الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦
تتسم العلاقات التركية- الروسية بالعداء المستحكم منذ كان الأتراك الأوائل في موطنهم الاصلي في آسيا الوسطى بين الهند والصين وسيبريا، وقبل نزوحهم شرقاً للأناضول ويمكن القول ان قرونا طويلة تمثل الصراع الازلي بين الدب الروسي والذئب التركي، فبين الأتراك و«الذئب» علاقة وجودية ووجدانية فالذئبة الرمادية هي أم الأتراك «الحقيقية أو الروحية» حسب أشهر الاساطير والتى تحكي قصة المحافظة على العرق التركي من الفناء بعد أن كاد ينقرض، حين كان الأتراك يستقرون غرب بحرٍ الآرال، وقد هزموا على يد جيش اعدائهم من احدى قبائل جنوب روسيا والذين قاموا بقتل الأتراك ولم يتركوا احداً إلا وأعملوا به السيف، ولم ينج من تلك المذبحة سوى فتى في العاشرة من عمره، لم يقتله الجند لأنهم أرادوا أن يذيقوا «التركي الأخير» أبشع أنواع العذاب قبل أن يموت، فقاموا بتقطيع ذراعيه وساقيه ورموه في أحد المستنقعات. وجدت ذئبة رمادية الفتى «جد الاتراك» فحملته بأنيابها إلى إحدى المغارات في جبال الآلتاي حيث البرد القارس والمرتفعات العالية والتي يصعب الوصول إليها، وكان هنالك سهلٌ فسيح داخل تلك المغارة الممتلئة بالأعشاب والمراعي، وكانت حدودها الأربعة موصدة بجبالٍ شاهقة منيعة يصعب تجاوزها، وهناك وفي تلك المغارة بدأت الذئبة بلعق جروح الفتى ثم اصطياد الحيوانات ليتغذى على لحمها، حتى كبر الفتى، ودخل سن البلوغ، وتزوج ليبدأ الأتراك بالتكاثر من جديد. وتأتي…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠١٥
بعد أن ذهب الكثير من المحللين السياسيين على المستوى الدولى والإقليمي وراء خيالاتهم في محاولة تفسير سبب عدم مشاركة الملك سلمان في قمة كامب ديفيد الخليجية - الأمريكية في مايو الماضي، جاء تأكيد البيت الأبيض يوم الخميس الماضي بأن خادم الحرمين الشريفين سيلتقي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرابع من سبتمبر في البيت الأبيض، وأنهما سيناقشان الأوضاع في سوريا وفي اليمن وخطوات التصدي للأنشطة الإيرانية في المنطقة والرامية إلى زعزعة استقرارها، جاء ليؤكد أن مسار العلاقات الثنائية يسير وفق مصالح البلدين بغض النظر عن الاختلافات المصلحية. أهمية الزيارة الملكية لا تكمن فقط بسبب حجم الضيف الاستثنائي وإنما أيضا بحكم التوقيت الحالي والتطورات التي تشهدها الساحة السورية واليمنية والملف النووي الإيراني، وضبابية موقف الإدارة الأمريكية وعدم أخذها في الاعتبار مصادر القلق الخليجية واعتبارات الأمن الخليجي، وهو ما يجعل التحدي أمام الرياض وحلفائها الخليجيين في واشنطن هو القدرة على طرح الحجج والأدلة لإثبات عدم صوابية ما ذهب اليه الرئيس الأمريكي ومستشاروه فيما يخص العلاقة مع إيران، وكذلك قدرة دول الخليج على إيجاد حلفاء وأصدقاء جدد وفق مبدأ «المصالح الوطنية أولاً». فيما يخص جديد العلاقات السعودية-الإمريكية.. فيتفق الكثير من خبراء العلاقات الثنائية على أن زيارة العمل لولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى "سان بطرسبورغ" في الثامن عشر من…
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
مثلت منظومة مجلس التعاون الخليجي قوة إقليمية لا يُستهان بها منذ إنشاء المجلس في مايو 1981م، وواجهت هذه المنظومة أحداثاً جساماً ابتداء بالحرب العراقية الايرانية والغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990م، مروراً بالإحتلال الأمريكي للعراق في ابريل 2003م، وانتهاء ببدء شرارة الانتفاضات العربية في تونس في 17 ديسمبر 2010م والتي سببت الكثير من التحديات الداخلية والخارجية لدول المجلس. وأدت تداعيات الربيع العربي إلى انشغال الدول العربية الرئيسية وفي طليعتها مصر وسوريا والعراق بأوضاعها الداخلية الصعبة، مما دفع دول الخليج وخاصة السعودية إلى تبديل نهجها التقليدي القائم على الدبلوماسية الهادئة والسرية أحيانا، محاولة سد الفراغ الاقليمي ولعب دور مؤثر في مسار الاقليم والذي يواجه تهديدات تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة ابتداء من العراق وسوريا ومرورا بلبنان والبحرين وانتهاء باليمن. ورغم وجود بعض الاختلافات حول السياسات الخارجية، إلا أن المنظومة الخليجية والتي تحتل دولها مساحة إجمالية تصل إلى 2410.7 ألف كم مربع، وعدد سكان يصل إلى 47.0 مليون نسمة، وناتج محلي وصل إلى 1.60 ترليون دولار، وكون أراضيها تحوي احتياطيات هائلة من النفط والغاز جعلها قوة اقليمية وتفاوضية تحسب لها القوى الاقليمية كل حساب. من ناحية الحسابات الإقليمية، فان قرار سحب سفراء المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومملكة البحرين من العاصمة القطرية الدوحة يُعتبر سابقة خليجية، وبغض النظر عن استمرار مدته الزمنية…
الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤
بدايات العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين من أهم العلاقات الدولية في العصر الحديث، فحتى بداية العام 1987م لم يكن هناك أي علاقات بين الرياض وبكين، بل وكانت تربط الرياض علاقات مع خصم الصين الأول "تايوان"، وخلال شهر مارس 1988م، نجحت المملكة في تنفيذ صفقة شراء صواريخ "رياح الشرق" وذلك قبل أشهر قليلة من نهاية الحرب العراقية - الإيرانية ،هذه الصفقة أحدثت هزة عالمية –آنذاك- وتسببت في إجبار واشنطن على استدعاء سفيرها في الرياض –رغم عدم مرور ستة أشهر على وصوله- بعد أن كاد يفقد عقله، وأزعج الملك فهد بمحاولات الاحتجاج بسبب هول المفاجأة والتى لم يتصورها، مع علم السفير أن الملك فهد –رحمه الله - طلب قبل ذلك من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان شراء صواريخ أمريكية إستراتيجية من طراز "بيرشنغ " إلا أن الامريكيين اعتذروا بدعوى أن مباحثاتهم مع الاتحاد السوفيتي حول القذائف متوسطة المدى تمنع بيع هذه الصواريخ، لأن ذلك يعني تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. الصدمة الأمريكية كانت مزدوجة لأن العملية بدأت عبر السفارة الصينية في واشنطن، ولم يتصور أحد أن الرياض ستشترى صواريخ إستراتيجية من دولة لا تربطها بها علاقات دبلوماسية، ولعل هذا يؤكد أن العلاقات السعودية الصينية بُنيت على المصلحة، والثقة قبل إعلانها رسميًا في يوليو من عام 1990 حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بعد أن…
الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤
أي مستقبل ينتظر الاتحاد الخليجي؟ وما العوائق الحقيقية أمام تعجيل أو تحقيق ذلك؟ كان عنوان ندوة سياسية هامة استضافتها الخميس الماضي القاهرة -رغم انشغالها بتشكيل حكومة جديدة- بمشاركة باحثين وسياسيين ومفكرين ومسئولين تنفيذيين خليجيين ومصريين، جلسة حول الآفاق المستقبلية للاتحاد الخليجي، كانت الأوراق المشاركة غاية في الأهمية والوضوح، لكن أيضا لا يمكن التقليل من أهمية المداخلات والأسئلة والحوارات الجانبية، بل ويمكن القول إنه ومن خلال أحاديث الأكاديميين غير الرسمية، تكشفت أمور كثيرة لا يمكن للسياسيين أو الدبلوماسيين مناقشتها بوضوح وبشفافية. هذا المقال مخصص للجلسة الأولى السياسية وهي بعنوان: الاتحاد الخليجي: الأبعاد والدوافع السياسية، وقد أكد رئيس الجلسة د . علي الدين هلال أن التكامل الاقليمي ليس بجديد فقد نفذته دول أوروبا قبل ذلك، ولكن هناك شرطا أساسيا لحدوث هذا التكامل وهو الموافقة أولا على قيام كيان موحد ومكون من عدة دول بالتصرف في أمورها بالنيابة، وهو ما يحدث لاي دول ترتضي الدخول في «اتحاد». د .عبدالخالق عبدالله قال: إن مجلس التعاون الآن أكثر حضورا وتأثيرا في الشأن العربي والمصري أكثر مما مضى، وتحدث عن دوافع الدعوة لانشاء الاتحاد الخليجي في قمة الرياض في ديسمبر 2011، فذكر أن أولها هو الدافع الآني، وهو ناتج عن تداعيات ثورات الربيع العربي، وهذا تعين مواجهته من خلال الاعلان عن الاتحاد الخليجي، أما الدافع الاستراتيجي…
الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤
واجهت السياسة الخارجية السعودية الكثير من التحديات الجدية، ابتداء من أحداث 11 سبتمبر 2001م ومرورا بالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م، وانتهاء ببدء شرارة الانتفاضات العربية في 17 ديسمبر 2010م، وقد سبب هذا الوضع الجديد انشغال الدول العربية الرئيسية وفي طليعتها مصر وسوريا والعراق بأوضاعها الداخلية الصعبة، مما جعل السعودية مُختارة او مُضطرة تُقرر التخلى عن نهجها التقليدي القائم على الدبلوماسية الهادئة، والمراهنة على مبدأ الاستقرار وعدم استحباب لعب اي طموحات إقليمية، ولاعطاء بعض الأمثلة على التغير الذي طرأ في السلوك السياسي السعودي خلال العقد الماضي يمكن استعراض الأحداث التالية: الانتفاضات العربية: مثلت الانتفاضات في بدايتها زلزالا سياسيا واجتماعيا، وكادت أن تتحول الى تهديد فعلي لجميع أنظمة المنطقة، وشهد العام 2011م تحديدا احداثا عربية جساما تمثلت في مغادرة الرئيس التونسي بن على تونس في 14 يناير، وتنازل الرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير، وقتل العقيد القذافي في 20 اكتوبر. وبدورها حاولت قوى دولية وإقليمية استغلال هذا الفرصة التاريخية، لاتخاذ موطئ قدم لها في قلب الخليج والوطن العربي مدعومة بهواجس مذهبية أو تاريخية وأطماع مستقبلية، وكانت السعودية ترصد مواقف الدول الاقليمية بحذر، كما اتخذت ما تراه مناسبا سواء عبر دعم الاستقرار في البحرين في مارس 2011م وضمان الاستقرار في اليمن عبر تبنى المبادرة الخليجية في ابريل 2011م. الفراغ الاقليمي حتم على…
الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤
خلال الشهر الحالي أعلن كل من الأردن والمغرب (وهما الدولتان الموعودتان بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي) العزم على إرسال سفراء لطهران واستقبال سفراء ايرانيين جُدد، حيث صدر تأكيد من مصدر دبلوماسي على أن الأردن “أبلغ إيران رسميا” بموافقته على ترشيح السفير الذي سمته إيران منذ بضعة أشهر، كممثل لها في المملكة وأن الأردن -بدوره- “اتخذ قرارا بإرسال سفير له إلى طهران”، وأنه سيرشح اسم سفير “قريبا جدا” لشغل هذا المنصب، الذي بقي شاغرا منذ أعوام. من جهة أخرى أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان أن طهران والرباط اتفقتا على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (المقطوعة من مارس 2009م )، ناقلا تأكيد كل من وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار في اتصال هاتفي على الأواصر التي تربط بين شعبي البلدين، واتفاقهما على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمغرب. واختتم مساعد وزير الخارجية النشط تصريحه بقوله: "استنادا إلى هذا الاتفاق، ستتم قريبا إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرباط"، وأن سفارتي البلدين ستفتحان أبوابهما مجددا قريبا، معتبرا حضور ممثل إيراني في الاجتماع الأخير بمراكش للجنة القدس مؤشراً على تحسن العلاقات بين البلدين. والأخبار هذا الأسبوع من اليمن تُشير الى انتصارات للحوثيين وسط أنباء متضاربة حول أنهم يخططون للتوجه والسيطرة على العاصمة…
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠١٤
نسجت طهران منذ الثورة الايرانية عام 1979م علاقات متميزة مع حركات الإسلام السياسي التركي وخاصة مع رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، وفي بداية فبراير 1997م مولت إيران احتفالية ضخمة قُرب أنقرة وبحضور السفير الايراني لاحياء ليلة القدس، وأُطلقت فيها شعارات ثورية فأنزل الجيش التركي بعض دباباته مُستعرضا، وفي 28 فبراير 1997م صدرت قرارات مجلس الأمن القومي والتي تضمنت 18 مادة كانت بمثابة إعلان نهاية لحياة اربكان السياسية واجباره على الاستقالة، وبعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في 18 نوفمبر ٢٠٠٢م اتجهت العلاقات التركية الايرانية للمزيد من الدفء والفهم المشترك، واستمرت هذه العلاقات تتطور ووصلت أوجها السياسي في رعاية تركيا مع البرازيل لاتفاق طهران في مايو ٢٠١٠م، ثم التصويت التركي في مجلس الأمن ضد قرار يفرض عقوبات على إيران. مع بدء الأزمة السورية حصل اختلاف في وجهات النظر بين البلدين، إلا أن الحقائق تؤكد أن واقع العلاقات لم يتأثر كثيرا، ففي لقاء مع السفير الإيراني /علي رضا بيكديلي مع صحيفة «حريت»، في 4 نوفمبر 2013م أكد على أن العلاقات الإيرانية-التركية عميقة ومتجذرة إلى حد أنها لا يمكن أن تتأثر بسوريا، ولا تقف عندها، بل لها إطارات واسعة وشدد على أن التواصل السياسي لم ينقطع، ووصف السفير العلاقات على المستوى الاستخباري بأنها جيدة جدا.. وفي المستوى اللازم الذي يجب أن تكون…
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠١٤
التاريخ يعيد نفسه، تبدأ الثورات والحروب متحمسة ومتوقدة ، ومع مرور الزمن وضخامة الخسائر تنتهى الأطراف إلى طاولة مفاوضات تكون أسلحتها الكلمات والحجج والتكتيكات التفاوضية ومدى قُدرة كل طرف على حشد مواقف سياسية صديقة، وفي الأخير يتجرع أحد الأطراف أو كليهما بعض السُم ويوقعان على وثيقة ربما تكون بداية لتاريخ جديد. هذا الأسبوع يترقب الشعب السوري -كما كثير من الدول الإقليمية بقلق كبير- ما سيخرج به مؤتمر (جنيف 2) من إرهاصات. كما تعلق دول أخرى آمالا كبيرة على نتائج هذا المؤتمر -ولو بعد حين- حيث تأمل أن يضع حدا لمأساة الشعب السوري الذي عانى الأمرين طيلة العامين ونصف العام بسبب المجازر التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحقهم، خاصة أن المأساة السورية تعدت حدود سوريا نفسها. فاستنادًا إلى الأمم المتحدة، قُتل منذ بدء الحرب الأهلية أكثر من 130 ألف مدني سوري، كما سجّل وجود 2.3 مليون لاجئ خارج البلاد، ونزح 6.5 مليون شخص إضافي داخل سوريا. موقف السعودية وبعض دول أصدقاء الشعب السوري من (جنيف 2) يتلخص في المطالبة ببدء مرحلة انتقالية في سوريا دون الأسد، والدعوة إلى ضرورة استغلال مؤتمر (جنيف 2) لاتخاذ موقف ضد النظام السوري يساوي حجم المجازر التي تظهر أدلتها بين الحين والآخر ما يؤكد وحشية النظام في قمعه المعارضين. الموقف الروسي كان مساندا للنظام السوري ومتماهيا…
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤
"طهران تبدو الآن أقرب إلى مدريد وأثينا أكثر مما تبدو شبيهة بالقاهرة أو مومباي"، بهذه الإشارة التفاؤلية –التى تصلح كإعلان تسويقي للاستثمار الأجنبي- دعا وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو -ضمن مقال له نشرته صحيفة الأندبندت البريطانية يوم الجمعة 17 يناير 2013م- الغرب لفتح صفحة جديدة مع إيران. مؤكدا انه لمس عن قرب أثناء زيارته طهران مدى التغيير الذي أحدثه الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال فترة قصيرة من تسلمه الرئاسة في أغسطس 2013م، وأن "في إيران حسن روحاني، تشعر برياح التغيير". الوزير السابق سترو ذكر في مقاله: "إنه الوقت المناسب للغرب كي يعيد التفكير في العلاقات مع إيران". ويصف سترو للقارئ الأوروبي كيف شعر شخصيا بالتغيير في إيران خلال زيارته الأخيرة للعاصمة طهران ضمن وفد برلماني بريطاني قبل أسبوع. وهنا لا بد من التأكيد على أن التغيير الذي حصل في إيران بعد انتخاب د. حسن روحاني رئيسا من الجولة الأولى في انتخابات يونيو 2013م في الانتخابات الرئاسية في ايران مثّل فرصة وذريعة للكثير من الغربيين لاستثماره في سرعة إعادة الدفء مجددا للعلاقات مع طهران، خاصه أنه مع مرور الزمن أيقنت دول غربية عديدة أن سياستها في دعم بعض الثوار السوريين لم تنجح في الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. بل أدت الى زيادة خطر المجموعات المتطرفة المرتبطة بـ (القاعدة) التي باتت…
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤
في 21 أغسطس 1969م قام متعصب مُتصهين باشعال النار في المسجد الأقصى، وكاد الحريق يأتى على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث حرص الصهاينة على تأخير وصول سيارات الاطفاء، إلا أن الفلسطينيين وبامكانياتهم البسيطة نجحوا في إنقاذ بقية المسجد من أن تأكله النار، وسط صدمة شعبية إسلامية، ونُقل وقتها عن رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذة أمة نائمة». أدى الحدث إلى ردود فعل شعبية وسياسية في العالم الإسلامي، وبعد الحادث تمت الدعوة إلى أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط في الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر 1969م، ودُعيت إليه 36 دولة، حضر منها 25دولة من بينها إيران وتركيا، ونتج عن مؤتمر الرباط اعلان ولادة منظمة المؤتمر الإسلامي، وتم عقد أول مؤتمر لوزراء الخارجية بجدة في مارس 1970م، وتم اختيار القدس الشريف كمقر للمنظمة على أن يكون المقر مؤقتا في مدينة جدة السعودية، ورغم أن هناك من يرى أن المنظمة لم تقدم المأمول إلا أن بقاء المنظمة واستمرارها في تنسيق الحد الأدنى من المواقف السياسية بين الدول الإسلامية وتحولها كثاني أكبر منظمة دولية هو إنجاز في حد ذاته. في الأول…
الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠١٤
عنوان المقال على وزن اسم للدراسة الشهيرة للأكاديمي الأمريكي والمتخصص في الشؤون الخليجية د. غريغورى غوس (ملوكٌ لجميع الفصول، كيف اجتازت الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط عاصفة الربيع العربي) الذي استضافته قبل يومين جريا على العادة السنوية، حيث يزور الرياض كل شتاء لحضور ملتقى سياسي يتلقي فيه بنخبة من الأكاديميين من دول عدة، ويكون نقاشاً صريحاً وشبيهاً بالعصف الذهني. حديث طويل ونقاش صريح مع الضيف حول الأوضاع الدولية والاقليمية ومستقبل المنطقة في ظل قراءة الأوضاع الملتهبة، لكن أهم وأول حديث للضيف الامريكي قوله: «رغم كثافة المقالات التى تتحدث عن وجود أزمة في العلاقات السعودية الأمريكية، إلا أنني لم ألاحظ في واشنطن أية بوادر لأزمة حقيقية في العلاقات السعودية الامريكية على المستوى السياسي والاقتصادي والتعليمي والشعبي «واتفقت معه على أن الخيال ذهب بعيداً بالعديد لإظهار ان العلاقات السعودية الامريكية تمر بمرحلة صعبة وحرجة، ولعل هذا الوصف لا يوجد إلا في خيال من يتمنى ذلك». صحيح أن واشنطن تراجع سياساتها وتعود أكثر للمحافظية السياسية ولكن هذا الأمر طبيعي حتى اللحظة. كما أن إحجام واشنطن عن التدخل في بعض الملفات الشائكة جاء نتيجة براغماتية سياسية، وفيما يتعلق بالأزمة السورية والمصرية فواشنطن ترى أن الرياض ودول الخليج لم تتشاور معها بما فيه الكفاية قبل البدء باتخاذ مواقف مصيرية، لذا فلا يُتوقع منها أن تغضب،…