الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
التوقيت والنتائج في زيارة الملك سلمان الأولى لأميركا وضعت عنونا مختلفا لمرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية. فالملك سلمان اعتذر عن عدم حضور اجتماع كامب ديفيد الذي دُعي إليه زعماء دول الخليج لقمة مع الرئيس الأميركي في منتصف مايو 2015م، وكان ذلك متوقعا ومبررا، فتصريحات الرئيس الأميركي في لقائه مع توماس فريدمان مسّت شؤون دول الخليج الداخلية على حساب التهديد الإيراني للمنطقة ما أعطى انطباعا غير مريح، وزاد الطين بلة غموض الاتفاق الذي لم يطمئن حينذاك دول مجلس التعاون. الملك سلمان نأى بنفسه وتاريخه أن تكون زيارته الأولى للولايات المتحدة الأميركية إلى كامب ديفيد لما للمكان من ايحاءات سلبية تخدش صفحة الملك ناصعة البياض. جاء توقيت الزيارة في وقت حرج للرئيس باراك أوباما حيث كان في أشد الحاجة لدعم سعودي واضح فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. الكونغرس بمجلسيه كان منقسما وأي دعم علني من الملك سلمان لهذا الملف سيسهم في حسم الجدل الأميركي الداخلي. ولسنا نحن الذين نقول ذلك فقط بل إن الأميركيين أنفسهم سواء في الكونغرس أو الإعلام يعتبرون أن الدعم السعودي للاتفاق سيجنب البيت الأبيض احراجات شديدة الخطورة. وإذا كانت دول 5+1 لم تقنع المشرعين الأميركيين بقبول الاتفاق وتمريره، فكيف يملك السعوديون هذا التأثير الواضح للعيان على التراب الأميركي؟ أعتقد أن صدق المملكة في علاقاتها مع أميركا…
الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤
الجهاد ذروة سنام الإسلام، لاجدال في ذلك، لكنه ليس العمل الوحيد المؤدي إلى الجنة، هناك أعمال أخرى سابقة على الجهاد في الفضل والأجر. أدبياتنا قصرت دخول الجنة على الشهداء، ولذلك أسرع إليه كثير من المسلمين وبخاصة الذين أسرفوا على أنفسهم، ظنا منهم أن الشهادة هي أقرب الطرق إلى الجنة دون التأكد فيما إذا كانت الطريق التي سلكوها صحيحة أم خاطئة، وباعتقاد أنهم يدخلون الجنة بعمل الجهاد وليس برحمة الله أولاً وفضله. الجنة لا تؤتى بعقوق الوالدين، وتضييع الواجبات والمسؤوليات، والكذب والتزوير، ومخالفة الأنظمة التي سُنّت تأكيدا لخلافة الإنسان على هذه الأرض وعمارته لها. بعض الذين نفروا للقتال كانت نواياهم طيبة، ولكن الطريق إلى جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة (السذاجة)، التي لا تتوافق مع كون المؤمن "كيّس فطِن"، وأنه "لايلدغ من جحر مرتين". بعض المتسللين إلى الجهاد يكتشفون فداحة ما ارتكبوه، فهم لايعرفون تحت أية راية ينحرون نفوسهم، والحظيظ منهم من يتمكن من العودة إلى بلاده نادما. أذكر حوارا صحفيا أجريته مع الرئيس برهان الدين رباني -رحمه الله- قال فيه بأنكم في العالم العربي وضعتم المجاهدين الأفغان في مصاف الصحابة: "وفينا من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ومن يقاتل حمية، وقطاع طرق وتجار مخدرات"، وكأنه يتنبأ بما حدث لاحقا من اقتتال قادة المجاهدين الأفغان. حينذاك، كنا أربعة زملاء بزينا السعودي في…