحافيين الاستقصائيين، استطاعوا بفضل التقنية الحديثة من التواصل والعمل سويا رغم المساحات الجغرافية التي تفرقهم، فأزاحوا النقاب عن ممارسات تهرب من دفع الضرائب وتكديس أموال طائلة في حسابات خارجية قام بها عدد من أبرز أثرياء وزعماء العالم. طبعا الموضوع لا يعنيني بأي شكل سوى بشقه الصحافي، فلا ثروة أخفيها (بكل أسف!) ولا أنا في مكان يفرض الضرائب أصلا كي أضطر أن أتهرب منها. وبطبيعة الحال، يشكل الأمر "فضيحة" أكبر في الدول الغربية كبريطانيا، حيث يعد موضوع التحايل على نظام الضرائب من الموبقات التي تخضع لعقوبات صارمة لا تسامح فيها من قبل المحاكم ولا الناخبين. إلا أنني أنظر للموضوع من منطلق إعلامي بحت، خصوصا في ظل الحديث عن تأثير التكنولوجيا على الصحافة التقليدية. وما يمكن قوله هو أن "أوراق بنما" أثبتت أن الصحافة الاستقصائية لا تزال بخير في هذا الزمن الذي باتت تقفل فيه المؤسسات الإعلامية - الكبرى منها والصغرى - أبوابها، وتعلن إفلاسها. الواقع هو أن معظم المؤسسات الإعلامية تواجه مشاكل مالية بسبب سوء الإدارة، وليس بسبب ضعف محتواها. ولعل أشهر مثال على ذلك هو ما جرى لشركة "نيويورك تايمز" إبان الأزمة الإقتصادية عام ٢٠٠٩. فلا يمكن لعاقل أن يتهم صحافيي هذه الصحيفة العريقة…
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠١٦
مرت على المشهد الإعلامي سحابة سوداء بشعة أخيراً، وأمطرت تلك السحابة كراهية وعنصرية وتخويناً، ذهب فيه «المليح بعزاء القبيح» كما يقول المثل العربي. والأخطر من هذا، هو ألا يؤدي الإعلاميون واجبهم بالتذكير مثلاً بأن سبب التغلغل الإيراني في لبنان ليس مرده «خيانة» وعدم امتنان «كل» اللبنانيين لدعم المملكة كما كتب البعض، وإنما قلة حيلة الأغلبية التي ترفض قلباً وقالباً ذلك التغلغل. فكيف يقاوم اللبنانيون النفوذ الإيراني في وضع يتم فيه اغتيال كل شخص يتجرأ على تحدي هذا النفوذ، بدءاً برفيق الحريري، ومروراً بالقائمة الطويلة من سياسيي ومثقفي 14 آذار، الذين دفعوا بدمهم ثمن عدم الارتماء في أحضان الملالي. ثانياً، لا بد أن تتم قراءة قرارات المملكة بشكل صحيح. فإيقاف الهبة السعودية للجيش اللبناني، والتلويح الخليجي المشترك بمراجعة العلاقات، كان من شأنه فقط تذكير المسؤولين اللبنانيين (والمسؤولين وحدهم) بأن لديهم ما يخسرونه إذا ما اختاروا البقاء، أو الصمت على البقاء، في المعسكر الإيراني. من جهة ثانية، يخطئ «حزب الله» وأتباعه وعملاؤه – في لبنان أو خارجه – إن ظنوا أن تطاولاتهم يمكن أن تستمر دون محاسبة، ودون ردة فعل. ومن البديهي أن يكون أضعف الإيمان هو ملاحقة أي شخص (لبناني أو غيره) يعيش في بلد خليجي ويثبت دعمه لهذا الحزب الذي يدين بالولاء التام لطهران. وهنا نصل إلى بيان مجلس الوزراء…