الأربعاء ٣٠ يونيو ٢٠٢١
في التعامل السياسي، كما في التعامل التجاري مع الصفقات، الفرصة هي «الوقت»، ما لم تقتنصها ستذهب! يماثل ذلك جريان مياه النهر الذي لا تستطيع النزول فيه مرتين، لتغير ذرات مياهه بالجريان. وتمثلت آخر الفرص في المبادرة السعودية، لكن الحوثيين رفضوها في تعنت وغباء. وقد لاقت المبادرة السعودية ترحيب الدول العربية، كما نالت تأييداً دولياً ودعماً من أميركا والأمم المتحدة. وتنضاف المبادرة السعودية إلى عدة مبادرات سابقة تم عرضها على الحوثيين. وربما ضاعت من التحالف العربي فرصة عسكرية كانت متاحة، قبل اتفاق السويد، بالاستيلاء على ميناء الحُديدة عندما كانت قوات التحالف تقف على ثلاثة كيلومترات من بوابة الميناء، لكنها تراجعت بطلب من الأطراف الدولية. وإذا استرجعنا المشهد قبل ذلك، فسنجد أن الرئيس علي عبدالله صالح كان متحالفاً مع الحوثيين، وقد اتفق الطرفان على تقاسم للأدوار، بحيث يتولى الحوثيون «السلطة الدينية» وصالح «السلطة السياسية»، وعندها استأمن الحوثيين على قوات الجيش ومعداته الثقيلة في صعدة بعيداً عن قوات التحالف العربي. وبعد أن حاول استرجاعها وجد أن عقيدة جنوده قد تبدّلت وأصبحوا موالين دينياً وسياسياً لعبد الملك الحوثي. وبعد أن تقوّت الميليشيات عسكرياً، استغنت عن المظلة السياسية التي كان يشكلها صالح كرجل دولة، فجاءت الأوامر من طهران بالتخلص منه، حتى تصبح الميليشيات طليقةً دون أي رقيب.. وهناك طرف دولي تواطأ مع هذا النهج. وقد…