السبت ٠٥ سبتمبر ٢٠١٥
تكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأميركية أهمية خاصة، فالدولتان يحكمهما تاريخ مشترك من العلاقات المميزة بين الطرفين، فمنذ تأسيس هذه العلاقة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، في لقائه التاريخي الأول مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة «كوينسي» عام 1945، وهي تسير على خطى ثابتة في النمو والتطور، بدءاً بالتعاون الثنائي المشترك، مروراً بالقضية الفلسطينية بكل مراحلها والتباين في وجهات النظر بين الدولتين، وكذلك أزمتا الخليج الأولى والثانية، والوضع المتأزم في المنطقة العربية، بسبب التحولات التي حدثت بعد ما يسمى «الربيع العربي» في ليبيا ومصر والعراق وسورية ولبنان واليمن، وانتهاءً بالاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية 5+1 وانعكاساته على المنطقة، بما في ذلك آثاره في أسعار النفط واقتصادات دول المنطقة. لقد جاء توقيت الزيارة في وقت تمر منطقة الشرق الأوسط ولاسيما العربية بأصعب الظروف، سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية؛ فانعكاسات ما يسمى «الربيع العربي» السلبية، ولَّدت العديد من الأزمات كأزمة الإرهاب الذي يتغلغل وينتشر في المنطقة العربية، ساعده على هذا الانتشار التدخل الإيراني الفاضح في العراق وسورية ولبنان واليمن، وعدم الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، إضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية في المنطقة، وهو ما يجعل المنطقة العربية عرضة لكل أنواع الأزمات، لذلك تحاول القيادة…
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في اليمن وتشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة، ظهرت بوادر انكسار المشروع الإيراني في اليمن، ثم بدأت عملية «إعادة الأمل» و«السهم الذهبي»؛ ليبرز تصميم قيادة التحالف العربي على إنهاء كل أشكال الوجود الإيراني في اليمن؛ ليكون منطلقاً إلى صحوة وإستراتيجية عربية جديدة بقيادة المملكة؛ لمواجهة التغلغل الإيراني في المنطقة العربية بالأشكال والسبل كافة. ففي اليمن نجحت إستراتيجية التحالف العربي في «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» و«السهم الذهبي»، فحافظت على شرعية الحكومة اليمنية من خلال احتضانها في السعودية، وتحصينها بقرارات أممية وعربية، ثم البدء بالعمل العسكري المخطط والمرسوم؛ لتحقيق كل الأهداف والمطالب التي قام عليها التحالف العربي المدعوم دولياً. فعسكرياً وضعت قيادة التحالف خطة عسكرية تقوم على أربعة مرتكزات هي: أولاً: القصف الجوي لمستودعات وتحركات جماعة الحوثي ومليشيا صالح، ثانياً: الحصار البحري والجوي الكامل لمنع وصول أي إمدادات لهم، ثالثاً: تدريب ودعم الجيش الوطني ولجان المقاومة الشعبية ومدها بالسلاح، وأخيراً: تسيير المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة ولضحايا مليشيا الحوثي وصالح. ولذلك بدأت هذه المرتكزات التي قامت عليها خطة التحالف تؤتي ثمارها، إذ بدأت مليشيا الحوثي تتقهقر وتنسحب وتستسلم للقوات الموالية للرئيس هادي، مخلفة عشرات الضحايا منها، وزادت وتيرة التقهقر بعد تحرير ميناء عدن. إن خطة الالتفاف التي اتبعتها قوات التحالف العربي، على قوات الحوثي وعلي عبدالله صالح من الجنوب والتوجه…
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
من ينظر إلى خريطة الشرق الأوسط الآن يشاهد الحرائق في معظم الدول العربية، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب والأردن، فمن العراق وسورية وليبيا وتونس ومصر واليمن، وصولاً إلى لبنان، تبدو الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية غير مستقرة، ناهيك عن الصومال الذي أصبح منسياً. فمنذ اندلاع الاحتجاجات في تونس عام 2010، وانتقالها إلى مصر وليبيا وسورية، والمنطقة العربية لم تستقر، بل تحولت إلى مناطق نزاع شبه دائم ومتنقل بين دوله المختلفة، وبدأت العديد من التنظيمات المسلحة تبرز في المنطقة، حتى إن بعضها سيطر على أجزاء كبيرة جداً من أراضي بعض الدول، كما فعل تنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وحركة الشباب في الصومال، لذلك أصبحت العديد من الدول تحت تهديد هذه المنظمات المسلحة، ناهيك عن التنظيمات الأخرى التي تنشئها بعض الحكومات مثل قوات الدفاع الوطني في سورية وقوات الحشد الشعبي في العراق، والتي تحمل أهدافاً وفكراً طائفياً أدى إلى تفتيت هذه الدول، ووقوع شعوبها بين رحمة المليشيات الطائفية التي ترعاها حكومات هذه الدول الظالمة، وبين منظمات متطرفة تحاول فرض رؤيتها ومنهجها بقوة السلاح والتطرف. يبدو أن المنطقة العربية أصبحت الآن مكاناً للصراع الدولي والإقليمي، وكذلك التباين بين الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تتزعمان توجهين مختلفين تجاه المنطقة، تمليه مصالح الدولتين الجيوسياسية والاقتصادية بشكل كبير، إذ برز هذا…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
ليس هناك أدنى شك بأن هدف أي عملية عسكرية هو الحل السياسي للمشكلة، أو الأزمة التي اندلع النزاع المسلح من أجلها، وهذا معروف في السياسة الدولية، بأن العمل العسكري لا بد من أن يخدم الأهداف السياسية ويحققها وينتهي بحل سياسي، لذلك ما قامت به قيادة التحالف العربي من خلال عاصفة الحزم هو لتحقيق أهداف وضعت لتلك العملية، ويبدو أن قيادة التحالف قدرت أن هذه الأهداف التي وضعتها تحققت، وبدأ الانتقال من مرحلة عاصفة الحزم إلى مرحلة إعادة الأمل، إذ أعلنت بشكل رسمي وعبر المتحدث الرسمي للعاصفة العميد أحمد عسيري انتهاء العملية العسكرية، التي استمرت 27 يوماً، بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والذي كان قرار بدء «عاصفة الحزم» جاء بناءً على طلبه أيضاً؛ من أجل حماية الشرعية في اليمن، بعد سيطرة جماعة الحوثي وقوات علي عبدالله صالح على السلطة في صنعاء، وملاحقته في عدن، كما أضاف المتحدث الرسمي أن قرار انتهاء عاصفة الحزم جاء كذلك بعد القضاء على التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية، سواءً للشعب اليمني، أم للحدود الجنوبية للمملكة، وبعد تحقيق الأهداف المحددة مسبقاً للعمليات العسكرية، كما شددت قيادة عاصفة الحزم من خلال بياناتها الرسمية أن انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، وبدء عملية «إعادة الأمل» لا يعني وقف العمليات العسكرية، معلنةً أنه سيتم استهداف أي تحرك يتم…
السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥
لا شك أن المملكة تلعب درواً محورياً في منطقة الشرق الأوسط، أملته عوامل عدة، جعلت منها الدولة المؤهلة للعب لهذا الدور؛ فالاستقرار السياسي الذي تتمتع به السعودية، والمكانة السياسية الدولية، وتأثيرها الاقتصادي في المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك تأثيرها الروحي من خلال احتضانها للمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، كل هذه العوامل جعلت منها الدولة المحورية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما بعد اندلاع ما يسمى «ثورات الربيع العربي»، التي أثرت سلباً في دول عربية، ومزقت بنيتها الاجتماعية والسياسية، وأضعفت مواردها الاقتصادية، حتى إن بعضها أصبح مهدداً بالتقسيم، إن لم توجد معالجات سياسية عاجلة لها. منذ اندلاع ما كان يسمى «ثورات الربيع العربي» حاولت السعودية أن تجنب المنطقة والعديد من دولها تأثيرات تلك الثورات أو الاحتجاجات، من خلال محاولة منع التدخل الإقليمي والدولي في الشؤون العربية الداخلية، ولاسيما التدخل الإيراني، وقد نجحت مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وبدعم من الأمم المتحدة بصياغة المبادرة الخليجية في اليمن، إذ تنازل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لنائبه عبدربه منصور هادي، لكن التدخل الإيراني ومن خلال جماعة الحوثي، حاول الالتفاف على المبادرة الخليجية وتقويضها، وبالتحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتحول اليمن اليوم وبسبب التدخل الإيراني الفاضح والواضح إلى فوضى وعدم استقرار، حتى إن الحكومة والرئيس أصبحوا تحت الإقامة الجبرية، غير أن الرئيس استطاع…