عبدالله الماجد
عبدالله الماجد
كاتب سعودي

تقنيات السرد القصصي في قصص محمد علوان (1)

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨

في مطلع السبعينيات الميلادية (1970), ظهر جيل من الأدباء الشباب, أكثر حماساً من غيرهم لنماذج الحداثة في الأدب. وقد استمدوا تأثرهم بها من خارج حدودهم, وشكلت الصفحات الأدبية والثقافية, في الصحافة المحلية بيئة مهمة لنشاطهم. ومما عزز من تفاعلهم, وازدهار نمو هذه البيئات الثقافية الحداثية, أن من ينتمون إلى تيار الحداثة هم من محرري هذه الصفحات. وكان من ثمار حماسهم أن تطورت بعض تلك الصفحات إلى ملاحق أسبوعية, لمعت على صفحاتها أسماء كثير من الأدباء الشباب, ونضجت مواهبهم في تنافس وطموح متصل. وأصبح بإمكان قراء تلك الصفحات والملاحق الأدبية, أن يقرأوا التجارب الإبداعية التي تتبنى الأشكال والبنى الجديدة, ومناقشة قضايا معاصرة في الأدب, مثل قضية «الشعر الحر» وقضايا أدبية معاصرة مثل مصطلح «اللامنتمي» والالتزام في الأدب, والرمزية. وهي قضايا في ذلك الزمن, كانت تعتبر من التجارب الحديثة, قياساً لما كانت الصحف تطرحه من قضايا تقليدية, قبل أقل من عقد مضى؛ مثل تلك المعركة الأدبية التي عُرفت في الصحافة, باسم «جيم جدة» وهل تكتب بالضم أم بالفتح. ولم يكن «محمد علوان» إلا واحداً من هؤلاء, الذين تنسموا رياح الحداثة, القادمة من الشمال, وتشربوها بنهم, وتأثروا بها في كتاباتهم, حتى إذا تخطت أولى مجموعاته القصصية الحدود, حاز على الاعتراف به كاتباً واعدًا. حينما وضعت مجموعته هذه؛ بين يدي «يحيي حقي» أحد الآباء…