بؤس التراثيين العرب…. من مروة إلى الجابري!
خاص لـ (هات بوست) لم يشهد تاريخ الفلسفة عربياً، بل وتاريخ الفلسفة بالعالم وعياً ساذجاً ميكانيكياً وسطحياً، كوعي بعض المشتغلين العرب المعاصرين بالفلسفة العربية الوسيطة.يتساوى في هذه السذاجة جميع التثويرين من مروة إلى الجابري. حسبنا الاستماع إلى الدعاوى التي أوردها العائدون إلى التراث الفلسفي العربي لنعرف حجم المهمة المستحيلة التي ألقيت على هذا التراث لإنجازها. فها هو محمد عمارة- حين كان عقلياً – يصدر كتابه “التراث في ضوء العقل” قائلاً «إن الوعي بالتراث وإحيائه، لا يعني تقليده ولا أن نعود بحاضرنا ومستقبلنا ونصبهما في قوالب الأمس.. ولكنه يعني أن نبصر جذور غدنا، الذي نريده مشرقاً، في الصفحات المشرقة في التراث. وأن نجعل العدل الاجتماعي الذي نكافح من أجله الامتداد المتطوّر لحلم أسلافنا بسيادة العدل في حياة الإنسان وأن نجعل قسمات العقلانية والقومية في تراثنا زاداً طيباً وروحاً وثورية تفعل فعلها في يومنا وغدنا، وبذلك يصبح تراثنا روحاً سارية في ضمير الأمة وعقلها تصل مراحل تاريخها وتدفع مسيرة تطوّرها خطوات وخطوات إلى الأمام، وبذلك وحده يصبح التراث طاقة فاعلة وفعالة، وليس “ركاماً” أو “أكفان موتى” كما يحسبه ويريده الكثيرون». ويرى الدكتور حسن حنفي أن «التراث هو نقطة البداية كمسؤولية ثقافية وقومية، والتجديد هو إعادة تفسير التراث طبقاً لحاجات العصر. فالقديم يسبق الجديد، والأصالة أساس المعاصرة، والوسيلة تؤدي إلى الغاية، التراث هو…