الخميس ٠٦ أغسطس ٢٠١٥
أمضت دوشة علي محمد جغدمي 14 عاما وهي تغسل كليتها. كانت تذهب ثلاث مرات أسبوعيا (السبت، والثلاثاء، والخميس) إلى مستشفى الملك فهد بجازان قادمة من قرية الرد التي تبعد 80 كيلومترا عن مركز الغسيل. كانت تخرج قبل موعدها بأربع ساعات بحثا عن سيارة تقلها وصغيرها محمد إلى المستشفى. كادت الشمس تحرقهما في أثناء الانتظار غير مرة لولا لطف الله ودعواتها التي تكافح عبرها الفاقة وقلة الحيلة. كانت الرحلة إلى المستشفى تكلفها 100 ريال وأحيانا تزيد حسب مزاج السائق. وعورة الطريق وتهور المسافرين المجاورين يزيدان من أوجاعها وقلقها خلال ترحالها الدائم. تركل ألمها باحتضان يد ابنها محمد وتلاوة المعوذات بصوت خفيض طوال الطريق. تصل المستشفى في كل مرة وهي منهكة، تخرج الكلمات من فمها بصعوبة كأنها تلد الحروف. ويتضاعف تعبها بعد عملية الغسل حتى يخيل لابنها أنها ستغادر الدنيا بمعيته وهي في طريق العودة إلى منزلها. عندما تغمض دوشة عينيها وتمسك بيد ابنها تقترب منها الممرضة لتشرع في عملية الغسل. تخرج دمها من جسمها وتمرره عبر جهاز الإنفاذ الذي يقوم بتنقيته ثم يعيده إلى جسمها مجددا. وخلال هذه العملية التي تستغرق أربع ساعات يقوم محمد بقراءة القرآن على مسمع أمه التي تبكي تارة وتحتضنه تارة أخرى. كبر محمد، وبلغ 21 عاما وذاكرته لا تحمل في ثناياها سوى صور السيارات التي تحملهما…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
تُوفي والد عمر عبدالله الشملان وهو مازال غضا طريا، صغيرا على الهم، طريا على الغم. فهو لم يكمل العاشرة وقتئذ. تولت أمه تربيته مع أشقائه الأربعة في ظروف صعبة ومعقدة. أجبرته هذه الظروف أن يكبر سريعا ويحلم كثيرا. قرر منذ يفوعته أن يصبح رجل أعمال. درس واجتهد وكافح حتى يتخرج ويدخل هذا المجال الساحر الغامض. كان الطريق إلى التخرج شائكا؛ كون عمر قد تقمص دور الأب مبكرا لمساعدة أسرته على اللحاق بأحلامها. نجح في ظل كل العراقيل أن يحصل على شهادة الهندسة الصناعية. قرر الدخول في القطاع الخاص وتحديدا في وظائف لها علاقة بالمالية والمحاسبة حتى تساعده على ترتيب أوراقه عندما يدخل مجال ريادة الأعمال. انتقل بعدها إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لفهم واقع الدراسات التقنية والصناعية. في هذه الفترة شرع عمر في البحث عن مجال صناعي واعد يستثمر فيه. رأى أن المجال الصحي في وطننا بحاجة أكثر من غيره إلى استثمارات محلية تسهم في تعزيزه. زار عديدا من المستشفات والمرافق الطبية وهنا لمعت الفكرة في رأسه. منتجات طبية وطنية برؤية عالمية. أنفق كل إدخاره وإجازاته الوظيفية على زيارة مؤسسات طبية رائدة في العالم وحصل على دورات متقدمة في مجال التصنيع والجودة والسلامة. المشكلة الكبيرة التمويل الآن. قدم جدوى اقتصادية لبنك التسليف عام 2009 لكن اضطر أن ينتظر أكثر…
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
أعجبني خلال زيارتي متحف ملعب نادي بايرن ميونيخ الذي يلقب بـ (البافاري)، نسبة إلى مقاطعة بافاريا مسقط رأس النادي، كل شيء تقريبا. فالمتحف مليء بالدهشة والقصص غير المكررة. يعرض قمصان اللاعبين القدامى وأغراضهم الشخصية ورسائلهم لأمهاتهم وزوجاتهم قبل المباريات المصيرية. يضع المتحف أحذيتهم برفقة قصص الأهداف التي أحرزوها وهم يرتدونها. سحرني الفيديو الخاص بإنشاء الملعب منذ أن كان بذرة في رؤوس مهندسيه. مادة بصرية سينمائية مشوقة ومفيدة وغنية. أسرني وضع القائمين على المتحف، فانيلة لاعب برشلونة الإسباني وقائد المنتخب الأرجنتيني، لونيل ميسي، بمعيّة أحد أحذيته الذهبية وإحدى كراته الذهبية التي فاز بها. الجميل في هذه المبادرة أنها تنبذ التعصب. فهذا النادي الألماني العريق يثبت لأنصاره أن منافسته لبرشلونة وغيره من أندية العالم لا تتجاوز حدود الملعب. ولا يَرَوْن أن في وضع فانيلة أحد لاعبي الفرق المنافسة تقليلا من مكانتهم؛ بل دليلا على ثقتهم وحضارتهم وتميزهم. الأجمل من كل شيء في هذا المتحف هو الركن الخاص بالجماهير. هناك صور لجماهير من مختلف أرجاء العالم. من الإمارات والسعودية واليابان وبريطانيا.اشتمل هذا القسم على كراسي متحركة وصور خاصة لمشجعيه من ذوي الاحتياجات الخاصة. كتب فرانك بيكنباور، إحدى أساطير هذا النادي معلقا على صورة مشجع يهتف وهو على كرسي متحرك: "نحبك يا مايكل. نعلم المصاعب التي تتكبدها؛ لتحضر المباريات ورغم ذلك تحضر وتبتسم وتصفق.…
الخميس ٢٣ يوليو ٢٠١٥
عانى المبتعث الشاب معاذ الخلف في نهاية عام 2012، مشكلات في الرقبة والظهر بعد أن نشر ورقتين علميتين، وأنهى الاستعدادات لدخول برنامج الدكتوراه. بدأت هذه المشكلات تتطور إلى ضعف عام؛ حيث أصبح لا يستطيع الوقوف أو الجلوس لأكثر من نصف ساعة. عندها أقلع عن البحث والتردد على الجامعة. أخذ الإذن من مشرفه الدراسي في الجامعة؛ للتوقف مؤقتا بحثا عن علاج يوقف تدهور صحته المفاجئ. كانت زوجته بنان تقوم بدور الأب والأم لطفليه، عبد الله وديم في بلد الابتعاث. تقلهما إلى المدرسة وتشتري مستلزمات المنزل. بينما كان معاذ ملازما للفراش لا حول له ولا قوة. زار عدة عيادات ومستشفيات شهيرة في الأعصاب بناء على توصيات مختصين فأجريت له عدة فحوص دقيقة. اكتشفوا أن لديه تصلبا شديدا في العضلات ونشاطا مفرطا في الأعصاب. أخبروه أن العلاج الوحيد هو العلاج الطبيعي، وأن المرض قد يستمر لسنوات. ذهب إلى مراكز علاج طبيعي، لكن لم يستطع القيام بالتمارين. جسده لا يتجاوب. كان معاذ شبه مقعد، لا يستطيع حتى الجلوس أمام طاولة الكمبيوتر؛ لتأدية مستلزماته البحثية والعلمية. عاش وضعا نفسيا صعبا جدا. صحته تتراجع بشكل مرعب وحياته تتهاوى أمامه. كثر في تلك اللحظات الحديث من جانب أقاربه عن العين والحسد. يقول معاذ في حسابه في "تويتر": "كان الفضل لله ثم لتربية الوالد في محافظتي على التوازن…
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥
تعرض أفي غاندي إلى أزمة مادية عنيفة، عصفت بحياته تماما، وتجسدت هذه الأزمة في تكاليف العلاج الباهظة التي تكبدها في أثناء مواجهة زوجته مرض السرطان. اضطر إلى إنفاق كل ادخاره ليرعى زوجته صحيا، لم يكن يملك تأمينا طبيا يغطي مصاريف العلاج الهائلة، اضطر إلى بيع بعض أثاث منزله ليدفع بعض الأقساط، وتأثر مصدر رزقه الذي يتمثل في دكان صغير من ظروفه المعقدة. فتراجع دخله كثيرا إثر عدم وجوده في المحل بصفة دائمة، وعدم قدرته على تأمين بضاعة جديدة. شعر بعض جيرانه في الحي بظروفه المادية الصعبة وتقهقره على كل الأصعدة. التأم عدد من سكان الحي لنجدته. بحثوا فيما بينهم عن آلية لدعم غاندي وزوجته. بعد بحث طويل توصلوا إلى قناعة واحدة، تتجسد هذه القناعة في دعم غاندي وانتشاله من هذه الحالة المزرية التي تكاد تقتلع كل ما تبقى في صدره من آمال. رأى جيرانه أن الدعم لا يكون مباشرا وماديا حتى لا يتأثر نفسيا وتخدش كرامته، فاتفقوا على أن يهبوا إلى مساعدته عبر شراء جل بضاعة محله. فعلوا ذلك فانغمس غاندي في نوبة بكاء طويلة. شفيت زوجته بفضل الله، وشفي من حزنه إثر توفيقه ــ سبحانه ــ ثم دعم الجيران الذين حوَّل تكاتفهم أزمته إلى ذكرى. بعد هذه التجربة النبيلة قرر جيرانه أن يؤسسوا مبادرة بعنوان: "لا حزين في حَيِّنا".…
الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠١٥
اضطر الشاب عبدالله الحواس في أحد الأيام إلى العناية ببعض أطفال أقاربه بسبب انشغال أسرهم بأداء واجب اجتماعي. كانت المسؤولية شاقة عليه. كيف يستطيع ترويض هؤلاء الأطفال؟ كيف يحافظ على سلامتهم حتى يعود والدوهم أدراجهم؟ ماذا سيقول لآبائهم لو تعرض أحدهم إلى مكروه ــ لا سمح الله؟ سكنه القلق إزاء هذا التكليف. فآخر شيء لا يود أن يتركه المهندس الشاب خلفه انطباعا سلبيا بتهاونه واستهتاره. أول فكرة خطرت على باله أن يشغلهم. فإذا لم يشغلهم سيشغلونه. رأى أن يجمعهم أمام الشاشة ويلعب معهم "بلاي ستيشن". كل اثنين يلعبان معا وهو يقوم بدور المشجع للخاسر حتى يرفع من معنوياته ويشد من أزره. بيد أنه تراجع عن هذه الخطوة. خشي أن يتسبب لعبهم في صراع لا يستطيع إخماد نيرانه. دون أن يشعر هطلت عليه فكرة جديدة. لم لا يقرأ لهم قصة؟ بحث في أقرب مكتبة من منزله عن قصة مناسبة. وجدها وانتقل إلى المنزل. جهز مكانا مناسبا ودعا الأطفال للتحلق حوله. تقمص دور الحكواتي وبدأ يتدفق. خيم الصمت على الأطفال. تحول الأطفال المزعجون إلى آخرين مستمعين ومستمتعين. ردة فعلهم المفاجئة له جعلته يستمر في الهطول كسحابة حتى بعد أن انتهت القصة. استحضر قصصا جديدة من رأسه واصلت رسم الدهشة على ملامح الصغار. بعد أن تمكن منه التعب بعد ساعات متواصلة أستأذن من…
الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥
تخرج إبراهيم القحطاني في الكلية التقنية بدرجة دبلوم عام 2003. التحق بعدها بشركة صناعية كبرى متخصصا في الجودة. حصل على شهادات معتمدة في إدارة الجودة وعمليات الفحص المعتمدة من أرقى الجمعيات الأمريكية والبريطانية االمتخصصة في هذا المجال. على الرغم من كل النجاح الذي حققه عمليا، إلا أن حلم الحصول على درجة البكالوريوس ظل يراوده. قرر في عام 2005 أن يتخذ خطوة جريئة تتمثل في دراسة البكالوريوس في الإدارة عبر الجامعة العربية المفتوحة. انتظم في هذه الجامعة بعد الدوام. واجه تحديات جسيمة تحول دون استمراره. صمد متسلحا بإرادته. تفاقمت الصعوبات بسبب طبيعة عمله في قسم المشاريع الذي يتطلب تنقله برا وجوا وبحرا بين عدة مناطق عمل. استمر إبراهيم في الجامعة. اجتاز الفصل الدراسي وراء الآخر بنجاح. لكن بات حلمه يتبدد بعد أن تضاعفت الظروف العملية صعوبة. توقف بعد أربع سنوات أنهى فيها بنجاح أكثر من 70 ساعة دراسية. أحس بأنه سيخسر وظيفته ومصدر رزقه فاتخذ القرار الأصعب. أيقن كل من حوله أن إبراهيم لن يصبح جامعيا. فهو فرط في فرصة ثمينة كمن أهدر ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة. المشكلة أن هذا القرار لم ينعكس على أدائه العملي إيجابيا وإنما العكس تماما. صار أقل إنتاجا وابتسامة. لم يعد ذلك الذي يشعل الدوام بضحكاته المجلجلة وحيويته الفاقعة. كان يتساءل دائما كلما…
الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥
كنت في منزل صديق وكنا نتحدث عن أحد الأشخاص. ففاجأني صديقي معلقا عليه: "ما عنده عند جدتي" دلالة على أنه لا يفقه شيئا. دخلت في حوار طويل معه احتجاجا على حطه من قدر ذلك الشاب وأكثر على تقليله من شأن جدته وجداتنا عبر إشارته السلبية لهن. لكنه لم يكترث. للأسف ليس هذا الصديق الوحيد، الذي يسيء لجداتنا. معظمنا نرتكب هذه الحماقة بقصد أو دون قصد. هل هذا هو ذنب جداتنا اللاتي بذرونا في هذه الأرض. غرسونا برفق وسقونا بسخاء حتى ترعرعنا وارتفعنا. وعندما حان وقت الحصاد نقذفهن. وكما يقال، لا يؤلم الشجرة الفأس. ما يؤلمها حقا أن يد الفأس من خشبها. محزن أن يكون جزاء جداتنا التهكم والسخرية والانتقاص. فبدلا من أن يرتبطن في أمثالنا وأحاديثنا بالحنان والدفء والنقاء والسخاء، ارتبطن بقلة الثقافة والوعي. لو تأملنا قليلا في هذه العبارات الغبية التي نرتكبها سنعلم تماما من هو الفقير في العلم والأدب والثقافة؟ يقاس كثير من الأمم والحضارات والشعوب من أمثلتها والعبارات التي يرددها أهلها. فهل هذا فعلا ما نود أن يذكرنا به العالم، ما نود أن يرتبط بنا؟ نملك ذخيرة من الألقاب عن جداتنا: حبابة، وتيته، وستي، وحنونة.. فلمَ لا نكرسها أقوالا وأفعالا؟ هل تستحق حبابة ما نقترفه بحقها. الله ما أجمل هذا الاسم. تأملوه جيدا. أي أنها كمن يمشي…
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
واجه شيجيتاكا كوريتا عام 1998 صعوبة بالغة في إيصال مشاعره إلى أبناء جلدته اليابانيين عندما يبعث لهم برسالة إلكترونية. يضطر في أحيان كثيرة أن يهاتف زميله حتى يوضح له أنه غاضب أو سعيد. فالكلمات القصيرة المحدودة في الإيميل، وقتئذ لم تشفع له بضخ انفعالاته في الرسالة. تصل ببرود شديد يصقع متلقيها. كانت طبيعة عمل كوريتا تتطلب أن يرسل إيميلات عديدة على مدار الساعة. إيميلات إلى زملاء وغير زملاء. تشتمل هذه الرسائل على مضمون حساس. شعر بالحرج لأنه يتبع كل رسالة باتصال. أحس أن الإيميل لم يساعده على تسهيل مهامه؛ بل عقدها. فكر في ابتكار وجوه تعبيرية بسيطة تكون مرافقة للكلمات التي يكتبها لتمنح الرسائل المشاعر المفقودة. برمج أكثر من صورة تعبيرية على الشبكة الداخلية في الشركة التي يعمل فيها لعلها تساعده على تأدية وظيفته على نحو أفضل. وسمّاها (إيموجي) وتعني الوجوه التعبيرية باللغة اليابانية. بعد مضي شهور قليلة أصبح كثير من زملائه يستخدمون هذه الوجوه التعبيرية البسيطة الباسمة أكثر منه. بعد مدة قصيرة طلبتها مؤسسات يابانية منه بعد أن فاحت رائحتها في الجوار. وفوجئ كوريتا عندما زار أمريكا لاحقا بالاستخدام الواسع للوجوه البسيطة التي ابتكرها بين الأمريكيين. والطريف أن كوريتا الشخص الذي أسس هذه الوجوه أكثر شخص يهوى العزلة والغياب ولا يحب أن يشاهد وجهه الكثير. يختفي خلف أجهزته. يكرر…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥
قبل فترة رددت ابنتي الصغيرة على مسامعي جملة: "دلعوني.. أدلعكم". سألتها من أين سمعت هذه العبارة. فأجابت أنها تعلمتها من معلمتها. إذ تندلع هذه الجملة من لسان معلمتها عندما تتلقى طلبا من طالباتها الصغيرات؛ لإعادة ترديد أنشودة أو تشغيل فيلم رسوم متحركة لهن. وواصلت التحقيق مع ابنتي عبر سؤال آخر عن ماهية "التدليع" الذي تبتغيه معلمتها حينما تكرر عبارتها سالفة الذكر. فردت علي طفلتي شارحة بأن (أبلتها) تعني "بتدليعها" الاستماع إلى توجيهاتها عبر حل الواجبات والتفاعل معها في الفصل والابتسامة في وجهها. فكلما أكرمها طالباتها بجديتهن وبشاشتهن، كلما دلعتهن بتلبية رغباتهن البريئة. إن العبارة القصيرة الصغيرة التي تلوح بها هذه المعلمة لا تنسحب على طالباتها فحسب، بل على كل العالم. فإذا أردنا من رؤسائنا ومرؤوسينا في العمل أن يدلعونا علينا أن ندلعهم. إذا رفعنا سقف مطالبنا تجاه أحبتنا يجب علينا أن نقوم بمبادرات أكثر جاذبية وسخاء نحوهم. قبل أن نطلب من الآخرين مزيدا من الاهتمام والتقدير والوقت ينبغي أن نقدم ما يحثهم على القيام بهذه المهام الجسام تجاهنا. والأهم من كل هؤلاء أنفسنا. فإذا طالبنا ذواتنا بأن تلبي رغباتنا الغفيرة وطموحاتنا الغزيرة علينا أن نكافئ أنفسنا وندلعها ونروح عنها ونقدرها. فالتقدير والامتنان والحب ليس مقصورا على الآخر، فذاتك يجب أن تكون في المرتبة الأولى. فعندما تحبها ستحبك. وحينما تدلعها ستدلعك.…
الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥
ولد سيف الشيشكلي عام 1981 في الرياض لأب سعودي وأم ألمانية. والده رجل أعمال يملك شركة ناجحة لمكافحة الحشرات. لها فروع في أنحاء المملكة كافة. درس سيف في مدارس نجد الأهلية. وحرص والداه على تدريسه اللغتين العربية والألمانية، إضافة إلى الإنجليزية، ليتأسس جيدا مبكرا فيها. عندما اجتاز الأول ثانوي قرر والداه أن يبعثاه إلى أمريكا للدراسة في مدرسة داخلية لتطوير لغته ومهاراته المعرفية استعدادا للدخول في جامعة مرموقة في الولايات المتحدة. نجحت خطتهما. تم قبوله في جامعة تافتس المتميزة في العلاقات الدولية في ولاية ماساتشوسيتس. تخصص في العلاقات الدولية والإحصاء الكمي. قرر سيف أن تكون اليابان هي محطته التدريبية قبل التخرج ليتعلم شيئا وثقافة مختلفة. وقع في غرامها منذ أن وطئت قدماه أرض مطارها. من فرط عشقه لها شرع في تعلم لغتها. انتهى تدريبه في طوكيو بنجاح. لكن بدأ ولعه باليابان. عاد إلى أمريكا وقلبه في شرق آسيا. أنفق فترة اختباراته في التفكير كثيرا باليابان وقليلا بدراسته. قبل أن يتلقى نتيجة فصله الدراسي النهائي كتب رسالة إلى محمد جميل، مدير مجموعة عبداللطيف جميل المحدودة، وكيل شركة تويوتا اليابانية في السعودية، شرح فيها مسيرته التعليمية وشغفه باليابان ورغبته في العمل في مجال يقربه من هذه المنطقة الثرية عمليا على حد تعبيره. أرسل له مكتب محمد جميل أن المدير سيسعد بمقابلته. تزامن…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يبلغ معدل الريتويت (إعادة نشر التغريدة) للتغريدات الخاصة بحساب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في موقع التدوين المصغر “تويتر” نحو 129 ألف “ريتويت” للتغريدة الواحدة منذ أن أصبح ملكا.. ويعد الأعلى عالميا. ووصل عدد “ريتويت” إحدى تغريداته التي نشرت في 30 كانون الثاني (يناير) 2015 (الساعة 12:21 بعد منتصف الليل) نحو 355 ألف “ريتويت”؛ (دخلت من ضمن أكثر عشر تغريدات “ريتويت” تاريخيا)، والحساب يتابعه نحو 2.5 مليون متابع، بينما أكثر تغريدة تمت إعادة نشرها “ريتويت” للرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت نحو 500 ألف قبل سنوات عدة، عندما كان يملك نحو 16 مليون متابع؛ ما يعكس أن أرقام “الريتويت” والتفاعل لخادم الحرمين الشريفين قد تنفرد في المستقبل بالصدارة. وهذه الأرقام تعطي دلالة على الشعبية التي يحظى بها الملك في أوساط شعوب الوطن العربي والاختيار الموفق لمضمون التغريدة. فها هو خادم الحرمين يقترب من الوصول إلى الرقم غير المسبوق الذي حققه أوباما رغم الفارق الكبير بينهما في عدد المتابعين بسبب دخول أوباما المبكر لموقع “تويتر”، وعدد الناطقين باللغة الإنجليزية في العالم (اللغة التي يغرّد بها رئيس أمريكا) مقارنة باللغة العربية. وأرقام الملك سلمان القياسية لا تقتصر على تغريداته فحسب، فحتى الوسوم (الهاشتاقات) المستوحاة من قراراته الملكية حققت أرقاما عالمية في أوقات قصيرة. فمثلا عدد المشاركات في وسم (عاصفة الحزم)، الوسم…