عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

مشروع الابتعاث ما مصيره؟

آراء

هل تنبهت وزارة التعليم بأن مشروع الابتعاث يترنح أم علينا نحن أن نتنبه بأن سياسة الوزارة قد تغيرت وتعكر مزاجها ولم تعد راضية عن ذلك المشروع؟
 
وفي الحالتين يجب التنبه والحذر من سياسة قصيرة المدى حيث إن المشروع كان يشي بأنه يستهدف بناء الإنسان معرفيا ومنه تتولد النهضة والتنمية للبلاد في صور شتى ومع ظهور علامات الاسترخاء والتغاضي عن مشكلات المبتعثين كرسالة تعلن تجميد المشروع، نقول هذا بعد تلقي المبتعثين رسائل ضمنية بتفريغ البعض أو تغيير مسارهم إما بالرجوع المبكر باختيارهم أو بسبب المشكلات التي توصلهم إلى حالة الضيق ومن ثم العودة.
 
ولأن الوزارة قد تغطت برداء الصمت حيال كل الأسئلة والملاحظات، سواء أكان الصمت عن تساؤلات المبتعثين أو من خلال عدم الاستجابة لطلبات المبتعثين على حسابهم الخاص.
 
ولأن الصمت من ذهب فقد ارتضت الوزارة الإمساك بهذا الذهب ومكنت الآخرين من الاستفادة من صمتها وتأويل غموضه بما يسهم في إنعاش الاستثمار الذهبي لدى البعض.
 
وآخر من فسر غموض الوزارة هم المستثمرون في التعليم الجامعي الأهلي فسارعوا برفع الرسوم الدراسية تحسبا للخسائر المالية التي قد تقع في حال تأكد التوقعات بتعليق المنح من قبل وزارة التعليم.
 
فالوزارة وجهت للجامعات الأهلية عدم إلزام دارسي (المنح الداخلية) بالدفع المسبق وهذا قد يفهم بأنه طلب جدولة مستحقات الجامعات الأهلية والدفع (إلى حين ميسرة) والرأي الثاني ليس له محل من الإعراب، فلم يعلن عن تقليص ميزانية الوزارة ولم يعلن أحد عن تغير سياسة الوزارة تجاه الابتعاث سواء أكان خارجيا أو داخليا.
 
ومع صمت الوزارة أصبح المبتعثون في حالة ارتباك خشية أن يفاجئهم قرار ويترك مستقبلهم معلقا خاصة أن البعض وصل إلى المرحلة النهائية أو توسط به المشوار، فلو صدر قرار بإيقاف المنح الداخلية فلن يستطيع هؤلاء الطلاب إكمال دراستهم كون رسوم تلك الجامعات باهظة ولن يقدر أولياء أمور الطلاب على تحملها.
 
ولأن المستقبل غير قابل لمفاجأة الصامتين على الوزارة أن تتعامل بشفافية حيال هذا المستقبل وتعلن صراحة عما تعتزم فعله مع جميع المبتعثين..
 
أعتقد أن مشروع الابتعاث يدخل في جوهر التنمية وتعثره ليس شبيها بتعثر مشروع نفق أو جسر في وسط البلد أو أطرافها، وحين تمت مباركة هذا الاستثمار البشري في بناء الوطن من خلال الثروة البشرية لم تكن الخطة قائمة على إيقاف البناء وادعاء تعثر المشروع.
 
يعني (شوفوا لكم حل) إما استكمال المشروع أو اقتفاء سياسة الأمانات حينما تعلن عن تعطل وتعثر بعض مشاريعها علما أن الفرق واضح جدا فالأمانات تعلن عن سقوط كوبري أو جسر لكن الإعلان عن سقوط مستقبل لا يستحب الصمت حياله!
 
المصدر: عكاظ