عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

مشروع «القدية».. الحلم يتحقق

الإثنين ١٠ أبريل ٢٠١٧

العالم يتداخل في نقاط متعددة لمجابهة تكاليف الحياة، وكل دولة تبحث عن مصادر دخل تبقيها في حالة نمو، ومهما تنوعت مصادر الدخل الوطني تظل هناك إستراتيجية للإبقاء على ديمومة التنمية. ومنذ إعلان رؤية 2030 أرادت الدولة الخروج من نفق المصدر الرئيس للبلاد إلى آفاق أشمل وأعم بتنوع مصادر الدخل بدلا من الاعتماد الكلي على النفط خصوصا بعد ظهور بوادر إشارات على نضوب الثروة، ومع هذه الرؤية تغيرت النظرة، فبدلا من اعتماد الاقتصاد الوطني على الإنفاق الحكومي في الإنتاج والاستهلاك أو ما يعرف بالنظام الريعي حيث الدولة هي المصدر الوحيد في كل الأنشطة الاقتصادية، فهي المانحة وهي المنتجة وهي المشغلة وهي الواهبة للأفراد وللقطاع الخاص الذي عاش طفيليا على الإنفاق الحكومي، هذه الصورة استمرت من غير إحداث تنوع صناعي أو تقني أو زراعي أو استثماري يسهم في ضخ أموال تضاف للدخل الوطني.. وهي الصورة التي خلقت نوعا من البلادة والاتكالية على الدولة في كل شيء حتى إذا ظهرت رؤية 2030 كان التخوف منها أكثر مما يجب كونها تنفض البلاد بأسرها لكي تغادر مواقع الاستكانة والاعتماد على الأب في كل شيء.. ولأن الواقع الجديد يتطلب النهوض والبحث عن وسائل الاستثمار المتعددة في بلد فوت على نفسه العديد من الفرص التي كان بالإمكان أن تكون قناة من قنوات ضخ الأموال للدخل القومي.. وبعيدا…

المرأة تعيل أسرتها

الثلاثاء ٠٧ فبراير ٢٠١٧

كل يوم وكل حين تثبت الوقائع أن تنظيرات المتشددين حول قضايا المجتمع هي نظرة خاطئة لا تقوم على دراية أو فهم بمجريات الأمور، وكم من قضية اجتماعية وقف أمام تنفيذها مجموعة من المحتسبين على أنهم حراس الفضيلة.. ومن القضايا التي وقفوا منها موقف المتعنت المستبد قضية عمل المرأة.. فخلال السنوات الماضية دارت حروب لفظية بين المؤيد لعمل المرأة والرافض له، وصل الأمر لتنادي وإدخال شخصيات اعتبارية وعظية لتسفيه حجج ضرورة عمل المرأة، والتي قالت إن مناصري عمل المرأة لا يريدون إلا إخراجها من بيتها. وتعبنا ونحن نقول لهؤلاء إن متغيرات الزمن اختلفت وإن الكثير من السيدات أصبحن (العائل الوحيد) في الأسرة، فهي المنفقة والتفضيل قائم على من ينفق (وهذه مسألة أخرى)، وأمام هذه الحجة نهض أحد الدعاة مخاطبا الدولة أن تقوم بالإنفاق على أي امرأة بدل خروجها للعمل، هذا الرأي المضلل لا يعي أي مفهوم اقتصادي أو إسلامي (وهو المجال الذي يتحدث فيه) ومثله الكثيرون، وقد نهض الرافضون لعمل المرأة من باب الحمية والتقاليد المحصورة في زمنية ما، إذ إن التاريخ سجل عمل المرأة، وقصة سيدتنا خديجة رضي الله عنها ليست بعيدة. ولأننا نعيش في غياب المعلومة فلم تكن هناك بيانات وافية عن عمل المرأة لكي يمكن تحليلها ودراستها، إلا أن الواقع والاحتياج جعل المرأة ساعية للعمل بأي صورة كانت،…

انصروا الله بـ …….!

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٧

الله أعطانا كلامه لنفهمه وليس لترديده فقط، أو تنفيذ مقولات أًولت على أنها أوامر الله، ولأن الفهم غدا شحيحا في أمتنا الإسلامية تركزت لدينا فكرة أن الحياة قائمة على فناء الآخر، فهل أراد الله لنا أن نبيد خلقه في أي موقع كان؟ بعد تفجيرات الملهى الليلي في إسطنبول وصلتني صورة (رسمة) عبارة عن مجاميع من البشر تجمعوا أمام عدة جهات بدأت بمجاميع من الناس تقف أمام بوابة مرقص ثم مجاميع موازية أمام بوابة ملعب ثم مجاميع أمام بوابة مطعم ثم مجاميع أمام بوابة سوق، وظلت بوابة المسجد فارغة ليس بها أحد، وثبت جملة استنكارية أو تعجبية في أعلى الصفحة تنص على: ونسأل متى نصر الله؟ ثم ذكر آية قرآنية (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) أسفل الرسالة مع وصية لقارئ الرسالة أن يدفع بتلك الصورة لجميع الناس كتحذير، وتمنى بأن يستفيق الناس من سباتهم وغفلتهم. والذي يعنينا من الرسالة الاستنكار الذي كتب بخط كبير: ونسأل متى نصر الله؟ وهذه الرسالة الذي أراد لها مرسلها تعميمها ونحن نسأله: هل نصر الله قائم على إفناء الناس؟ وهو سؤال جوهري في ظل تكالب كثير من المسلمين على فكرة زوال غير المسلمين.. فهل هذه الفكرة هي رسالة الإسلام؟ وهل تنوع مناشط الحياة يعطينا السبب في البكاء على الإسلام وأن المنتمين له في سبات…

أبغى أشتغل مع الشريان!

الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦

برنامج الثامنة لداوود الشريان ولقاؤه بالوزراء أحدث تفاعلا صاخبا في الوسط السعودي، من قبل أن يذاع بسبب تسريب بعض مقاطعه، فكانت بعض المقاطع المسربة تعبئة وتجييش لمشاعر المواطنين قبل أن تذاع الحقلة. وبغض النظر عما دار في حلقة الوزراء من آراء وإيضاحات كانت اعتراضات المواطنين أكثر صخبا من اللقاء نفسه، وأكثر اعتراضا لما قيل من آراء بتحميل المواطن مغبة اتخاذ بعض القرارات، وكانت معلومة أو رأي أن الموظف السعودي محصلة إنتاجيته في العمل ساعة واحدة في اليوم هي قرن الفلفل الحار الذي وضع في عيون المواطنين، فلم يهدؤوا حتى جالوا فضاءات النت واستحضروا صورا عدة لبعض الوزراء وهم نائمون في مؤتمرات تؤكد أنهم كانوا في سبات عميق مع التعليق بأن ساعة واحدة يعمل فيها الموظف، خير من ساعات يقضيها الوزير نائما. وقد تفنن الجمهور في جمع صور عديدة كلها تحاكي ما كان يقال في تلك الحلقة وقد كان أشهر الصور المبثوثة جمع المتحاورين في صورة واحدة، ووضع راتب كل منهم أسفل الصورة (راتب الوزراء 70 ألف ريال في الشهر وراتب داوود الشريان 90 ألف ريال في الشهر) وأسفل تلك الصورة جملة: (هؤلاء يناقشون راتب مواطن محدود الدخل). وانثالت التعليقات من كل حدب وصوب. وبسبب ساعة الدوام الوحيدة التي قيل إنها محصلة الموظف السعودي في اليوم تم حياكة أكثر من نكتة…

الدين وكشف المستور

الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦

في أحد الأيام استوقفني أحد القراء ودار حديث طويل حول ما يكتبه الكتاب عن مشكلاتنا الاجتماعية وهل تجدى تلك الكتابات أمام المسؤولين أم (حرام) فيها الحبر الذي تستهلكه. ولا أريد الحديث عما استكملنا به الحديث، وإنما أردت نقل جملة قالها ذلك القارئ الفاضل، قال: أتعرف ما الذي ينقصنا؟ كنت صامتا ولم أشأ أن أحرز ما الذي يود قوله، فقاطع صمتي: الذي ينقصنا الإخلاص.. ولو أن كلا منا كان مخلصا في ما يعمل لما تعطل أي شيء في حياتنا. نعم، خصلة الإخلاص يمكنها أن تقودنا جميعا إلى أداء كل شيء بإتقان ومن غير تباطؤ. وكل منا يعرف جزءا من الداء الذي حل أطنابه بيننا، ومعرفتنا بهذا الجزء يوجب علينا بسط المعضلة بيننا بكل شفافية وصراحة. وسوف انطلق مما قاله الأمير خالد الفيصل في تدشين حملة (وطننا أمانة): «أن القرآن والسنة النبوية ركيزتان مهمتان، ولو طبقهما الجميع ونفذ ما فيهما، لما احتجنا لمؤسسات مراقبة أو مكافحة للفساد». الانطلاق من أننا جميعا على صله وثيقة بالقرآن والسنة ومع ذلك نمارس كثيرا من المنكرات والنواهي التي نص عليها الدين، وأيضا نغفل عن كثير من الوصايا والتحذيرات التي حث عليها الدين. حسنا، ماذا يعني أننا ومنذ نعومة أظافرنا إلى الممات ونحن نتلقى تعاليم الدين في البيت وفي المدرسة وفي المسجد ونحفظ الآيات والأحاديث ومع كل…

التنكيد حتى في اللحمة

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

كل عام وأنتم بألف خير.. تعددت مسميات عيد الأضحى، ففي أغلب قرى الجنوب يسمونه (البهجة)، ويطلق عليه البعض العيد الكبير تميزا له عن عيد الفطر، وهو عيد يأخذ حضورا قويا ومبهجا في العالم الإسلامي، ولأنه يوم تذبح فيه الأضاحي، ويشبع فيه الجائع، فقد أطلقت عليه بعض الدول لقب (عيد اللحمة)، ودأب بعض الناس على إحضار خروف العيد من أيام مبكرة لتسمينه وتغذيته غذاء يزيد من شحمه ولحمه. وقد تفنن الكثيرون في تدليل هذا الخروف، فظهر مزينا بالورود والكتابات وقيلت فيه القصائد والتقطت له الصور المفرحة والمحزنة... وهناك من الخراف من تنبه للمصير المحتوم فهرب أو نطح أصحابه.. ومنذ أيام ورسائل الجولات محتفية بهذا المخلوق حتى أن البعض أقام مزادا لـ(أزين) الخراف، وقد بلغ سعر أحدها 29 ألفا لو أن صاحبه ذبحه ووزع (لحمته) فسوف يصل الكيلو الواحد بألفريال ولا أعرف بكم يمكن تسعير (المعاليق)... وظهر النكات والتهريج عما يمكن أن يحدثه ذبح الخراف من فقد.. حتى أن أحد الظرفاء قدم كاركاتيرا عما تجده النعاج من حزن وفقد لذكورها. ولأنه عيد (اللحمة) والفرح بها لدرجة تتجاوز حد الشبع ظهرت دعوة لتبديد تلك الفرحة، وكانت تلك الدعوة على أيدي وألسنة أطباء باحثين عن النكد وتذكير الناس بخطورة كل ما يأكلونه أو يشربونه على الصحة.. وفي كل موسم حج يتذكر الأطباء تحذيراتهم النائمة في…

مشروع الابتعاث ما مصيره؟

الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥

هل تنبهت وزارة التعليم بأن مشروع الابتعاث يترنح أم علينا نحن أن نتنبه بأن سياسة الوزارة قد تغيرت وتعكر مزاجها ولم تعد راضية عن ذلك المشروع؟   وفي الحالتين يجب التنبه والحذر من سياسة قصيرة المدى حيث إن المشروع كان يشي بأنه يستهدف بناء الإنسان معرفيا ومنه تتولد النهضة والتنمية للبلاد في صور شتى ومع ظهور علامات الاسترخاء والتغاضي عن مشكلات المبتعثين كرسالة تعلن تجميد المشروع، نقول هذا بعد تلقي المبتعثين رسائل ضمنية بتفريغ البعض أو تغيير مسارهم إما بالرجوع المبكر باختيارهم أو بسبب المشكلات التي توصلهم إلى حالة الضيق ومن ثم العودة.   ولأن الوزارة قد تغطت برداء الصمت حيال كل الأسئلة والملاحظات، سواء أكان الصمت عن تساؤلات المبتعثين أو من خلال عدم الاستجابة لطلبات المبتعثين على حسابهم الخاص.   ولأن الصمت من ذهب فقد ارتضت الوزارة الإمساك بهذا الذهب ومكنت الآخرين من الاستفادة من صمتها وتأويل غموضه بما يسهم في إنعاش الاستثمار الذهبي لدى البعض.   وآخر من فسر غموض الوزارة هم المستثمرون في التعليم الجامعي الأهلي فسارعوا برفع الرسوم الدراسية تحسبا للخسائر المالية التي قد تقع في حال تأكد التوقعات بتعليق المنح من قبل وزارة التعليم.   فالوزارة وجهت للجامعات الأهلية عدم إلزام دارسي (المنح الداخلية) بالدفع المسبق وهذا قد يفهم بأنه طلب جدولة مستحقات الجامعات الأهلية…

نساء السوبر يفضحن سلوكياتنا..

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

عجلة أكاذيب المرجفين أسرع من وعينا.   هذا ما أثبته لقاء السوبر السعودي بين فريقي النصر والهلال، فمنذ أن أقر الاتحاد السعودي اللقاء بموافقة الطرفين، والأكاذيب قد ملأت ساحات التواصل الاجتماعي، فأنتجت وقائع وملاسنات تكشف عمق المعضلة الاجتماعية التي نسير بها، وهي معضلة ممتدة الأطراف ومثبتة بقناعات مريضة، كونها لم تكن نزيهة الظنون، بل تحمل (أجندة) من التهم التي يبحث أصحابها عن إثارة كل ما يدفع الأفراد إلى التحزب، ومن ثم استعداء الأطراف بعضهم ضد بعض.   وكنت ممن كتب استباقا للقاء المرتقب بأن كثيرا من المغالطات تشكل جزءا من تفكيرنا، وهو ما يعرف بالمدخلات التي تشكل مخرجاتنا من قرارات وأحكام، يحدث هذا على مستويات متعددة من مناشط حياتنا اليومية.   ولأن مجتمعنا يعيش في دوائر من المغالطات، أهمها دائرة المرأة وكل ما يحيط بشؤونها واستلهام أي أمر حياتي وربطه بالسارية لتظل حياتنا مرتهنة بتلك المسجونة، ولهذا حملت المرأة بأنها السبب الرئيسي وراء إقامة مباراة كأس السوبر السعودي..   فقد أشاع المرجفون أن ترحيل المباراة إلى دولة أوروبية يستهدف في طياته ضرب كيان الأسرة من خلال الأم والأخت والزوجة بتمكينها من دخول الملاعب الرياضية، وما مباراة الهلال والنصر إلا فخ لإيقاع المجتمع في براثنه مستقبلا.   وقد تم تثبيت هذه الإشاعة في أذهان الكثير ممن يسير وفق ما يسمع (من…

ننتظر معاقبة المتحرشين

الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٥

تضج مواقع النت بالأخبار الملفقة والتشويهات والاتهامات للأمكنة والأشخاص، ولا تتورع هذه المواقع من إطلاق أي تهمة مهما بلغت من الانحدار والتجني. وبسبب هذه التهم والإشاعات غدت كثير من الشخصيات العامة مشوهة في ذهنية الناس، والإشاعة والتشويهات لم تقف عند الشخصيات بل تجاوزتها لتحل بالأماكن والتي شن عليها هجوم وتوزيع تهم حتى غدت تلك الإشاعات ساكنة في ذهنية الناس كحقائق. ولم ننته من تنقية سمعة مدينة جدة مما لحق بها حيث حاولت مجموعات (عبر النت) من إلحاق نعتها بأنها مدينة متفلتة وأن ما يحدث بها لا يحدث في بقعة من العالم، وتطورت التهمة إلى أن وصل الأمر اتهامها بأنها مركز لتصدير الإلحاد، وكانت هجمة مركزة أوشكت على الإتيان بثمارها لولا تصدي محبي هذه المدينة في المنافحة لما يقال عنها ثم تلى ذلك قول حق صدر من بعض العلماء كنفي لما تعرضت له مدينة جدة. ولأن لكل مكان شخصية تميزه عن بقية المواقع والأمكنة المختلفة والمغايرة، اكتسبت مدينة جدة نمطا معيشيا يختص بها، واستطاعت عبر السنوات المتعاقبة خلق ثقافة خاصة بها، ثقافة تهضم القادمين إليها وتشكلهم وفق خاصيتها المكانية، ولأنها مدينة حية منحت ساكنيها صفة الحياة حتى إذا تواجد بها غريب تشكلت نفسيته بتلك الصفة فغدا إنسانا نابضا بالحياة. ومدينة جدة تصاب بـ(الربو) في كل إجازة موسمية إذ تغدو حياتها الاجتماعية…

نجاح مشروع إعداد قاتل

الثلاثاء ١٧ فبراير ٢٠١٥

غدت داعش تنافس الأفلام الهوليودية في إخراج أفلامها البشعة، فجريمتها الأخيرة التي أقدمت فيها على قتل المواطنين المصريين في ليبيا كان إخراجها الفني متقدما، وهذا يعني أن الدم المسفوك بغزارة يقابله دم بارد للقتلة، إذ يقدمون على أفعالهم الإجرامية كعمليات نضالية لها لبوسات دينية مغلوطة تجد هوى عند البعض، والدليل على هذا الهوى التأييد المبطن أو المصرح به (حدث أن صرح البعض بذلك مبررين ومجيزين أفعال الدواعش) ويعود هذا الجذب والتكاثر في المنظمات الإرهابية إلى المفاهيم الدينية المغلوطة المرسخة في أعماق الكثيرين من نبذ الآخر أو إقصائه أو تصفيته، فالدين لديهم إما أنا أو أنت، فتلك المفاهيم المنحرفة لم تؤسس لديهم أهمية التعايش وقبول الاختلاف مع الآخر مهما كان معتقده أو دينه وبسبب هذه المفاهيم التي لم يتم تصحيحها عبر عشرات السنوات تم استغلالها باستقطاب كثير من الشباب المسلم سواء كانوا مسلمين أصولا أو مسلمين حديثي إسلام.   فأن يقول أحد منفذي قتل المواطنين المصريين جئنا بتعاليم نبي حمل سيفا.. تكون رسالة المنهج المنحرف طافية على السطح وبحاجة ماسة لتصحيح المفاهيم قبل مواجهة السلاح بالسلاح..   ***   وفنية الإعداد والإخراج لأفلام داعش غدت متقدمة فنيا، ففي إخراج آخر فيلمين لهما (مقتل الكساسبة والمواطنين المصريين) تظهر قصدية الاستعراض واستلهام البطل السوبرمان الذي لا يهزم (إلا أنه عند الدواعش ليس فردا…

البحث عن راتبين

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥

منذ إعلان صرف راتبين لموظفي الدولة ومطالب موظفي القطاع الخاص تتعالى تحفيزا لقطاعاتهم بالاستجابة إلى تحقيق حالة الفرح التي عمت البلاد وهي أمنيات فردية وجماعية كان من المفترض أن يبادر إليها القطاع الخاص كونه يتمتع بمميزات وتسهيلات حكومية لا توجد في أي بلد كان مما يسهم في ارتفاع أرباحه من غير أن تطاله ضرائب أو إلزام بالمشاركة في المسؤولية الاجتماعية.. واستجابته في صرف راتبين لموظفيه يكون اعترافا وامتنانا بما يجده من راعيه واتساع أبواب الاستثمار من غير عوائق تنتقص من أرباحه أو رأس ماله.. وإن لم يستشعر هذا القطاع بهذه النعمة، كان على وزارة العمل تبني خلق التفاعلية وحث القطاع الخاص على ذلك، إذ أن الوزارة معنية بتقريب الفجوات ما بين القطاعين وهي المهمة التي نادى بها الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) حين اشتدت حمى سعودة الوظائف، إذ لايمكن تجفيف العاطلة أو تسكين الوظائف في ظل وجود فوارق عالية لصالح القطاع الحكومي من أمان وظيفي وتفاوت في الإجازات وساعات العمل.. وأجدها فرصة لتذكير وزارة العمل بالدراسة التي أجراها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية والتي خلصت إلى أن رواتب السعوديين في القطاع الخاص هي الأرخص في سوق دول الخليج العربي والدول الأوروبية مما يستوجب على الوزارة تبني ومتابعة أجور السعوديين والمطالبة بزيادتها بين الحين والآخر... طبعا بعد أن…

خصخصة المنتخب

الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥

لا تتهموا أحمد عيد في إخفاق المنتخب فهو طارئ على مشكلة مزمنة.   ولا يستطيع أي مدرب تحويل (الفسيخ للشربيت) ولا تستطيع أي قوة خلق الروح لمن بردت همته وفترت عزيمته. ويمكن قول الكثير على هامش الانكسارات والهزائم المتكررة للمنتخب وخروجه المخجل في كثير من المناسبات الدولية، ومنذ عام ٢٠٠٢ وانهيارات المنتخب السعودي متوالية وكان الصمت سيد الموقف حيال تقويض سمعة وهيبة المنتخب ولم يكن بالإمكان قبول الاعتذار في كل انتكاسة ولم تعد مقبولة تلك الجملة الثابتة التي تردد مع كل هزيمة: بذلنا ما في وسعنا وهذا حال الكرة. و(منشفة حال الكرة) هذا مكن منتخبات دول عديدة من تجاوز العوائق التي تعترضها واستطاعت التقدم ومقارعة المنتخبات الأخرى بكل قوة واقتدار بينما حال الكرة لدينا يتدحرج من (حفرة لدحديرة). وفي كل دول العالم حين يتحدثون عن إخفاقاتهم يقفون مباشرة على الخلل من غير البحث عن مشجب لتعليق تلك الإخفاقات والبقاء في حالة تجفيف لها سنوات طويلة. هل تذكرون المطالبة بفتح ملف الاتحاد السعودي ومراجعة عمله المتهافت الذي أدى إلى تراجع المنتخب وتحويله إلى خيال مآتة.. هل تذكرون ذلك؟ حدث ذلك من سنوات، وظل الملف مغلقا (والراعية ترعى).. وهل تذكرون أن تلك الدعوة ماتت في مهدها بينما التردي استمر حيا حاضرا في كل المشاركات الدولية.إن الصمت الطويل على نتائج المنتخب منذ أكثر…