السبت ١٥ يونيو ٢٠٢٤
رحلة الحج إلى بيت الله الحرام، من أعظم الأسفار وأجل الرحلات، رحلة إيمانية مباركة نحو أعظم بقاع الأرض، لأداء ركن من أركان الإسلام، وهو الحج، وهناك يطوف الحجاج ويسعون ويصلون ويدعون ويبتهلون، داعين الله تعالى أن يرفع درجاتهم، ويغفر زلاتهم، ويحقق أمنياتهم، ويرزقهم السعادة في الدارين، ليعودوا أطهاراً كما ولدتهم أمهاتهم، ويفتحوا صفحة جديدة من صفحات حياتهم، بعد أن اغتسلوا هنالك بماء التوبة والإنابة والخشوع والتضرع لله تعالى. إنها ليست رحلة فرد واحد فحسب، بل رحلة آلاف مؤلفة من المسلمين من شتى بقاع الأرض، على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وبلدانهم ولغاتهم، يتوافدون جميعاً لزيارة بيت الله الحرام وأداء المناسك، يلبسون لباساً واحداً، ويؤدون عبادة واحدة، الكل سواء، لا يتميز أحد على أحد إلا بالتقوى، لا فرق بين رئيس ومرؤوس، أو غني وفقير، أو صغير وكبير، مهما اختلفت قبل ذلك مناصبهم أو رتبهم أو أحوالهم المالية أو الاجتماعية فهم هاهنا سواسية، يسيرون على قلب رجل واحد منضبطين ملتزمين متبعين لما أمر خالقهم، ملبين بنداء واحد: لبيك اللهم لبيك، أي نجيب دعوتك، ونقيم على طاعتك، محبة لك وتقرباً إليك، تاركين كل ما يشغلنا عنك، وهذا أعظم دروس الحج، وهو كمال التوحيد والإخلاص والعبادة لله تعالى، وحبس النفس على طاعته وترك معصيته، ومجاهدة النفس في مرضاته، وكبح جماح الهوى والارتقاء بالنفس في معارج الإيمان…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٩
تهتم دولة الإمارات ببناء نهضة تنويرية متميزة من خلال رفد العقول بقيم المعرفة والعلم ونشر التطور والازدهار والتسامح لبناء مجتمع متقدم ودولة رائدة، وهو تنويرٌ يستلهم جذوره من القيم العربية والإسلامية، ويتفرع إلى ما وصلت إليه البشرية من تقدم في مختلف الميادين، وترتبط كلمة التنوير في اللغة العربية بالإنارة، وهي الإضاءة، قال الجوهري: «أنار الشيء أي: أضاء، والتنوير: الإنارة»، ومن أهم صور ذلك التنوير المعنوي الذي تنعكس آثاره على الواقع الحسي نهضة وازدهاراً وتسامحاً واستقراراً. ومن أهم قيم التنوير التي أعلى شأنها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيادة الحكيمة التي كانت خير خلف لخير سلف قيم الاتحاد والتلاحم والتكاتف، فجاء تأسيس دولة الإمارات تعبيراً عن الإيمان العميق بهذه القيمة التنويرية الراقية، واستمرت العناية بالاتحاد حتى غدا كالطود الشامخ لا تهزه رياح، ولا تميل به عواصف، وأصبح مجتمع الإمارات أسرة واحدة تجمعها المحبة والتآلف والانتماء للوطن وقيادته. ومن قيم التنوير الإماراتي العناية بالعلم والمعرفة، وتنشئة العقول على ذلك، فلم يزل التعليم محط عناية القيادة الحكيمة منذ تأسيس دولة الإمارات، فأُنشئت المدارس والجامعات، ووُضعت الخطط لمكافحة الأمية بكل الوسائل، حتى انتشر التعليم انتشار الخضرة اليانعة بعد المطر، واقتحم أبناء الإمارات مختلف المجالات والتخصصات، وظهرت أسماء إماراتية لامعة في الطب والهندسة وعلوم الفضاء وغيرها.…
الخميس ٠٨ يونيو ٢٠١٧
انطلقت عاصفة الحزم المباركة لدعم الشرعية في اليمن، والعصف بمخططات إيران التخريبية في المنطقة، والدفاع عن أمن واستقرار دول الخليج، وقدمت قوات التحالف العربي كوكبة من شهدائها البواسل، الذين ضحوا بأرواحهم، وقدموا دماءهم، في هذه العاصفة التاريخية، وهي تضحيات خلدها التاريخ في أنصع صفحات المجد المشرقة. ومع مرور الأيام ينكشف ما لم يكن بالحسبان، ويستيقظ المواطن الخليجي على كابوس مزعج، وعلى حقيقة مفادها أن وراء سقوط شهدائنا الأبرار أيادي ماكرة غادرة لبست قناع الشقيق الصديق. وحاكت في الكواليس المؤامرات والدسائس للإضرار بنا، ودعمت الحوثيين والتنظيمات المتطرفة في اليمن للفتك بجنودنا، أفعى سامة كانت تشارك في قوات التحالف، وتلدغ بسمها القاتل جسد التحالف وجسد أبنائه الأبطال، أفعى تدعى قطر، جارة شقيقة ولكن لم ترع حرمة للجوار ولا حقاً للأخوة، وبسبب ذلك قررت دول التحالف قطع علاقاتها بقطر وإنهاء مشاركتها في التحالف. وإثر ذلك سارعت مليشيات الحوثي وإيران إلى الإعراب عن تضامنها مع قطر ووقوفها بجانبها بعد قطع العلاقات عنها، ولم يكن ذلك غريباً، فالسبب واضح، وهو وقوف قطر بجانبها ضد دول الخليج، وهذا ما يؤكده الأمس القريب والواقع الحاضر، فقد لعبت قطر دورا جوهريا محوريا خلال السنوات الماضية في دعم الحوثيين. ولولا قطر لما كان الحوثيون اليوم يعيثون فساداً في اليوم، وهذا القول ليس فيه مبالغة، بل هو حقيقة موثقة لا…
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧
قطر دولة خليجية شقيقة، ذات علاقات تاريخية مع أشقائها، وشعبها متصل بشعوب المنطقة دماً ونسباً وتلاحماً وعاداتٍ وتقاليدَ وقيماً. ولكن للأسف ما وجدناه من قطر خلاف ذلك، فبدلاً من أن تتوافق مع أشقائها في معالجة الأزمات والمهددات أصبحت مخالفة لذلك، وبدلاً من أن تكون عوناً أصبحت عبئاً، وبدلاً من أن تكون سنداً أصبحت ضرراً، والطعنةُ عندما تأتي من القريب تكون أشد إيلاماً على النفس. لقد اطلع الجميع على التصريحات القطرية التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية منذ أيام، والتي تهدف لشق إجماع الصف الخليجي والعربي، وانحازت إلى إيران والتنظيمات المتطرفة، وأساءت إلى أشقائها في الخليج. للأسف رأينا الحسابات القطرية الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالطعن في دولة الإمارات وفي قيادتها ورموزها، وعلى رأسها الطعن في مؤسس دولتنا وباني نهضتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما رأينا السهام الحاقدة الموجهة ضد دولة الإمارات من الإعلام القطري . وعلى رأسه قناة الجزيرة، مع عدم اتخاذ أي إجراء في حق هذه الشخصيات والقنوات التي قامت بالطعن في دولة الإمارات، بل كانت تُقدَّم لها التسهيلات والدعم، والقرضاوي نموذج على ذلك، حيث قام بنشر سمومه ضد دولة الإمارات مرات عدة، من فوق منابر الجمعة. وفي المنابر الإعلامية القطرية، ولم نجد ضده أي إجراء رادع يوقفه عند حده، مع شناعة تحريضاته…
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠١٥
لا يكاد يخفى أن موضوع الخلايا الإرهابية أصبح مهماً جداً في نظر أصحاب القرار وجهات الاختصاص، خصوصاً مع تنامي هذه الخلايا وتنوع ممارساتها الإجرامية، ما يتطلب مزيداً من الدراسة والبحث في اختيار أنفع السبل في إضعاف هذه الخلايا وتعطيل أهدافها، ومن هذا الجانب أحببت المشاركة في تناول هذه القضية من خلال ثلاثة جوانب مهمة وهي الإعداد والضبط والحزم أو الردع. الجانب الأول: من المعلوم أن إنشاء العصابات الإجرامية وتكوين الخلايا الإرهابية وزرعها ودعمها وتمويلها وإدارتها وتنشيطها لاستهداف وضرب الدول والشعوب هي إحدى الوسائل المعروفة التي تُستخدم من قبل الأجهزة والمنظمات المعادية بقصد تحقيق مصالحها، ومع انكشاف العديد من الخلايا الإرهابية في دول الخليج وقيام بعضها بأعمال إجرامية دنيئة فقد ظهر لكل عاقل بأن الأمر في جملته هو نتاج إعداد مقصود وممنهج وتخطيط وآليات تنفيذ تتولى زمامها جهات معادية تتقصد إلحاق الأذى والضرر بهذه الدول وأهلها، وتعمل على نفث سمومها في السراديب المظلمة لنشر الفوضى وإشاعة الإرهاب بلا وازع ولا ضمير، سواء كان الإعداد من قبل هذه الجهات المعادية متعلقاً بتكوين الخلايا أو تنشيطها أو تحريكها في أوقات وأماكن معينة وضد أهداف ومستهدفين معينين أو من خلال تجنيد المنتظمين في الخلايا وفق الوسائل المختلفة ومن أهمها الدافع الفكري المنحرف الذي يجعل صاحبه أداة تنفيذ سهلة بيد أي جهة معادية. وهذا التصور…