العام الدراسي

الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

قبل أن يبدأ العام الدراسي، والذي من المقرر أن يهل علينا الأحد المقبل بدوام الطلاب بعد أن باشر المعلمون وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لعملهم هذا الأسبوع. سارع هواة ترويج الشائعات بإطلاق واحدة تتعلق بتأجيل الدراسة لما بعد عيد الأضحى المبارك، وسرعان ما تلقتها وتلقفتها بعض المواقع لتعيد إنتاجها بل إن بعضهم استغل رابطاً مزيفاً لصحيفتنا «الاتحاد» من أجل إضفاء شيء من الصدقية على الخبر الذي أثار البلبلة والاستغراب على حد سواء. وقبل اكتشاف الحقيقة عن انطلاق العام الدراسي الجديد في الموعد المحدد له، والذي أكدته الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، نقول إن هناك من يعمل على تصوير الأمور على غير حقيقتها حول مجتمع الإمارات، لا مكان للجد والاجتهاد فيه، وأن الجميع يسعى لاقتناص المزيد من العطل والإجازات وتمضية الوقت من دون إنتاج يذكر. وكذلك تصوير بيئة التربية والتعليم على أنها بيئة طاردة منفرة حتى الطلاب لا يقبلون عليها حتى قبل بداية العام الدراسي، ويريدون تصوير بدايته لنا على أنه «فيلم رعب» من إخراج وزارة التربية والتعليم، هؤلاء يمثلون الفراغ والإسفاف ذاته. وقد كان أبلغ رد عليهم هذا النشاط النوعي والإقبال الكبير الذي شهدته مراكز التدريب الصيفي والأنشطة التي قدمتها، والجهد الكبير المبذول لغرس قيمة الوقت لدى النشء الذي أصبح أكبر من ذوي العقول الفارغة الذين…

فقاقيع

الخميس ١٨ أغسطس ٢٠١٦

ظهرت فقاعة من ضجيج عقب منشور كان ضمن عناوين معروضة في معرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ26 أبريل الماضي، رغم أن المنشور لا يرقى إلى أن يُسمى كتاباً، وكذلك موضوعه الذي أثار جدلاً وانتقادات دفعت حتى دار النشر للاعتذار عن عدم طبعه وطرحه من جديد. ومع تلك الضجة والفقاعة التي تبخرت بذات السرعة التي تكونت بها ثارت تساؤلات عدة حول ظهور الفقاعات وضجيج الفراغ، والمسؤول عن صناعتها والنفخ فيها. لا شك أن تصدر وسائل التواصل الاجتماعي للمشهد الإعلامي بقوة ساهم في سرعة ظهور الفقاعة، والترويج لها وتكوين اتباعها من المراهقين والصغار لهشاشة المحتوى، وكذلك العقول التي تنجر خلفها. ووجدت تلك الفقاقيع من الطروحات ضآلتها في هذه الوسائل والمنصات لأنها تفتقر لأدنى المعايير والضوابط والقواعد المهنية التي تحكم وسائل الإعلام الأخرى التي أصبح يُطلق عليها اليوم «تقليدية». وفي كل مرة تتكون الفقاعة تحت مبررات الاقتراب من قضايا شائكة أو ما يرونها «تابوهات»، وهذه المرة أطلت علينا من خلال قنوات «اليوتيوب»، وتحت زعم مناقشة «ظاهرة» هي ليست بالظاهرة في مجتمع الإمارات كما يريدون أن يصوروا. فالخيانة الزوجية بين الأصدقاء أو «المسترجلات» ليسوا بظواهر عامة للتركيز عليها، وحتى مناقشة ما يعتبر قضايا «شائكة» تتم وفق أطر مهنية صحيحة، كما كنا نلمس ونتابع من خلال برنامج «خطوة» الذي كان يقدمه الدكتور خليفة السويدي من…

وطن الابتكار

الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠١٦

تصدر الإمارات لمؤشر الابتكار العالمي لعام 2016 بحلولها في المركز الأول عربياً وتقدمها 6 مراتب دولياً، حيث حلت في المرتبة41، إنجاز يثلج الصدور ويطلق العنان لطموح أكبر وأوسع للوصول إلى المركز الأول عالمياً، وهو ليس بالبعيد عن وطن الابتكار الذي تولي قيادته كل رعاية واهتمام لنشر الابتكار وتهيئة بيئته وتعزيزها. بل أصبح الابتكار منهجاً وأسلوب عمل تبلور بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار عام 2015 عاماً للابتكار، كما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تلك الجلسة التاريخية للمجلس في قلعة الفجيرة نوفمبر2014، وشهدت إعلان وإقرار إطلاق «استراتيجية وطنية متكاملة للابتكار مدتها 7 سنوات تضم في مرحلتها الأولى 30 مبادرة وطنية للوصول بدولة الإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً في مجال الابتكار». لقد أطلقت التوجيهات السامية العنان لمختلف شرائح المجتمع والقطاعات والدوائر العاملة للعمل لأجل الابتكار بما يضمن إسعاد المراجعين لتلك الجهات من ناحية، وفي الوقت ذاته رفع مساهمة الابتكار والمعرفة في الناتج المحلي لإمارات الخير والمحبة، وهي تقطع أشواطاً متقدمة على طريق بناء وتعزيز اقتصاد المعرفة. وتابعنا كيف انخرطت الجهات كافة، بما فيها مؤسسات القطاع الخاص، بقوة وعمق، في فعاليات أسبوع الإمارات للابتكار في مناطق الدولة كافة. مع إشراقة…

أدب الاختلاف

الثلاثاء ١٦ أغسطس ٢٠١٦

من حق كل إنسان أن يبدي رأيه فيما يجري حوله، وهو حق مكفول للجميع، شريطة عدم التجاوز أو الإساءة لمن يختلفون معه في الرأي، وطرح الرأي أو المقترح الذي يمكن الاستفادة منه. ووضع المصلحة الوطنية والعامة في المقام الأول والاعتبار الأول. هذه الأيام تشهد الساحة المحلية جدلاً ساخناً متواصلاً حول قضية التجنيس الرياضي بعد «برونزية سيرجيو توما» في الإنجاز الذي تحقق للإمارات في الجودو خلال الألعاب الأولمبية الجارية حالياً في ريو دي جانيرو، والجدل حول طعم الفرحة وصداها بين مؤيدين ومعارضين ومتحفظين على التجنيس الرياضي الذي كنت قد كتبت عنه عبر هذه الزاوية قبل سنوات عدة معلقاً على إحدى دورات كأس الخليج العربي التي ظهر فيها أحد المنتخبات المشاركة وثلاثة أرباعه من نتاج «التجنيس الرياضي»، وكان أشد المنتقدين أو المتندرين عليها من يدافعون بشدة عن التوجه اليوم. كما كتبت عن الخطوة في هذا المكان عام 2006، وكان عنوان الزاوية «المواطن إبراهيم دياكيه»، التجنيس الرياضي ليس بدعة اخترعتها الإمارات، بل تمارس من قبل دول أكبر في مختلف أنحاء العالم، ولكن وفق ضوابط لا تحتمل خلط الأوراق كما يجري في هذا الجدل المحتدم، فالذين يتحدثون عن منتخب فرنسا في بعض اللعبات ولاعباته المحجبات على سبيل المثال، فهؤلاء ليسوا بمجنسين، وإنما فرنسيون بالولادة والمنشأ، وهكذا في غير فرنسا كبريطانيا والولايات المتحدة. الاختلاف في…

«إجازة الأمومة»

السبت ١٣ أغسطس ٢٠١٦

توجيهات «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومتابعة قرينة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين بتشكيل لجنة لدراسة قانون إجازة الوضع والأمومة حظيت باهتمام واسع، وكبير ليس في صفوف المرأة فحسب، وإنما شرائح المجتمع كافة باعتبارها قضية تخص الأسرة والوطن عامة. خطوة تؤكد مقدار ما تحظى به المرأة والأسرة من اهتمام ورعاية ومتابعة من لدن القيادة، والمتابعة المتواصلة من جانب «أم الإمارات» وهي تأخذ على عاتقها العديد من المبادرات السامية لتعزيز مسيرة المرأة في بلادنا، ومسيرة تمكينها منذ مراحل مبكرة من قيام الدولة إلى جانب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. كما أن هذه الخطوة للمراجعة تجيء في إطار جهود سموها للبحث عن أفضل الصيغ والمبادرات لضمان «توفير بيئة عمل داعمة للمرأة بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وتفعيل مؤشرات التوازن بين الجنسين في مختلف القطاعات» والذي كان في صدارة جهود القيادة، وهي تتيح المجال وعلى أوسع نطاق للمرأة للمشاركة في مسيرة البناء التنموية وتحقيق الصدارة كقوة مؤثرة في ميادين العمل والعطاء. لا شك بأن القانون الحالي…

«الرادار».. ولوحات المرور

الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦

يوم أمس دخل حيز التنفيذ قرار شرطة أبوظبي بوقف نسبة الخصم على المخالفات، وهي الخطوة التي انقسم حولها الكثيرون، ولكن للشرطة مبرراتها ونظرتها للموضوع التي قد نتفق أو نختلف حوله. ويظل الهدف الأسمى العمل معاً للحد من المخالفات، وبالذات السرعة الجنونية والقيادة بطيش وتهور والتي تسببت في العشرات من الحوادث المميتة، وذهبت معها العديد من الأرواح البريئة ناهيك عن المعاقين والمقعدين الذين تحولوا لمجرد أجساد متكومة على كراس متحركة، وملايين الدراهم من الخسائر المادية الناجمة عن تلك الحوادث. وإذا كانت شرطة المرور حرصت على تذكير الجميع بحلول الأول من أغسطس، وحرارة آثار القرار في هذا الشهر الحار، فإننا نريد لفت أنظارها لحالة الارتباك الذي يعاني من سائقي المركبات سواء على الطرق الداخلية والخارجية من جراء عدم وضوح اللوحات التي تحدد سرعات القيادة على هذه الطرق. تجد لوحة كبيرة تحمل سرعة معينة، تم تجد لوحات أصغر بعد مرحلة من الطريق تشير للقيادة فيه بسرعة مختلفة عن اللوحة الأولى. تعدد اللوحات وتضارب مضمونها يسبب إرباكاً للسائقين، بل يتولد لدى بعضهم انطباع بأن الأمر ربما قد يكون مقصوداً لاصطياد المخالفين، رغم ثقتي بأنه غير مقصود. يجد السائق القادم من خارج أبوظبي سواء من دبي أو العين نفسه مع سرعات متعددة، تشير إليها لوحات متضاربة الأرقام، فيعتمد على حدسه وتخميناته للأمر. «هندسة مرور أبوظبي»…

«خيمة الأمل».. وإيران

السبت ٣٠ يوليو ٢٠١٦

سبق انعقاد القمة العربية الأسبوع الماضي، جدل واسع جراء التحديات الجمة التي واجهتها وتلاشت مع إصرار الأشقاء في موريتانيا على التمسك بحقهم في استضافتها ولو في «خيام»، وكان لهم ما أرادوا ليلتئم شمل العرب في قمة من أسرع قممهم، وأطلقوا عليها «قمة الأمل» استغرقت يوماً واحداً وصدر أثرها «إعلان نواكشوط». الخيمة لها مكانها في الذاكرة والوجدان العربي، فهي المسكن والموئل والمجلس والملتقى، تستمد دفئها من دفء القلوب وصفاء النوايا والعقول. وقد كانت قلوب الموريتانيين مترعة بالحب، وهم يستقبلون أشقاءهم لأول مرة في بلد المليون حافظ وشاعر لإنجاح حدث، لطالما انتظروه. لقد حمل «إعلان نواكشوط» مقاربات لعديد من القضايا التي بحثتها القمة، أحدث دعوة للجارة إيران للكف في الشؤون الداخلية للدول العربية»، وسرعان ما تجاوبت طهران مع هذه الدعوة وعلى طريقتها الخاصة بتكثيف تدخلها وتحريض أتباعها وذيولها على تصعيد أعمالهم الإرهابية في بلداننا الخليجية، ودعم الانقلابين والمتآمرين في اليمن الشقيق. وافتعلت أبواق الضلالة والتضليل، قصة سفينة، زعمت أنها إماراتية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية لتواصل حملاتها الموتورة على دولنا الخليجية، وبالذات المملكة العربية السعودية، ليغطوا عن تجاوزات الزوارق العسكرية الإيرانية في المياه السعودية والكويتية. بينما تواصل قوارب الحرس الإيراني تهريب المرتزقة، والأسلحة والمتفجرات لزعزعة الأمن، والاستقرار في دول الخليج العربية. كما تواصل إيران بتدخلاتها تأزيم الأوضاع في البؤر الملتهبة بمنطقتنا، ولولا استقواء…

رسالة أبوظبي

الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦

على وقع السلام الوطني لدولة الإمارات وأهازيج الفنون الشعبية حطت فجر أمس الأول في مطار البطين الخاص الطائرة «سولار أمبلس2» لتخط رسالة للتاريخ باسم أبوظبي عاصمة الإنجاز ووطن الابتكار، بتحقيق رحلة جوية تاريخية حول العالم استمرت16 شهراً وقطعت أكثر من 42 ألف كيلومتر من دون قطرة وقود واحدة، وفقط بالطاقة الشمسية، ومن أبوظبي كانت انطلاقة الرحلة وفيها الختام. لم تكن رحلة «سولار أمبلس2» مجرد مغامرة استهوت مغامرين وضربا من الجنون كما اعتقد البعض، وقالها قائدا الطائرة برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ في مؤتمرهما الصحفي عقب الإنجاز التاريخي، وأنما عبرت عن رؤية والتزام قيادة بنهج راسخ وتوجهات ثابتة للتحول نحو الطاقة البديلة والنظيفة والمتجددة. إنجاز تاريخي يُسجل للإمارات ولقيادة الإمارات، وتحمل كل التقدير والامتنان لصاحب الرؤية الثاقبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي صنع الحلم وبث الأمل والثقة والتفاؤل بأن الغد سيكون أجمل وأسعد وأكثر أشراقا مع توديعنا لآخر برميل من النفط. وتلك كانت أول حروف رسالة أبوظبي للتاريخ وللبشرية جمعاء. في تفاصيل الرسالة معانٍ حضارية جمة، ومنها هذا الحرص الإماراتي الراقي على مشاركة البشرية جهودها في البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتوفيرها لضمان تحقيق التنمية المستدامة، ومساعدة المجتمعات البشرية على النهوض ومواجهة التحديات، وبالذات فيما يتعلق بنقص إمدادات الطاقة وما…

القتل المتنقل

الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦

تلف الجميع صدمة القتل المتنقل الذي يواصل ظهوره في العديد من الأمكنة حول العالم. وقد كان أحدثها ما جرى في مدينة ميونيخ، تلك المدينة الجميلة التي تعد قبلة السياح، وبالذات من الإمارات، حيث تتوجه إليها آلاف الأسر الإماراتية على مدار العام للسياحة أو لطلب العلاج، ناهيك عن التجارة والأعمال. فمدينة عاصمة ولاية بافاريا تعد إحدى أغنى المقاطعات الألمانية. وفي الصيف تتحول لقرية خليجية تطالعك فيها لوحات المرافق باللغة العربية عارضة خدماتها للزوار العرب الذين يفدون إليها للاستمتاع بأجوائها الطيبة ومزاراتها التاريخية وأسواقها المدهشة. المدينة الجميلة عاشت ليلة دامية مساء الجمعة الماضي، مراهق معتوه يطلق الرصاص عشوائياً على رواد مطعم للوجبات السريعة في أحد مراكزها المعروفة، ليحصد أرواح أبرياء ويلحق إصابات متفاوتة بعشرات آخرين. وقبله ملتاث آخر روع مسافرين في قطار، وهو ينهال عليهم بفأس. حوادث هي من صور حصاد التطرف والإرهاب المنتشر والذي تمارسه عصابات القتل والترويع والتدمير الإرهابية، وللأسف باسم ديننا الإسلامي، وهو منهم براء. لقد أكد موقف الإمارات التضامني مع الشعب الألماني الصديق على خط مبدئي راسخ تجاه الإرهاب والتطرف وضرورة تعزيز الجهود الدولية لاجتثاث هذه الآفة التي تهدد الحضارة الإنسانية اليوم، بما يقوم به «خوارج العصر» من «الدواعش» وغيرهم من التنظيمات الإرهابية التي تمارس جنونها وهوسها في القتل وسفك الدماء تحت ستار الدين. جريمة ميونيخ دعوة تتجدد…

تكريم الإبداع

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦

تكريم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لفريق العمل الوطني الأول بامتياز مسلسل «خيانة وطن»، حمل كل معاني التقدير والاعتزاز بالعمل المأخوذ من رواية «ريتاج» للدكتور حمد الحمادي، وكان تكريماً للإبداع والمبدعين في نهج تحرص قيادتنا الرشيدة على نشره ودعمه في مختلف المجالات والميادين. وقد كان لهذا العمل الوطني أصداؤه الطيبة الواسعة، لأن أحداثه ارتبطت بأكبر قضية أمنية شهدتها الإمارات لأول مرة منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود، وحظي هذا العمل بمتابعة واسعة للغاية، ونسب مشاهدة تعد الأعلى في منطقتنا الخليجية، حيث تابع الجميع سوء ما خططت ودبرت له حفنة من المتآمرين ممن رهنوا إرادتهم ومصيرهم بنزعات ورغبات مرشد الضلالة والتضليل الذين بايعوه على السمع والطاعة. ولبئس ما بايعوا ومن بايعوا، وهم يريدون أن يدفعوا بوطن في مستوى الإمارات ومقام قادتها الأوفياء وأبنائها البررة نحو متاهات الضياع التي شهدتها مجتمعات تصدر المشهد فيها، المتاجرون بالدين وتجار الشعارات وهواة المغامرات. كان التكريم لكل مبدع شارك في المسلسل، كما كان تكريماً لكل مشاهد تابع العمل لأنه بذلك دحض تلك النظرية البالية بأن «الجمهور عاوز كده»، بل يحرص على متابعة الفن الراقي والعمل الإبداعي المميز، وبلغ من الوعي والإدراك ما يميز به الغث من الثمين. ويثمن ويقدر الفن عندما يكون ملتزماً رسالته نحو المجتمع والوطن، ويتم توظيفه…

حادثة عجمان

الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦

حادثة الدهس المؤلمة التي وقعت في عجمان مؤخراً، لدى اقتحام مركبة لمطعم شهير للوجبات السريعة، وأودى بحياة أمرأة وطفل وإصابة آخرين، ومن قبلها حادثة دهس عامل عقب اجتياحه من جانب سيارة كان يساعد سائقها للوقوف الصحيح في الموقع المخصص أمام إحدى الشركات الخاصة. أقول، إن هاتين الحادثتين تدعوان للتوقف أمام أمور عدة لعل في مقدمتها، إعادة النظر في فترات الفحص الطبي للسائقين، ورفع الوعي لديهم بضرورة الإبلاغ عن أي تطور في حالتهم الصحية، بحيث يدرك أن إصابته بأي مرض قد تقود مضاعفاته لخطورة ليس فقط على حياته، وإنما كذلك على حياة الآخرين من مستخدمي الطريق، أو ممن يركبون معه وربما كانوا من أقرب الناس إليه. قبل فترة شهدت حالة اصطدام سيارة نقل مواد غذائية في العاصمة بسيارات متوقفة في شارع جانبي، إثر نوبة صرع انتابت سائقها، ومن لطف الله أن خسائر ذلك الحادث اقتصرت على الأضرار المادية التي لحقت بالمركبات. ذكّرنا حينها الجميع وبالذات أصحاب شركات النقل بضرورة متابعة الأحوال الصحية لعمالهم، خاصة أن الكثير منهم يخفي حالته، خوفاً من الاستغناء عنه، وفقدان مصدر رزقه من دون أن يفكر بالتبعات الخطيرة للأمر. حادثة عجمان تذكر من جديد الجميع، وفي مقدمتهم الأجهزة المختصة في إدارات المرور لوضع صيغ لمعالجة مثل هذه الأمور التي يشكل معها خطورة على السلامة العامة سائقي السيارات…

عمل الطلاب

الإثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦

قرار معالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين بتمكين الطلبة المواطنين والمقيمين من التدريب والعمل في منشآت القطاع الخاص، يعد في منتهى الأهمية، خاصة وأنه يتيح لهم فرصة صقل مهاراتهم وبناء شخصياتهم وتعزيز قدراتهم، وبالذات ما يتعلق بالتواصل مع العاملين في بيئات العمل المختلفة. القرار يسهم في التخفيف من معاناة يواجهها الخريجون الجدد في رحلتهم البحث عن وظيفة بعد مسيرة دراسية حافلة، وكيف يوضع شرط الخبرة بصورة تعجيزية في وجه أي شاب أو شابة حديثي التخرج. وكل من هؤلاء الخريجين يشكو مر الشكوى من الشرط الذي يصل لدرجة التعجيز، فمن أين للواحد منهم الحصول على الخبرة إذا لم تتح له فرصة اكتسابها والحصول عليها من واقع الممارسة العملية في هذه المهنة أو تلك. كما أصبح شرط الخبرة وسيلة لؤاد أحلام شباب كثيرين تزين شهاداتهم جدران المنزل، وهم يرزحون تحت معاناة البطالة التي لا يشعر بها إلا من كابدها، وهو يسعى لبناء مستقبله المهني، ويحلم بفرصة تتاح له لتكوين نفسه. كما أصبح ذلك الشرط أسرع طريقة لسد باب التوظيف في وجه هؤلاء الشباب والشابات. بعض الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص بلغ استهتارها بأحلام هؤلاء الشباب ورغبتهم الشديدة للالتحاق بالوظيفة درجة لا تصدق. وللأسف البعض منها كبيرة الاسم والتواجد في السوق المحلية. إذ تقوم بتشغيل أحدهم لمدة ثلاثة أشهر (فترة الاختبار) التي…