عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

مجابهـة بذور الشـر

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

المقاطع التي تبث من قبل داعش سواء كانت جز الرؤوس أو سبي النساء أو تطبيق الحدود بشكل متعسف أو ترويـع الناس هي أفعال بربرية همجية لا يمكن أن تلحق بالإسلام كدين جاء للسمو بالبشرية مجتمعة والمحافظة على النفس والمال والعرض وفق آليات مقننة ويكون تنفيذها عبر هيكلة إداريـة محكمة يكون فيها ولي أمر وقضاء وجهاز تنفيذي يخضع لولي الأمر، أما أفعال داعش فهي أفعال قوم لم يفهموا الإسلام كنظام له دستور ينظم العلاقات بين أفراد المجتمع، هم قوم تلقوا تعليمات سمعية عن الدين من أدعياء للإسلام تعلموا أقوالا وأفعالا مغلوطة وحشية انتزعت من سياقها التاريخي وقدمت على أن هذا هو الإسلام. ولأن المتلقي لهذه الأفعال يتماثـل مع الدواعشة في عدد من سياقات الأحداث التاريخية والعلل جعل دواعش الداخل يصفقون لتلك الأفعال المشينة التي أضرت بالإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض.. ظل هؤلاء المتلقون متأرجحين إما مؤيد أو معارض (لكنه لا يعرف كيف يثبت معارضته لأفعال حدثت في التاريخ الإسلامي).. وهذا مايستوجب من علماء الأمة للنهوض تفقيها وشرحا للأحداث التاريخية التي حدثت وإن الإسلام ليس دينا فظا قائما على قتل المغايـر كما أن الحدود متدرجة في التطبيق حدها الأقصى ما تم ذكره نصيا. وحين قدم داود الشريان بلاغا عبر برنامجه يطالب بإغلاق إحدى القنوات الفضائية كونها تقوم ببث الكراهية والتحريض على…

حادثة الوديعة والحذر

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠١٤

اعتداء الوديعة ما هو إلا حدث من الأحداث التي تستهدف أمن الوطن وخلق حالة من قدح الشرر. ومن تابع تفاصيل الخبر سوف يعرف مباشرة أنها عملية بائسة منذ بدايتها؟ وطبيعة خلق الفوضى تعتمد على إشعال الحرائق الصغيرة هنا وهناك لإعطاء هالة إعلامية بحثا عن وهم الحضور.. ولن تكف تلك الهجمات عن عملها بحثا عن إشاعة قوة حضور الإرهاب والادعاء بأنهم قادرون على فعل أي شيء. ومع إعلان وزارة الداخلية أن مرتكبي الحادث الإجرامي هم من أبنائنا يزداد فينا الجزع، ويؤكد أن هناك فئة لم تزل على غيها بالرغم من تكشف حقائق مخططات تمزيق الأمة العربية وإسقاط دولها القائمة وإدخال شعوبها في حروب أهلية تمضي بهم نحو التمزق والتلاشي. ولم يفلح التطبيق الفعلي لذلك التمزق الحادث في دول الجوار لأن يكون عبرة لمثل هؤلاء الباحثين عن الوهم وهم يحملون أفكارا أثبتت السنوات الطويلة أنهم يسيرون في طريق مغلق، وفي سيرهم أضروا بدينهم وأوطانهم. كما أن إعلان وزارة الداخلية أوضح أن بعضهم صدر بحقهم أحكام قضائية لتورطهم في جرائم ونشاطات إرهابية وتم إطلاق سراحهم، وبعضهم تم استعادته من مواقع صراع وحروب، وهو الأمر الذي يؤكد أن المراجعات الفكرية لم تحقق تغيرا نوعيا بالنسبة لأمثال هؤلاء الذين يمكن لهم مزاولة (التقية) والظهور علينا مرات ومرات باستهداف أمن البلد وتقويض لحمته.. وما لم تحقق…

مطالبة بحَكم محايد

الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤

حينما تعود في هذا الحر القائظ إلى منزلك وتجد التيار الكهربائي منقطعا، فسوف يفيض جسدك بعفاريت وشياطين الدنيا وسوف يعبثون بك كما لو كانت شبكة أعصابك لعبة الإلكترونية، عندها سترتطم بكل الجدران وليس أمامك إلا الصبر أو مواصلة الارتطام. وفي حالة الصبر ربما تحصل على اعتذار من الشركة السعودية للكهرباء، هذا إذا كان الانقطاع مرثونيا، أما لو كان الانقطاع لمدة ساعة أو ساعتين، فكل اليقين بأنك سوف تواصل تخبطك بين الجدران ولن تفلت من عفاريت (القايلة)، حتى وإن حصلت على الكلمة الذهبية (آسفين)، فإنها ستأتي متأخرة جدا بعد أن فرخ العفاريت في مخيلتك عشرات الصور التي لا تقبل بها وأنت في حالة انشراح، لكن شركة المياه الوطنية أكثر استفزازا، إذ أن قطعها للماء لا يقارن بتاتا بانقطاع التيار الكهربائي، فأحياء الأطراف من مدينة جدة تستفتح كل صيف بغياب الوايتات، ومن لديه شبكة فعليه الانتظار لأيام قبل أن يجد قطرة ماء. وانقطاع المياه والكهرباء (الموسمي) غدا داء متغلغلا في كل مدينة، وتتعامل وزارة المياه والكهرباء مع هذا الداء بقرص (آسفين)، تتبعها جملة هوائية (ما في اليد حيلة). وأعذار الوزارة لا تقدم ولا تؤخر، بل تبقيها في موقع المقصر دائما، وكان بإمكاننا التعامل مع سوء خدماتها كبقية الخدمات المقدمة مجانيا، إلا أن لهذه الخدمة جيوبا تفتحها لنا شهريا لندس بها أموالنا مقابل…

مراقبة الميزانية

الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣

ما إن يقترب موعد الإعلان عن الميزانية العامة للبلاد حتى تجد الكل يترقب ذلك الإعلان، وهو ترقب يختلف باختلاف المترقب، فهناك من يترقب بحثا عن أمنية أن تصيبه استفادة مباشرة منها، وهناك من يترقب بحثا عن الاطمئنان الاقتصادي للبلاد وأن ميزانيتها حققت نموا يشير إلى سلامة السير في أزقة الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن تجنح بأي دولة نحو صخور مدببة لواقع متأزم، وهناك من يترقب الميزانية ويعقد المقارنات بين ما يخصص للوزارات وبين خدماتها على أرض الواقع... وهو السؤال الذي يمنح الجميع شهية التقول بما يطرأ على البال من غير توجس... وجل المتابعين من البسطاء لا يلتفتون كثيرا إلى الفلسفة الاقتصادية في توزيع الميزانية فالذي يعنيهم ما هو العائد علينا من الميزانية والفائض منها، وهو بحث الفرد للخروج من أزماته المالية الخاصة من غير أن يتنبه أن ما يذهب للوزارات سوف يحصده كخدمات تقدم له في تسهيل حياته من تعليم وصحة وأمن. وربما تحدث حيرة حينما تتعثر مشاريع لتلك الوزارات إذ لا يوجد تفسير منطقي لذلك التعثر مع وجود المال الوفير. ومن المتابعين لأرقام الميزانية من يطالب أن يوجه جزء من فائض الميزانية لتسديد مديونية الأفراد (وهي مطالبة لا تكترث بالسلبيات الاقتصادية لمطالبتهم فما يعنيهم هو التخلص من ضائقتهم طويلة المدى والتي تحصدها البنوك على مدى سنوات طويلة) وتأتي تلك…

المبايض وقيادة السيارة.!

الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣

في كل زمن لنا طرفة مضحكة تضحك العالم، وآخر تلك الطرف كانت طرفة المبايض. وقصة المبايض هذه جاءت كتحذير للحد من تطلع النساء لقيادة السيارة، وقد طارت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الرأي مع تعليقات لا تقل طرافة عن الرأي نفسه وإن تطرف بعضها في السخرية. وقد ذهب صاحب رأي المبايض للقول: إن المرأة إذا قادت السيارة لغير الضرورة قد يؤثر ذلك عكسيا على الناحية الفسيولوجية؛ فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيا على المبايض، ويؤثر على دفع الحوض إلى أعلى؛ لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة». وهو كما ترون رأي متفلت من كل السياقات المعرفية سواء التجريبية أو الطبية العلمية لكنه قول أطلق لايقاف الرغبة العارمة لدى بعض النساء المتطلعات لقيادة سياراتهن في ظل انتفاء الموانع الشرعية والنظامية إذ أن لوائح المرور لا تمنع مثل هذه القيادة والهيئة لن تطارد أي امرأة تقود سيارتها. وقد سبق هذا الرأي الطريف رأي لايقل غرابة ففي فترة سابقة حذر أحد الأكاديميين من أن قيادة المرأة للسيارة يفقد الشابات عذريتهن، ويؤدي بهن إلى الرذيلة.!! ولو عدنا للرأي القائل بتأثر حوض ومبايض المرأة جراء القيادة فسنجد أن هذا الرأي يصمنا بالجهل، فإن لم يكن جهلا علميا فهو جهل…

أغلق فمك بنفسك.!!

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣

كل جهة في الشرق الاوسط تريد معرفة الخلطة السحرية التي أحدثها مهاتير محمد لكي يقفز ببلاده عاليا، ولا تجده حاضرا في أي محفل دولي إلا طلب منه التحدث عن تلك الخلطة، وحين يتحدث الرجل عن الوسائل التي اتبعتها دولته في تنميتها تجد أن جل الدول التي تعاني من تأخر تنموي تقول: إننا طبقنا كل التعاميم الواردة بحذافيرها فلماذا لم تتطور دولنا؟ ونحن من تلك الدول إذ اننا نتحدث عن كل تلك الشعارات الرائعة منذ عشرات السنوات ومع ذلك ما زلنا نقتعد مقاعد الدول النامية فهل سبب تباطؤ حركتنا أننا نحمل كلاما وشعارات لا نطبقها على أرض الواقع وبهذا تظهر لنا مشكلة تباطؤنا جلية وسافرة أيضا. ربما يكون كذلك فدعونا من معرفة خبايا الوصفات السحرية للدول النشطة ودعونا نلتفت إلى خبايا فشل هيئاتنا وجمعياتنا ومرافقنا إذ كل منها يعاني بصورة أو بأخرى من سوء إدارة أو تقاعس أداء أو تيبس حركي أو ضبابية وجود. وقد أعجبتني جملة (ضبابية وجود) إذ وجدتها تنطبق تماما على حال الجمعية السعودية لحماية المستهلك. فهي جمعية محسوبة علينا من غير أن يكون لها أثر في واقعنا وكلما (تمرغنا) داخل السوق المحلي (وانلذعت) أسلاكنا هددنا بأننا سنلجأ إلى جمعية حماية المستهلك لكي تنصفنا ولم نكن نعلم ان هذه الجمعية مجرد ديكور أو (فزاعة) لو وقف على رأسها…

قمائم جدة وحلم المشاريع الضخمة

الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣

جدة تغرق في القمائم وهذه التقريرية ليست مبالغة بتاتا، إذ يستطيع أي مسؤول من الأمانة السير بقدميه في الأحياء الجنوبية أو المتوسطة أو الشمالية ليلحظ هذا. ولأن الواقع يكشف عن وضعه توالت تصاريح مسؤولي الأمانة بوعود قاطعة لإزالة هذا الوضع وأذكر أني كنت ضيفا مع الأستاذ داود الشريان في برنامجه الإذاعي (قبل أن يتحول إلى برنامج تلفزيوني) كنت ضيفا مع أحد المسؤولين بالأمانة الذي تم تعيينه خصيصا لغرض إزالة تكدس القمائم في هذه المدينة، ويومها قال ذلك المسؤول إن لم أقض على هذا التكدس خلال ستة أشهر فسوف استقيل وكنت متيقنا من عدم مقدرة الأمانة من إنجاز مشروعها فقلت لذلك المسؤول وإن لم تستطع فعل ذلك قال على الفور: سوف استقيل. واستمرت قمائم جدة ولا أعرف هل استقال ذلك المسؤول أم بقي في الأمانة مع بقاء القمائم. وبالأمس كشف وكيل أمانة جدة للخدمات عن توقيع تسعة عقود بقيمة مليار وثمانمائة مليون ريال لإزالة النفايات المتكدسة في أحياء جدة وكل الأماني أن لا تموت هذه الوعود بين القمائم المتكدسة والتي استطاعت هزيمة كل وعود الأمانة. وها نحن ننتظر الوعد الجديد الذي أعلنت عنه أمانة جدة. والمفرح أن جدة الآن تخضع لعملية جراحية عميقة في كل بناها التحتية ونلمح نقلة نوعية في شوارعها وجسورها وتمديدات الصرف الصحي والسيول وولادة مشاريع جديدة قد…

بين الأمس واليوم

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

هل تذكرون التقرير الذي قدمته جمعية حقوق الإنسان، والذي أشار بوضوح إلى عجز المرافق والأجهزة من القيام بدورها، ذلك التقرير الذي حمل عنوان (طموح قيادة وضعف أداء أجهزة)، وهو العنوان المختصر لتحديد مكمن الداء في العملية الإصلاحية، بدءا من الحقوق الفردية إلى الحقوق العامة التي يشترك فيها المجتمع. هذا التقرير وما حمله من ملاحظات يبدو أنه دخل إلى الأرشيف، بعد أن برأت الجمعية نفسها بتحديد مكمن الداء، ثم نسينا جميعا أهمية حل ومعالجة تلك القضايا من باب يكفيك أنك بلغت، ودع العجلة (تدردح). فإن أشار التقرير إلى العجز أو الضعف لكثير من الأجهزة الحكومية عن الوفاء بمتطلبات توجيهات القيادة العليا بحماية وصيانة حقوق الأفراد وتذليل الصعوبات التي تواجههم فقد قيل وعلم القاصي والداني. وها نحن، وبعد أن مضت سنتان على هذا التقرير ما زالت كل المعوقات حاضرة، وقد ذهبت بعض توصيات الجمعية (23 توصية) إلى أرشيف محكم، ولو أردنا تذكر بعضها (ونقارنها بالواقع) سنجد أن العجلة (تتدردح) على عادتها القديمة، بدءا من وجود التصنيف القبلي والمناطقي والفكري والطائفي كممارسات وسلوكيات مترسخة في القطاع الحكومي، فالوصايا قد أشارت إلى أهمية تمتع الناس بحقوقهم دون تمييز، ومعاقبة كافة أشكال التمييز. وثمة نقطة أخرى، وتتعلق بالحث على تعزيز مبدأ المشاركة والحرص على تدوير المناصب الحكومية وضمان وصول المؤهلين إليها، وكما لم تفعل هذه…

طيب اعزموا الهولنديين على جمالنا !!

الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٣

يبدو أن هناك مؤامرة هولندية ضد الإبل العربية. هذه الإبل التي سرقت الأضواء من سوق الأسهم وأخذت أسهمها في التصاعد الجنوني كاسرة حاجز البورصة لمزايين الإبل، إذ سجلت صفقات الوضح البيضاء المليون والنصف للناقة الواحدة، وهو أعلى سعر يصل إليه حيوان عبر التاريخ، ولأن النوق العربية أخذت وجاهتها من الصحراء ولقبت بسفينتها، فيبدو أن الزمن أنصفها فاشتعلت أسعارها في الأسواق العربية على أنها سفن وليست حيوانا يمكن أن ينفق بحمى عابرة تذهب بالملايين المدفوعة ثمنا له. ويبدو أن الهولنديين قرروا إفساد هذا السوق، وظهرت نية الإفساد من خلال (شلة) من العلماء (وعبر دراسة طبية) قالوا إنهم عثروا على أدلة قوية تؤكد أن فيروس (كورونا) واسع الانتشار بين الإبل العربية ذات السنام الواحد. هذه المؤامرة (الجبانة) والمستهدفة سوق الإبل الناشئ تصدى لها شخص واحد هو وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي (لكنه تحدث باسم وزارة الصحة) ووصف الدراسة بالعادية، وأنها لا تقدم ولا تؤخر كون العلماء الهولنديين لم يثبتوا بشكل قاطع أن الإبل هي «مصدر العدوى» هذا الصوت النافي والوحيد قابل نفيه تأكيد الفريق العلمي الهولندي الذي أجرى الدراسة في المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في بيلتوفن بهولندا، حيث جمع الفريق العلمي 349 عينة دم من مجموعة متنوعة من الماشية، بما في ذلك الإبل والأبقار والأغنام والماعز وبعض الحيوانات المرتبطة بالإبل وحيدة…

الراتب والقروض

الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٣

أيام المناسبات تذكر بعض المواطنين بالمأزق الاقتصادي الذي يعيشونه. فالإجازة ورمضان والعيد ودخول المدارس التي جاءت وتجيء في أوقات متقاربة ألهبت تلك الاحتياجات، فتناثرت الأمنيات، وكلها تحمل إلحاحا لإعادة النظر في سلم الرواتب، وانبرى الكثيرون للرد على الخشية من ارتفاع الأسعار لو حدث نوع من مراجعة سلم الرواتب أو زيادتها، مخففين من هذه الحجة بمقدرة أجهزة الدولة على مراقبة الأسواق ولجم نفور الأسعار. وأمنية رفع الرواتب ليست نتاجا لهذه الحملة، إذ إنها أمنية سبقت ميزانية التريليون، فمع إعلانها تقاذف المواطنون البشائر وانحسرت في فلك خاص بكل مواطن وتجلت في زيادة الرواتب، وكلما تم إحباط هذا القول بأن الزيادة في الراتب تعني الزيادة في الأسعار، تراجعت الإشاعة في هذا المضمار، ولكنها انتقلت إلى حلم توفير المساكن، وانتقلت في فترة لاحقة إلى فكرة إيجاد تأمين صحي يعتقهم من ارتفاع الكلفة الصحية، ومع دخول هذا الحلم إلى مجلس الشورى وتباطؤ المجلس في تبنيه تقهقرت تلك الأحلام، خصوصا حينما ظهر للسطح مقولات عديدة عن خطورة زيادة الرواتب، إلا أن كل ما حدث أبقى أمنية زيادة الرواتب حاضرة في ذهنية المواطنين مع انتظار حدوث مفاجأة مفرحة، وهي الفرحة التي لم تغادرهم وهم يغردون عبر التويتر، ويستحضرون الدراسات الاقتصادية والتي تشير إلى تآكل دخل الفرد وعجز هذا الدخل في مواجهة غلاء المعيشة، كما أن دخل المواطن…

البحث عن خلخلة المجتمع بـ 5% إلحاد

الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣

لا شك أن صدمة عنيفة سوف يجدها المرء حينما يقرأ تقريرا بأن نسبة الإلحاد في بلادنا تصل إلى 5% وهي النسبة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن معهد غالوب الدولي. وبعد أن تزول صدمة المفاجأة يمكنك تكذيب هذه النسبة لأسباب عديدة قد يكون أهمها أن هذا المعهد ليس هو ذاته المعهد الشهير في واشنطن ومن هذه المغالطة المبدئية يمكن تتبع بقية المغالطات وأولها معرفتنا بأنفسنا إذ لا يمكن أن يكون بين كل مائة مواطن خمسة ملاحدة. ثم من أين استقى المعهد معلوماته عن وجود هذا العدد المهول الذي يصل تعداده إلى ما يقرب من المليون ملحد، فهذا العدد يستوجب أن استبانة وزعت على ملايين من المواطنين حتى تصل نتيجة الاستفتاء إلى وجود مليون ملحد، فإن قيل حدث هذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو افتراء يدحضه الواقع، إذ أن المستخدمين للإنترنت في المملكة يقدرون بثلاثة عشر مليون مستخدم بينما عدد سكان المملكة ما يقارب 19 مليون نسمة وإذا أضيف لهم الوافدون يكون التعداد في حدود الـ28 مليونا، فكيف استطاع المعهد تحديد نسبة الـ 5% من السعوديين تحديدا بهذا يسقط الادعاء على مستوى الأرقام. ثم ماذا قصد المعهد بالإلحاد؟ هل قصد به إنكار وجود الله عز وجل أم قصد به اللادينيين أم قصد العصاة أم قصد الانتماء إلى أفكار يتم التعبير…

تخصص في قتل الأبناء

الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣

في أقل من شهر قتلت طفلتان في منطقة واحدة وعلى يد الخادمة. وبهاتين الجريمتين تنضم إسراء ولميس لقافلة الأطفال المغدور بهم. والسؤال المتأخر الذي يجب علينا أن نقف عليه: لماذا توحشت الخادمات ولم يعد أمامهن من تعبير عن حالتهن النفسية إلا القتل؟ وقتل من؟ قتل أطفال أبرياء؟ ولنترك إجابة السؤال لكل فرد منا ليعطي إجابة لأسباب هذا العنف المفرط. وحين أقول مفرط، كون هذه الوحشية تكررت في مقتل أطفال سابقين، فمثلا الطفلة (تالا) التي قتلت على يد الخادمة الإندونيسية، وكانت حادثة القتل من البشاعة ما لا يحتمله إنسان، إذ وصفت الأخبار ــ حينذاك ــ تلك الجريمة بإقدام القاتلة على فصل رأس الطفلة عن جسدها بالساطور. وبالأمس وأنا أقرأ تفاصيل مقتل (إسراء) على يد خادمة أسرتها استشعرت بوحشية ووعورة نفسية القاتلة، إذ كيف يمكن لامرأة أن تقدم على كل هذه الوحشية مهما حدث ومهما واجهت من تعنيف من قبل مستخدميها. وهذا العنف لا يتسق مع النفس السوية مهما جابهت من ضغوط نفسية أو معاملة سيئة. ومآسينا مع الخادمات غدت من الطرق المغلقة بسبب استعصاء المجتمع ورفضه البات التخلي عن الخادمات، ولأن وجود الخادمة ارتبط بظرفية ما، كان لزاما استقدام العاملات وانساق الجميع لهذا الاستقدام من غير شروط في البدء ثم تنبهنا إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بنا من الجانب الصحي،…