الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤
منشور يحمل صورة أحد كبار المجرمين مختوم بعبارة «مطلوب». خبر صحافي من مصدر أمني يحوي تصميماً يضم عشرات الإرهابيين بعنوان: «مطلوبون». بيان حكومي يجرم تنظيماً مسلحاً كاملاً ويحذر من الانتماء إليه ويطلب من المواطنين إبلاغ السلطات بأماكن وتحركات أعضائه! كل هذا من تفاصيل ومفردات زماننا. كل هذا من قبيل العادي في يومياتنا، لكن الغريب علينا والخارج من حسابات خبراتنا أن تكون هناك دولة كاملة (حكومة وشعباً) مطلوبة للمجتمع الدولي، أو most wanted كما جرت عادة البيانات الأمنية! وعندما تكون الدولة «المطلوبة» بكاملها في مرمى تجريم باقي دول العالم، فلا بد أن تكون موجودة فعلاً على أرض الواقع وذات إحداثيات معروفة على الخريطة العالمية، بعكس المجرمين الأفراد أو أعضاء الجماعات المحظورة الذين يُطلبون لأنهم في الأصل متوارون عن الأنظار ومتخفون عن عيون العدالة! سر غريب وغامض وحسابات غير مفهومة، تجعل هؤلاء الخارجين عن القانون الدولي والتشريعات السماوية يستعرضون بقوتهم (اللاشيء في الموازين العسكرية) في منطقة مكشوفة من العالم، من غير أن يسقط عليهم صاروخ عابر للصحاري (الصغيرة) أو تصيبهم قنبلة موجهة من مكان ما من العالم! في تقديري أن القضاء على «داعش» عملية معقدة، تتوزع مسؤوليتها بين خمسة أطراف: الطرف الأول المكون السني في الدولة العراقية، والطرف الثاني الإقليم الكردي المستقل وغير المستقل، والطرف الثالث الحكومة العراقية والطرف الرابع القوى الإقليمية…
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه «داعش» احتلاله الموصل، توقع عشرات المحللين والراصدين للأوضاع الشرق أوسطية أن هذا التحول الخطر على الساحة العراقية بداية لحرب سنية - شيعية، قد يتجاوز مفهومها الخلاف السياسي على الأرض ليصل إلى حرب عقدية وقودها «الطريق إلى الجنة والنار». المؤشرات تقول ذلك أيضاً، والأطراف السياسية العراقية «تقول وتفعل» هذه الأيام ما يؤكد ذلك، لكني استبعد حدوث هذه الحرب، بل أكاد أجزم أنها لن تحدث، لأسباب عدة يأتي على رأسها: أولاً: لم نخبر في التاريخ الإسلامي صراعاً سنياً - شيعياً تحول إلى حرب حقيقية. الصراعات السنية - الشيعية كثيرة جداً في سجلات التاريخ، لكن جميع تلك الصراعات لم تدخل في دائرة الحرب، إما بسبب حجم نتائجها، وإما بسبب تغلب الأمة السنية في كل مراحل الصراع. ثانياً: المذهب الشيعي الذي جاء تالياً للمذهب السني ليس مذهباً ثورياً واحتجاجياً كما البروتستانتية، بل مذهب يؤمن بعقيدة مخالفة لمذهب السنة، وبالتالي فهو يوازيه (كلٌ له عقيدته) ولا يتقاطع معه في الطريق إلى الحياة الآخرة. ثالثاً: المذهب الشيعي لم يأتِ بإصلاحات حياتية ومعاملاتية تمس حياة الشعوب، الأمر الذي جعله مادة «بادئة - مستمرة - منتهية» في يد رجال الدين الشيعة. هذا البعد عن الحاجات الرئيسة الخمسة للشعوب (هرم ماسلو) ألغى الحاجة إلى ثورة - تتلوها حرب - لفرض الرؤية الحياتية التي…
الإثنين ٢٦ مايو ٢٠١٤
حسناً، لو لم يتصد اللواء متقاعد خليفة حفتر للثورة الجديدة في ليبيا، فمَن مِن الممكن أن يكون الثائر التالي؟ كل ثورة كبيرة يليها زمنياً عدد من الثورات التوابع بعضها مكمل للثورة الرئيسة، وبعضها داعم لها، وبعضها مخالف لها، وبعضها الرابع دائماً بلا طعم ولا لون ولا رائحة، ولا تأثير أيضاً! تأتي الثورة الكبيرة الأولى عادة بلا قائد، تتجه الجماهير ناحية الخلاص دفعة واحدة وبرتم واحد، وتحفر طريقها على الأرض بشكل جماعي. ربما يخرج قائد هنا يركب الموجة، وقائد هناك يدّعي صنع الموجة، لكن القائد الحقيقي والفاعل في كل ثورة كبيرة هو الفعل الجماهيري الذي تذوب في تنوره التوجهات والغايات والمطالب والحاجات كافة. وعلى خلاف ذلك، تحتاج كل ثورة تابعة إلى قائد يشعلها وجماهير نوعية تؤمن بها. للثورة الكبيرة هدف واحد فقط، تتفق عليه الجماهير من كل الأطياف والأجناس والخلفيات والمعتقدات. لكل ثورة كبيرة غاية واحدة لا ثاني لها، الوصول بوضع ما قبل الثورة إلى خط النهاية، على أمل بأن يمثل هذا الخط أيضاً بداية لرحلة الخلاص، أما الثورات التابعة فتتعدد أهدافها بتعدد قادتها وجماهيرها النوعية. ثورة ليبيا لم تكن خارجة عن هذه الإطار. اندفعت الجماهير كافة للخلاص من العقيد معمر القذافي. اتفقت مكونات الشعب الليبي كافة على أن القذافي لم يعد الرجل المناسب لحكم ليبيا، فتدافعت للوصول إلى خط النهاية…
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
في تقديري كوني راصداً للأوضاع الخليجية - الخليجيــة، أن تنحي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن حكم قطــــر واستبداله بابنه الشيخ تميم كان صفقة واجبة العقد مــــنذ أشهر بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر مـــن جـــهة أخرى، لضمان الحفاظ على العلاقات ما بين الجيران - وإن في أدنى مستوياتها - بعد تسرب بعض التســـجيلات الصوتية للشـــيخ حمد بن خليفة ووزير الخارجية الشيـــخ حمد بن جاسم، يتعرضان فيها بسوء للدول الثلاث. تنــازل الشيخ حــمـــد عــــن السلطة غير متعلق برغـــبة أميركية غربيـــة كما أشيع، وليست له علاقة برغبة داخلية قطرية لضمـــان الانتقال الســــلس للجيل التالي من الأسرة الحاكمة، كما علّق الإعـــلام القطري. وبالطبع لا علاقة للأمر بصحة الشيخ حمد كما نشرت بعض الصحف، فالكل يعرف في هذه المنطقة أن الحاكم لا يحكم باستخدام صحته بمقدار استخدامه صحة الآخرين من حوله. كل ما في الأمر أن عربة التعاون وصلت إلى طريق مسدود، وكان لا بد من تغيير المسار! اعتقدت الدول الثلاث أنه لا يمكن بأية حال من الأحوال العمل من جــــديد مع الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم - بوصفهما رقمين - بعد انكشاف أمر الأشرطة، وأدرك القـــطريون أنه يستحيل ترميم علاقتهم بجيرانهم ما لم يتخلصوا من سبب الـــمشكلة، لــذلك بادروا إلى تبني عملية التــــحول الإجباري فــــي الحكــم، لكـــنهم…
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤
يتساءل البعض: ماذا قدم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للسعوديين؟ ويتساءل بعضهم الآخر: هل استطاع هذا المركز ردم الهوات وتقريب المسافات بين أطياف ومكونات المجتمع السعودي المختلفة؟ ويذهب فريق ثالث بعيداً ويسأل: هل آلية العمل المستخدمة الآن في المركز تتناسب مع فكرة وهدف إنشائه؟ من خلال موقع المركز على «الإنترنت»، يضع القائمون عليه قائمة أهداف رئيسة، تصب جميعها في هدف رئيس، الحفاظ على الوحدة الوطنية. تتجلى رسالة المركز وأهدافه كما هو موضح في الموقع في التالي: «يسعى المركز إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته «من الذكور والإناث» بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال الأهداف التالية: أولاً: تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية، وتعميقها من طريق الحوار الفكري الهادف. ثانيًا: الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء. ثالثًا: معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. رابعاً: ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع، ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. خامساً: توسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية. سادساً: تفعيل…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
قبل شهرين ربما كتبت في هذه الصحيفة مقالة عن دعوة رئيس الوزراء العراقي السيد نور المالكي السعودية إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الجارتين، قال المالكي آنذاك إنه يسعى «إلى ترتيب العلاقات مع السعودية حالياً، وفتح آفاق العلاقات على مصراعيها، والتعاون في كل المجالات»، وأضاف في تصريحه الذي نقله لقراء «الحياة» الصحافي أحمد غلاب: «هذه هي رغبتنا ورسالتنا إلى الإخوة في السعودية قيادة وشعباً، ونريد العلاقة معهم كإخوة وجيران، وليس لدينا أي طمع في أراضيهم ولا نفطهم، ونريد أن نقضي على الظاهرة المشاغبة التي كانت في العراق سابقاً ضد السعودية، ونحن جادون ونتمنى أن نقابل بجدية». وأكد أن ملف السجناء السعوديين سيطوى قريباً، وأوضح: «وقّعت على إطلاق السجناء السعوديين الذين تجاوزوا الحدود، والإفراج عنهم في طور إجراءات وزارة العدل، ومن ولغ في الدم أمره قضائي لا إجرائي، ونحن نتجه إلى توقيع اتفاق لتبادل السجناء بين البلدين». وقلت في المقالة تعليقاً على هذه الدعوة وبصرف النظر عن الأجندة الخفية للمالكي: «اليوم يمد المالكي يده، وأرى أن يمد له الجانب السعودي يده، ويعمل من خلال هذه العلاقة المنتظرة على الوصول بالمكونات العراقية الكبرى (السنّة والشيعة والكرد) إلى شاطئ الأمان». وأضفت أنه على افتراض النية الحسنة للمالكي في دعوته إلى التقارب، فإن السعودية ستفوز من وجهة نظري بمصالح عدة، منها قطع…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣
اغتيل «رجل الأفكار» محمد شطح، اغتيل في وضح النهار، وأمام مرأى «الناس والأبنية والممتلكات» والناس من عندي، أما الأبنية والممتلكات فمن عند «حزب الله»، وسأعود بعد أسطر لأرى كيف دخلت هاتان الكلمتان في بيان نعي! مات الرجل وانتقل إلى ربه بأمانيه وأفكاره واعتداله، وبدأت إثر ذلك المسرحية اللبنانية المعروفة. اتهامات متبادلة وغناء محمّل بكذب مكشوف ورقص عارٍ في حرم مقبرة! مات الرجل وتوالت البيانات السياسية والتقارير الصحافية، وانشغل المواطنون اللبنانيون بأطيافهم وتوجهاتهم بالحدث والمتسبب في الحدث، لكن، كالعادة، ستسجل القضية ضد مجهول، وستطوى أوراقها في ملف حديدي وتوضع في «درج المنسيات»، الذي دخلته من قبل أوراق قضايا جبران تويني وسمير قصير وبيير الجميل ووسام الحسن وغيرهم من الذين اختاروا مواجهة السلاح على الأرض بسلاح الكلمة والحكمة والحقيقة. بيانات النعي باردة كالعادة ولا تضيف جديداً، بيان «حزب الله» فقط هو ما أثارني، إذ وردت فيه بعض المنعطفات التي لا بد من الوقوف عندها. يقول البيان: «يعبر حزب الله عن إدانته الشديدة للجريمة النكراء التي استهدفت معالي الوزير محمد شطح، ما أدى إلى استشهاده مع عدد من المواطنين اللبنانيين وجرح العشرات، فضلاً عن الأضرار الجسيمة في الأبنية والممتلكات. إن حزب الله يرى أن هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار…
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
ظهر «أبومحمد الجولاني» زعيم «جبهة النصرة في الشام» على قناة «الجزيرة» قبل أيام بكتف يسرى ونصف رأس ويد يسرى، وشرق وغرب باستراتيجيات التحالفات القائمة والمفاهيم السياسية، واستطرد وأوجز، ودخل بحذر في المتشابهات، وخاض في التفاصيل بلغة مرتبكة، وخرج من اللقاء في النهاية كما دخل فيه: رجل يعطي ظهره للكاميرا، وكنية مستعارة، ومحددات تعريف متداخلة، وموقف مائع رجراج. جاء به تيسير علوني، أو جاء هو بتيسير علوني، ليتلو على المشاهد وقائعه وأمانيه، من غير أن يكلف علوني نفسه بالمحاججة أو الحوار المضاد أو الظهور بمظهر المحاور المستقل الذي ينقل لضيفه أسئلة الضد والاختلاف. ظهر اللقاء في مجمله وكأنه جزء من صفقة «علاقات عامة» بين قناة «الجزيرة» و»جبهة النصرة». وذكرنا بلقاءات سابقة للقناة مع شخصيات متهمة بالإرهاب، ظهر فيها المحاورون «الجزيريون»، ومن بينهم علوني، وكأنهم تلاميذ في مدرسة دينية يستمعون إلى شيخهم الذي يصيب ولا يخطئ. لكن السؤال يبقى: لماذا اختار «أبومحمد الجولاني» هذا الوقت للظهور التلفزيوني، وما هي الرسائل التي أراد إيصالها من خلال قناة «الممانعة» العربية؟ في تقديري أن «جبهة النصرة» أرادت، من خلال ظهور قائدها، إرسال عدد من الرسائل المزدوجة إلى المتعاطفين والداعمين لها من جانب، والمناوئين لها من جانب آخر. أولى هذه الرسائل يتمثل في نفي الإشاعات التي انتشرت قبل أسابيع عن مقتل زعيم «جبهة النصرة»، أراد القائمون…
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣
عندما وضع مؤسسو «تويتر» موقعهم للمرة الأولى على الإنترنت كانوا يهدفون في الأساس إلى خلق منصة اجتماعية تنافس ما سبقها من أدوات التواصل الاجتماعي. كان حلمهم كبيراً، لكنه محدود التوجه. كانت الرسالة التي تظهر لك على الموقع - في السنوات الأولى من عمر «تويتر» - قبل كتابة أية تغريدة تقول: ماذا تفعل؟ «?what are you doing» وكان المطلوب منك دائماً الإجابة عن هذا السؤال. كانت فكرة الموقع في بداياته هي كتابة يومياتك وحركاتك وسكناتك لتبقى على اتصال دائم بأصدقائك الذين يتبعونك وتتبعهم. كانت الفكرة بسيطة وغير معقدة وعبقرية في الوقت ذاته، فإبقاء أصدقائك وعائلتك في أجوائك اليومية بكلمات قصيرة لا يتجاوز مجموع حروفها 140 حرفاً، ومن خلال هاتفك النقال، كان فتحاً في أساليب التواصل الاجتماعي والاتصال الإلكتروني لم يكن مطروحاً من قبل، لكن الفكرة الرئيسة تغيرت مع مرور الزمن وبدأت تتشعب وتتخذ أشكالاً أخرى، حتى أجبر العاملون في الموقع في النهاية على إلغاء الرسالة الأوتوماتيكية التي كانت تظهر لك قبل كتابة التغريدات، لأنها لم تعد تعبّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الموقع. بالنسبة للسعوديين، كان استخدامهم لـ«تويتر» في البداية خاضعاً للفكرة الرئيسة للموقع، لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، إذ تحول الموقع إلى مجلس كبير يمارس فيه السعوديون العديد من النشاطات الاجتماعية والإعلامية والسياسية والدينية والثقافية. حوّل السعوديون «تويتر» إلى حياة…
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٣
في يوم السبت الماضي وعلى صدر الصفحة الأولى من صحيفة «الحياة» (الطبعة السعودية)، حذّرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية خطباء الجمعة من الخوض في المسائل السياسية والمذهبية، إضافة إلى التعرض للأشخاص أو الدول أو المؤسسات تصريحاً أو تلميحاً. وطالبتهم بأن تقتصر خطبة الجمعة على مفهوم الوعظ والإرشاد. وحذرت من أنها ستحاسب من يقصر في مسؤولياته. وقال وكيل الوزارة الدكتور توفيق السديري للزميل عبدالرحمن باوزير: «إن الخطباء الذين يتطرقون في خطبهم للمسائل السياسية والحزبية مقصرون طبقاً لقوانين الوزارة». وشدد على أهمية أن تكون الخطبة وفق الهدي النبوي، وأن تقتصر على مفهوم الوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بأحكام الدين وفضائله. وأشار السديري إلى أن استغلال منبر الجمعة في المسائل السياسية أو العصبية أو الحزبية، إضافة إلى التعرض للدول أو المؤسسات، تصريحاً أو تلميحاً، يعد تصرفاً مخالفاً». كلام الدكتور السديري جميل بلا شك، لكن السؤال: ما هو الإجراء الذي اتخذته أو تتخذه وزارة الشؤون الإسلامية للتعامل مع المخالفين؟ قبل شهر تقريباً، صليت الجمعة في أحد المساجد البعيدة عن منزلي. كان الخطيب (جزاه الله كل خير) يتحدث في خطبته عن مبدأ التسامح، وضرورة أن يبتعد المسلم عن الغل والكراهية والبغضاء والشحناء. وكان يضرب الأمثال، ويورد القصص «السلفية» التي تبيّن عظمة هذا المبدأ وارتفاع منزلة المتصف به والتي «قد» تصل إلى الجنة كما في…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣
دمشق في طريقها إلى السقوط. مؤشران رئيسان يقولان ذلك. الدعوة الأسدية للجهاد، والتحرك الغربي الجزئي باتجاه تسليح المعارضة. الرجل البعثي ابن النظام الذي يكفر بكل الأيديولوجيات المقابلة لفكرة العروبة «المسكينة»، صار يستجدي شعبه أن يحملوا أسلحتهم البدائية، وينفروا للدفاع عن القصر «المقدس» في حي المزة! صار - ويا للمفارقة الرهيبة - يدعو للجهاد من خلال موظفيه الدينيين! كل الأنظمة الحاكمة الشبيهة بنظام الأسد، الأنظمة المغتصبة للحكم تعتمد في وجودها على جدار حماية. بعضها يحتمي خلف جدار الممانعة الدائمة واللعب على القضايا القومية، وبعضها يحتمي خلف جدار الدين، وبعضها يحتمي خلف جدار الاختلاف الطائفي المحلي، وبعضها يحتمي خلف جدار القمع، وبعضها يحتمي بجدار القبائل الجاهزة للانقضاض على بعضها بمجرد سقوط النظام، وبعضها يحتمي بأنظمة أكبر منه في مقابل ضمان مصالح القوى في منطقة الضعيف. وحدها الدول الديموقراطية هي التي تحتمي أنظمتها بجدار صناديق الاقتراع. وحدها التي تحتمي باختيار الناس. نظام بشار وأبي بشار الذي يؤمن بالبعث «رباً»، وبالعروبة «ديناً» كان طوال عقود يقدم جداراً ويؤخر آخر ليضمن بقاءه. بدأ بفكرة القومية العربية، وأنه هو المؤتمن الأفضل للحفاظ عليها، ثم انتقل بعد ذلك إلى فكرة الجسر العربي - الأوروبي، وأنه هو القادر على ضمان سلامة هذا الجسر في منطقة متفجرة ساخنة، ثم التفت الى القضية الفلسطينية، وادعى أنه النظام المهموم بها، وبالتالي…
الإثنين ٢١ يناير ٢٠١٣
تحصل قناة «العربية» بطريقة ما على فيديو مسجل للبعثي عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يتحدث فيه عن ثورة الأنبار، ويدعو العراقيين جميعاً للانتصار لهذه الثورة، ويذكّرهم بمظلوميتهم تحت الحكم المالكي. يقرر رئيس تحرير القناة عرض الفيديو في نشرة الأخبار الرئيسية انحيازاً لمهنيته، واعتماداً على حرية تدفق «المعلومات غير المؤذية» واستناداً إلى حسابات السبق الصحافي. يظهر الفيديو في نشرة الأخبار محمولاً على ديباجة تعريفية لا تزيد على الدقيقة الواحدة، ثم يترك الفضاء للرجل المطارد محلياً ودولياً، ليعبّر عن وجوده الخاص وأمانيه الفردية من خلال الدخول في «متغيّرات» العراقيين اليومية و«حراكاتهم». ينتهي عرض الفيديو في نشرة الأخبار، ثم تتحول المذيعة الجميلة إلى الخبر التالي، أو تنقل حديثها وكاميرتها إلى ضيف عراقي من بغداد أو الأنبار ليعلق على هذا الظهور الساخن لرجل ذي مستقبل بارد لا أفق له. «العربية» كقناة مستقلة نوعاً ما (نوعاً ما لأنها لا تعرض أحياناً ما يمكن الإخبار عنه)، تعاملت مع الفيديو البعثي كمنصة إخبار وإعلام فقط، كما تفرض عليها شروط المهنية الصحافية، وطارت كحمامة زاجلة من مرسل المادة إلى مستقبلها من غير أن تتفق مع المصدر على طريقة الصياغة، ومن غير أن تدخل في مفاوضات مصلحية مع نقطة الوصول الأخيرة. لكن ماذا عن نقاط الوصول الكثيرة؟ كيف تعاملت كل منها مع هذا الخبر؟ فريق رئيس…