الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
عندما تغادر الصالة الدولية في مطار الرياض مسافراً إلى دبي وأنت تجاهد في تخطي طوابير العمالة المسافرة بأحمالها الثقيلة والتي تخطت أبواب الصالة الدولية وشغلت الرصيف الخارجي للشارع وزاحمت السيارات الواقفة في الخارج تُصاب بخيبة أمل كبيرة ترفع لديك الضغط والسكر والكولسترول يقابلها انشراح في الصدر حينما تصل إلى مطار دبي الدولي بصالاته الفسيحة النظيفة المريحة ودورات مياه أنظف من دورات مياه بيتكم، وموظفوه دائمو الابتسامة وتُصعق حينما تجد عربات الأطفال في كل جانب من جوانب المطار مزودة بسترة من ورق استخدام مرة واحدة لحماية الأطفال من عدوى الجراثيم، وحينما تذهب لاستلام عفشك فلست في حاجة لفزعة عمال المطار ليدلوك أين عفشك فكل المعلومات مكتوبة وواضحة وصحيحة. وعندما تدلف إلى المدينة تُصعق مرة أخرى بشوارعها الفاتنة وأسفلتها الساحر الذي نجا من عبث الخرائط المعتادة من خرائط احفر وادفن، عند جمال البنايات تُصعق مرة أخرى ويأتيك هبوط في القلب ليس هناك عمارة عادية كلها فاتنة بأحدث تصميم وليس فيها اجتهادات مقاولين أميين. الحركة المرورية انسيابية رغم الزحام أحياناً، ولا أحد يأتيك من الخلف «يكبس» أنواره ليطير إلى المريخ وليس هناك مفاجآت سائق يلف من أقصى الشمال إلى اليمين ولا وجود للشاحنات والآليات الثقيلة التي تملأ شوارعنا. وحينما تُشاهد برج خليفة تسأل نفسك هل بني هذا البرج مع برج مياه كورنيش الخُبر…
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢
أن تدخل الكويت كيم كارديشيان نجمة أفلام الواقع بما فيها من عري وتفسخ وقلة حياء وسماجة وتُمنع الكاتبة السعودية بدرية البشر من الدخول إلى أراضي الكويت فهذا لا يليق بمنارة الثقافة في العالم العربي في الستينات والسبعينات حتى عام 1990. مجلس التعاون الخليجي ماذا يفعل هو الآخر؟ هل يتفرج على أمور مثل هذه تعصف بالشأن الثقافي في الخليج؟، لماذا لا يكون للمجلس دور ثقافي إذا كان أخفق في أدوار أخرى، من خلال أسبوع ثقافي خليجي سنوي يتبادل فيه المثقفون الخليجيون في الدول الخليجية ولم نقل اللاتينية شؤون الهم الخليجي ويكون مسرحاً للندوات واللقاءات الثقافية؟. ما حدث لبدرية البشر يمكن أن يحدث لأي كاتب سعودي في مطار خليجي خصوصاً أنها مُنعت من دخول قطر بعد تلقيها دعوة من جامعة لإلقاء محاضرة كما أنها تلقت دعوة لتوقيع كتابها في الكويت ففي كلتا الحالتين لم تأت بدرية سائحة وهي لها الحق في ذلك. يُغضبنا أن تنزل الكويت الخليجية الشقيقة إلى مزالق الإقصاء هذه «هذي لكويت صل على النبي». أن يُسمح لنجوم العُري بالدخول إلى سماء دولة خليجية وتُمنع نجمة ثقافية خليجية من الدخول هو أمر أتمنى أن لا يمر مرور الكرام على المسؤولين في البلدين، إذا لم نحترم الثقافة والمثقفين في الخليج ونعطيهم حقهم فهذا مؤشر خطير خصوصاً إذا ما تزامن معه ترحيب…
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٢
هل تريدوننا أن نصدق أن عدد السائحين السعوديين في دبي هذا العيد 150 ألفاً وأن سائحي الشرقية 500 ألف! كعادتنا نترك العلة ونداري أخطاءنا. ظهر عندنا مؤخراً مركز يشكك في صحة أرقام السائحين السعوديين في دبي وسماها بالوهم! نحن الوحيدون الذين نبيع الوهم السياحي بالصور والأرقام والسياحة لا تُبنى هكذا، فبدلاً من أن نبني بنيتنا التحتية في السياحة ذهبنا إلى لغة تكذيب الأرقام. دبي مركز سياحة عالمي لا يختلف عليه اثنان وليس بحاجة إلى التلاعب في الأرقام كما تفعل بعض الصحف السعودية في أرقام توزيعها. حينما يكون لديك فندقان ثم تقول إن نسبة إشغال الفنادق لدينا 80 %. هذا هو الوهم السياحي بعينه. دبي فتحت أسواقها 24 ساعة في اليوم للسائحين السعوديين وهذه سابقة تاريخية ليست بحاجة إلى مركز معلومات لتكذيبها ولا أحد يتسوق طوال الليل إلى الصباح غير السعوديين. و150 ألف سائح كفيلة ساعات النهار بأن يقضوا فيها حاجاتهم من السوق، والأجانب يهجعون للنوم مبكراً في انتظار الشواطئ الساحرة. ودبي لا تخطو خطوة واحدة في السياحة إلا تعرف أنها ستجني من ورائها ألف خطوة، ومليون سائح يستحقون التضحية من أجلهم، ليواصل العاملون في الأسواق خدمتهم ليل نهار، لشعب يبحث عن «مولات «فخمة ومطاعم راقية ودورات مياه نظيفة وأجواء مريحة ومواقف «مولات» مرتبة وسينما ومقدم خدمة يقول «وش تبي أسوي…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ليس شيخاً ولا أميراً ولا فارساً ولا شاعراً ولا اقتصادياً بارعاً، هو مزيج من كل هذا السحر. حينما قدمت دبي فندق «الجميرة بيتش» تلك الأيقونة المعمارية الباهرة توقعنا أن دبي ستقف عند هذا الفندق على الأقل خمسة عشر عاماً تبعاً لمقاييس النمو العمراني في المنطقة ولكن في غمرة الاحتفالات بهذا الصرح المعماري فاجأتنا دبي بوضع أساسات برج العرب تلك المعجزة المعمارية الأخرى ثم تلاها برج خليفة الإنجاز غير المسبوق الذي حطم أبراج شيكاغو وأبراج ماليزيا، ولا ننسى نافورة دبي التي أرسلت نافورة لاس فيجاس إلى متحف الآثار الفنية. حينما تُقدم دبي منتجع «أطلنطيس» الساحر عنا (حذفة عصا) فهي تريحنا وأطفالنا من عذابات قطع آلاف الأميال ومرور عديد من المطارات بإجراءات العبور المعقدة هذه الأيام، وحينما تُقدم كل هذه الإبداعات كل يوم فهي تقدم لنا درساً، مفاده أن كل شيء ممكن تحقيقه إذا صدقت النوايا وتضافرت الهمم. قدم محمد بن راشد كل عصارة خبرته الحضارية في كتابه العظيم «رؤيتي» الذي تطاول عليه الشامتون للأسف من بعض الخليجيين عندما تضررت دبي من الأزمة الاقتصادية في عام 2008م التي تضرر منها العالم كله وأجزاء كبيرة منه لم تنهض حتى الآن وأجزاء عظمى لن تنهض أبداً، حينها قال لهم محمد بن راشد هي كبوة وسينهض النمر…