الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٩
قطر مثل من يشتري محصولًا بمبالغ باهظة، ويفشل في تسويقه مجانًا، والسبب؛ لأنها فقدت ثقة الشعوب والحكومات، وسقطت في وحل الابتزاز السياسي الإيراني والتركي، ورهنت شعبها لمن يتولى أمرهم من المرتزقة المسيّسين، ثم تدافع بلا كرامة ولا سيادة عن حقوق الآخرين.. الحراك القطري سياسيًا وإعلاميًا بعد قمم مكة التاريخية يمكن تصنيفه على أنه دور مشبوه جديد تمارسه الدوحة؛ لمحاولة ما تعتقده تخفيف الضغط على حليفها الاستراتيجي إيران، وتضليل الرأي العام الدولي تجاه السلوك الإيراني في المنطقة؛ حيث بات واضحًا سبب تراجعها المخجل عن قرارات القمة الخليجية، التي تدين طهران صراحة، وفقدانها للكرامة والسيادة والإرادة السياسية في اتخاذ القرار، إلى جانب ما عبّر عنه وزير الخارجية القطري في حديثه المتلفز من إساءات وتقليل للنجاح الكبير الذي حققته القمم الثلاث، كذلك ما تحدث به حمد بن جاسم لصحيفة بريطانية من اتهامات باطلة تجاه المملكة، وتحديدًا في جانب الإرهاب، فضلًا عن تحديات مستشار أمير قطر، واستفزاز الشاعر ابن الذيب شعرًا، وما تبثه قناة الجزيرة على الدوام من فبركات إعلامية، ومزايدات رخيصة على واقع لم يعد يحتمل الكذب القطري المكشوف. كل ذلك الحراك ليس له تفسير أو مبرر سوى أن قطر تعيش أزمة جديدة ليست مع نفسها، أو مع محيطها الخليجي، ولكن أيضًا مع المطالب الإيرانية والتركية التي جرّدت حكومتها من حقها في اتخاذ…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
الملالي يدركون اليوم أن نظامهم الفاشي على مدى أربعة عقود في اختبار حقيقي للسقوط، أو البقاء بنظام تشغيل الدولة التي تتوقف عند حدودها، ولا تتدخل في شؤون الآخرين، أو ترعى المأجورين لنشر الإرهاب، حيث سيكون النظام الإيراني أمام شعبه ليس إلا دعاية انتهت في زمن الحقيقة.. تعاملت المملكة مع إيران -بعد الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد وقطع العلاقات في يناير 2016- باعتبارها ثورة وليست دولة، رغم النداءات المتكررة بأن تتوقف إيران عن تصدير مشروعها الطائفي الثوري، والتدخل في شؤون الآخرين، وتحريك عملائها في لبنان والعراق وسورية واليمن لنشر الفوضى والإرهاب مدعوماً بالمال القطري المشبوه، ولكن لم يكن هناك رغبة إيرانية للتوقف، أو الانصياع لقرارات دولية وأممية، بل على العكس كان التهديد مستمراً، والتصعيد في أكثر من محور عربي للنيل من المملكة وتهديد مصالحها. حلفاء المملكة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية على يقين تام من أن تهديد أمن واستقرار المملكة هو تهديد لمصالح العالم، وبالتالي لا يمكن أن تسمح للسلم العالمي أن يهتز، أو يتضرر، أو يتم استنزافه عبر وكلاء مأجورين، كما أن حلفاء المملكة يدركون أن السعودية ليست الوحيدة التي تواجه السلوك الإيراني في المنطقة، بل هناك قوى إقليمية ودولية تشاركها هذا التوجه، وتحديداً بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. التصعيد الأميركي العسكري تجاه إيران من وصول…
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩
الدعوات الدبلوماسية للدول والمنظمات الدولية لتغليب الحل السياسي في ليبيا لم تكن كافية لإيقاف عملية "طوفان الكرامة" التي يقودها المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة، حيث لا تزال تلك الدعوات تحمل أجندات ومصالح ومواقف متناقضة في التعبير عنها، والأخطر أنها لا تريد أن تبقى على الحياد في أي مجهود سياسي أو عسكري يقرره الليبيون أنفسهم. ليبيا منذ سقوط نظام القذافي وهي مختطفة من ميليشيات مسلحة مؤدلجة تحمل في داخلها مصالح دول إقليمية في المنطقة، وتتقاطع معها في إعادة ترميم أجندات الداخل الليبي نحو بناء خارطة طريق فكرية وليست وطنية، وبالتالي تحولت الدولة إلى مشروع تغذيه جماعات خارج سياق المصلحة الوطنية، وتمررها على حكومة الوفاق التي لا تزال ضعيفة ومترددة، ومرتبكة في حسم الموقف من تلك الجماعات منذ أن تسلمت زمام المبادرة بعد محادثات الصخيرات في ديسمبر 2015. الليبيون يدركون تماماً أن القائد حفتر يخوض معركته مع الميليشيات المسلحة في طرابلس التي خرجت من رحم "القاعدة" و"داعش" وتنظيم "الإخوان"، وخرجت عن لواء الدولة، وشكّلت تهديداً لأمن واستقرار ليبيا، إلى جانب التنظيمات الأخرى التي شكّلت جريمة منظمة في الاتجار بالبشر، وتهريبهم إلى أوروبا، فضلاً عن جماعات أخرى من دول حدودية تمارس عملها المسلح في الداخل الليبي. الوضع الليبي معقد إلى درجة يصعب معه الحل السياسي في هذا التوقيت الذي يدعو…
الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٩
تحويل القضايا الفردية في المجتمع السعودي إلى رأي عام محلي أو دولي لم يعد يتم في إطار حقوقي، أو إنساني، أو حتى شخصي، بل تجاوز ذلك إلى تسييس تلك القضايا في مهمة تشويه منظومة القيم السعودية، وإقحام النظام السياسي على أنه طرف يتحمّل مسؤولياته، أو أنه سبب لما حدث وسيحدث مستقبلاً، من دون أن يكون هناك تفريق بين موقف فرد أو موقف حكومة أو دولة. آخر تلك القضايا فتاة مراهقة تصل إلى بانكوك وتروي قصتها ومطالبها، وإعلام مضاد يتصيّد ويضخّم الأحداث؛ ليأخذ دوره في الإساءة والتشويه والتضليل، والأهم التسييس بإسقاط فاضح على الحكومة ونظامها السياسي، وهو أمر مرفوض، وغير مقبول، ولا يمكن أن يستساغ أن تتحول السعودية الدولة الأهم في المنطقة والعالم إلى حملة تشويه على أساس تصرفات أفراد غير محسوبة. هناك من يرى أن الحل في القضايا الفردية أن تبتعد الحكومة عنها ولا تكون طرفاً فيها، وهذا الكلام غير دقيق، خصوصاً حينما تصل القضية إلى أطراف خارجية، ويتم تصعيدها بشكل أو بآخر على أن طرفها سعودي، وهذه الكلمة أو الهوية بحد ذاتها مغرية لمنظمات وهيئات إنسانية دولية ووسائل إعلام تدعي الحياد أن تتاجر فيها، وتتخذ منها موقفاً متصلباً من السعودية الدولة والنظام. الحل في مثل تلك القضايا الفردية التي يتم تسييسها من أطراف خارجية هو الرجوع إلى المادة (13)…
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨
بات الخطاب العدلي السعودي أكثر انفتاحاً ومرونة في التعاطي مع القوانين والأنظمة الدولية، والتواصل مع مؤسساتها الرسمية في كثير من دول العالم، والرغبة في الإفادة من تجاربها التنظيمية والتقنية والحقوقية بما لا يتعارض مع نظامه القضائي المستند على أحكام الشريعة الإسلامية. وتأتي هذه الخطوة تأكيداً على أن القضاء في المملكة نظاماً وتطبيقاً يتسع في رؤيته وتوجهه إلى كل ما هو مفيد لتطويره، وتمكينه من حضوره بين القوانين الدولية، بل والإفادة من إجراءاته ومبادراته النوعية في حفظ الحقوق، وسرعة الفصل في المنازعات، وهو ما انعكس في تقدم المملكة عالمياً في مؤشر تسجيل الملكية العقارية من المركز 32 إلى المركز 24، والتقدم في مؤشر إنفاذ العقود من المرتبة 105 إلى 83 عالمياً، والتحول الرقمي في القطاعات العدلية بنسبة 100 %. وتواصل وزارة العدل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجال التعاون الدولي، من خلال الشراكة مع الدول والمؤسسات العالمية في مجال الخدمات العدلية وتبادل المعلومات والخبرات، إلى جانب التطوير في المجالات التنظيمية والتقنية والحقوقية والبشرية، والانفتاح على القوانين الدولية، كذلك الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، والهدف من كل ذلك هو تحقيق رؤية المملكة 2030 عالمياً، وتحسين تصنيفها في المؤشرات العالمية للبنك الدولي، وإبرام عشر اتفاقيات مع المؤسسات الدولية قبل العام 2020. لقد ساهمت وزارة العدل في أن تكون شاهد عيان على أن السعودية الجديدة منفتحة…
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨
العلاقات السعودية - الإماراتية نموذج فريد من المصير الواحد الذي يعبّر عن حالة من التكامل، والانسجام، والنهوض معاً في مهمة تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة، ومواجهة تحدياتها على أكثر من صعيد، حيث تعد الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أبو ظبي أخيراً استكمالاً للتشاور والتنسيق مع أخيه الشيخ محمد بن زايد في ملفات إقليمية ودولية، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. توقيت الزيارة لا يقل أهمية عن مضمون مباحثاتها، حيث تأتي بعد أزمة جمال خاشقجي التي تم تسييسها، وقبل انطلاق المفاوضات الأممية لحل الأزمة اليمنية في السويد، وقمة العشرين في الأرجنتين، وبعد بدء العقوبات الأميركية على إيران، واستئناف الحكومة العراقية أعمالها، إلى جانب التطورات المتسارعة في الأزمتين السورية والليبية، ومستجدات العلاقات الإقليمية في المنطقة، حيث تمثّل السعودية والإمارات ثقلاً سياسياً واقتصادياً في إدارة ملفات تلك الأزمات، والتمسك بخيار الاستقرار سبيلاً للخروج من مشروع الفوضى المضاد، الذي تحاول دول مثل إيران وقطر أن تعيده إلى الواجهة. ما يميز المواقف السعودية - الإماراتية هو وضوحها، وقوتها، وثباتها، وأيضاً تأثيرها في المجتمع الدولي، حيث نجحت تلك المواقف في أن تنقذ الوطن العربي من حالة اختطاف إيراني مدعومة من ميليشياته الحزبية، وتقطع الطريق على قطر في مواصلة دعم الإرهاب وتنظيماته وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث سيسجل التاريخ تلك…
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨
قبل التضليل الإعلامي في أي حملة موجهة هناك أيديولوجيا تغذّي أفكارها، ومواقف مسيّسة تنحاز لها، واستثمار رخيص للأحداث والأزمات تنطلق منها، وكل ذلك وفق أهداف محددة، ونوايا مبيّتة، وأجندات مدعومة من أطراف متعددة لتعميق الصراع، وتحصيل المصالح على أساس من الابتزاز والمساومة، والدخول في معركة منزوعة القيم لمحاولة كسبها، وتأزيم الرأي العام وإثارته لإضفاء مزيد من الزخم، والتدفق الكاذب للأخبار لما هو مطلوب تحقيقه بأسرع وقت. الإعلام المضلل في أزمة جمال خاشقجي –رحمه الله- استغل حادثة مؤسفة وغير مبررة لمحاولة النيل من المملكة وقيادتها، وتشويه صورتها، وإضعاف مواقفها السياسية في المنطقة، وتعطيل مشروعها الاقتصادي؛ فلم يكن الهدف البحث عن الحقيقة التي أعلنتها المملكة بكل وضوح وشفافية، واعترفت فيها بكل التفاصيل، وتوعدت مرتكبيها بالمحاسبة العادلة، ولكن الهدف تضليل الرأي العام الدولي من حادثة ارتكبها أفراد إلى محاولة اتهام النظام، وهذا أخطر أنواع التضليل؛ حين يقفز الإعلام من مجرد ناقل للمعلومة أو باحثٍ عنها إلى شريك في تلوينها، والتشكيك في مصداقيتها لتحقيق أهدافه التي لم تعد خافية!. اليوم تنظم جامعة الإمام ندوة مهمة في مضمونها وتوقيتها عن (التضليل الإعلامي في الحملات الإعلامية الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها)؛ برعاية ومشاركة من مدير الجامعة د.سليمان أبا الخيل، ونخبة من الأكاديميين والمهنيين المتخصصين، ومتابعة من سمو عميد كلية الإعلام والاتصال د.سعد…
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨
عدة أيام مضت على اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي، ولم تستطع قناة الجزيرة أن تجيب على سؤالها: أين جمال؟ كل ما أشغلت فيه العالم هو مجرد تسريبات لتضليل الرأي العام الدولي، وأكثر من ذلك استنفار كامل لطاقمها ومراسليها في عواصم العالم الغربي لطرح سؤال اختفائه على أي مسؤول يحمل صفة اعتبارية، وكل الإجابات كانت افتراضية: في حال ثبت، أو عند التأكد، أو لحظة ظهور دلائل، أو عندما تصل التحقيقات إلى تورط.. هذه النوعية من الإجابات التي تجاوز بعضها الإساءة والتهجم والاتهام للسعودية لم تشكّل حتى الآن قاعدة ادعاء قانونية، ويبقى الانتظار سيد الموقف إلى أن تظهر الحقيقة من اللجنة السعودية - التركية المشكلة لذلك الغرض، والتي لاتزال متوقفة عند باب القنصلية، وهو الباب الذي تقف عنده الحقيقة ليس فقط من دخل أو خرج منه، ولكن أيضاً من كان ينتظر بجانبه ومعرفة دوره؟ وماذا كان يريد من جمال؟ وقبل ذلك من السعودية؟ قناة الجزيرة حشدت العالم عند باب القنصلية وتركتهم يخمّنون الحقيقة، ثم ذهبت تضغط على الحكومة التركية لمطالبتها بإعلان الحقيقة من طرف واحد حتى تنتهي القصة بدلاً من التسريبات الإعلامية التي لم تصل إلى نتيجة، وهذا التخبط الكبير في تغطية الجزيرة يثير شبهة كبرى؛ فلا الحقيقة ظهرت، ولا الأدلة اكتملت، ولا أحد لديه استعداد أن يكمل المسرحية وفق السيناريو القطري،…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٨
ردود ولي العهد على تصريحات ترمب الأخيرة كانت في إطار المسؤولية والاحترام والتقدير المتبادل بين دولتين يجمعهما تاريخ طويل من العمل المشترك، والتعاون على أكثر من صعيد؛ كانت بلغة المصالح التي تجمع ولا تفرّق، وبلغة العقل والمنطق التي يفهمها الغرب.. من يقرأ تفاصيل لقاء سمو ولي العهد مع وكالة بلومبيرغ يجد إجابة وافية وواضحة عن كل التساؤلات العالقة في الذهن، بل أكثر من ذلك ثقة واطمئناناً بمستقبل البلاد، وعلاقاتها، واستثماراتها، وسيادتها التي لا تقبل المساس، والأهم استشعار القائد بمسؤولياته تجاه وطنه ومواطنيه، وإحساسه أنه قريب منهم، ويتفاعل معهم، ويدافع عنهم. استوقفني في اللقاء المطول مع سموه جانبان مهمان، (الأول) قدرته الفائقة على الرد عن كل ما يثار، وبما يناسب كل سؤال، و(الثاني) طموحه الذي لا يتوقف عند النقد، أو الانتقاد، أو تأثيرهما في استمرار العمل برؤية 2030. ردود ولي العهد على تصريحات ترمب الأخيرة مثلاً كانت في إطار المسؤولية والاحترام والتقدير المتبادل بين دولتين يجمعهما تاريخ طويل من العمل المشترك، والتعاون على أكثر من صعيد؛ فلم يكن مثل زعماء آخرين يشخصنون المواقف، أو يرفعون الشعارات، ونبرات التحدي، ويقتاتون على تلك التفاصيل بحثاً عن نجومية، أو شعبوية ليس لها مبرر، بل كان الرد بلغة المصالح التي تجمع ولا تفرّق، وبلغة العقل والمنطق التي يفهمها الغرب، حيث كان التعبير واضحاً: «السعودية موجودة…
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
الزيارة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت تبحث في قضايا خليجية وإقليمية ودولية مشتركة، فضلاً عن موضوعات ثنائية تجمع البلدين الشقيقين، وتعزز من مسيرتهما الأخوية على أكثر من صعيد. توقيت الزيارة مهم للمنطقة التي تشهد حراكاً دولياً في تسوية نزاعاتها، وإعادة الأمن والاستقرار لها، وتحديداً بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وفرض عقوبات قاسية عليها مطلع الشهر المقبل، وأهمية التنسيق السعودي الكويتي في مواجهة تلك التداعيات أمنياً واقتصادياً وعسكرياً إذا اقتضى الأمر ذلك، حيث تقود المملكة تحالفاً دولياً في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، والكويت جزء من ذلك التحالف، إلى جانب دور الكويت في استضافة المشاورات السياسية بين اليمنيين قبل نحو عامين بمن فيهم وفد الحوثي لإيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة. التنسيق السعودي الكويتي خلال زيارة ولي العهد سيطال الملف العراقي الذي يجمع البلدين في حدود مشتركة معه، وتحديداً مع قرب تسمية رئيس الوزراء هناك، والدور المنتظر من المملكة والكويت في دعم استقرار العراق، وتأكيد عروبته، ووحدة أراضيه، وتنميته، ومنع التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية. عربياً يستمر التنسيق بين المملكة والكويت في ملفات سورية، ولبنان، وليبيا، والتصدي للأحزاب والميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، حيث يؤكد البلدان دائماً على أهمية تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وتعزيز فرص السلام والاستقرار، ودعم الحل…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
عاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى التأكيد على اعتراف منظمته بالحكومة الشرعية في اليمن ممثلاً وحيداً لكافة اليمنيين، وذلك على خلفية التوقيع مع الميليشيات الحوثية مذكرة تفاهم إنسانية لنقل المرضى للعلاج خارج اليمن بطائرات مؤجرة، مبرراً دواعي تلك الاتفاقية المشبوهة من أن الميليشيات هي من تتواجد على الأرض في صنعاء، بينما كان الرد واضحاً من اليمن وحلفائها من أن وجود ممثلي المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لا يعني مطلقاً أن تخضع للابتزاز الحوثي، وتخالف القرار الدولي 2216، وتعرقل الجهود السياسية التي يبذلها الموفد الدولي مارتن غريفيث. القضية لا يكفيها اعتذار واعتراف حتى مع وصول ليز غراندي الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن إلى الرياض، ولقاء وكيل وزير الخارجية اليمني لشرح الموقف، والتأكيد مجدداً على أن أي اتفاقية إنسانية ستوقع مع الحكومة الشرعية، ولكن القضية هي معالجة أساس المشكلة الإنسانية التي يتحملها الحوثي منذ انقلابه على الشرعية في سبتمبر 2014، وأدت إلى قتل 14 ألف مدني بينهم أكثر من 2400 طفل وامرأة –بحسب إحصائية وزارة حقوق الإنسان اليمنية-، وتشريد وتجويع وتعذيب الملايين من اليمنيين؛ فهل بعد كل تلك السنوات وتداعياتها الإنسانية تأتي المنظمة الدولية للتوقيع على مذكرة إنسانية لنقل المرضى إلى الخارج؟، وهل هؤلاء المرضى يمنيون أم إيرانيون أو منتمون لحزب الله؟، ولماذا في هذا التوقيت؟،…
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨
الدول في أيامها ومناسباتها الوطنية تستعرض منجزاتها، ومشروعاتها، وتوجهاتها، والعوائد المادية التي تحققت، والتغيرات المجتمعية التي حصلت، وتكشف في النهاية عن طموحاتها في المستقبل، بينما نحن في المملكة نحتفل أيضاً بإنجازات المواطن تجاه وطنه، وقيادته، ومجتمعه، ودوره ومسؤولياته في الحفاظ على مشروع وحدته، وأمنه، واستقراره، وهو ما يميّز احتفالات السعوديين بيومهم الوطني، حيث يكون المواطن هو محور المشاركة الواعية، والتعبير الصادق، والفرح الذي ينشره في ذاته ومحيطه عن بلاده. لقد كان السعوديون رقماً صعباً في كل المحاولات اليائسة التي حاولت أن تنال من وحدتهم وأرضهم وقيادتهم، ودافعوا عن كل ذلك بوعي وشرف وضمير حي، وتنادوا أفراداً وجماعات ليشكلوا حائط صد أمام كل مظاهر التأزيم والاختراق والتلوين للحقائق التي مارستها دول ومنظمات تجاه بلدهم، حيث كانت شبكات التواصل الاجتماعي تحديداً راداراً سعودياً في كشف العملاء والمندسين وتعريتهم على الملأ، والرد على أكاذيبهم قبل أن تعلن الحكومة موقفها بشكل رسمي. أعطني شعباً يدافع عن وطنه أعطيك وطناً يبقى لشعبه.. هذه الحقيقة أذهلت العالم من السعوديين الذين يحبون وطنهم، ويدافعون عنه، ويقفون صفاً واحداً لا يتخلف عنه أحد في السلم والحرب، ويمضون خلف قائدهم سمعاً وطاعة من دون تردد أو مشاورات أو حتى تنسيق مسبق؛ لأنهم باختصار يدافعون عن وطن التوحيد، وقبلة المسلمين ومقدساتهم، ويدافعون أيضاً عن أرض ضحى من أجل وحدتها وتوحيدها…