عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

أيها المتحرش كن جبانا

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩

عندما كانت المطالبة بالقوانين الرادعة لأي فعل خارج عن سياق الحريات الشخصية، أو معتد لها، وعليها، لم يكن يتوقع الكثيرون أن يظهر قانون التحرش لأنه علق في الأدراج لسنوات، ولأن البعض لم يأخذ تطبيق قانون التحرش بشكل جاد. ظل المتحرشون في أماكنهم، أي بقوا في خانة الاستهتار والطيش، ولم يتعظوا بالأحداث التي أكدت أن قانون التحرش دخل إلى حيز الوجود، وأن العقوبة الصارمة ستقع على من يعتدي بسلوكه أو لفظه على أي امرأة كانت. ومع تعدد القبض على المتحرشين وعدم إعلان ما حدث لهم من عقوبة ظن البعض أن المسألة تنتهي (بحب الخشوم)، وهؤلاء لم يدركوا بعد أن ذلك الزمن قد أصبح من مخلفات الماضي. وآخر حدث حين أطاحت شرطة منطقة الرياض بالشخص الذي ظهر في مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التحرش الجسدي بامرأة داخل مطعم. ومن تلك الإطاحة تتضح سرعة أجهزة الضبط في أداء دورها وحماية أعراض الناس وإيقاف كل مستهتر ليلقى عقوبة التعويض والحبس معا. ومع تأكيد الأجهزة الأمنية حرصها على أمن الوطن والمواطن وأنها ستعمل على تنفيذ الأنظمة بكل قوة بحق كل من يخالفها، تصبح الرسالة واضحة للمرة الألف. وثمة إيضاح لهؤلاء المتحرشين، ففي السابق كانت أجهزة الضبط يمكن أن تقيد التهمة ضمن خانة من خانات الاعتداء التي لا تحمل نصا صريحا على العقوبة،…

التهم لعبة سياسية

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩

المملكة تعيش في حركتين متعاكستين، هي تريد تعميق دورها الإقليمي خارجياً وداخلياً، يقابل هذا التوجه محاولة تهدف لتعثر خطواتها بما يحقق الابتزاز السياسي. فآخر التهم التي ركز عليها الإعلام العالمي إدراجها من قبل المفوضية الأوروبية على قائمة الدول عالية المخاطر فيما يتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال، وهي تهمة تم جذب المملكة إلى قائمة تلك الدول كونها دولة ذات قوة اقتصادية تستخدمها لتثبيت دورها القيادي في المنطقة. ومع تشابك المصالح الدولية، الكل يضرب في الكل من أجل خروج كل دولة أو تكتل بنتائج يستفيد منها لتحقيق أهدافه. وفي هذه الوضعية تستطيع الوقوف على الحرب الإعلامية ضد السعودية، فالاتهام من قبل المفوضية الأوروبية ما هو إلا تجييش إعلامي ضد السعودية، فأمر الاتهام لا يصبح ذا مفعول سياسي حقيقي قبل أن يناقش في الاتحاد الأوروبي والمصادقة عليه.. وقبل هذا لن يبتعد الاتهام عن نشرات الأخبار كي يستفيد منها كل خصم من خصمه. وهالة الأخبار السلبية عن المملكة ما هي إلا لبوس من أردية الابتزاز السياسي، ومن الآن يمكن القول إن إدخال الاتهام إلى تكتل الاتحاد الأوروبي ما هو إلا طلبات مضمرة لعقد الصفقات من أجل إسقاط التهمة وتحقيق نتائج ذلك الابتزاز. إن تهمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تهمة فضفاضة لا يمكن إلباسها دولة دون الأخرى، ومهما قيل بأن المملكة أقرت بكل التشريعات والإجراءات…

محميات بلا سند رادع

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٩

الاعتداء على المحميات الطبيعية طريق سهل لمن أراد اختراق أنظمة الحماية للثروات الحيوانية أو النباتية أو البيئية أو ذات الأهمية في إبقاء التوازن الطبيعي في معدلاته المتساوية أو المتقاربة، وعندما أقول إن الطريق سهل للعبث بالمحميات، لوجود مسببات تجعل من المقترف لهذا الاعتداء على المحمية أمرا يسيرا، ولا يتنبه إلى خطورة الإضرار بالمحميات إلا من له علاقة بهذا الأمر. وهناك الكثير من المواطنين (والوافدين) لم يصلوا إلى الوعي الكامل بأهمية المحمية، ولم يصلوا بعد في تثمين خطورة ما يفعله المنتهك من اعتداء صارخ على ثروة طبيعية، وتبذل جهود جبارة للمحافظة على التنوع والتوازن في هذا الاتجاه. وبالأمس تم نشر خبر عن تمكين اللجنة المشتركة المكلفة بمراقبة البيئة البحرية بمحافظة جزر فرسان من ضبط معتدين على الشعاب المرجانية بجزيرة فرسان بقصد تدميرها للوصول إلى صيد وفير، ومن تابع تفاصيل الخبر فسوف يجد أن العقوبة يسيرة، إذا قورنت بفعل الاعتداء. ففي الخبر أن بعض الوافدين استخدموا شباك النايلون المحظورة في الصيد مستهدفين تدمير الشعب المرجانية وصيد الأسماك التي بداخلها، ونصت العقوبة على دفع 5000 ريال ومصادرة شباك النايلون وبيع الأسماك في مزاد، مع تطبيق نظام عدم وجود مرافق سعودي، ومن خلال هذه العقوبة يصبح الوصول إلى تدمير المحميات أمرا يسيرا، فالمعتدي يكون قد مارس اعتداءه وكسب المال الوفير، فماذا يعني دفع مبلغ…

نصير شمة والصرح الموسيقي

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٨

نعم نحن نعيش ثورة فنية لم يسبق للبلاد أن عاشتها فيما سبق من أيام، ولو أن سامعاً غاب عن الدنيا منذ سنتين وقلت له أن ثمة حفلاً موسيقىاً سيقام في السعودية لربما استرجعك: ماذا تقول؟ ولن يصدقك ولو أقسمت أو حملت له منشورات أخبار تلك الحفلات.. لندع من هم في الخارج، وأسأل أكثر الناس تفاؤلاً في الداخل: هل كنتم تتوقعون أن تقام حفلات موسيقية في ربوع الوطن؟ ستكون الإجابة أننا نخلع أردية ونستبدلها بأردية تجل الفن وتقدمه كعصارة حضارية تم منعنا من ارتشافها عبر سنوات طويلة من التشدد، ولو أن هذه الحفلات أقيمت في عصر الصحوة لتقافز كل رجاله باتهام المجتمع وناسه بالفسوق والفجور. نعم، الآن نعيش ثورة موسيقية تغطى على زمن التنادي على كسر العود ومنع الشباب من الاقتعاد على الرصيف من أجل سماع عزف بالعود أو الناي أو الكانج.. خلال الشهور الماضية أقيمت العديد من الحفلات الموسيقية من خلال موسيقيين عالميين وعرب، واستمتع الجمهور المحلي بالموسيقار المصري عمر خيرت، والموسيقار اللبناني إلياس الرحباني بمشاركة الأوكسترا المكونة من خمسين عازفاً لتقديم المعزوفات الحديثة والكلاسكية، وكذلك تمت استضافة الملحن وعازف البيانو اللبناني ميشال فاضل ليعزف مقطوعات موسيقية لأم كلثوم وفيروز. وتم استضافة العازف العالمي ياني، ومن المفرح وجود الموسيقار العراقي الكبير جداً نصير شمة في المنطقة الشرقية ليقدم ثلاث حفلات…

دق على عمتك!

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨

في كل زمن هناك أداة تكون هي سيدة الوقت. وكل أداة تواصل تسيطر على أذهان الناس ويلجأون إليها في بث مطالباتهم أو اعتراضهم تكون هذه الأداة هي السلطة الحقيقية والتي تحسب أنها تمثل ضمير الأمة. وتكون هذه الأداة أداة ضغط يلجأ إليها الأفراد من أجل التأثير على السلطة. وهناك مقولات بها من العمق ما يجعلها نبراسا، ومن تلك الأقوال جملة للدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) نصت على أن: «السلطة لم تكن يوما - في الغالب - فعلا، إنها على الدوام ردة فعل». ومن يريد التأكد من صدق المقولة عليه أن يجول بفكره في أي سلطة وفي أي مكان ليعرف أن السلطة ما هي إلا ردة فعل، وتحرص السلط جميعها على أن تكون مستجيبة لإرضاء من يقع عليه أثر تلك السلطة. ومن المعروف أن هناك مدخلات ومخرجات على أي قرار سياسي أو اجتماعي، وتكون المخرجات ملبية لاحتياجات المحيط الذي تتواجد به، وأجد أن ما سبق التأكيد على قوله كان في الزمن السابق لتواجد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت الأحزاب والصحافة والجمعيات والنقابات هي التي تمثل أدوات الضغط لتكون المخرجات تتقارب مع ما هو مطلوب من السلطة تنفيذه وبالتالي هي لا تقوم بالفعل بل تمثل ردة الفعل. ونحن الآن في زمن التواصل الاجتماعي كأداة ضغط، فخلال ساعات انتفض تويتر حول المقطع الذي…

مطربو مواقف كيلو 10

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨

في مقالة الأمس كتبت عن أهمية عودة الجائزة التقديرية للدولة، وفي هذه المطالبة وضع قاعدة ثقافية فنية قادرة على إسعاف الذائقة من التدني.. والصياغة الأمثل للجملة السابقة، النهوض من حالات التدني في كثير من الفنون ذات العلاقة بالذائقة... إذ لا تجد أي مؤسسة ثقافية أو فنية تحاول التخلص مما ران على المشهد المحلي، ربما يقول قائل إن تلك الذائقة أصابها الانحدار في أغلب الدول العربية. وأعتقد أن هذا التردي في العالم العربي يعود إلى الرحلات السياحية وما يطلبه بعض السياح من أغان رديئة، ولكي نقف جيدا لتحديد المعضلة، نقول نعم كان هناك رحلات سياحية وما يطلبه السائح، وفي الوقت نفسه كانت المؤسسات الريادية والفنانون أصحاب الرسائل الثقافية والفنية ينتجون أعمالا وتوزع في العالم العربي، فيحدث نوع من التوازن والإبقاء على الحدود الدنيا من الجماليات.. أما الآن فالكل يبث الرداءة، وإذا عدت إلى الوضع المحلي - في الجانب الفني - أجد أن هيئة الترفيه فتحت الباب واسعا لجميع الأنواع والمستويات الفنية وأنصاف المواهب، وتسببت في فتح المجال لكل صوت يؤدي. ما يحدث الآن من استضافة المنتزهات لبعض المؤدين (صعب أن أقول مطربين أو مغنين) حدث ولا حرج، من انتشار بعض أولئك المؤدين من غير خجل في تقديم ذاته على أنه فنان.. وأجدني أطالب هيئة الترفيه أن تكوّن لجنة لإجازة الأصوات التي…

كساد سوق الثقافة

الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨

أجد نفسي ميالا لتأكيد تغريدة الدكتور سعد البازعي حول أهمية مساندة الثقافة، حين كتب قائلا: هناك من يشكك بالدعم الحكومي للثقافة على أساس أنه مبرمج ومراقب ولكن ما البديل؟ القطاع الخاص لن يدعم نشر الكتب ولا إلقاء المحاضرات إلا ما حقق له الربح، أي ما كان ترفيهيا سطحيا. لذا لا يبقى سوى الحكومات وفي الدول النامية بشكل خاص حيث تشتد الحاجة للدعم غير الربحي. (انتهت تغريدة الدكتور). وحقيقة الأشياء أن هناك مناشط حياتية غير قابلة لأن تكون سلعة خاضعة لقانون العرض والطلب من غير وجود داعم حقيقي يجعل تلك السلعة ذات قيمة يمكن لها الدخول في الجانب الاستثماري، وتصبح سلعة تحمي وجودها من الكساد بما تنتج، ومن تلك السلع صناعة الثقافة، والصناعة هنا إجادة السلعة وخلق السوق لاستهلاكها. ولو عدنا للخلف سنوات طويلة حينما أجمع مؤتمر وزراء الثقافة حينذاك على اعتبار أن الثقافة صناعة واعتبارها منتجا، وقتها كان من الممكن تجويد السلعة وإيجاد السوق لاستهلاك تلك السلعة إلا أن واقع العالم العربي المهزوز والمرتبك، والحذر بعضه من بعض، أجّل ذلك الوعد وبقيت الثقافة تحت أبوة الدولة، وخارج إطار هذه الأبوية لن تستطيع الثقافة السير في دروب غيلان السوق. وحين ظهر مصطلح اقتصاديات الثقافة في الدول المتقدمة كانت الثقافة تمثل سلعة رائجة وقادرة على الالتزام بقانون العرض والطلب، ولأن المصطلح هو…

تشابه الأيام

الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨

هذا الصباح ليس كبقية الصباحات. قف. ومرر ما مضى من أيام السنة سوف تجد أن صباحنا اليوم يتلاقى ويتطابق مع زمن مضى كانت فيه النفس أكثر استقرارا وخشوعا، أكثر تجددا وأعمق ثباتا، وصباح اليوم يهل علينا بعد أن أضنانا الشوق تلهفاً عليه، فطوال العام ونحن ندعو الله أن يعيد علينا لحظاته بأيامها ولياليها وساعاتها، يخطئ من يظن تشابه اللحظات وأننا أرقام تعبرها عقارب الساعة ونحن مصلوبون في أماكننا، إن عبور الزمن له بهجة حتى وإن كانت تدفعك للمجهول فسعادة تكرارها يشعرك بنبضات الزمن في أوردتك. للأيام ثنائية صحبة تفترق وتتوزع على مدار العام حتى إذا عادت تذكرنا بكل ما كان لنا من ممارسات جماعية، ألفنا على فعلها، والفعل الجماعي يكتسب فرحته الخاصة، إذ نشترك جميعا على أداء نفس الفعل.. ومنذ صباح اليوم سنجد أنفسنا نجدد ممارسة أفعال لا نقوم بها إلا في هذه الأيام وهذه الصحبة، صحبة الأيام في تشابهها وفي تكرارها نتشابه.. نتشابه في تداخل وتضافر اللحظات وكأنها جديلة كل شعرة منها هي الأساس، فنؤدي طقوسا بعينها وفي زمنية محددة وعلى طريقة واحدة. صباح رائق استرد لهفته وسكن قلوبنا رضا، فاستيقظنا حامدين شاكرين فضل الله أننا ممن كتبت لهم استعادة الأيام بما يماثلها من خشوع، فلنا جميعا التهنئة أن ضمنا زمنا جديدا من أيام رمضان، أيام سريعة متلاحقة، اللحظة…

الشكوى لله

الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٨

الحديث عمّا يموج في السوق من تدليس وتحايل لا يمكن أن توفيه مقالة أو مليون مقالة حيال ما هو حادث، فقد اختلط الحابل بالنابل؛ ولذا فإن تعود للكتابة عن الضمانات الصورية المنتشرة في كل مكان يعد من الجهاد لحماية حقوق الناس المهدرة.. ولا مانع من العودة لتطرق مثل هذه القضايا التي لم تتزحزح من مكانها شبراً واحداً.. كلنا يستهلك الأدوات الكهربائية والإلكترونية، وعندما تقف عند أي شركة أو موزع يعرض لك السلعة مع شرح مميزاتها والتأكيد على وجود ضمان لتلك السلعة (سنة - سنتين - خمس سنوات - عشر سنوات) وبعد الشراء بشهر واحد أو أسبوع عليك أن (تبل الضمان وتشرب ماءه) زلالاً، وبالهناء والعافية. فالضمان الذي تحمله سيتلاشى ختمه وأنت تبحث عن مقر صيانة تلك السلعة، وإذا وجدت موقعها ستتنصل الصيانة عن أداء دورها بحجة أنك اشتريت من (موزع)، وإذا كنت مشترياً من الشركة نفسها، فسيأتي تحايل آخر يجبرك على شراء قطع غيار تصل إلى نصف أو ثلاثة أرباع السلعة (هذا في حالة استقبالك).. وكل الضمانات التي نأخذها من البائع لا تنفع ولا تشفع. ولأن الضمان لدينا مجرد ورقة فقد عاثت الشركات فساداً بالبلد، وأصبحت كل شركة لها ضمان شكلي فقط، الكفرات والبطاريات وقطع غيار السيارات والأدوات الكهربائية والإلكترونية ومواد البناء والأحذية وأثاث المنزل. كل جهة تهبك ضماناً وليس…

إجازة إيه ومعلم إيه

الأحد ٠٨ أبريل ٢٠١٨

قضيت في التعليم 24 عاماً، وأعرف تفاصيل نفسيات المدرسين، وأعرف انفصال قرارات وزارة التعليم عن الواقع المعاش للمعلمين؛ لذلك أتنمى ألاّ يزايد عليّ أي مسؤول في الوزارة... أذكر أنني وقفت كثيراً شارحاً ما يتحمله المعلم من ضغوط اجتماعية وقرارات أقل ما يقال عنها (برستيج) يتم نشرها في وسائل الإعلام ولا تتعدى كونها تزيين المسؤول، وفي أحد اللقاءات مع الوزير محمد الرشيد قلت له إنني أحمل رسالة من واقع الحياة التعليمية، وكان يظن -رحمه الله- أن أتزين في اللفظ فأخرجت الجملة بلهبها: - المعلم محبط، وأنتم سبب إحباطه. حرقة المعلم لا يعرفها الا المعلم، ولأنني كنت معلماً مثل آلاف المعلمين الذين يستقبلون القرارات العليا لتنفيذها وقبل أن تكتمل السنة تنتقل الوزارة إلى قرارات جديدة (وكله تجريب في تجريب)، ويكون التجريب على رأس المعلم والطالب، ولا تعرف أسباب التنقل من جهة لأخرى ومن بلد الى آخر لتجريب السياسة التعليمية، ولم يستقر التعليم مع مقدم وزير أو إقالة وزير، كل واحد منهم تعلم على رؤوس الأيتام من معلمين وطلاب، ومنذ زمن معالي الدكتور الخويطر، والتعليم (حيص في بيص) وفي كل سنة خطوة للخلف.. فهل أصيب تعليمنا بالعين وعلى المسؤولين عنه البحث عن راقٍ يخرج العين الحمراء كي يستقيم لنا الأمر..؟! والقرارات التي تحدث عنها معالي الدكتور أحمد العيسى -أول أمس- والخاصة بالإجازات، إذ…

تجارة الوسامة

الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨

تقليعات التواصل الاجتماعي ليست غريبة وإنما تعتمد على مدى الانتشار من خلال المتابعين. ويمكن الآن معرفة أسباب ظهور تجارة المتابعين، إذ إنها تقود إلى تجارة متنوعة ومختلفة تدر الأموال الطائلة إن كان صاحب السلعة على قدر كبير من النباهة. والتجارة لم تعد سلعة فقط، بل تداخلت الأشياء بعضها مع بعض حتى يمكن للمرء أن يراهن على الحظ من خلال تغريدة أو مشهد فيديو ليتحول صاحبه إلى شاغل الناس. ولأن العالم كله يشرب من ماء تلك المواقع أصبح جمال الشكل أحد عناصر الجذب، فالممثلة الهندية المبتدئة في التمثيل تحولت بقدرة قادر إلى حديث العالم من خلال غمزة عين لتقفز إلى شخصية عالمية يتابعها الملايين.. هي لم تفعل شيئاً فقد قادها الحظ لأن تكون عالمية بغمزة ربما لم تكن على البال. وخلال الأسبوع الماضي تحول شاب سعودي وسيم إلى شخصية عامة تناقل الشعب صورته ورافقت صوره مئات التعليقات ذات الروح الظريفة ولأن الشكل هو المقياس، فقد دخل إلى هذا المضمار شخصيات مسؤولة تم تسويقهم من خلال إعجاب إحدى السيدات بتلك الشخصية ليصبح المسؤول الأهم، فليس مهماً ماذا فعل، المهم أنه شخصية وسيمة جذابة. ولأن الحياة غدت حياة استهلاكية، فليس مهماً النوعية، المهم ما يتم استهلاكه.. ولا يمكن أن تستنكر، بل معرفة كيف تتحرك الأمور باتجاه المصلحة الفردية ولا أريد التنظير بأن هذه…

كم مغفلاً سيقع ؟

الأحد ٢٥ فبراير ٢٠١٨

كثير من المشاهد التلفزيونية في البرامج الجماهيرية يتم تمثيل بعض المشاهد من عمليات قتل أو اختطاف أو متابعة أولاد الشوارع أو فضح ما يحدث في الأماكن المغلقة كدور الأيتام والسجون ونلحظ على شاشة العرض جملة (مشاهد تمثيلية للواقعة)، ولأن القوانين تجازي أي هتك لحياة الآخرين غدت كثير من التصرفات التي يتدخل فيها الإعلام كجهة تزيل أو تكشف أو توضح ما يحدث في أي واقعة هي محل مساءلة إن حدث شيء من هتك حقوق الآخرين. ومع جنون ملاحقة القضايا الجاذبة للجمهور وجدت الإعلامية المصرية ريهام سعيد نفسها متورطة في قضية ربما تبقيها في السجن المؤبد أو على الأقل السجن لمدة 15 سنة يرافقها مجموعة من المعدين لبرنامجها، والقصة بدأت ببث حلقة عن اختطاف الأطفال، وبعد العرض تم الاكتشاف عن أن الحلقة معد لها من خلال التواصل مع خاطفين حقيقيين واكتملت أضلاع الاختطاف بطلب فدية من أهالي المخطوفين. واعتبر الفعل جريمة كاملة يعاقب عليها القانون. هذا خبر مفرح لمن يتأذى أو سيتأذى مما يحدث من خلال كاميرات الجوال التى أصبحت أداة اقتحام وانتهاك بصور شتى في حياة الناس؛ إذ إن هناك فيديوهات يمكن لها أن تدخل في الجرائم الإلكترونية. وإذا كانت قضية ريهام سعيد استهدفت جذب الجمهور بطريقة يحاسب عليها القانون فكم هي الجرائم التي يمارسها عشاق المشاهد المبثوثة عبر مواقع التواصل…