الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠٢٠
اليوم، من يتأمل ويقرأ مسيرة التنمية والتطوير في كل دول العالم التي شهدت قفزات نوعية؛ يدرك أن إحداث هذا التغيير والتحول الرهيب لا يمكن أن يحدث بين يوم وليلة، بل يستغرق عشرات السنين. الذي يصنعه الأمير محمد بن سلمان في المملكة أمر لا يمكن وصفه بأقل من الخارق والمثير. لقد تمَّ حرق الكثير من المراحل لنصل اليوم إلى ما وصلنا إليه. وهنا، من المهم التذكير بأهمية المتابعة التراكمية لأحاديث ولقاءات الأمير، لنعرف جيدًا المنهجية التتابعية في البناء، ومراقبة سير تحقيق المنجزات، وكيف أن أحلام أحاديثنا قبل سنوات انعكست واقعًا الآن.. وتمامًا كما قال الأمير "لا تصدقوني.. صدقوا الأرقام"، في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار. فبالعودة إلى لقاء سموه مع تركي الدخيل، العام 2016، نرى الاستفادة الحقيقية من "عمقنا العربي والإسلامي وقوتنا الاستثمارية"، كما أشار إلى أهميتها، بالإضافة إلى تحقيق العديد من الرؤى، كالاستثمار في السياحة والإقامة المميزة، وتوطين الصناعة العسكرية، وتطوير الجهاز الحكومي، والحج والعمرة، وإدارة المشروعات ومتابعتها، وكذلك استراتيجية الموارد البشرية السعودية، وغير ذلك. وبالإشارة إلى لقاء الأمير مع داود الشريان، العام 2017، وحديثه عن عدد من الملفات والوعود (بالأرقام)، نجدها حقائق اليوم، وخاصة فيما يتعلق بالإيرادات غير النفطية، والمحتوى المحلي، والإسكان، وصندوق الاستثمارات العامة، وحساب المواطن، ومكافحة الفساد، وغيرها. وقبل أيام، رفع سمو الأمير محمد بن سلمان شكره لخادم…
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠٢٠
ما زالت الصين تكافح، بكل ما أوتيت من موارد وقوى بشرية وعسكرية وتقنية، فيروس كورونا، الذي اجتاح البلاد، وشل الكثير من الأشياء والأيام والمال. الجميع، بالتأكيد، يتابع ما آلت إليه الأوضاع، وإحصائيات الوفيات والمصابين، وعدد الدول المتضررة، واحتياطات المطارات وخطوط الطيران، وغيره العديد من الآثار الجانبية للفيروس.. لكن، ما لفت انتباهي، أو أجده مهما للوقوف، هو نوعية التدابير التي قامت بها الصين، لمواجهة هذه الأزمة، من بعضها: أولاً: أنجزت مشروع بناء مستشفيين في "ستة أيام".. المستشفى الأولى هو "هوشنشان" الذي يبنى على مساحة 269 ألف قدم مربع ويسع ألف سرير، والثاني مستشفى "ليشينشان" على مساحة 323 ألف قدم مربع، ويسع 1300 سرير ومن المقرر أن يفتتح بعد يومين من افتتاح الأول. ثانياً: لجأت القرى والمدن في الصين إلى استخدام طائرات دون طيار، مزودة بمكبرات صوت، للقيام بدوريات في الشوارع وتوبيخ الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة، وسط تفشي فيروس كورونا، حسب وسائل الإعلام الصينية الحكومية.. نشرت كل من "شينخوا" وصحيفة "جلوبال تايمز" مقاطع فيديو لطائرات بدون طيار تنبه الناس في المناطق الريفية لضرورة ارتداء الأقنعة في "هذه الأوقات". وانتشرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بشكل واسع وتمت الإشادة بها كوسيلة جديدة لزيادة الوعي بالمرض. ثالثاً: أعلن البنك المركزي الصيني عن ضخ 173 مليار دولار لمكافحة فيروس…
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٩
أفضل ما تصف به السعودية، هذه الفترة، أنها "ورشة عمل كبيرة". كل المؤسسات الحكومية، وشبه الحكومية، ومعظم منظمات القطاع الخاص؛ تعمل بشكل لافت. الكثير من الجهد والمشروعات والحضور الإعلامي، والتنافس المستمر المحمود جله، حتى ولو افترضنا وجود شيء من الاستعراض من قبل البعض، إلا أنه يهمنا، لأنه يجب أن نركز على الفكرة الأساسية؛ الإنجاز والعمل. وعلى الرغم من كل هذا الطحن، هناك بعض الجهات أبعد من ما تكون عن التغيير و"رؤية السعودية 2030"، والتسارع في كل الصعد، منها: "المرور"، و"الخطوط السعودية".. هذا رأيي بالتأكيد، لكن لا بأس من سؤال الآخرين، سيؤكدون هذا غالباً. يؤسفني أن "المرور" لم يراعِ التنامي السكاني الكبير، ولا الحلول التقنية الحديثة، ولم يتنبه لملف "قيادة المرأة"؛ حتى صار في عنق الزجاجة، وأصبح يسرد الأعذار المكرورة، وترك الطرقات لمصيرها والقدر. غير مرة يتحدثون عن رصد الحركة المرورية بكاميرات وأجهزة متقدمة، وهذا بالتأكيد لا يجدي طالما لم يرفد بعمل على الأرض، يترجم ما ترصده هذه التقنيات لحلول، تسهل من تفويج الناس في الطرقات. المشكلات المرورية ليست وليدة، ولكن القضية تكمن في اجترار الحلول ذاتها. اللجان البيروقراطية، والبيانات التقليدية، والوسائل العتيقة، ما تفضي لنتائج مشابهة. الكثير من الاختناقات والتعطل، والقليل من رجال المرور في الميدان، الذين يمكن أن تحتكم لهم الزحمات. "الخطوط السعودية"، ورغم أنها شبه "مخصصة"، وحتى بعد…
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٨
الشيء الواضح، أنه لا مستثنى من الغزو التقني، سواء كانت غزوات ذات منافع، وغنائمها إيجابية، أو عكس ذلك تماماً، لكن الأكيد أن الوقت ليس بعيداً حتى نرى حياتنا رقمية 100 %، هذا وفق المعطيات والثورات التقنية، ما لم يعكس شيء استثنائي، يوقف هذا التدحرج. المطارات، بكل ما تحوي من أنظمة طيران وأجهزة أمنية ومناطق ترفيه وحلول؛ أحد أهم وأبرز القطاعات المستفيدة من التقنية، ولذلك نجد التسارع في التغيير واضحاً، وتختلف الاستجابة من مكان لآخر، المهم أن الخيارات موجودة، وتحتاج فقط للمبادرة والبدء. تقول الأخبار الواردة من كوريا إن السلطات الكورية الجنوبية قررت تطبيق نظام التأكد من الهوية عبر مسح قزحية العين في مطار إنتشون الدولي، الذي يعد من أكبر وأكثر المطارات ازدحاماً في العالم. واعتباراً من العام 2020، سيتم في المطار المذكور المصنف منذ 2005 كأفضل مطار في العالم، الصعود إلى الطائرات خلال الرحلات الداخلية دون جواز السفر. قبل أيام، قالت إدارة مطار إنتشون الدولي القريب من سيئول، إنها صممت نظاماً إلكترونياً أمنياً خاصاً، لقراءة قزحية العين وأشارت إلى أنها باشرت في تشغيل النظام بشكل تجريبي. وذكرت الإدارة، أنها نشرت هذه الأجهزة الإلكترونية عند البوابة السريعة (Speed Gate) وبدأت تختبر هذا النظام على موظفين وافقوا على تقديم معلومات قزحيات عيونهم مسبقاً.. وتواصل إدارة المطار الإشراف على تطوير أنظمة مسح وجه…
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٨
تأسرني كثيراً الدراسات المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً منها المتعلقة بسلوك البشر، لأسباب مختلفة ومتفرعة، أهمها أنني ما زلت مؤمناً أننا في بداية رحلة تواصل حديثة في تاريخ البشرية، تتشكل تدريجياً، لم تقف عند شكلها الأخير بعد.. وقد تكون سبباً لتغييرات جذرية مقبلة. في الوقت نفسه، يزعجني عدم وجود دراسات محلية حديثة ومتطورة، وكذلك دورية، تساعد في فهم المتغيرات، وعدم وجود مرجعية واضحة لمثل هذا. أظن الوقت حان لإيجاد مشروع وطني، من شأنه أن يكون الحاضنة والمرجعية للتطور والتطوير والمعلومات. آخر ما قرأت، في بعض المواقع الإخبارية، وجد باحثون أن المراهقين يتخلون بشكل متزايد عن التواصل المباشر مع محيطهم من أجل متابعة الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعي. وأجرت منظمة «Common Sense Media»، المختصة بنشر التكنولوجيا ووسائل الإعلام الآمنة، دراسة إحصائية شملت 1000 من المراهقين، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، ليعرف العلماء كيفية تغير علاقات الصداقة والتفاعل الاجتماعي بين المراهقين في العصر الرقمي. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن نتائج دراسة بيانات سجلت العام 2012، ومقارنتها بالبيانات الحالية، أظهرت أن عدد المراهقين الذين اختاروا التحادث عبر الإنترنت بدلاً من التواصل الشخصي المباشر مع الأقران والأصدقاء ارتفع من نسبة 33 % إلى 35 %، وهذا الرقم مستمر في التزايد. أكاد أجزم أن الأعداد قد تكون أكبر لدينا، للأسباب التالية: المقدرة المالية لشراء…
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨
يغيب عن كثيرين أهمية القنوات الملاحية في العالم، ما بين ري، ونقل، وتوصيل، كل قناة بحسب موقعها وظروفها وأهميتها.. قناة السويس مثلاً، تعتبر أسرع ممر بحري بين أوروبا وآسيا ويمر عبرها من 8 % لـ12 % من حجم التجارة العالمية. بالإضافة إلى قناة بنما، التي تصل المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، وتعد من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، وقصرت مسافة رحلة السفن بين نيويورك وسان فرانسيسكو لأقل من 8,370 كلم. وارتفعت حركة المرور السنوية من 1000 سفينة خلال الأيام المبكرة لإنشائها إلى 14702 سفينة في العام 2008. قريباً، ستلغى حدود سلوى البرية التي تربط السعودية بقطر، لتتسيد السعودية الساحل الغربي للخليج العربي بالكامل.. وتشق القناة الجديدة، المعروفة بـ»قناة سلوى» البحرية لأغراض ملاحية وسياحية، والتي من المتوقع أن تكون قادرة على استيعاب سفن حاويات وركاب، وبالتالي ستؤثر في حركة الملاحة بالمنطقة، ما يجعلها قريبة الشبه من قناة الدانوب في رومانيا، والتي تربط نهر الدانوب بالبحر الأسود، وتختصر 400 كلم من المسافة على السفن القادمة من كونستانتسا على البحر الأسود حتى تشيرنافودا على الدانوب. المميز في الأمر، أن قناة سلوى ستكون سعودية تماماً، رغم كونها بالقرب من الحدود مع قطر، إذ إن بدايتها ونهايتها سعوديتان، وهو ما يذكرنا أيضاً بقناة كيل، التي حفرتها البحرية الألمانية للربط بين قاعدتيها في بحر البلطيق وبحر الشمال…
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨
كل شيء قابل للأخذ والرد، والنقاش والتفهم في الأعراف الدولية، إلا ما يتعلق بمبدأ سيادة الدول، فهذه خطوط لا مقامرات أو عبث بها، ولا تهاون في التعاطي معها، ولا يمكن أخذها على محمل حسن النيات، على الإطلاق، وتحت أي ظرف. المملكة من الدول الواضحة جداً في التقاطع مع الدول الأخرى، لديها مبدأ شفاف وواضح، يمكن تلخيصه بـ «عدم التدخل بشؤون الآخرين»، وتنتظر في الوقت نفسه الأمر ذاته منهم، وهو المتوقع من الحكومات التي تحترم أبسط الممارسات الدبلوماسية. لا يمكن تجاهل بيان «الخارجية الكندية»، الذي أردفته بتغريدة سفارتها بالرياض، أو المرور عليهما بصمت، بل كان ذلك يستلزم موقفاً صارماً وجاداً، لذلك سحبت الرياض سفيرها، وجمدت علاقاتها التجارية مع كندا، علما أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وكندا خلال الـ 10 سنوات الأخيرة بلغ نحو 134 مليار ريال حيث استقبلت السوق السعودية سلعاً كندية بقيمة تقدر بنحو 60 مليار ريال، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، ما يعني أن هناك ضرراً كبيراً -على المستوى التجاري- سيلحق بكندا، من خلال رصد أولي للموقف. يبدو غائباً عن كندا ودول أخريات، السياسة الخارجية السعودية الحديثة، القائمة على الحزم في المواقف، والابتعاد عن منهجية «طول البال» كما كان سابقاً، لأن المرحلة لا تحتمل إلا مثل هذه الردود، وكذلك الظروف والسياقات الزمنية، وهو الشيء الذي بدا…
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨
الكل مستبشر باستحداث وزارة للثقافة، وعندما أقول الكل فأنا أعني التعميم. أعمم وقتما أتحدث عن الأسوياء، ولا تعنيني الأصوات المتشددة، التي تحاول أن تعبث من خلال التشكيك بالأولويات. شخصياً، أعتقد أن الثقافة - بكل ما تحوي من تصنيفات وتقاطعات وتخصصات - هي العنصر الرئيس في أنسنة الأفراد والمدن والمجتمعات، وبوجودها يمكن اختصار الزمن والعمل والتغيير، وبها ومعها نصنع الأرضية الصلبة التي يمكن عليها البناء الثقيل. أول ما يجب أن تتنبه له الوزارة هو «تعريف المثقف»، وتحديد المسارات الثقافية، حتى لا تصبح (كما الصحافة والإعلام) جداراً قصيراً، يقفز عبره الكثيرون، ليصلوا لأراضٍ أخرى باسمه.. وهذه الخطوة كفيلة بتسهيل أعمال الوزارة، بعدما نمّط المثقف والثقافة بأشكال أريد لها أن تخدم مشروعات محددة، وبسياقات ضيقة، ضيقة جداً. في الوقت نفسه، يجب أن يدرك المثقفون والعاملون في المجال الثقافي أن الصور الثقافية الكلاسيكية القديمة ليست المستهدفة، أو لكي أكون محدداً؛ ليست الأولى في قوائم الاهتمام، وإنما العمل على تأسيس فضاء ثقافي عصري، قادر على استيعاب الماضي وفق ما يتناسب مع المرحلة، وحديث بحسب شروط التغيير والاحتياج، وخلق صناعة ثقافية جادة، قادرة على توفير المناخ الثقافي الصحي، وحفظ الأفكار والحقوق، وبناء مشروعات استثمارية ناضجة، والعديد من الوظائف والمعاهد والأكاديميات. هناك فرص مهمة يمكن العمل عليها، لاختصار التأسيس، عبر تطوير الأندية الأدبية، ونفضها بشكل كلي، وإعادة…
الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٨
كنت محظوظاً قبل أيام، حيث خضت تجربة حضور فيلم سينمائي على مقاعد السينما السعودية، لأول مرة، وهو أمر أقل من الطبيعي في حكم المجتمعات الأخرى، لكنه يعتبر مختلفاً لدينا، بسبب عوامل وظروف شبه معروفة ومعلنة، تحدثنا عنها كثيراً، وعايشها الجميع. لن أكون مبتذلاً لأقول إنه كان شعوراً استثنائياً، وأن نكهة الفيلم ألذ، لأن الحقيقة أنه أمر عادي، مشابه لتجارب مختلفة، في دول وبلدان متنوعة.. لكن ما اختلف هو الحصول على برهان جديد، الدليل خلف الآخر، أننا مجتمع سوي، لا مواصفات خاصة ترفض السائد لدى الآخرين، لنرمي بكل هذه الشواهد في وجه أصحاب الفزاعات والمرجفين. تعتبر السينما، بكل ما تحوي من ترفيه واستثمار، أحد أهم الزوايا التي نعول عليها في التشكل الحديث للسعودية الجديدة، لأنها قادرة -وبحسب التجارب العالمية- على المساهمة في معالجة بعض القضايا المجتمعية، وداعمة لتقريب وجهات النظر، داخلياً وخارجياً. كما أنها، في الوقت ذاته، عامل مهم في بناء اقتصاد متنوع، ومتطور، ومتسارع. الدكتور عواد العواد، وزير الثقافة والإعلام، قال في حديث خاص لوكالة الأنباء الألمانية، ونقله عنها موقع «سوليوود» المهتم بالسينما: إن أكثر من عشر شركات تقدمت بطلبات للحصول على ترخيص تشغيل لدور عرض سينمائية. وتوقّع أن يتم خلال العام الجاري منح تراخيص إلى أربع شركات بخلاف «إيه. إم. سي» الأميركية. هذه الرغبة الكبيرة من قبل الشركات، في…
الخميس ١٦ مارس ٢٠١٧
تقوم "هيئة الترفيه" بدور كبير، في وقت قياسي من التغيير، وبرغم السرعة والتسارع في التحول؛ إلا أن هناك عملاً نوعياً، لم يقبل بأنصاف التميز، بحجة الوقت، أو قبول المتلقي لأي خيار. وهو أمر يستحق الإشادة والثناء، والتفاؤل بالعمل المستقبلي. شخصياً، مازلت أعتقد أن "الهيئة" لم توضح -بشكل كامل- دورها، هل هو تنظيم القطاع أو تنظيم الفعاليات، أو العمل بكلا الخطين، قد يكون واضحاً لهم، لكن يجب أن يكون كذلك للجميع، حتى يتسنى لنا أن ننتقد، كما نمدح الآن، دون أن تخطئ سهام اللوم طريقها. بالضرورة، لدى العاملين في "الهيئة" استراتيجياتهم وخططهم، وخطوط العمل للترفيه، لكني أود الإشارة -عبر هذه المقالة- لأهمية الانطلاق من نقطة وصول الآخرين، وهو أمر ليس بجديد، ولكنه واجب التذكير، حتى يتسنى اختصار الوقت، وتعويض التأخير، وتلافي أخطاء المارين عبر هذه الطرقات، وخاصة المجتمعات القريبة، التي تشبهنا، وتتقاطع معنا في الثقافة والتركيبة المجتمعية والثقافية، وغيرها. كأحد الأمثلة، أو من أهم الأمثلة، الشوط الطويل والمتميز لـ"مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون"، التي انطلقت منذ أكثر من عقد ونصف، بتحديات مشابهة، وعراقيل تتقاطع مع ما لدينا كثيراً، حتى استطاعت أن تعزز من الدور الفريد للموسيقى والفنون في التعاون الثقافي بين الشعوب، وتطلق العديد من المبادرات الخلاقة في المجالات المتنوعة، التي تسهم في تغذية كافة مجالات الإبداع. والشيء بالشيء يذكر، يمكن أيضاً…
الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠١٦
نحن في الصحافة، يجب أن نكون أول من يطالب بحريات الرأي، ويفترض أن نعمل دائما على دعم كل ما من شأنه أن يطور في هذا، لأن التطور والتغيير والنمو تأتي غالبا من الأفكار، التي تكون بسبب الهامش الحر من الآراء، والتي من ضمنها الانتقاد، الانتقاد وليس التشويه أو السب أو حتى القذف.. وكل هذا يبدو مفهوما، بالمقارنة مع "التشبيح الإلكتروني" الحديث. حرية الرأي لا تعني مطلقا التعدي على الآخرين، لكن ما يحدث في الشبكات الاجتماعية أخيرا محزن ومرعب، أتحدث عن نماذج وليس الكل، وتحديدا فيما يتعلق بظاهرة "التشبيح الإلكتروني"، التي أعرفها بأنها مجموعة من الممارسات الرقمية، الموجهة تجاه فرد أو منظمة، وبث بعض المعلومات غير الدقيقة، من أجل "الشيطنة" أو التسلية، أو للمشاركة في تحقيق أهداف حزبية معلنة أو غير معلنة. التعاطي مع مثل هذا يفرض علينا تطوير مسارين متوازيين، توعوي وقانوني، الأول مهم لكنه فضفاض، ويختلف من شخص لآخر، وله ظروف متغيرة، لكن الثاني هو الأهم والأساس، لأن النظام هو الفيصل لأي شيء، بعيدا عن الخلفيات والتباينات، ولذلك يجب أن يكون لدينا عمل حقيقي في الطرفين، ترغيب وترهيب، فمن لا يردعه قانونه الذاتي، يحدث ذلك مع القانون الرسمي. الشق الأول، ورغم أنه يفترض أن يكون بحسب الشخوص، واطلاعهم واهتمامهم، إلا أن هناك جهات منوطة بهذا لم تقم بدورها الحقيقي،…
الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠١٥
تحدثت في مقالتي السابقة عن مدى تأثير إعلام "داعش" على الشعب الأميركي، ومدى استخدامه لحديث الرؤى الاتصالية لكسب تأييده، ولكن - ولأن العالم ليس أميركا فقط - ماذا عن الشعوب الأخرى، وخاصة العربية؟ في نفس كتاب "داعش (تنظيم الدولة).. في عيون الشعوب"، المنشور لسامر أبو رمان، الذي تحدث عن الاهتمام الأميركي، تطرق في الوقت نفسه للشعوب العربية، وغيرها.. ف"على صعيد متابعة التطورات المتعلقة ب"داعش" عند البلدان العربية، المشمولة في استطلاع الرأي العام العربي حول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، نجد أن 75% من الرأي العام العربي يتابعون بشكل دائم أو يتابعون أحيانا، بالإضافة إلى أن 13% يتابعون نادرا، وفقط 11% لا يتابعون على الإطلاق، وتصدرت الدول المتابعة لبنان والعراق واللاجئون السوريون، وهي الدول التي لها علاقة مباشرة ب"داعش"، وعند مقارنة آخر هذه النتائج مع الرأي العام الأميركي نجدها متقاربة إلى حد ما". أما بالنسبة للشعوب غير العربية، فقد "أظهرت نتائج استطلاع البريطانيين والألمانيين أن 7% من المواطنين البريطانيين تؤيد "داعش"، كما أظهرت نتائج الرأي العام في المملكة المتحدة اتجاها ديموغرافيا يختلف عن الفرنسيين، بأن دعم "داعش" يزداد مع تقدم العمر، حيث أوضح 4% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 24 سنة، أنهم إما يتعاطفون بقوة أو إلى حد ما مع "داعش"، مقارنة مع 6% من الذين تتراوح أعمارهم بين…