عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«القانون لا يحمي الـ …!»

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣

يستحق الدكتور جمال السميطي، مدير معهد دبي القضائي، الشكر والتقدير على طرحه الجريء والصريح والبعيد عن المجاملات لموضوع حقوق العامة على الإنترنت، فعباراته في لقائه مع «الإمارات اليوم» كانت واضحة ومباشرة، بلا عبارات: قد يكون.. وهناك ثغرة.. ولكن.. ويمكن أنه.. وربما. فأولاً وبكل وضوح «الجهل بالقانون لا يعفي المخالف من العقوبة»، يعني سالفة «والله ما كنت أدري»، و«محد قالي»، و«كنت مسافراً يوم طلع القانون»، لن تعفي المخالفين من المساءلة، لقد ذهبت تلك الأيام التي كنت تتطلع فيها إلى عيني والدك القويتين وأنت تحمل جرة مكسورة من العهد العباسي أهداها له زعيم أفغاني، وتقول ببراءتك «والله هي طاحت!»، فيحتضنك بحنانه وهو يقول «فدوه».. «إذا التقطت صورة لشخص ونشرتها، ولو كانت صحيحة»، من دون رضاه، ففي ذلك انتهاك للخصوصية، وعقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات ونصف المليون درهم، بحسب الدكتور جمال. وصدقني فإنك لن تكون سعيداً بأن تجرب أن تكون صورة خاصة بك، أو ذكرى عزيزة، أو مناسبة عائلية، موجودة على النت. أمر مؤلم فعلاً، لكن وسائل الإعلام الاجتماعي، وقلة معرفة الناس بحقوقهم القانونية، وجهلهم بها، أدت إلى تنمر بعض السفهاء وتماديهم في التعدي على خصوصية وحقوق الآخرين، بقي أن نسأل: هل يمكن تقديم الشكاوى بأثر رجعي؟! ثم أين سيذهب نصف المليون درهم؟ في جيب صاحب الصورة أم في جيب الواقف خلفه…

«مفيش فايدة!»

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣

هل تعرف حالة الهدوء الغريبة تلك؟! عندما تولج المفتاح في باب بيتك فتستشعر بأن حالة غريبة من الصمت تحيط بالمكان! هل حدث مكروه؟! تدخل إلى المنزل فترى أن أخواتك قد قمن بتنويم الصغار باكراً وإنهاء توضيب المنزل! كل شيء في مكانه وكل شيء جاهز! تماماً مثل ليلة العيد! تسألهن بمكر هل ستأتي من تخطبني؟ فينظرن لبعضهن نظرة (أحمق آخر لا يعرف الذي يجري) .. أمام التلفاز تكون (الفوالة) جاهزة وأقداح الشاي والقهوة مُهيأة.. الإجراءات الأمنية مشددة بقطع جرس الباب وكوابل التليفون، ووضع جميع الأجهزة على الوضع (هزاز) .. تعرف حينها أن الأمر لا يتعدى برنامجاً جماهيرياً آخر.. لاكتشاف مواهب أجيال الربيع العربي! حاولت مجرد محاولة على سبيل (الاستظراف) أن أقوم بتغيير قناة التلفاز مع بداية البرنامج الشهير.. ولولا رحمة الباري والزر السحري المسمى (recall) لكنت تقرأ عموداً آخر مكان هذا العمود، يثني فيه رئيس التحرير على مناقب الكاتب الراحل، وكيف أنه دفع حياته ثمناً لحرية الكلمة، وأن المسيرة تتواصل مهما حدث.. الهدوء لم يشمل منزلنا فقط بل تعداه للفريج والمدينة والجيل.. اضطررت مكسور الجناح (بالمعنى الحرفي لا المجازي) أن أشاهد قيء المواهب الحديثة.. ولن أعلق عليها فللجمهور حق التصويت طبعاً بما يشاء.. ولكن ما (يبعط) العين و(يحرق) القلب، هو تسخير تلك الإمكانات والدعايات الضخمة للبرنامج على كل قنوات تلك المجموعة…

«السغبنة!»

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣

يقول الروائي محمد رضا العبدالله في شرحه لمصطلح «النحت» لغوياً: هو أن تعمد إلى كلمتين أو ثلاث أو إلى جملة، فتؤلف من بعض حروفها كلمة جديدة تكون دلالتها موافقة لدلالة ما أخذت منه.. وهناك نحت اسمي ونحت فعلي.. مثل قولنا «بسمل» أو «البسملة» وهي نحت لجملة «بسم الله الرحمن الرحيم»، وكذلك فعل «حسبل» و«حمدل» و«حوقل».. ثم يستمر الشرح في نحت كلمات عربية جديدة تم اختراعها مثل «السرنمة» وهو الفعل لشرح حالة السائرين نياماً.. و«الركمجة» وهو فعل الوصف للممارسة التي يقوم بها زملاؤنا الذين يركبون الأمواج.. تقول لي: لا؟ ليس لديك زملاء يركبون الأمواج؟! أقصد معناها الاجتماعي وليس الرياضي.. هل رأيت؟ كلنا ذاك الرجل! الآن لنعد إلى تلك اللعبة اللغوية الجميلة.. حاول الإتيان بنحت لكثير من الأمور حولك.. السيارة التي يمسكها الرادار على سرعة 60 عند مدخل أم القيوين.. الرجل الذي لا يستطيع أكل الكيما دون أن تتسخ كندورته كأي طفل يعرف حقوقه قبل الرابعة من العمر.. الفوضى التي تصيب الطاولة عندما يكتشف أحد الفريقين أن لعيبة «الدومينو» في الفريق الآخر يغشون باستخدام دندنة لحن معين.. صدقني لغتنا ثرية وستخرج بعشرات الأفعال «المنحوتة» التي تستحق الوضع في متحف لغتنا الآيل للسقوط أو للبيع لأي تاجر آثار في أي لحظة. عن نفسي وبعد مشوار الـ«ويك - إند» الماضي قمت بنحت فعل «السغبنة»،…

شارون

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٣

رغم شهرة صاحبي التي طبقت الآفاق.. فبملاحظة منه توقفت طائرة «الكونكورد» عن الطيران.. وباستفسار منه حدثت الأزمة المالية العالمية.. وبتهنئة منه كانت سيارة الشخص الذي يتقبل التهنئة تدخل الوكالة في اليوم التالي، إن لم يدخل صاحب السيارة نفسه (المعشرة).. يكفي أنه في مثل هذا اليوم قبل اثني عشر عاماً، كان يتمشى في إحدى جادات نيويورك، ورأى مبنيين ضخمين، فقال كلمة واحدة لم يثنها: «خيييبة!».. على الرغم من كل هذه المقدرات الخرافية، فإنه لايزال كل يوم يطالع صحف الصباح، ثم يصدر تلك الأصوات من فمه، ويقول: «هذا بعده ما مات! كم طولت غيبوبته؟!!».. ولايزال صاحب الغيبوبة يحلم! شارون الـ«مب ستون»، كما يسميه صاحبي.. شارون، الذي قتلنا عشرات المرات في حرب 48، وفي مجزرة قتيبة، وفي نكسة 67، وفي صبرا وشاتيلا، وفي استفزاز اقتحام الأقصى.. شارون الذي يفتخر بكلمته الخالدة (لديهم): «جميعنا يجب أن يتحرّك، أن يركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها، فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم».. لايزال في غيبوبة منذ عام 2006.. عندما نجحت وجبة دسمة في أحد المطاعم الإسرائيلية، في ما فشلت فيه أربعة أجيال عربية متخمة بوجبات الهزيمة، فأقعده ذلك العشاء الأخير عن إكمال مهمة «يهوذا»، وبقي في غيبوبة أراحتنا من الكثير من الدماء،…

نيو – لوك!

الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣

حين اتصل بي الزميل المسؤول في «الإمارات اليوم» قبل يومين، توقعت ما أتوقعه عند كل اتصال يأتيني منه، ستمر لحظات من الصمت، ثم تتلوها عبارة: صراحة تراك مسولنا مشكلات، لقد أصبحنا (نتهشتق) أكثر من العريفي، هناك شاغر جيد في المطبخ، وأنا لا أقصد المطبخ الصحافي بالطبع، الجميع يعلم بأنك تعد (كركاً) لا مثيل له، مكانك هناك! لن نستغني عنك! حاول تخفيف السكر! إلا أنه يبدو أن موعد هذا الاتصال لم يحن بعد، وكان الاتصال يطلب منا الاستعداد لعمل صور جديدة من أجل الـ(نيو – لوك)، ما الذي يمكنني فعله من أجل صورة جديدة.. الزي؟! الأمر غير مطروح  فالحمدلله الذي ميزنا بأن لنا زياً واحداً للمناسبات والأعراس والعزاء والتخرج وحفلات الطهور والزار والمقهى، وهي نعمة لا يشعر بها الكثيرون، خصوصاً بعد تلك الدراسة التي أظهرت أن متوسط كلفة شراء ثوب لحضور عرس لدى بعض الأجناس الأخرى التي تشاطرنا العيش على هذا الكوكب يبلغ نحو 12 ألف درهم، تخيل يعني لو تحضرلك أربعة أعراس في الشهر بتقدم على سلفية! قولوا الحمدلله! فكرت في أن أرتدي كاباً إرضاء لمن يرى أن العقال مخصص لصنف معين من الـ«دي إن إيه»، ولكني خشيت من أن أسرق لقب (بوكاب) من صاحبه، فكرت في عمل الـ(قفل)، ولكني تمعنت في كثرة الأقفال الموجودة في حياتي وهي فعلاً تكفي،…

(توبي وراج حفرة!)

الخميس ٠٥ سبتمبر ٢٠١٣

توبي وراج حفرة.. توبي وراج حفرة.. توبي وراج حفرة.. عبارة سمعتها كثيراً حتى أصبحت تلك الحفرة خوفي وقلقي الأزلي.. منذ أيام المراهقة الأولى يراك أحدهم وقد وضعت (ووكمان) في أذنيك، فيقول لك: توبي وراج حفرة.. يزخك أحدهم تتحوط في المول، فيرسل لك رسالة نصية: توبي وراج حفرة.. يطيح عليك آخر وقد قمت بعمل (فولو) لزميلة عمل، فيرسل لك على الخاص: توبي وراج حفرة.. وكأن الحبايب ما وراهم حفرة هم الآخرون.. توبة، ثم توبة، ثم توبة.. اللهم ارحمني إذا صرت إلى تلك الحفرة.. وبالطبع لا يخفى على قارئ لمّاح مثلك لماذا يستخدمون التأنيث في تلك العبارة! ولذلك أيضاً لا يخفى عليك لماذا جذبني جداً عنوان ذلك المنشور، الذي وصلني من إحدى المؤسسات الدولية، والذي كان يبدأ بعبارة: (كي لا تنتهي في حفرة).. المنشور كان يدعو للتبرع بالأعضاء بعد الموت وإنقاذ حياة آخرين، عبر التبرع لهم بالأجزاء الصحيحة من جسدك.. وبالطبع فالعرض رائع وإنساني، فمن منا لا يحب أن يجعله الله سبباً في إنقاذ حياة آخر (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعاً)؟! إلا أن قلة التوعية، وموروثنا الشعبي عن قدسية الجسد والموت، وخوفنا من الحفرة، قد تؤثر في مثل هذه القرارات المهمة، لمن سيرث الجسد، وحق التصرف فيه. الأسئلة المطروحة هي: من أين نبدأ؟ ومن المسؤول عن هذا الأمر؟ هل هي الجهات…

«اللص الظريف»!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

أبتسم وأنا أقرأ الخبر المنشور عن قيام السلطات المختصة في إحدى الدول الخليجية الشقيقة، بإيقاف أحد الأشخاص وتحويله إلى النيابة بتهمة تزوير صك لأرض تجارية بقيمة ملياري درهم! أتساءل: يا ترى هل النصاب (الرجل المقبوض عليه) يؤمن تماماً بالمثل السيئ الذي يقول: «إذا سرقت فاسرق جمل، وإذا عشقت فاعشق قمر». يقول صديقي الذي أخبرني بالمثل، إنه مثل شائع في إحدى دول الربيع العربي، لكنه لم يوضح لي في أي فترة تم تأليف المثل، وفي أي فترة تم تطبيقه، وفي أي فترة يتوقع أن تتم الاستفادة منه؟ أبتسم وأنا أقرأ الخبر وأتذكر تلك القضية التي كتبت عنها صحفنا المحلية قبل عامين تقريباً، عندما نظرت نيابة دبي قضية تزوير «بطاقة مواقف سيارات»، وحين تذهب إلى تفاصيل الخبر تجد أن المزور (بكسر الواو) لم يقم بتزوير بطاقة مواقف سنوية، أو بطاقة مواقف لدخول برج العرب، بل زوّر بطاقة «قوم بودرهمين»، التي توضع على زجاج السيارة، تحول بسببها إلى الجهات المختصة. «مليارين وريالين»، لو كنت قاضياً لطلبت من اللص في القضية الثانية أن يكرر هذه الجملة أربع مرات بسرعة، وإذا نجح فسأفرج عنه، وأعطيه من جيبي الخاص بطاقة مواقف صالحة للاستخدام لمدة عام قمري كامل! هناك قصة ترويها كتب الصالحين عن رجل ذهب لشراء صاع من التمر (ربما كان يريد أن يدفع به الزكاة)،…

«بص حضرتك؟!»

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣

«العقل السليم في الجسم السليم»، «الرياضة هي الحياة»، «صحتك أولاً»، «امشِ.. قبل أن يمشون خلفك»، العبارات التي تحث على ممارسة الرياضة والاهتمام بالجسد أصبحت تملأ الدنيا، تراها في كل الإعلانات وتسمعها في كل الإذاعات وتقرؤها حتى على ظهر «باكيت الجكاير»! عشرات إن لم يكن مئات الحملات التوعوية في الجهات الناشطة اجتماعياً وعبر القنوات الفضائية سواء الرياضية أو العامة التي لديها برامج رياضية يتصل بها الجمهور، وتبدأ بعبارة الخبير الرياضي الشهيرة «بص حضرتك»! ولكن هب أنك قررت فعلاً أن تغير حياتك وتبدأ ممارسة الرياضة، هل قررت أن تبدأ بالانتماء إلى نادٍ رياضي/ صحي؟ ستصطدم بموضة أن جميع الأندية الجيدة قد أصبحت بطريقة ما تقع في المراكز التجارية، أي أن عليك أن «تكشخ» قبل وبعد التمرين، وتبحث عن موقف في المول وتقضي من 3-4 ساعات في أمور ثانوية، لكي تقوم بنصف ساعة تمرين، تريد ممارسة السباحة؟! جميل، ولكنك تعلم جيداً بأن المسابح التي تقع ضمن إطار الأندية الشهيرة ملأى بالـ«...»، ولا يمكنك إطلاقاً المخاطرة بالنزول إليها أمامهم «نصف ممتلئ»، البديل المسابح الموجودة في الفنادق، ولكنك أيضاً تملك بقايا تقوى وتضرك المناظر الصادمة هناك، وإجراءات الدخول للمسبح ما لم تكن مشتركاً أعقد من إجراءات استئجار غرفة. تريد ركوب الدراجة؟ جميل جداً ولكن الخيار لك، إذا قدتها في الشارع فستخالفك الشرطة، وإذا قدتها في…

(علمي.. أدبي.. مقص..!!)

الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣

كان الجميع يحترمونه بشكل استثنائي في الفريج.. حين تقام مناسبة معينة، فهو أول من توجه إليه الدعوة.. حين تصادف سيارتك سيارته في تقاطع داخلي، فعليك أن تقف، لأن الواجب يحتم أن يمر هو أولاً.. حين يغيب الإمام يدزه الشيبان من الخلف ليتقدم.. حين يموت أحد الجيران تقوم الجموع بمساعدته للنزول إلى اللحد مع إخوان الفقيد.. حين نجلس على (الدكة) ويمر فنحن لا نكتفي بالسلام أو رد السلام، بل نقف جميعاً دون أن ننظر في عينيه.. هو ليس أعلى منا شأناً.. أو أقوى منا نسباً.. ولا يمتلك ثروة كبيرة.. وليس ابن أحد الهوامير.. ليس عضواً في شركة عقارية.. ولا في محفظة أسهم، وليست لديه ابنة جميلة.. كل ما في الأمر أنه على عكس جميع أبناء الفريج خريج (علمي).. بينما تقضي الأعراف الاجتماعية بأن أي شخص يحترم نفسه، ويريد الحفاظ على عائلته من الحسد، عليه ألا يختلف عن عوام السكان، ويلتحق بـ(الأدبي) لكي لا يكون قليل الأدب! لهذا كنا جميعاً ننظر إليه تلك النظرة بما تحمل من تقدير وتبجيل.. إنه خريج (علمي).. أي أنه (عالم) إلا ربعاً.. وربما (عالم) ونص! * * * ذكرت نشرة أخبار الساعة، الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، أن عدد الخريجين في الأقسام الأدبية في المدارس، بلغ أربعة أضعاف خريجي الأقسام العلمية تقريباً.. أي…

«ترى عيب والله عيب!!»

الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣

هل يمكنك وأنت أنت، أن تمر على مجموعة واقفة من الناس وتقوم بمواجهتهم والسلام عليهم جميعاً ثم تلبسُ واحداً منهم وتتركه دون سلام؟! تخيل حجم التقطيع الذي سيحدثه فيك البقية لو أنك قمت بذلك! أو تخيل أنك دخلت إلى مقهى وطلبت «خمسة شاي» وكان الجلوس على الطاولة ستة، ووزعت الشاي وتجاهلت أحدهم.. ألن يقوم حينها ذلك «السادس» بتغيير اسمك في هاتفه الجوال إلى «فلان المب ريال».. هل يمكنك الدخول إلى مكتب أو شركة فيها 20 موظفاً لتقوم بدعوة 19 منهم على عرسك القريب وتتجاهل واحداً؟! هناك أمور محرمة لدينا.. وهي كما يقال «منقودة عند العرب».. وغير العرب بالطبع! لذلك، فإن من أكبر الكبائر ما ارتكبه الكثير من الموظفين، أخيراً، بسفرهم بعد إجازة العيد، وقبل دوام الطلبة شهر سبتمبر المقبل، حين قاموا بتركنا خلفهم هنا في هذه الأجواء في تصرف لا يمت إلى العروبة والإنسانية وحسن الجوار بأي رابط، ما ذنبنا نحن الوطنيين المرابطين هنا في أعمالنا لكي يقوم أحد السخفاء بإرسال صورته بمنطقة ثلجية ما، ونحن نخرج من صلاة الظهر، ونتقافز قفز الزيت في المقلاة في «مثلث الموت»، وهو المثلث ما بين باب المسجد والميضأة ومنطقة نزع النعول، وأنتم بكرامة، حيث يجب على جميع المصلين أن يتقافزوا بشكل مدروس بحيث لا تلمس أرجلهم الأرض إلا مرة أو مرتين في تلك…

(جاب العيد..!!)

الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣

قال لي صديق يعمل بمدرسة للأيتام، في إحدى الدول الإسلامية بأوروبا الشرقية، إن يتيماً هناك حصل على درجة غير جيدة في إحدى المواد، فجاء رجل في اليوم التالي، وكان يناقش صديقي بحدّة في الجهد الذي بذله اليتيم في الدراسة، وأحقيته في الحصول على درجة أفضل، ومدى ما ستؤثره الدرجة الحالية في معدله الدراسي العام، وكان يكرر بين كل جملة وأخرى (اتقوا الله في الأيتام).. وبعد أخذ ورد وافق صاحبي على إعادة تصحيح الامتحان، وحين سأل الرجل عن هويته فوجئ بأنه أبواليتيم! وعلى بعد 6000 كيلومتر من النصاب الشرق أوروبي، لا أستطيع إخفاء إعجابي بذلك المواطن الخليجي، الذي قبضت عليه إدارة التحريات في شرطة الشارقة يوم أمس، الذي انتحل شخصية (خطابة)، وكان يوهم الفتيات بقدرته على التزويج، ويقوم بين فترة وأخرى بإرسال رسائل للضحايا، لمن تريد أن تتبرع لعائلة فقيرة، بإرسال المال على رقم حسابه المرسل إليهن.. بصراحة (الخطابة) أو (الخطاب) أم منصور وسع صدري، فأولاً هناك نوع من الإبداع في الموضوع، وبالتأكيد أصبح لديه (داتا بيس) مغرٍ لأي عازب أو مقطوع.. ومع هذا كله فهو لم ينسَ أعمال الخير والبر والتقوى وجمع التبرعات، التي ستبقى من ذكراه، وهو يقضي الأشهر الستة في القرقور، بتهمة (انتحال صفة شخصية غير رسمية). الآن، اقلب الصفحة على (أم منصور)، واقرأ معي هذه الرسالة النصية…

«قول أربعة!»

الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣

- قول أربعة! - أربعة! - سيارة أبوك (مقربعة)! ويركض ذلك الغبي الأحمق وهو يقهقه بصوت عالٍ سعيداً بأنه حصل على ضحية جديدة بلعت الطعم.. وأمضي في طريقي غير آبه بسخافاته وغير مدرك أن مزحته السخيفة كانت نبوءة ستبقى معي 30 عاماً مقبلة. *** لأعوام عديدة وأزمنة مديدة، بقيت سيارة أبي التي ورثتها وسيارتي التي تلتها (مقربعة)، لذلك فإن غاية ما أحلم به هو أن يكون لدي (فتحة سقف)، أو أن أتمكن من فتح باب السيارة من الداخل دون الحاجة لتنزيل (الجامة)، ومد يدي من الخارج على طريقة لصوص الخزانة في فيلم (أوشن إيليفن) لفتحه، وبسبب هذه المعطيات فأنا حقيقة لا أعلم تماماً ما هو ترف (مثبت السرعة) الذي يتحدثون عنه هذه الأيام؟! وإن كان الأمر لا يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص لفهم وظيفته، وحتى لو وجد في سيارتي فلن أجربه فأنا (مثلك) أكره كل جديد بدءاً من أجهزة الكمبيوتر، التي تعمل باللمس ذي الإيحاء البذيء، وليس انتهاء بما يعرف بالـ(ربيع العربي) الذي حرمني زيارة (بولاق) لعامين متتاليين، وحتى لو قررت تجربة (مثبت السرعة) فلن أفعل ذلك بعد أربعة حوادث في عام واحد، سلطت عليها وسائل الإعلام أضواءها، وحدثت جميعها قريباً من الخط الذي أستخدمه بشكل يومي، وتحدثت جميعاً عن إنقاذ حياة مستخدمين كادوا يقضون بعد أن (جيَم) مثبت…