هجمات اسطنبول دليل على أن الإرهاب أقرب مما نتصور
بالنسبة للبعض منا، فإن الساعات القليلة قبل وبعد بدء العام الجديد، ستظل مرتبطة دائماً بالمأساة. فتركيا والعراق وأفغانستان واليمن والصومال، كانت جميعاً أهدافاً لهجمات إرهابية أودت بحياة الكثيرين، وحولت احتفالات رأس السنة، والتفاؤل باستقبال عام جديد إلى دموع ومخاوف من القادم الأسوأ. وعلى الرغم من أن الهجمات كانت محلية، إلا إن الألم الذي تسببت به كان عالمياً. في اسطنبول، تم قتل سياح من أكثر من بلد، وعم الحزن عائلات كثيرة في جميع أنحاء العالم. لقد تسببت الهجمات الإرهابية على ملهى "رينا" الليلي في مقتل أبرياء من 14 بلداً، من بينهم عدد من السعوديين. على المستوى الشخصي، لا أعرف أيّ من الذين قتلوا، ولكنني أعرف أشخاصاً يعرفون بعض الضحايا. هؤلاء لم يحزنوا فحسب على الموتى، ولم يشعروا فقط بالغضب من لا معقولية الجريمة، ولكنهم شعرواً كذلك بالخوف على أنفسهم وعلى أقاربهم وأحبائهم. كما قال أحدهم: "لا يوجد مكان آمن. لا يوجد بلد في مأمن. يمكنهم إيذاؤنا مهما كنا بعيدين". هذا هو "الإرهاب المتعولم" في أساسه. فالأمر لا يقتصر على شبكات عالمية لديها القدرة على توجيه ضرباتها في مختلف الدول؛ وإنما يتضمن كذلك القدرة على بث الرعب في نفوس الجميع في جميع أنحاء العالم. أنا من المملكة العربية السعودية، البلد الذي كان هدفاً للعديد من الهجمات الإرهابية في السابق. ولكن كنا نشعر…