الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
على وقع السلام الوطني لدولة الإمارات وأهازيج الفنون الشعبية حطت فجر أمس الأول في مطار البطين الخاص الطائرة «سولار أمبلس2» لتخط رسالة للتاريخ باسم أبوظبي عاصمة الإنجاز ووطن الابتكار، بتحقيق رحلة جوية تاريخية حول العالم استمرت16 شهراً وقطعت أكثر من 42 ألف كيلومتر من دون قطرة وقود واحدة، وفقط بالطاقة الشمسية، ومن أبوظبي كانت انطلاقة الرحلة وفيها الختام. لم تكن رحلة «سولار أمبلس2» مجرد مغامرة استهوت مغامرين وضربا من الجنون كما اعتقد البعض، وقالها قائدا الطائرة برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ في مؤتمرهما الصحفي عقب الإنجاز التاريخي، وأنما عبرت عن رؤية والتزام قيادة بنهج راسخ وتوجهات ثابتة للتحول نحو الطاقة البديلة والنظيفة والمتجددة. إنجاز تاريخي يُسجل للإمارات ولقيادة الإمارات، وتحمل كل التقدير والامتنان لصاحب الرؤية الثاقبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي صنع الحلم وبث الأمل والثقة والتفاؤل بأن الغد سيكون أجمل وأسعد وأكثر أشراقا مع توديعنا لآخر برميل من النفط. وتلك كانت أول حروف رسالة أبوظبي للتاريخ وللبشرية جمعاء. في تفاصيل الرسالة معانٍ حضارية جمة، ومنها هذا الحرص الإماراتي الراقي على مشاركة البشرية جهودها في البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتوفيرها لضمان تحقيق التنمية المستدامة، ومساعدة المجتمعات البشرية على النهوض ومواجهة التحديات، وبالذات فيما يتعلق بنقص إمدادات الطاقة وما…
الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦
تلف الجميع صدمة القتل المتنقل الذي يواصل ظهوره في العديد من الأمكنة حول العالم. وقد كان أحدثها ما جرى في مدينة ميونيخ، تلك المدينة الجميلة التي تعد قبلة السياح، وبالذات من الإمارات، حيث تتوجه إليها آلاف الأسر الإماراتية على مدار العام للسياحة أو لطلب العلاج، ناهيك عن التجارة والأعمال. فمدينة عاصمة ولاية بافاريا تعد إحدى أغنى المقاطعات الألمانية. وفي الصيف تتحول لقرية خليجية تطالعك فيها لوحات المرافق باللغة العربية عارضة خدماتها للزوار العرب الذين يفدون إليها للاستمتاع بأجوائها الطيبة ومزاراتها التاريخية وأسواقها المدهشة. المدينة الجميلة عاشت ليلة دامية مساء الجمعة الماضي، مراهق معتوه يطلق الرصاص عشوائياً على رواد مطعم للوجبات السريعة في أحد مراكزها المعروفة، ليحصد أرواح أبرياء ويلحق إصابات متفاوتة بعشرات آخرين. وقبله ملتاث آخر روع مسافرين في قطار، وهو ينهال عليهم بفأس. حوادث هي من صور حصاد التطرف والإرهاب المنتشر والذي تمارسه عصابات القتل والترويع والتدمير الإرهابية، وللأسف باسم ديننا الإسلامي، وهو منهم براء. لقد أكد موقف الإمارات التضامني مع الشعب الألماني الصديق على خط مبدئي راسخ تجاه الإرهاب والتطرف وضرورة تعزيز الجهود الدولية لاجتثاث هذه الآفة التي تهدد الحضارة الإنسانية اليوم، بما يقوم به «خوارج العصر» من «الدواعش» وغيرهم من التنظيمات الإرهابية التي تمارس جنونها وهوسها في القتل وسفك الدماء تحت ستار الدين. جريمة ميونيخ دعوة تتجدد…
السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦
تكريم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لفريق العمل الوطني الأول بامتياز مسلسل «خيانة وطن»، حمل كل معاني التقدير والاعتزاز بالعمل المأخوذ من رواية «ريتاج» للدكتور حمد الحمادي، وكان تكريماً للإبداع والمبدعين في نهج تحرص قيادتنا الرشيدة على نشره ودعمه في مختلف المجالات والميادين. وقد كان لهذا العمل الوطني أصداؤه الطيبة الواسعة، لأن أحداثه ارتبطت بأكبر قضية أمنية شهدتها الإمارات لأول مرة منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود، وحظي هذا العمل بمتابعة واسعة للغاية، ونسب مشاهدة تعد الأعلى في منطقتنا الخليجية، حيث تابع الجميع سوء ما خططت ودبرت له حفنة من المتآمرين ممن رهنوا إرادتهم ومصيرهم بنزعات ورغبات مرشد الضلالة والتضليل الذين بايعوه على السمع والطاعة. ولبئس ما بايعوا ومن بايعوا، وهم يريدون أن يدفعوا بوطن في مستوى الإمارات ومقام قادتها الأوفياء وأبنائها البررة نحو متاهات الضياع التي شهدتها مجتمعات تصدر المشهد فيها، المتاجرون بالدين وتجار الشعارات وهواة المغامرات. كان التكريم لكل مبدع شارك في المسلسل، كما كان تكريماً لكل مشاهد تابع العمل لأنه بذلك دحض تلك النظرية البالية بأن «الجمهور عاوز كده»، بل يحرص على متابعة الفن الراقي والعمل الإبداعي المميز، وبلغ من الوعي والإدراك ما يميز به الغث من الثمين. ويثمن ويقدر الفن عندما يكون ملتزماً رسالته نحو المجتمع والوطن، ويتم توظيفه…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
حادثة الدهس المؤلمة التي وقعت في عجمان مؤخراً، لدى اقتحام مركبة لمطعم شهير للوجبات السريعة، وأودى بحياة أمرأة وطفل وإصابة آخرين، ومن قبلها حادثة دهس عامل عقب اجتياحه من جانب سيارة كان يساعد سائقها للوقوف الصحيح في الموقع المخصص أمام إحدى الشركات الخاصة. أقول، إن هاتين الحادثتين تدعوان للتوقف أمام أمور عدة لعل في مقدمتها، إعادة النظر في فترات الفحص الطبي للسائقين، ورفع الوعي لديهم بضرورة الإبلاغ عن أي تطور في حالتهم الصحية، بحيث يدرك أن إصابته بأي مرض قد تقود مضاعفاته لخطورة ليس فقط على حياته، وإنما كذلك على حياة الآخرين من مستخدمي الطريق، أو ممن يركبون معه وربما كانوا من أقرب الناس إليه. قبل فترة شهدت حالة اصطدام سيارة نقل مواد غذائية في العاصمة بسيارات متوقفة في شارع جانبي، إثر نوبة صرع انتابت سائقها، ومن لطف الله أن خسائر ذلك الحادث اقتصرت على الأضرار المادية التي لحقت بالمركبات. ذكّرنا حينها الجميع وبالذات أصحاب شركات النقل بضرورة متابعة الأحوال الصحية لعمالهم، خاصة أن الكثير منهم يخفي حالته، خوفاً من الاستغناء عنه، وفقدان مصدر رزقه من دون أن يفكر بالتبعات الخطيرة للأمر. حادثة عجمان تذكر من جديد الجميع، وفي مقدمتهم الأجهزة المختصة في إدارات المرور لوضع صيغ لمعالجة مثل هذه الأمور التي يشكل معها خطورة على السلامة العامة سائقي السيارات…
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦
قرار معالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين بتمكين الطلبة المواطنين والمقيمين من التدريب والعمل في منشآت القطاع الخاص، يعد في منتهى الأهمية، خاصة وأنه يتيح لهم فرصة صقل مهاراتهم وبناء شخصياتهم وتعزيز قدراتهم، وبالذات ما يتعلق بالتواصل مع العاملين في بيئات العمل المختلفة. القرار يسهم في التخفيف من معاناة يواجهها الخريجون الجدد في رحلتهم البحث عن وظيفة بعد مسيرة دراسية حافلة، وكيف يوضع شرط الخبرة بصورة تعجيزية في وجه أي شاب أو شابة حديثي التخرج. وكل من هؤلاء الخريجين يشكو مر الشكوى من الشرط الذي يصل لدرجة التعجيز، فمن أين للواحد منهم الحصول على الخبرة إذا لم تتح له فرصة اكتسابها والحصول عليها من واقع الممارسة العملية في هذه المهنة أو تلك. كما أصبح شرط الخبرة وسيلة لؤاد أحلام شباب كثيرين تزين شهاداتهم جدران المنزل، وهم يرزحون تحت معاناة البطالة التي لا يشعر بها إلا من كابدها، وهو يسعى لبناء مستقبله المهني، ويحلم بفرصة تتاح له لتكوين نفسه. كما أصبح ذلك الشرط أسرع طريقة لسد باب التوظيف في وجه هؤلاء الشباب والشابات. بعض الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص بلغ استهتارها بأحلام هؤلاء الشباب ورغبتهم الشديدة للالتحاق بالوظيفة درجة لا تصدق. وللأسف البعض منها كبيرة الاسم والتواجد في السوق المحلية. إذ تقوم بتشغيل أحدهم لمدة ثلاثة أشهر (فترة الاختبار) التي…
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦
صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وصلت رحلة إلى مطار أبوظبي قادمة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة التي لا تستغرق عادة سوى ساعتين ونصف الساعة، ومع هذا اضطر القادمون على متنها للانتظار أكثر من ساعتين لتسلم حقائبهم. وقبل ذلك بيوم، انتظر مسافرو رحلة «طيران الاتحاد» القادمة من جدة للبقاء نحو ثلاث ساعات، منتظرين وصول حقائبهم، وعرضت عليهم الناقلة الوطنية الذهاب إلى منازلهم للراحة من إرهاق السفر وعناء الانتظار، على أن تقوم بتوصيل الحقائب إلى منازلهم، خاصة أن غالبيتهم كانوا كباراً في السن، عائدين من أداء مناسك العمرة. ومنهم من رفض العرض وآثر البقاء لاصطحاب حقيبته بعد ثلاث ساعات من وصوله!!. ناقلتنا الوطنية التي تتخذ من مطار أبوظبي الدولي مركزاً لعملياتها، أصدرت بياناً حول حالات التأخير في المطار، أعتبره في غاية الغرابة، إذ أرجع تأخير الرحلات وتسلم للحقائب لما يشهده المطار من «ذروة الموسم»، وكأنما هذا المرفق الحيوي للغاية، والذي تفرعت عنه شركات عدة للخدمات، يواجه أول موسم من مواسم ذروة السفر والإجازات!. كما أصدرت شركة أبوظبي للمطارات بياناً ذهب في الاتجاه ذاته الذي طالب المسافرين بالتعاون لتجاوز «موسم السفر المزدحم»، والحضور قبل ثلاث ساعات من موعد الرحلة، ليكون لديهم الوقت الكافي لإنهاء الإجراءات، وهو مبرر لا يتفق مع الجهد الكبير المبذول لترسيخ مكانة المطار على خارطة السفر والسياحة الإقليمية والعالمية،…
الإثنين ١١ يوليو ٢٠١٦
تغيرت إدارة النقل بالحافلات العامة في أبوظبي، ومرت بمراحل عدة من مجرد قسم صغير تابع لبلدية أبوظبي إلى إدارة كاملة في دائرة النقل قبل أن تستقر الدائرة نفسها ضمن «الشؤون البلدية»، في إطار إعادة هيكلة دوائر الإمارة قبل فترة. وعلى الرغم من التوسع الكبير والنمو المتسارع لعاصمتنا الجميلة والحبيبة، إلا أن قطاع النقل بالحافلات لم يحظ بالاهتمام الذي يستحق في ضوء الاستراتيجية الموضوعة من لدن القيادة الرشيدة، وفي نطاق «رؤية أبوظبي 2030»، وأولويات النقل في التنمية المستدامة وتطوير البنى التحتية والارتقاء بها. حالة النقل بالحافلات كانت ولا تزال جزءاً من أزمة إدارة غير موفقة في هذا القطاع الذي ينكشف بصورة خاصة خلال مواسم العطلات، حيث تقبل عليه فئات واسعة وكبيرة من محدودي الدخل، وبالذات من العمالة الآسيوية. ويبدو أن لا مسؤول في الإدارات المتعاقبة اضطر ذات يوم للوقوف بنفسه تحت الشمس الحارقة ليشعر بمعاناة من يسميهم على الورق «شركاء النجاح»، وهم ينتظرون حافلة تتسع لـ 60 شخصاً، بينما المنتظرون 500 أو أكثر. في المحطة المركزية للحافلات في العاصمة خلال أيام العيد، كانت الطوابير عبارة عن سلاسل بشرية بانتظار الحافلات لوجهات بعضها يستغرق نحو ساعتين خارج العاصمة، بينما كان عليهم الانتظار قرابة خمس ساعات. المنظر عند تقاطع شارعي حمدان وهزاع الأول مع شارع سلطان بن زايد الأول أو الشارع رقم 5…
الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠١٦
ما أصعب وأقسى أن تجد نفسك في موقف صعب مهين، كالذي تعرض له رجل الأعمال الإماراتي أحمد المنهالي في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية. سائح عادي في رحلة علاج ارتدى زيه الوطني معتزاً بهويته، ليفاجأ بأسطول من سيارات الشرطة المدججين بالسلاح يحاصرونه. وبعد أن طوقوه طرحوه أرضاً بعد تقييده، وقاموا بمصادرة هواتفه ومحفظته، وأخضعوه لتفتيش دقيق واستجواب سريع لمجرد أن موظفة غبية تعاني «فوبيا» العرب والمسلمين اتصلت بالشرطة، مبلغة إياهم بأنها شاهدت «داعشياً» إرهابياً مرتدياً زياً غريباً، ويتحدث بلغة غريبة ويحمل هواتف «غريبة»!!. حجم التعاطف والتفاعل مع المنهالي، وحالة السخط والغضب والاشمئزاز التي انتابت الجميع، وعبروا عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والاتصالات بوزارة الخارجية والتعاون الدولي ووسائل الإعلام، حملت في طياتها إلى جانب تلك المشاعر روح الأسرة الواحدة التي تميز مجتمع الإمارات تحت سقف «البيت المتوحد». كما أن الواقعة كشفت كذلك عن أن الغالبية العظمى من سكان الولايات المتحدة التي تحاضر فينا ليل نهار عن التسامح والتعايش غير قادرة بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على التخلص أو الحد من حالة «الإسلاموفوبيا» التي ضربتها، بل تشهد صعوداً قوياً لليمين المتطرف، وأسطع مثال على ذلك تقدم المهرج دونالد ترامب السباق إلى البيت الأبيض، ولم يعد مستبعداً أن نراه قريباً في المكتب البيضاوي. أميركا لم تعد…
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠١٦
تتعرض الشقيقة البحرين لحملة شرسة من قبل منصات إعلامية وأبواق توالي إيران، احترفت التضليل والتشويه، وهي تتفنن في نسج الأكاذيب وبث الافتراءات، وإذكاء الفتن وتأجيج التعصب المذهبي والطائفي. تواكب الحملة تصعيد وتحرك فلول الإرهابيين الذي يظهرون بين الفينة والأخرى بجرائمهم، ولعل أحدثها ما جرى في منطقة العكر الشرقي وأدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أطفال. مما يشير إلى أن الأصابع الموجهة واحدة من داخل غرف العمليات في طهران. يعتقد الإرهابيون ومن يوجههم ويدعمهم أنهم بذلك يستطيعون أن ينالوا من البحرين، وبئسما يعتقدون! فقد تناسوا حقيقة مهمة تتعلق باللُّحمة الوطنية المتينة والتلاحم الوطني لأبناء البحرين في وجه هذه المحاولات اليائسة البائسة للمساس بأمن واستقرار وطنهم، ومكتسباتهم ومنجزاتهم، التي تحققت لهم في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك حمد بن سلمان آل خليفة الذي أولى موضوع الحوار الوطني اهتماماً خاصاً، وانكشف من بعده أصحاب الغيرة الوطنية على بلادهم وأولئك التبع المرتهنين للأجندات الخارجية ممن يدارون بالتحكم عن بعد، من ذوي الولاءات الأجنبية. كما أن أصحاب المخططات التي تستهدف البحرين تناسوا أن «أرض دلمون» درة العقد الخليجي ليست وحدها في هذه المواجهة بل كلنا مع البحرين، لأنه -وببساطة أيضا- أمننا في كل بلدان مجلس التعاون الخليجي من أمن البحرين، لأنه أمن واحد وضمن منظومة واحدة. ومن المخططات الإرهابية والشبكات التخريبية التي أُحبطت وانكشفت سواء…
السبت ٠٢ يوليو ٢٠١٦
كل معاني الفخر والاعتزاز بتيجان الفخر تجلت وتجددت مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأبنائه مجندي الخدمة الوطنية في المدرسة التابعة لحرس الرئاسة في منطقة سيح حفير وتناوله طعام الإفطار معهم. وتجددت أيضاً مع حضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاحتفال بتخريج الدورة الأولى من ضباط الصف المنتسبين إلى الخدمة الوطنية في معسكر المنامة بعجمان، ومشاركتهم طعام الإفطار مع الخريجين من مصنع الرجال. إنها معاني الفخار والعزة بهؤلاء الرجال وبقواتنا المسلحة حصن الوطن الحصين بسواعد أبنائه، وقوة تلاحم كل من تشرف بالانتماء إلى أرض وتراب الإمارات، والارتياح لأدوارهم العظيمة وتضحياتهم الجليلة في مسيرة وسيرة المجد الذي يتسامق علواً وارتفاعاً من بلاد «زايد الخير». لقد كانت القوات المسلحة دوماً وفية لنهج خطه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولعقيدة تأسست عليها وتطورت معها في ظل قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتكون الدرع الواقي والسياج المتين لمنجزات ومكتسبات إمارات العطاء، وفي الوقت ذاته تنتصر للحق سنداً وعوناً للشقيق والصديق. القوات المسلحة التي…
الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠١٦
ذات مرة تحدث والد أحد الذين سقطوا في هاوية الإرهاب، وقال «تصورت أي شيء، إلا أن يقع ابني الغر، أصغر وأهدى إخوانه وأكثرهم طاعة وطيبة بين براثن الإرهاب، ويتسلل خلسة إلى خارج الدولة ليلتحق بتنظيم إرهابي ويقاتل بين صفوفه». حالة من حالات محدودة تنقلها لنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، ولا نعرف بها سوى بعد وقوع أمثال هذا الشاب في قبضة العدالة، وتدفعنا للبحث عن إجابة لسؤال يطرق الأذهان، كيف سقطوا، وهم بيننا؟. وتتركز الأنظار في المقام الأول باتجاه الأسرة والبيئة المحيطة، الأسر المستقرة تتحمل مسؤولية متابعة الأبناء وحمايتهم ليس فقط من رفاق السوء الذين لم يعودوا فقط الذين يزينون له الانحراف باتجاه الرذائل والمخدرات على طريق السقوط في هاوية الإدمان والضياع. وإنما أولئك الذين يتخفون باسم الدين، ويقدمون أنفسهم كنصحاء آمنين ثم يبدأون بعملية غسيل الدماغ للصبي الغر، وتشويه كل ما هو جميل أمامه، وطنه الذي ينتمي إليه، وكان له الحضن والصدر الحنون، قيادته ونظام الحكم في بلاده، اللذان أغدقا عليه بكل سخاء وكرم، ووفرا له حياة كريمة رغدة، في بيئة من الرفاهية والأمن والاستقرار. وحتى لا تكثر اللقاءات المثيرة للريبة يحيلونه إلى الشبكة العنكبوتية، حيث الفضاء المفتوح والمواقع والحسابات المروجة للفكر المتطرف الهدام، وبعد أن يتمكنوا من فريستهم، وتعبئة عقله الخاوي بفكرهم السقيم، يزينون له التجنيد والانضمام والقتال…
السبت ١١ يونيو ٢٠١٦
في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجددت لقاءات ومجالس العلم والفكر بانطلاق موسم المحاضرات الرمضانية التي يحرص عليها سموه، جريا على عادته في جمع أهل الِذكر من علماء الدين والمفكرين والرواد للتبصير بكل ما فيه نفع للأوطان والمجتمعات. وبحضور سموه كانت البداية والانطلاقة لموسم هذا العام بمحاضرة قيمة للغاية في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة، وكانت بعنوان «حماية المجتمع من التطرف» للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الشقيقة، استهلها بالتعبير عن الشكر والامتنان للمواقف الأخوية والمبدئية لدولة الإمارات تجاه بلاده، وهي واحدة من البلدان الشقيقة التي استهدفها المتطرفون من المتاجرين بالدين الإسلامي الحنيف، اعتقاداً منهم بأنها ستكون لقمة سائغة لهم، وقد تصدت لهم بكل قوة لتخرج منتصرة بفضل من الله ووعي أبنائها ويقظة أجهزتها والتفاف أشقائها وأصدقائها من حولها. ولتخرج كذلك بتجربة في التصدي لهذه الشراذم من البشر الذي استعرض المحاضر هشاشة وضعف المنطلق الديني والفكري الذي تنطلق منه للترويج لنفسها، وما تقوم به من أعمال خسيسة غادرة خسة وغدر وجبن الإرهاب والإرهابيين. المحاضرة أبرزت القيم العظيمة لديننا الحنيف ورسالته الوسطية، و ما تتعلق بصون حياة الإنسان ونماء وازدهار المجتمعات من خلال نشر المحبة والتسامح والتفاهم بين البشر. وكذلك صون النشء من…