الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥
ذات يوم، من عام 2007، وأثناء حملته الرئاسية لانتخابات 2008، تم التقاط صور لباراك أوباما، وهو يحمل أحد كتب الإعلامي، والكاتب الأمريكي الشهير، من أصل هندي، فريد زكريا، وتجمع الاثنين صداقة عميقة، بحكم أنّ اوباما مثقف، يحمل شهادة الدكتوراه في القانون، وفريد زكريا اسم لامع، أمريكياً وعالمياً، كمفكر ومثقف، وهو صاحب المقال الشهير: «لماذا يكرهوننا»، بعيد أحداث سبتمبر المشؤومة، ولا يمكن إنكار أن زكريا هو أحد المنظرين لإدارة أوباما، وبالتالي لا يمكن أن تؤخذ آراؤه على أنها حيادية تماماً، وموقفه من إيران، حالياً، يدخل في هذا الإطار، إذ إن إدارة أوباما في حالة «ود» متبادل مع حكومة طهران، ومن الصعب الجزم بأن زكريا هو صاحب فكرة التقارب، ولكن المؤكد أن موقفه من هذا التقارب هو ذات موقف إدارة أوباما!!. مقال فريد زكريا الأخير، والذي انتقد فيه المملكة، مقارنة بإيران، هو جزء من الحملة الإعلامية التي يقودها تيار المثقفين الليبراليين الأمريكي، وزكريا واحد من هؤلاء، وذلك في محاولة منهم لتليين الموقف الأمريكي الشعبي « الخشن « من إيران، والذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود، ومع أن زكريا سقط سقوطاً مريعاً، قبل فترة، بعد اكتشاف سرقته لمقتطفات ضمنها إحدى مقالاته، وهو الموقف الذي هز الثقة فيه بشكل كبير، وأدى لإيقافه مؤقتاً، إلا أنه يظل واحداً من أشهر الكتّاب الأمريكيين، وأكثرهم متابعة، سواء…
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣
عندما بدأت الثورات العربية، لم يكن بإمكان أحد ممن يعارضها أن يعلن موقفه الواضح منها، فهي ثورات قامت على أنظمة قمعية شرسة كما في ليبيا، وتونس، على سبيل المثال، وقد تم استثمار ذلك الحماس للثورات على أوسع نطاق ممكن، حتى صار العرب أنفسهم، بقيادة مثقفيهم، وعلماء دينهم أبواقا لمن يقف وراء تلك الثورات، أو كان يشجعها على الأقل، ولذا فقد اكتفى الإعلام الغربي بطرح التسمية :» آرب سبرنق : الربيع العربي «، وهو اسم رنان، وجاذب، وله صدى جميل في ذاكرة الشعوب العربية، فقد ارتبط بالخضرة، والبهجة، والجمال، وربما الوجه الحسن!. لنعترف بأننا كنا في حالة تنويم مغناطيسي خلال تلك المرحلة « الغريبة « من تاريخنا، ولم لا، أولم تقف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج مع ضرب قوات الناتو لليبيا؟، أو لم تصفقوا طربا لأزيز الطائرات فوق بنغازي؟، أو لم تصم آذانكم عن نداءات الإستغاثة من آلاف المدنييين العرب الأقحاح، والمسلمين في مدن ليبيا، وهم يشتكون من العشوائية في ضرب طائرات الناتو، ويتحدثون عن آلاف الضحايا لذلك القصف، فهل كان هؤلاء العرب الذين شنفوا آذانهم طربا بسماع آخر الأخبار عن مجازر الناتو في ليبيا، هم ذات العرب الذين بكوا دما عندما ضربت الطائرات الأمريكية عاصمة الرشيد قبل ذلك بثمانية أعوام؟، فهل غم على العرب، أم أن بشاعة الأنظمة القائمة…