الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧
يتساءل الكثيرون: إلى أين تمضي أزمة قطر؟ ثم ماذا بعد؟ على أي مرفأ ستتوقف؟ أو في أي بحر ستواصل الإبحار؟ لا أحد يعرف بالضبط ما هي النهاية المتوقعة للأزمة، بل لا أحد يعرف ما الخطوة التالية. القطريون يهربون إلى الأمام كل الوقت، والدول المقاطعة تقف في المواجهة ترقب المواقف وتحلل ردود الأفعال وتتحرك أحياناً على أثرها! القطريون يصرحون لوسائل الإعلام هنا، ويرد مسؤولو الدول المقاطعة هناك. سجال متبادل لا ينتهي! ما هي الخطوة التالية؟ وما المطلوب من الدول الأربع لمواجهة هذا التهور القطري غير المحسوب العواقب؟ ما من منصف يشك في عدالة الإجراءات التي قامت بها الدول الأربع لحماية أمنها ومواطنيها وسلامة بنيتها الداخلية ضد السياسات والمناورات القطرية المشبوهة طوال السنوات الماضية، لكن في المقابل فإن بعض تصريحات مسؤولي هذه الدول وبعض حملاتها الإعلامية تأخذ القضية الأساسية من ميدانها الرئيس وترمي بها في منعرجات شديدة التشابك والظلمة، جاعلة منها قضية رمادية يتأرجح عدلها بين الظالم والمظلوم. ما الخطوة التالية للحفاظ على عدالة القضية؟ ما الخطوة التالية لتبقى قطر ظالمة جانية على نفسها كما هي حقيقتها؟ لتطوِ الدول الأربع صفحة قطر نهائياً من ملفاتها، ولتبحث في الأرض عمّا يستحق الحياة! فقطر ليست كل شيء، وإنما هي جزء صغير جداً من اهتمامات هذه الدول اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، ومن الخطأ الكبير أن يُسمّن…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
تراجعت مكتسبات ثورة الشعب السوري كثيراً. صارت أطول الغايات وأسمى الأماني للشعب المغلوب على أمره، وقف إطلاق النار. السوريون الأحرار الذين كانوا يحاربون جيش النظام الفاقد الشرعية، والحرس الثوري الإيراني وميليشيات «حزب الله» والحشود العراقية المتأدلجة ومرتزقة باكستان وأفغانستان، وينتصرون عليهم في كل موقعة تجمعهم، تراجعوا كثيراً، واهتزت مواقفهم على الأرض بعد تدخُّل القوات الروسية بلا تفويض دولي. جاء الروس رافعين مصالحهم الخاصة فوق أسنة سيوفهم من غير أن يمروا على مجلس الأمن، بل لم يفكروا حتى في استصدار قرار أممي بعد دخولهم يشرعن اجتياحهم الأراضي السورية. قرر فلاديمير بوتين من موسكو، أن هذا هو الوقت المناسب لقطع الطريق على أميركا في احتكار الحلول في المنطقة، فجاء حاملاً حلوله الخاصة، وزمنه الخاص، وزرعهما في قطعة الأرض التي صارت موقتاً ضمن محمياته الخاصة، جاء الروس فتبدّلت الحال رأساً على عقب. تغيّرت الموازين والمعادلات في الأزمة السورية. تغيرت إلى الأبد، فلا موقف نظام بشار الأسد هو نفسه قبل أيلول (سبتمبر) 2015، ولا وضع الثوار هو نفسه، ولا حتى مواقف الدول المعنية بالأزمة هي نفسها قبل هذا التاريخ وبعده! انتقلت الأوضاع من حال إلى حال، فكيف على دول المنطقة أن تتعامل مع هذا الواقع الجديد؟ ما المواقف المتوقعة من الثوار السوريين وتركيا وإيران والسعودية؟ الثوار السوريون سيبقون على الموعد في كل الأحوال. لن…