علي عبدالله الأحمد
علي عبدالله الأحمد
دبلوماسي إماراتي وسفير سابق في ألمانيا وفرنسا

تجربة ألمانية في مدارسنا الوطنية

الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢

قبل أيام وقعت مدارس الإمارات الوطنية مع شركة ألمانية عقداً لإدارة وتشغيل مراكز التميز في مجال التدريب التقني والمهني، وستبدأ المرحلة التجريبية الأولى قريباً في مدرستين من مدارسها، والسؤال ما الهدف من إنشاء مراكز التدريب وإدراجها ضمن المنهج التعليمي للجيل القادم من الشباب الإماراتي؟ ولماذا تم اختيار النموذج الألماني تحديداً؟ الهدف المنشود هو تعزيز فرص التعليم للطلبة المواطنين وتهيئة الأجيال الصاعدة بشكل أفضل لسوق العمل، ما يعني التخطيط لخلق وظائف مستقبلية لشبابنا وفرص عمل جديدة في قطاعات اقتصادية لم تكن متاحة لهم في الماضي. تعتبر مراكز التدريب التقني والمهني بمثابة حلقة وصل بين المسار الأكاديمي والتقني، والمراكز سوف تضع منهجاً تفصيلياً يرتكز على مقاييس وتقييمات دورية لصقل مهارات الطلبة الحرفية، وإكسابهم تجارب عملية تساعدهم على اختيار التخصص الجامعي الذي يناسبهم مستقبلاً، وتكسبهم الثقة لمزاولة مهن جديدة لبناء خبرة تجعلهم قادرين على البدء في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة. ما هي هذه المجالات والمهن الجديدة؟ وكيف سنبني ثقافة تشجع وتقدر العمل باليد وترى أن الإتقان والجودة في ما تصنع أيدينا هو ميزة تستحق العناء وبذل الإمكانيات للوصول إليها؟ تصميم هذه المراكز وتحديد المساقات الدراسية الحرفية للطلبة سيتم وفق معايير الجودة والرقابة الدولية المعتمدة في الدول الأوروبية، وسيبدأ التدريب في المجالات التالية.. التكنولوجيا الصناعية، والمعمارية، والإنشاءات الهندسية، والروبوتات، والمجالات الصناعية الأخرى، والخدمية وفنون الطبخ،…

طاقة نووية خضراء

السبت ٢٢ يناير ٢٠٢٢

لماذا قرر الاتحاد الأوروبي الآن البدء في تصنيف الطاقة النووية ضمن مصادر الاستثمار الأخضر وكجزء من خطة الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى الطاقة النظيفة ؟ ليس ذلك فحسب، بل هناك تشجيع للشركات العاملة في هذا المجال بالاستثمار وستقوم البنوك الأوروبية بتسهيل تمويل بناء مفاعلات جديدة تصل كلفتها إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2050. نرى فرنسا اليوم تقود مجموعة من 12 دولة في الاتحاد الأوروبي تؤكد ضرورة تصنيف الطاقة النووية كمصدر للطاقة، وتولد الطاقة النووية في فرنسا - وهي سابع أكبر اقتصاد في العالم- بنسبة 70٪ من إجمالي الطاقة المستخدمة وهي الأعلى عالمياً. تعد الطاقة النووية من الأكثر أماناً، والتحول إليها سوف يساهم في وصول الدول الأوروبية إلى الحياد الكربوني حسب ما تم الاتفاق عليه في معاهدة باريس للتغير المناخي، لكونه طاقة نظيفة لا تتسبب في تلويث الهواء على كوكب الأرض. في دولة الإمارات المناخ جاف جداً، فحتى المياه تتطلب طاقة لإنتاجها، ذلك لأن 90% من المياه المستهلكة تأتي من محطات التحلية وهي تقنية باهظة التكلفة، وكلما ازداد تعداد السكان ونما الاقتصاد زاد استهلاك المياه. وفي عام 2007، أجرت الدولة دراسة مكثفة لمعرفة احتياجاتها المتزايدة على الطاقة وقدرتها الحالية المتوفرة لتوليد الكهرباء، وأظهرت الدراسة أن إمدادات الكهرباء المتوفرة حالياً لن تلبي الاحتياجات المستقبلية للدولة. وكغيرها من الدول، تواجه الدولة تحدياً لتوفير…