عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

خصخصة المنتخب

آراء

لا تتهموا أحمد عيد في إخفاق المنتخب فهو طارئ على مشكلة مزمنة.
 
ولا يستطيع أي مدرب تحويل (الفسيخ للشربيت) ولا تستطيع أي قوة خلق الروح لمن بردت همته وفترت عزيمته. ويمكن قول الكثير على هامش الانكسارات والهزائم المتكررة للمنتخب وخروجه المخجل في كثير من المناسبات الدولية، ومنذ عام ٢٠٠٢ وانهيارات المنتخب السعودي متوالية وكان الصمت سيد الموقف حيال تقويض سمعة وهيبة المنتخب ولم يكن بالإمكان قبول الاعتذار في كل انتكاسة ولم تعد مقبولة تلك الجملة الثابتة التي تردد مع كل هزيمة: بذلنا ما في وسعنا وهذا حال الكرة. و(منشفة حال الكرة) هذا مكن منتخبات دول عديدة من تجاوز العوائق التي تعترضها واستطاعت التقدم ومقارعة المنتخبات الأخرى بكل قوة واقتدار بينما حال الكرة لدينا يتدحرج من (حفرة لدحديرة). وفي كل دول العالم حين يتحدثون عن إخفاقاتهم يقفون مباشرة على الخلل من غير البحث عن مشجب لتعليق تلك الإخفاقات والبقاء في حالة تجفيف لها سنوات طويلة. هل تذكرون المطالبة بفتح ملف الاتحاد السعودي ومراجعة عمله المتهافت الذي أدى إلى تراجع المنتخب وتحويله إلى خيال مآتة.. هل تذكرون ذلك؟ حدث ذلك من سنوات، وظل الملف مغلقا (والراعية ترعى).. وهل تذكرون أن تلك الدعوة ماتت في مهدها بينما التردي استمر حيا حاضرا في كل المشاركات الدولية.إن الصمت الطويل على نتائج المنتخب منذ أكثر من عقد بالضرورة تكون نتائجه متناسخة ..فلماذا نبكي على اللبن المسكوب الآن؟
 
مشكلة مسؤولي المنتخب ارتضاؤهم استمرار الإخفاق ومواصلة العناد حيال كل ما يقال عن الأسباب التي أدت لهذا الوضع. وحين يقال إن هناك من يدير المنتخب من خارج إدارته الفنية تكون عدم الثقة قد حلت بكل القيادات التي يتم اختيارها ويصبح هذا المشجب جديرا بأن تتكشف عنه الحجب أما أن تظل هي التهمة الباقية مع كل هزيمة وإخفاق فهي استدامة لمشاكل لن تحل. والآن وبعد أن أصبحنا على (الحديدة) ولا نملك أي مقدرة تنافسية يجب معاودة المطالبة بفتح ملف المنتخب السعودي أو علينا مواصلة السخرية واللطم والمناداة بخصخصة المنتخب لأن الروح الوطنية ذاوية فكل ارتكاسة تسهم في ذبولها وإنعاشها لا يكون من خلال عذر (هذا حال الكرة).

المصدر: عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20150120/Con20150120748345.htm