الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣
قبل نهاية إحدى مباريات كرة القدم ، و في تغريدة له عبر شبكة التواصل الاجتماعي تويتر ، يتمنى المذيع الرياضي الجميل مصطفى الآغا بأن تنتهي المباراة بين الفريقين نهاية طبيعية بعيداً عن الشحن الواضح في ثنايا تلك المباراة ! لا ألوم المذيع الرياضي الضليع فمثله خير من يتنبأ بمشكلة التعصب الرياضي التي تصيب الروح الرياضية في مقتل وتحجب روح المنافسة الشريفة التي هي لبُّ الرياضة وهدفها الأسمى ، في الآونة الأخيرة أصبحت تُلطَّخ الكثير من منافساتنا الرياضية بمواقف وأحداث مؤسفة جداً ، لم يسلم منها اللاعبون ولا المدربون ولا الإداريون والمحصلة هي انتقال العدوى إلى المدرجات ، لم تعد توقعات المتابع تنحصر في نتيجة المباراة بل بما يمكن أن تؤول إليه تلك المباراة من أحداث "دراماتيكية"! و تلك الحمائم البيضاء التي يتم إطلاقها في احتفالات افتتاح البطولات الرياضية قد تستبدل فتتطاير بدلاً منها قوارير المياه المعدنية والأحذية أجلكم الله . قبل عقدٍ من الزمان تقريباً لايزال أرشيف ذاكرتي يختزن لقطة في إحدى مواجهات كرة القدم العربية تم فيها إفلات كلب بوليسي شرس على حارس مرمى الفريق المنافس في مشهد لا يخلو من بعض الطرافة للمتابعين لكنه ليس كذلك بالتأكيد للحارس المغلوب على أمره !واليوم قد يتكرر المشهد لكن اللاعب هو من قد ينفلت أحياناً على زميله أو على حكم المباراة…
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣
حدث كوني عجيب تعرض له كوكبنا الأزرق منتصف فبراير الجاري ، سلّمنا الله وحمانا بقدرته نحن معاشر "الأرضيين" من كويكب يدعى دي أي 14 2012 وهو الأكبر حجماً والأقرب محاذاة لكوكب الأرض على مر التاريخ بحسب تقديرات العلماء ، جسم فضائي يبلغ حجمه نصف ملعب كرة قدم كان يمكن أن يرتطم ببقعة ما فيحدث كارثة تضاهي مئات أضعاف أضرار قنبلة هيروشيما اليابانية ، مر "الكويكب" من جانب "الكوكب" وعرج قريباً جداً منشرق أوروبا و استراليا و قارتنا الصفراء ، مر في طريقه بسرعة هائلة بلغت 13.000 كيلو متر في الثانية دون أن يلتفت له أو حتى يعرف عنه مليارات الأرضيين حتى لو من باب الثقافة العامة والمعلومة التاريخية ، لم يلتفت له بعض الناس ، بينما في " ناسا " الأمريكية رصد العلماء والباحثون تحركات الكويكب وحسبوا كل شاردة وواردة حجماً وبنيةً و تركيباً ، بل ونظر له بعض المختصين بمنظار مادي بحت ، حيث تضاهي قيمة المعادن والمواد المختلفة الموجودة فيه ما قيمته 195 مليار دولار أمريكي ! لا أدري إن كان هنالك ثمة مراكز بحثية شرق أوسطية مماثلة قد أدلت بدلوها وقامت بدورها تجاه هذه الظاهرة أم أنها اكتفت بالتعامل معها على طريقة أغنية طلال رحمه الله " مرت ولا حتى تلتفت مرت " !لقد اقترب الكويكب بالقدر…
الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣
نحن معاشر الرجال نقف بقوة أمام كل دمعة توشك أن تتحدر على أحداقنا ، نريد أن نظهر دائما في مظهر الأقوياء الشجعان الذين لا تهزهم صنوف الدهر ولا تحركهم نوازل الأيام ، ونحن في ذلك نختلف عن شقائقنا النساء ، هن الأكثر كرماً في دموعهن ولو على أحد وجهي الوسادة . لا أعتقد أن الدمعة عيب ، ولو كان البعض مقتنعاً بأنها عيبٌ فمصير تلك القناعة الزوال . في بعض المواقف لا تختبر الدموع شجاعتنا ولا تستأذن حضرة كبريائنا كي تعبر جفوننا بأمان. أما دموع الأطفال فشأن آخر ، لا يجيد الأطفال استخدام سلاح دموعهم ! والكبار بدورهم لا ينساقون خلف مسلسل دمع صغارهم ، وحدها الأيام كفيلة بأن تجعل كل كبير يعرف بالضبط نوع دمعة صغيره وكيفية التعامل معها ، فما بين دمعة تنطوي على استجداء بعد أن فشلت كل الأساليب الأخرى ، وبين دمعة وجع لم يعد يطاق فيعبر عنه بنهر دموع ، كل تلك الدموع يمكن مسح أثرها من عيون الطفل بل وحتى تجفيف منبعها متى عرف سببها . ثمة دمعتان يصعب التعامل معهما ، يصعب الوقوف أمامهما ومجابهتهما بصلابة ، دمعة طفل خائف في مدن تحولت إلى جبهات قتال ، وأخرى لطفل جائع في غياب رغيف خبز ، هاتان الدمعتان تسيل بغزارة في مواسم حماقات الكبار…
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢
يُقال ـ والعهدة على الراوي ـ إن عالم الأرصاد الأسترالي كليمنت راج هو صاحب فكرة تسمية الأعاصير بأسماء أنثوية! ويقال أيضا إنه كان يختار للأعاصير أسماء نساء يكرههن! قبلها بليلة واحدة وبينما نُتابع أخبار الإعصار ساندي، تساءلت زوجتي عن السبب وراء هذه التسميات الناعمة للأعاصير، وكان سؤالها مبطنا بتهمة لنا معاشر الرجال، إذ نقرن النساء دائما بالمصائب والكوارث! وللأمانة الكتابية فقد حاولت "تصريف" الموضوع و"التسليك" لنا معاشر الرجال من باب نفي التهمة والانتصار لعدالتنا الذكورية، لكنني تذكرت أن بعض بني قومي يتفاخرون حين يشيرون إلى زوجاهم بتعبيرات تحمل نفس المعنى كقول أحدهم "المصيبة اللي عندي في البيت" وهو لا يقصد إلا زوجته طبعاً أو سواها من التعبيرات الكارثية الأخرى، ولعمري فلقد جاءت المعلومة السابقة حول العالم الأسترالي كي "تدبسنا" نحن الرجال تدبيسة محترمة في هذا الاتهام الخطير! ولكن يبدو أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها جنيف قد أنقذت الموقف حين عملت بالتنسيق مع المركز الوطني الأميركي للأعاصير لوضع قائمة تشتمل على أسماء الذكور إضافة إلى أسماء الإناث، وكل ذلك من باب تسهيل تذكر أسماء تلك الأعاصير، وسهولة تبادل المعلومات حولها. وعودا على صاحب الفكرة كلمينت راج، وسواء أكان هو بالفعل صاحب الفكرة أم أنها منسوبة إليه افتراء، فإنني ـ وإحقاقا للحق ـ أقف ضد هذه العنصرية الذكورية المقيتة ضد الجنس…
الجمعة ٠٢ نوفمبر ٢٠١٢
تجتاح لوعة الفراق العديد من الأسر السعودية، ما إن يقترب موعد سفر أحد أفرادها أو أبنائها إلى الخارج سواء لدراسة أو لعلاج أو نحوه، ويشعرون بأن مكانه سيظل فارغا ولن يسده أحد سواه، لكنهم يُعزّون أنفسهم بالثمرة ويعشّمون أنفسهم بالعائد والمرجو من تلك الغربة الاختيارية التي تستحق التضحية والصبر. لكن ثمة فراق أصعب وفراغ أكبر يخلفه رحيل العمالة المنزلية من خادمات أو سائقين سواء سفرا نهائيا أو لإجازة موقتة، هنا يصبح التعويض من الصعوبة بمكان، في ظل أسرٍ باتت تعتمد على العمالة المنزلية اعتمادا كليا يصعب معه التعويض، وبلا مبالغة فإن غياب السائق أو الخادمة لدى بعض الأسر يستدعي حالة استنفار قصوى، ويستوجب أخذ احتياطات مسبقة يأتي في مقدمتها توفير البديل المناسب، والذي لن يكون بأي حال من الأحوال في نفس مستوى التفهم والتقبل للأوامر الصارمة، والالتزام والتقيد بالمواعيد، ولا بذات التأقلم مع أجواء المنزل ومزاجيات قاطنيه، لا أخفيكم أيها القراء بأن ثمة غيرة تنتابني من وقت لآخر بسبب سائق أسرتنا الخاص، وغيرتي هي غيرة الابن الذي يجد أن وجوده أصبح "زي عدمه"!، وأن بقاءه أو رحيله لفترة من الزمن قد لا تخلف ذات الأثر الذي يخلفه غياب السائق!. إنه أمر لا جدال فيه – على الأقل بالنسبة لي – لكنني أستدرك لأؤكد أنها غيرة سرعان ما تتحول إلى قَدر…
الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٢
فإنني أتقدم إليك بوافر التهاني و التقدير والاحترام ، وذلك بعد نجاح القفزة الحرة التي أقدمت عليها بكل جرأة وشجاعة وإقدام ، تلك القفزة الرائعة التي حرمتني النوم و جعلت الحروف "تلح علي إلحاحاً وتصر إصراراً " كي أدون هذه السطور إليك قبل انقضاء ساعات وتفاصيل يوم القفزة التاريخية المذهلة ، والحقيقة أنني بحثت عن حسابك الشخصي عبر تويتر أو فيس بوك كي أبعث إليك برسالتي هذه ، لكنني تفاجأت بذلك السيل الجارف من " التغريدات والهاشتاقات " الطريفة الساخرة التي ينطوي كثير منها على جلد ذواتنا ويزيد من إحباطاتنا ويعزز من سلبيتنا في التفاعل مع الأحداث المحلية و العالمية ، شكراً لك سيد فيليكس كونك تحررت من قيود الخوف والتردد و نفذت رغبتك في إرضاء ذاتك وإشباع روح المغامرة عندك ، ولم تقف بيئتك المحيطة حائلاً بينك وبين حلمك ، في وقتٍ أسبغ عليك البعض فيه بأوصاف الجنون و النزعة للانتحار ، وشكراً سيد فيليكس لأنك بقفزتك التاريخية برهنت بأن الحُلُم إذا اقترن بالعمل ، والرغبة إذا اقترنت بالمعرفة ، والحماس إذا اقترن بالتخطيط المتأني السليم هي في مجملها أقطاب معادلة النجاح الباهر والانتصار الكبير ، بينما القفز على القوانين والالتفاف حول الأنظمة والتسلق على نجاحات الغير أمور تؤدي في مجملها إلى مزيد من الفشل والتراجع والتخلف ، سيد…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
اللحظة الكونية مصطلح جديد بدأ في الظهور ، و هو بمثابة وصف دقيق يجسد العصر الذي نعيش فيه، وقد توقفت عند المصطلح كثيراً في مايو / أيار الماضي عندما أطلقه رئيس مجلس إدارة «سكاي نيوز عربية» الدكتور سلطان أحمد الجابر في كلمته التي ألقاها خلال حفل تدشين القناة ، تأملت المصطلح الجديد فوجدته يجسد الحالة بالفعل، فلم يعد مصطلح القرية الكونية بليغاً ودقيقاً بالقدر الكافي ليصف حالة هذا الانتقال الذي نعيشه بين الأزمنة الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل ، تدفق معلوماتي زاخر و سرعة هائلة في نقل المعلومة والحقيقة و الخبر ، تتعدد الوسائط وتصبح عصب الحياة لإنسان القرن الحادي والعشرين، فمصطلح القرية الكونية وإن حمل في طياته إيحاءاتٍ بالتقارب والتضاؤل إلا أنه يظل تقارباً وتضاؤلاً محدوداً مع بقاء الفوارق المكانية والزمانية قائمة ، لكن الحاصل اليوم هو أبعد من ذلك بكثير ، ما نشهده هو العيش في قلب الحدث والتفاعل معه وربما التأثير فيه ، ياله من عصر يتطلب إنساناً جديداً بقدرات متنامية و وعي مختلف ، لا يمكن لإنسان قد اعتاد الرتابة والنمطية في شؤون حياته أن يتعايش مع عالمٍ متجدد من المعلومات و الحقائق والحوادث والأخبار يتم تحديثها تلقائياً أمام عينيه في كل جزء من الثانية ، وأمام كل ذلك فسنحتاج جميعاً إلى اتخاذ قرار حاسم جريء…
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢
كشفت لنا قنوات الإعلام الجديد – ولا تزال تكشف يوماً بعد يوم - تسجيلات موثقة صوتاً وصورة للعديد من المواقف التي قد تكون تصريحاً ارتجالياً أصدره مسؤول تجاه موضوع ما ، أو قد تكون جزءاً من حوار تلفزيوني أقطابه غالباً شخصان تصادمت وجهات نظرهما حول موضوع معين فأفرز ذلك الحوار فجاجة في الأسلوب أو انحطاطاً في الحوار ، وسواءً أكان أبطال هذه المواد المعروضة مسؤولين نافذين أو إعلاميين بارزين أو مغمورين أو ضيوفاً متصارعين في حلبة استديو قناة معينة ، فإن هذه المواقف في مجملها ليست بالأمر الجديد و قد تكون حاضرة في أي حوار ، لكن الجديد هو توثيقها ونشرها على نطاق واسع ووقوعها في يد كافة شرائح المجتمع ، وأن تحضى بقدر كبير من المتابعة ثم تتحول بعد فترة وجيزة إلى مادة دسمة تتصدى لها الصحافة ويفرد لها كتاب الرأي مقالات عديدة ، في اعتقادي أن ثمة ثقافة جديدة يتم تصديرها عبر هذه الآلية في التعامل ، باعتبار أن ما كان يحصل خلف الأبواب الموصدة و يشهده العشرات من الأشخاص على أبعد تقدير و لا يتجاوز تأثيره الدائرة الصغيرة التي حصل فيها ، أصبح اليوم يتداول على نطاق واسع و قد يدخل في إطار التشهير وترجيح كفة أحد الطرفين على الآخر بل وقد يتسبب حتى في انقسام المجتمع…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
في إحدى القنوات الإخبارية تابعت تقريراً عن أماندا ، أماندا هي فتاة إندونيسية تقطن في جاكرتا ، وتضطر لاستخدام وسائل النقل العام في تنقلاتها عبر شوارع العاصمة ، تعرضت أماندا لحادثتي تحرش في الباص ، ما دفعها للالتحاق بفصول نسائية لتعليم مهارات الدفاع عن النفس ، وبحسب التقرير فإن أماندا ليست استثناءً فهنالك فالعديدات من بنات جنسها وجنسيتها أصبحن يرتدن هذه الفصول بهدف تعلم المهارات ذاتها . وبعيداً عن موضوع التحرشات الذي بات ظاهرة عالمية تشتكي منها السيدات ، فلا أدري لم قفزت إلى ذاكرتي مجدداً بعض قصص التعنيف ضد العاملات المنزليات من قبل ربات البيوت ، ما دفع الكثير من البلدان لإعادة النظر في شروط عقود عمل العاملات المنزليات وإضافة شروط أخرى جديدة بما يوفر لرعايا تلك الدول الحماية المطلوبة خلال فترة إقامتهم في بلد العمل ، وفي حال توصلت الجهات المعنية إلى تسوية فيما يتعلق بإعادة فتح باب الاستقدام مجدداً من بعض الدول التي تم إيقافها سابقاً ، فحذار يا سيدتي ربة المنزل من أن يكون نصيبك " أماندا" أو إحدى مثيلاتها ، أن يكون نصيبك عاملة منزلية حاصلة على الحزام الأسود في الكاراتيه ، أو حاصلة على ميدالية ذهبية في الجودو ، الأمر الذي سيجعل تلك العاملة " البطلة " في وضع دفاع عن النفس مع أول…