السبت ٢٢ مارس ٢٠١٤
كل الشكر لنادي حائل الأدبي الثقافي ولفرع هيئة حقوق الإنسان بحائل على إقامة ندوة متميزة بعنوان «وطنٌ خالٍ من التمييز» بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان. فموضوع الندوة مهم للغاية، واختيار اليوم العربي لحقوق الإنسان هو توقيت موفق. غير أن ما يلفت الاهتمام هو أن تأتي هذه المبادرة الطيبة من هيئة حكومية رسمية هي هيئة حقوق الإنسان وبمشاركة جهة ثقافية هي نادي حائل الممول حكومياً وتطرح موضوعاً بالغ الحساسية وبمثل تلك الصراحة الرقمية التي أظهرها الاستبيان الذي نُشِرتْ نتائجه في الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد جاء في جريدة الوطن أن الاستفتاء الذي أجرته هيئة حقوق الإنسان على 1500 شخص عن التمييز القبلي والمناطقي أن 57 بالمائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يشعرون بالتمييز العنصري بينما أجاب 19 بالمائة أنهم يشعرون بالتمييز أحياناً. سنفترض أن هذا الاستطلاع الذي أجرته الهيئة قد تم وفق المفاهيم والمعايير الإحصائية العلمية السليمة، وبالتالي فهو يعبر عن الحقيقة وفق درجة معنوية معينة (بالمفهوم الإحصائي) ومقبول - على الأقل - كمؤشر يستفاد منه لدراسة هذه الظاهرة. صحيح الأرقام مقلقة، لكنني لم أتفاجأ بالنتيجة التي أسفر عنها الاستطلاع، فنحن لازلنا بعد حوالي قرن من توحيد البلاد غير قادرين على التخلص من بقايا المناطقية والقبلية. وأنا لا أتحدث هنا عن اهتمام الإنسان بمنطقته أو بقبيلته، فمثل هذا الاهتمام هو أمرٌ…
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
ينظر أهل المنطقة الشمالية إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال بالكثير من التفاؤل، فهذا المشروع حمل لهم وعوداً جميلة بالتنمية من خلال المشاريع الصناعية العملاقة التي ستقام في المدينة. هم ينظرون إلى مشروع المدينة بوصفه إضافة تنموية للمنطقة وليس فقط مشروعاً استثمارياً يدر عوائد مجزية للجهات التي استثمرت أو سوف تستثمر في المشروع سواء كانت من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. ومن المؤكد أن العائد الاستثماري مهمٌ لكي يكون المشروع قابلاً للحياة والاستمرارية، ولكن العائد الاجتماعي الأشمل هو ما يهم الناس في تلك المنطقة التي ظلت على هامش التنمية لسنوات طويلة. وبمعنى آخر، فإن الناس في المنطقة يتساءلون عن «الروابط» التي ستنشأ بين منطقتهم وبين المشروع، وهي ما يُعرف بـ «المدخلات» و»المخرجات». وتتمثل المدخلات فيما يمكن أن يوظفه المشروع من أبناء وبنات المنطقة وفيما يمكن أن يستخدمه من عناصر الإنتاج المختلفة ذات المنشأ المحلي وما يشتريه من السلع والخدمات الأخرى التي ينتجها اقتصاد المنطقة. أما المخرجات فتتمثل فيما يمكن أن يثري الاقتصاد المحلي من منتجات المشروع ويتم توظيفه مجدداً في مشاريع أخرى بالمنطقة. يضاف إلى هذا كله ما يسمى بالوفورات externalities لمجتمع المنطقة وفي مقدمتها ما يمكن أن تقدمه الشركات العاملة في المشروع من خدمات اجتماعية متنوعة للسكان المحليين. وقد شهدت مدينة وعد الشمال توقيع عقود بقيمة…
السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٣
منظر معيب ومخزي ذلك المقطع المصور الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي لحادثة تحرش جماعي ارتكبها شبان مستهترون في وضح النهار أمام الجميع في أحد المجمعات التجارية في الظهران! مطاردة علنية همجية يقوم بها «قطيع» من الشباب لخمس فتيات، ومحاولات يائسة من الفتيات للإفلات من الهمج الذين كانوا يتلفظون بكلمات وعبارات بذيئة ويلاحقونهن إلى مواقف السيارات! أصوات تتعالى، مثل تلك التي تُسمع في حدائق الحيوانات، وصراخ، وهرج ومرج، و «ذكور» بلا «رجولة» ولا مروءة ولا حياء يلاحقون فتيات يرتدين عباءات في سوق عام، وآخرون يلتقطون الصور دون أن يهبوا لنجدة الفتيات!! أجزم أن هذا المنظر لا يمكن أن تجده في أي دولة في العالم! لن تجده في الدول التي نلعنها كل يوم لأنها «كافرة» ولا في الدول الإسلامية التي نتهم مجتمعاتها بأنها مجتمعات تعشش فيها «البدع والشركيات»! نفس هؤلاء الشباب المبتهج بذكورته لا يملك الجرأة على ملاحقة فتاة شبة عارية في شارع من شوارع نيويورك أو حتى لاس فيغاس لأنه يعلم أن هناك قانونا يحمي البشر وينصف النساء ولا يتحيز للذكور. هؤلاء الشباب العابثون لن يجرؤا على مجرد الاقتراب من امرأة، حتى عندما تكون سعودية، لو صادف أنها كانت تمشي وحيدة وشبه عارية في أي شارع من مدن العالم ما عدا في السعودية! لماذا يتجرأ الشباب على مضايقة النساء والتحرش بهن…
الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣
حان الوقت، ليس الآن بل منذ زمن طويل، كي يتبنى مجلس الشورى موضوع قيادة المراة للسيارة كقضية عامة تستحق أعلى درجات الاهتمام بعد أن وصلت بنا الأمور إلى ما وصلت إليه! فهذا الموضوع الذي ظل المجتمع يلوكه على مدى عقود طويلة من الزمن أصبح ملفاً محرجاً للمملكة أمام العالم أجمع. ففي كل مؤتمر عالمي أو ندوة أو مناقشة ذات علاقة بشئون المرأة يُثار هذا الملف، باعتبار أن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يميز ضد المرأة في هذا الشأن! وكلما أثير هذا الموضوع تعالت التعليقات المتهكمة على المجتمع السعودي حتى أصبحنا موضع سخرية حتى من المجتمعات المتخلفة التي تنتشر فيها الأمية وكل المظاهر الأخرى للتخلف. أصبحنا، في هذه المؤتمرات والمنتديات، محاصرين بالانتقادات من الجميع، وصار همنا هو تلفيق الأعذار للدفاع عن وضع مخجل لا يمكن الدفاع عنه.. لقد حشرنا أنفسنا في ركن وأمامنا كل العالم في الركن الآخر!؛ نرفع أصبع الاتهام لكل مجتمعات الدنيا ونقول لهذه المجتمعات: كلكم «غلط» ونحن «الصح» الوحيد!، وعندما يفحموننا بالحجج ننكس رؤوسنا ونقول: ولكن مجتمعنا «غير»! مجتمعنا لم يصل إلى ما وصلته المجتمعات الأخرى في العالم من الوعي، ولو سمحنا لنسائنا في القيادة فسوف تنطلق «الوحوش الذكورية» إلى الشوارع وتفتك بهن!؛ مع ملاحظة أن هذه «الوحوش الذكورية» هي الوحيدة في العالم التي تتلقى كماً…