عبدالله الكعيد
عبدالله الكعيد
كاتب سعودي

«السوشيال ميديا» وحرق المراحل

السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦

صحيح أن التقنية وخاصّة شبكة الانترنت اختصرت الزمن في كثير من أمور الحياة. التقديم على الوظائف عن طريق بوابات الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص.. التقديم على الالتحاق بالجامعات والكليات العسكرية وحتى الابتعاث الخارجي.. طلب الحصول على الوثائق الرسمية أو تجديدها مثل: جواز السفر، رخصة سواقة، سجل تجاري، رخص مهنية..الخ تسديد فواتير الخدمات العامة والتعاملات البنكية وتحويل الأموال..الخ الشراء والبيع وتسويق المنتجات وحتى البحث عن شريكة/ شريك للحياة عن طريق (خطّابات) النت. هذا غيض من فيض. لقد ألغت الشبكة العنكبوتية ركض الناس زرافات ووحدانا تجاه مقرات المؤسسات الحكومية وفروعها وحرم الجامعات وقلاع الكليات العسكرية وشطبت من الذاكرة الجمعيّة مشاهد الطوابير التي تصطف منذ الفجر للحصول على موعد مقابلة أو نموذج تقديم أو رقم مراجعة. كل هذا انتهى اليوم. لكن هل انتهت المعاناة من البيروقراطية والخلاص من سدنتها؟ هذه حكاية أخرى ربما سأتناولها في قادم الأيام. ما أود قوله بعد هذا التمهيد الذي طال هو اعتقاد البعض بقدرتهم على (حرق المراحل)، أقصد تسريع وتيرة الوصول للهدف (الحلم) من خلال منصات الاعلام الجديد كما يحلو للبعض تسمية برامج ومواقع التواصل الاجتماعي. ما على (الحارق) سوى القيام بحركات أو ايماءات مصحوبة بكلام ارتجالي ملغوم بمفردات مغرقة بالمحلية الضيقة جدا يقول فيه رأيه حول قضايا كبيرة تخص المجتمع بل وفي بعض الأحيان السخرية من أحداث سياسية…

خدعة العنكبوت المتوحش

السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥

"إفتاء مصر: داعش ذَبَحَ 100 من مقاتليه حاولوا الهروب" تحت هذا العنوان نشر موقع العربية نت يوم الأربعاء 10 يونيو الجاري معلومات حول وحشية داعش في التعامل مع من يتراجع عن الانضمام للتنظيم الإرهابي. قبل أن أقرأ هذا الخبر كتبت في تويتر تغريدة أُحذّر فيها من يُفكّر من شبابنا الالتحاق بالتنظيم المتوحش أو التصديق بادعاءات مخبولهم الأكبر بإقامة دولة (الخرافة) الإسلامية قلت فيها: "حال الغِرّ بعد التحاقه بداعش كذباب تورّط بين خيوط العنكبوت لا يفلت منه إلاّ وهو جثّة يابسة ممصوصة الدم". وهذا هو الواقع الذي يتجاهله بعض السذّج الذين يعتقدون بأننا نتجنّى على داعش حينما نُعرّي ادعاءاته ومن لفّ لفهُ كالقاعدة والنصرة وكل من ركب أكذوبة الجهاد المقدّس نصرة للدين. ألم يسمعوا بقصص ابتزاز أهالي من حاولوا استعادة أولادهم ودخولهم في مساومات لصوصية لدفع الأموال الطائلة وحين يتم ذلك يعود ابنهم ولكن جثّة مزّقها رصاص المتوحشين حتى لا تُفتضح أكاذيبهم وتُعرف خططهم الإجرامية؟ الحقيقة يا من يتعامى عنها تقول إن من يلتحق بتلك العصابات لن يعود فالطريق إليهم ذو اتجاه واحد حسب مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية حيث لا تسمح تلك التنظيمات لمن انضم إليها بالانفصال عنها أو العودة إلى وطنه، ولا يكون أمام الأفراد هناك إلا القتال حتى الموت، وقد وردت تقارير تُؤكد قيام تنظيم داعش…