عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

المبايض وقيادة السيارة.!

آراء

في كل زمن لنا طرفة مضحكة تضحك العالم، وآخر تلك الطرف كانت طرفة المبايض.

وقصة المبايض هذه جاءت كتحذير للحد من تطلع النساء لقيادة السيارة، وقد طارت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الرأي مع تعليقات لا تقل طرافة عن الرأي نفسه وإن تطرف بعضها في السخرية.

وقد ذهب صاحب رأي المبايض للقول: إن المرأة إذا قادت السيارة لغير الضرورة قد يؤثر ذلك عكسيا على الناحية الفسيولوجية؛ فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيا على المبايض، ويؤثر على دفع الحوض إلى أعلى؛ لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة».

وهو كما ترون رأي متفلت من كل السياقات المعرفية سواء التجريبية أو الطبية العلمية لكنه قول أطلق لايقاف الرغبة العارمة لدى بعض النساء المتطلعات لقيادة سياراتهن في ظل انتفاء الموانع الشرعية والنظامية إذ أن لوائح المرور لا تمنع مثل هذه القيادة والهيئة لن تطارد أي امرأة تقود سيارتها.

وقد سبق هذا الرأي الطريف رأي لايقل غرابة ففي فترة سابقة حذر أحد الأكاديميين من أن قيادة المرأة للسيارة يفقد الشابات عذريتهن، ويؤدي بهن إلى الرذيلة.!!

ولو عدنا للرأي القائل بتأثر حوض ومبايض المرأة جراء القيادة فسنجد أن هذا الرأي يصمنا بالجهل، فإن لم يكن جهلا علميا فهو جهل حياة. فمنذ اختراع السيارة إلى الآن لم يقل عالم أو طبيب واحد بهذا الرأي وكل بلدان العالم تقود فيها المرأة السيارة ولم تظهر عليهن عوارض المبايض، ومن الناحية التجريبية (الخاصة بالجلوس والانشغال) هناك مهن عديدة تزاولها المرأة وتظل فيها جالسة لساعات من غير أن نسمع أن حوضها أو مبايضها تأثرت بهذه المهنة، ولم نسمع أيضا بأن مولودا ولد متأثرا بالخلل الإكلينيكي لأن مهنة أمه تعتمد على الجلوس الطويل.!!

ولأننا دأبنا من فترة في تصدير الطرف للعالم فقد انتشت وسائل الإعلام بهذا الرأي وتناقلته الصحف والمواقع بنكهة سخرية لاذعة. ولهذا نقول: أضحك الله سن صاحب الرأي كونه أدخل البهجة على نفوس الكثيرين ولو من باب الخطأ.! إذ أن كثيرا من الأخطاء تعد من المضحكات المبكيات.

وإن بقي تعليق أخير فهو تعليق تربوي وارشادي يتعلق بوسائل المنع والتحذير تذهب قاعدته إلى القول لو أنك رغبت في منع أمر من الأمور فلا تختلق مسببات منع ليس لها وجود في الكون وإلا كان تحذيرك مدعاة للسخرية.!!

المصدر: صحيفة عكاظ