“يا بخت من زار وخفف”

الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨

دخل قرار تطبيق نظام المواقف المدفوعة على جميع مناطق جزيرة أبوظبي حيز التنفيذ، وانتهت مهلة الأسابيع الثلاثة، وقد اجتهدت إدارة «مواقف» في طرح المبادرات والحلول الهادفة للتسهيل على السكان من وجهة نظرها، عندما دعت زوار مناطق الفلل السكنية المشمولة بالقرار إلى ضرورة تقديم طلب تصاريح الزيارة، والتي تستمر لما بعد الساعة الثانية عشرة صباحاً (أي بعد منتصف الليل) عن طريق الرسائل النصية القصيرة، وأوضحت بأن الصلاحية القصوى للتصريح 8 ساعات بدءاً من إرسال الطلب. كما طمأنت الزائرين أن بإمكانهم الاستفادة مجاناً من مواقف الفلل من الـ 8 صباحاً وحتى منتصف الليل، وقالت «إن سكان الفلل يستطيعون التسجيل لزائريهم في نظام (مواقف) بالاتصال أو بإرسال رسالة نصية للنظام لمدة 8 ساعات». وكما جاء في الخبر الذي نشرته «الاتحاد» أمس الأول، شهدت منصة «مواقف» عبر «تويتر» استفسارات عديدة خلال الأيام القليلة الماضية بشأن المجالس و«البرزات» اليومية، وإصدار تصاريح لهم، حيث قالت الدائرة «إنه يمكن طلب خدمة تصريح المناسبات، عن طريق مالك الفيلا السكنية الذي عليه تقديم طلب عبر الهاتف المسجل في النظام، والتواصل مع مركز الاتصال الخاص بالدائرة، حسب المدة التي تقررها مع مالك التصريح». وسواء اتفقنا مع هذه التسهيلات والمبادرات أم لم نتفق حول دورها وأثرها في تعزيز النظام الحضاري الذي يحمله مشروع «مواقف» بما يليق بعاصمتنا الحبيبة، إلا أنه يجعلنا…

في يوم عرفة

الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٨

اليوم يقف جموع الحجيج على صعيد عرفات الطاهر، وهم يقضون الركن الأعظم من مناسك الفريضة، وقد جاؤوا من كل فج عظيم في أعظم مظهر لوحدة المسلمين، لا فرق بين أبيض وأسود وعربي أو أعجمي، غني أو فقير. مشهد عظيم عظم الرسالة التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين، ترسم للبشرية معالم حياة سعيدة أساسها الاحترام والتفاهم والمحبة والانفتاح والعيش المشترك بين الأمم والشعوب. عندما يتابع المرء هذه الأمواج البشرية من ضيوف الرحمن الذين تستقبلهم المملكة العربية السعودية الشقيقة كل عام، وعلى مدار العام خلال مواسم العمرة يستحضر الجهود العظيمة والكبيرة للقيادة السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، وما تقدمه من خدمات لتيسير وتسهيل أداء حجاج بيت الله الحرام الشعائر والمناسك بكل يسر وسهولة، مستفيدين من أرقى الخدمات والتجهيزات والاستعدادات الكبيرة الموضوعة لأجلهم. لقد مثل «هاكاثون» الحج الذي سبق موسم حج هذا العام نقلة نوعية هائلة في رؤية المملكة الجديدة في التعامل المستقبلي مع تنظيم المؤتمر الأضخم في العالم، والذي يجمع ويوحد المسلمين في مكان واحد من مشارق الأرض ومغاربها، وقد شق «الهاكاثون» طريقه لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، باعتباره الأكبر مشاركة، وعكس في الوقت ذاته النظرة الجديدة للقيادة السعودية لمستقبل تنظيم الحج، وتقبل الأفكار الجديدة من…

استغلال غير صحي للصحي

الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨

لفت نظري كهاوٍ وممارس لرياضة الدراجات الهوائية تقرير عن إدخال نوع جديد منها لأحد حدائق مدينة نيوريوك الشهيرة، وأكثر ما استوقفني أن سعر استئجار الدراجة دولار للساعة، ونصف دولار للثلاثين دقيقة. وهو لا يختلف عن الأسعار المعمول بها في عاصمة الدراجات العالمية إمستردام، وغيرها من مدن هولندا التي تعد ليست فقط صديقة للبيئة، وإنما يعتبر استخدام الدراجة الهوائية نمط وأسلوب حياة. وهناك -في هولندا- عرفت لأول مرة الفارق بين أنواعها، مثل تلك المخصصة للذكور، والأخرى الخاصة بالإناث. لا شك في أن الطقس والطبيعة هناك تغري أكثر على ممارسة هذا النوع من الرياضة، ومع ذلك تجد أسعار تأجيرها وتوفيرها لزوار تلك المدن ليست معقولة وحسب، بل ومتدنية وفي المتناول. عندنا في المناطق الترفيهية التي أقامتها الجهات المختصة، ووفرت فيها دراجات هوائية، تجد المتعهدين والمسؤولين عنها يبالغون في أسعار الخدمة كتحديد ثلاثين درهماً أجرة للساعة، من دون أن ينظروا للمسألة أبعد عن الجانب الربحي، وكيف أن مثل هذه الأمور تتقاطع مع استراتيجيات الدولة لنشر الممارسات الصحية والرياضة بمختلف أنواعها، للحد من تفشي السمنة بين أفراد المجتمع، وما يرتبط بها من أمراض كالسكري وعلل القلب والشرايين، وغيرها من الأمراض المزمنة التي تستنزف الكثير من ميزانيات الجهات المسؤولة عن الصحة، وهدر طاقات شرائح من المجتمع. وتجسد تلك الاستراتيجات جهود الدولة للمحافظة على مجتمع ينعم…

مصر.. والعبور للمستقبل

السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨

تابعت من القاهرة حماس الشعب المصري الشقيق للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى خلال اليومين المقبلين، وهو يضع آماله وتطلعاته على أمل مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثبت، خلال السنوات القليلة الماضية، منذ تحمله مسؤولياته، في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به مصر، أنه رجل الأفعال لا الأقوال، فقد واجه وما زال يواجه جملة من التحديات الصعبة، أكد بتعامله المتمرس والمحنك معها بأنه قائد ملهم، تسلم الأمانة ليمضي بمصر وشعبها العظيم نحو المكانة الجديرة بـ«أم الدنيا» بعد أن أراد بعض الأقزام تحجيم دورها التاريخي وموقعها في صدارة التاريخ وريادة الأمم. ومن القاهرة تابعت الحوار الراقي الذي أجرته الإعلامية ساندرا نشأت مع الرئيس السيسي في «شعب ورئيس 2018»، وبثته عدد من الفضائيات المصرية، فقد اقتربنا من تفكير ورؤية الرجل الذي يرفع شعار «العمل ثم العمل ثم العمل»، وقد كان يتحدث بتواضع من تشرف بحمل أمانة مصر عن إنجازات هائلة في زمن قياسي، لعل في مقدمتها مشروع القناة الجديدة والعاصمة الجديدة والنهوض بالمواطن المصري البسيط، وتبني استراتيجيات جديدة للاستثمار والاقتصاد، وخلق فرص للشباب في مصر وفق برنامج «2030»، ومحاربة التطرف والإرهاب. الحوار الشفاف يؤرخ لعهد جديد من الأداء لإعلام مصر، والرئيس يستمع مباشرة لنبض الشارع بملاحظات وتعليقات بعضها كان قاسياً، وأغلبها عبر عن حبه وثقته في أمل مصر وبطل العبور بها للمستقبل. وفي…

الضريبة.. والبنوك

الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨

بعد أن هدأ الجدل حول ضريبة القيمة المضافة عقب ثلاثة أشهر على تطبيقها وبدأ الناس في استيعابها والتعامل الإيجابي معها، تجدد الجدل إثر ما تردد عن توجه المصرف المركزي لاتخاذ قرار بحلول مايو المقبل بتحميل قيمة الضريبة على رسوم الخدمات المصرفية لعملاء البنوك من أفراد وشركات. ونتمنى أن يكون المصرف واقعياً ومتابعاً لما يجري في البنوك التي لا توفر فرصة ولا مناسبة لزيادة مداخيلها وعائداتها على حساب الفرد. فالكثير من هذه البنوك الكبيرة قبل الصغيرة، المحلية قبل الأجنبية يتفنن في ابتكار رسوم ما أنزل الله بها من سلطان من أجل السحب من حساب المتعاملين لديها، والدليل قيام أحد المصارف وللأسف من التي تدعي أنها«إسلامية»، بابتكار رسم «حماية الحساب» وخصمه من صاحب الحساب الذي لا حول له ولا قوة أمام جبروت المصرف الذي يحول إليه راتبه. اليوم ستكون الفرصة ذهبية ومواتية للبنوك لتقوم تحت ستار الضريبة بفرض زيادات على رسومها، لذلك على المصرف المركزي أن يكون أكثر حزماً ووضوحاً في تحديد الخدمات والرسوم التي تستحق عليها، وبالتالي تترتب عليها الضريبة. ستجد البنوك لا تتردد في رفع رسوم أي ورقة تصدرها مع أن الأمر لا يتعدى ضغطة زر لموظف لطباعة شهادة مديونية أو براءة ذمة وغيرها من المعاملات التي تتقاضى عنها رسماً كما يجري حالياً. كما لن تتوانى عن إضافة الضريبة على…

تكريم الكرام

الخميس ١٥ مارس ٢٠١٨

في كل دورة من دورات جائزة أبوظبي، تتجدد وتتعزز صور الحرص الكبير لقيادتنا الرشيدة على الاحتفاء بمن قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن الجميل المعطاء الذي يُفتدى بالأرواح، ويرخص لأجله كل غالٍ وثمين. جائزة تتجسد معها قيم الوفاء للأوفياء الذين يستحقون الشكر والتقدير والامتنان لما قدموا من ومواطنين أو مقيمين، نماذج بمثابة «قناديل مضيئة» على درب العطاء الذي يهدف إلى خير وسعادة الإنسان. وهي قيم غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. يوم الاثنين الماضي وفي «البرزة» العامرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كرم سموه ثلة من فرسان العطاء، يتقدمهم رفيق درب المؤسس الشيخ مبارك بن قران المنصوري «ناقل التاريخ وسيرة ومواقف دولة الإمارات» عبر مراحل وحقب مختلفة. ومعه فرسان معطاءون في ميادين متنوعة من العلوم والطب والإعلام والاهتمام بأصحاب الهمم، وتصب جميعاً في خدمة المجتمع، وإبراز روح العطاء التي تميز إمارات المحبة والعطاء. كإعلامي شعرت بأن تكريم أستاذنا الجليل إبراهيم العابد هو تكريم لكل إعلامي في الإمارات، وتكريم لدور ورسالة الإعلام، وعلى امتداد العقود الأربعة الماضية كان الرجل في مفاصل مهمة من مكونات الإعلام الإماراتي، وبالذات في مراحل التأسيس الأولى مع رجالات الرعيل الأول، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الله النويس أمد الله في عمره…

تغريدة بمليار دولار

الأحد ١١ مارس ٢٠١٨

قبل أسابيع قليلة تسببت تغريدة للممثلة كايلي جينر نجمة تلفزيون الواقع الأميركية الشهيرة في خسارة أسهم شركة «سناب شات» في البورصة 1.3 مليار دولار من قيمتها بعد أن قالت في تغريدة لها توقفها عن استخدام التطبيق بعد تغيير بعض خصائصه. عقب تلك التغريدة على حسابها في «تويتر» الذي يتابعه نحو 25 مليون شخص، وقع مليون شخص عريضة تطالب الشركة بإعادة النظر في تلك التغييرات. هذا حساب يمكن أن نقول عنه مؤثراً، وليس بعض الفقاقيع التي ظهرت بيننا مؤخراً، وانحرفت عن الغاية الأساسية من هذه المواقع التي يُطلق عليها تواصل اجتماعي. بل إن من هذه «الفقاقيع» التي تصف نفسها «فاشونيستا» من أصبح يطلب مبالغ ضخمة من المال لقاء الظهور، حتى لو كان لهدف إنساني رغم أن عدد متابعي أي منهم مشكوك فيه لتفشي ظاهرة بيع وشراء المتابعين في منطقتنا. اليوم هذه «الفقاقيع» تحاول التشويش وترتفع أصواتها في أعقاب الخطوة المهمة جداً للمجلس الوطني للإعلام الذي أصدر نظام الإعلام الإلكتروني الذي أعلن عنه خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمها الثلاثاء الماضي. خطوة مهمة جاءت في توقيتها للتصدي للفوضى الجارية في هذا الفضاء الفسيح الذي اعتقدت هذه الفقاقيع أنه مشاع يمكن لكل من فيه أن يقوم بما يريد من دون أن يتحمل التبعات التنظيمية والقانونية. لا يخشى أو يرفض النظام والقانون إلا من يخالفهما…

الغراس الطيب

الخميس ٠٨ مارس ٢٠١٨

مشاعر من التقدير والإعجاب والفرح والفخر والاطمئنان للمستقبل غمرت كل من تابع المقطع المصور الرائع الذي تداوله الناس عن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالطفلة لطيفة المزروعي، وتأثر الجميع وهي تقول بكل براءة وصراحة وصدق الطفولة لشبيه زايد «أحببت أن أقف أمامك، وأشكرك جزيل الشكر على دعمك لنا، لأنك قدوتنا المثلى في عمل الخير». وقالت: «زايد حي في قلوبنا، ويعيش في وجداننا، ونرى وجهه أمامنا في كل مكان وزاوية، ففي الاتحاد زايد، وفي العلم زايد، وفي الحضارة زايد، وفي الرخاء زايد، وفي الصحة زايد، وفي الأخلاق زايد، وفي الكرم زايد، وفي الخير زايد، وفي الحياة زايد، وكل ما حولنا زايد، وأنا لم أر زايد، ولكن رأيتك أنت سيدي، وأفتخر بك كثيراً». يتوقف المرء كثيراً أمام قصة الطفلة ذات العشر سنوات التي حرصت بكل إصرار وتحدٍ على تعلم لغة الإشارة من أجل تقديم المساعدة لمن حرموا نعمة السمع، ولم تكتف بذلك بل مضت بعزم الكبار برغم صغر سنها على تعليمها لأترابها في مدرستها، بهدف أن تتسع دائرة ومساحة الخير وحب ومساعدة الآخرين. نموذج لطيفة المزروعي ليس بالغريب على بلد زايد الخير، فهي ثمرة من ثمار الغراس الطيب لنهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي…

لأجل «الضيوف»

الإثنين ٠٥ مارس ٢٠١٨

أسعد وأعتز كثيراً بتفاعل القراء مع هذه الزاوية وما يُطرح من خلالها، التفاعل هو التقدير الفعلي والحقيقي للكاتب، وإلى جانب القراء اليوميين من مواطنين ومقيمين سعدت بتفاعل عدد من القراء رغم أنهم من غير الناطقين باللغة العربية، ولكنهم متابعون من خلال مقربين لهم أو طلاب، كما تلك الأستاذة الجامعية الأجنبية التي تفاعلت مع ما طرحنا حول التدريس باللغة الإنجليزية في جامعاتنا، وقالت كيف يمكننا تدريس الشريعة بهذه اللغة عندما أدرس طلابي الاقتصاد والاقتصاد الإسلامي؟. وكذلك قصة مقيم أجنبي طرحنا قضيته مع «مواقف»، وكانت مدخلاً لتصحيح وضع غير منطقي كان قائماً، عندما تجاوبت إدارة «مواقف» ومنحت أصحاب تصاريح السكان مهلة للتجديد بعدما كانت الغرامات تطبق فور الانتهاء ولو بساعة!. وبالأمس، تلقيت رسالة من مقيم أسترالي يعتب فيها على ناقلتنا الوطنية «الاتحاد» التي تنفرد عن سائر خطوط الطيران في العالم بإطلاق مسمى «ضيوف» على مسافريها، يقول فيها إن الناقلة التي تحمل شعار «الناقلة الوطنية للإمارات من أبوظبي للعالم»، يفترض أن يكون شعارها «تقديم أبوظبي للعالم»، هذه الإمارة الجميلة بمدنها ومرافقها العصرية ومعالمها خدماتها الترفيهية والسياحية»، بحاجة للمزيد من التسويق والتقديم الذي تتحمل الناقلة الوطنية الدور الأكبر منه، كما يقول. بينما على أرض الواقع يرى أن هذا الدور مفقود وغائب. يقول الرجل، إن الناقلة تقدم للقادم من بلاده سعراً غير عملي إذا رغب…

أصالة مدينة.. ونبل شعب

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨

سجلت مدينة العين موقفاً إنسانياً جسد أصالتها ونبل أهلها ومئات المشيعين من أبناء «دار الزين» والمقيمين فيها يشاركون في تشييع جثمان طفلة توفيت في حادث مروري مؤلم، وذووها يتلقون العلاج من جراء الحادث الذي وقع يوم الجمعة الماضي على طريق دبي العين. موقف أهالي المدينة الذي كان محل إشادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمواطنتهم الإيجابية، وامتداداً لقيم أصيلة تميز مجتمع الإمارات، وغرس من الغراس الطيب للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تشجيع عمل الخير وحب الآخرين وتعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي والتضامن والتآزر بين الناس والشعوب. هبة أهالي مدينة العين لدى تشييع الطفلة الأردنية دانة، وقد غص بهم مسجد حمودة بن علي للصلاة على جثمانها، كانت لها أصداؤها التفاعلية داخل وخارج الدولة، وتنطق بصورة عفوية عن حقيقة كون «الإمارات وطن الجميع». وقد كانت شرارة الهبة من طلاب والد الطفلة، وهم يسجلون لفتة وفاءً لأستاذهم في جامعة الإمارات الذي حالت إصابته في الحادث مع زوجته من أن يكونا في وداعها الأخير، ليتلقف الناس الدعوات ويتدفقون بالعشرات للمشاركة في التشييع وتبادل التعازي، وكأنما المصاب يخص كل واحد منهم. قيم أصيلة نبيلة تبرز في مثل هذه المواقف العصيبة. قيم حافظت عليها الإمارات وتتشبث بها رغم رياح العصرنة العاتية،…

«المنصة العالمية للإلهام»

الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠١٨

تختتم اليوم في دانة الدنيا الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات، والتي عقدت تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وشهد الجلسة الافتتاحية لها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ثلاثة أيام من الفعاليات والجلسات المكثفة والندوات والنقاشات المتفاعلة، والتي أكدت في مقدمة ما أكدته نجاح القمة كمنصة عالمية تعنى بمستقبل الحكومات وحدث سنوي يحرص قادة ومفكرو العالم وصناع القرار على المشاركة فيه. وما وجود أكثر من أربعة آلاف مشارك تحت العنوان العريض للقمة «استشراف المستقبل» إلا أحد دلائل وعلامات هذا النجاح والتميز والتفوق. وأتوقف هنا أمام دلالات المشاركة الاستثنائية والتفاعل الاستثنائي مع كلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كل دورة من دوراتها، ففي كل دول العالم يرتبط اسم وزير الداخلية بالملفات الأمنية والغموض والانغلاق، إلا هنا حيث يقف سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ليسلط المزيد من الأضواء على إرث القائد المؤسس باني الإمارات الحديثة الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ويعرف الحضور من مواطنين ومقيمين وضيوف القمة بما تمثله الإمارات، كأرض للإلهام والفرص. وهي ليست الفرص بمعناها في النجاح الاقتصادي، وإنما في…

«صبر الحليم»

السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨

تمضي الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية قدما في تنفيذ برامجها وخططها التنموية لسعادة ورفاهية مواطنيها، دون أن تلتفت لمماحكات وافتراءات وأكاذيب نظام الحمدين في الدوحة، وما تردده الأبواق المأجورة والممولة من قطر، ومنصات الارتزاق التابعة لها في مناطق مختلفة من عالمنا، وبالذات أكشاك حزب الشيطان في لبنان و«الإخوان الإرهابية» في إسطنبول، والناعق الأكبر في قناة الزيف والتزييف من الدوحة. يبدو أن تجاهل الدول الأربع للمسألة القطرية، بعد أن اعتبرت هذه المسألة بالنسبة لالتزاماتها الكبيرة «صغيرة جدا جدا جدا»، قد أصاب المأجورين التابعين لنظام الحمدين بحالة من الهذيان غير مسبوقة، ليمضوا في أكاذيبهم وحملاتهم الإعلامية الشعواء، مستهدفين بالذات الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والإمارات. أغاظهم التنسيق الرفيع وعلى أعلى المستويات بين قيادتي البلدين وفي كافة المستويات والميادين، والعلاقات المتميزة الراسخة بين الشعبين الشقيقين، فانطلقت الأبواق المأجورة لتحاول نسج الأكاذيب حولهما وحول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولكن هيهات أن ينال نقيق الضفادع من الضوء الساطع للحقائق والمواقف البطولية والرجولية لأبطال «الحزم» و«الأمل» في نصرة أهلنا باليمن، لتفقد «خفافيش الدوحة» كالعادة بوصلة الاتجاهات وتعود من جديد لترديد أسطوانتها المشروخة، ليس فقط عن إعادة الترويج لتسريباتها حول استهدافها من قبل الدول الأربع بعمل عسكري، وإنما عادت لاجترار أراجيفها حول «تدويل…