السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠
«إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لا من الرأس، فاجعل قلبك لا عقلك، دليلك الرئيس، واجه، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على «النفس» بقلبك؛ لأن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله». جاءت هذه العبارة في كتاب «قواعد العشق الأربعون» للروائية إليف شافاق التي رصدت فيه رحلة التحول الفارقة التي مر بها العالِم والفقيه والشاعر جلال الدين الرومي بعد لقائه بقطب التصوف الباحث عن الله والحقيقة والحب شمس التبريزي، لقد ترك هذا اللقاء في نفس الرومي تأثيراً مزلزلاً نقله من حياته الوادعة إلى حياة أخرى تماماً اكتشف فيها ذاته الأخرى التي ظلت غائبة عنه زمناً. كثيرون مروا بحالة التحول الجذري الذي شمل حياتهم كلها بدءاً بحالتهم الوجدانية وتوجهاتهم وأفكارهم وحتى مهنهم وعلاقاتهم الأسرية وتعاطيهم مع الحياة والدين والصداقة والحب والموت، ما يعني أننا نحتاج أحياناً لما يشبه الزلزال أو العاصفة التي إذا اجتاحت حياتنا لم تتركها كما كانت، لكنها تعيد ترتيبها ووضع نقاط على الحروف الصحيحة. في المقابل وبعيداً عن التحولات فنحن دائماً ما نحتاج لطاقة جبارة نكتشفها في داخلنا أحياناً، وقد نعثر عليها أو تأتينا من محيطنا، هذه الطاقة قد تكون معرفة أو توجيهاً أو إلهاماً يقدمه لنا أشخاص بعينهم، يمكننا من عبور النهر للضفة الأخرى بثقة، بعد أن تكون أقدامنا قد غاصت في مكانها طويلاً! إن ما يغير…
الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠
قبل البدء وقبل أي حديث، نقف بحزن صادق متقدمين بعزائنا الخالص لأهلنا وإخواننا في الكويت، في وفاة الراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي رحل عن دنيانا مساء البارحة، داعين له بالرحمة والمغفرة، وللكويتيين بالصبر، وللكويت بأن يحفظها الله ويديم عليها الأمن والاستقرار. كانت الكويت وستبقى منارة شامخة، واسماً عظيماً يستقر في ذاكرة الإماراتيين، ممثلاً في حمولة من الخير والعطاء والتنوير والمعرفة، وبكل ما له علاقة بالمدارس والدراسة والكتب والمعرفة والعطاء، فالمدرسة الأولى التي ولجنا بواباتها صغاراً بالكاد نحفظ أسماءنا كانت تحت إشراف الكويت، وكانت الكتب تحمل شعار دولة الكويت، كما كانت الدفاتر تتوسط أغلفتها صورة أمير الكويت في تلك الأيام الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمة الله عليه. لقد ظلت الكويت تعطي بلا حدود، وتشرف وتباشر التعليم حتى قام اتحاد الإمارات وتسلم المهمة وأداها كما يجب.. هكذا ارتبطت الكويت في ذاكرة ذلك الجيل: عطاء ما بعده عطاء، ووعي وحرص يعرفهما كل إماراتي وإماراتية، ممن درسوا في مدارس وتطببوا في مشافٍ كانت ترعاها وتشرف عليها حكومة الكويت سنوات الستينيات، هذا العطاء الذي سيبقى محفوراً في قلوبنا إلى الأبد. لقد زرت الكويت المرة الأولى وأنا طالبة في جامعة الإمارات، للتعرف إلى تجربتها الإدارية الرائدة في تلك السنوات، ثم زرتها قبل ثلاثة أعوام، وقد نما عشب كثير في المسافة بين الزيارتين، وبدعوة كريمة…
السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٠
كنت أقرأ مقالي الأخير على موقع «البيان» الإلكتروني، فاكتشفت أنني أخطأت في كتابة اسم الروائي عتيق رحيمي صاحب رواية «حجر الصبر»، التي كانت موضوع المقال، فوجدت أنني لابد أن أسارع لتصحيح الخطأ طالما كان التصحيح متاحاً، وهذا ما حدث فعلاً، إضافة لأمر أراه في غاية الأهمية، يتعلق باحترام القارئ والرهان على فطنته وثقافته لا على عدم اطلاعه أو عدم اهتمامه. وقد رفع المقال نفسه على «تويتر»، فجاء تعليق إحدى القارئات (كأنني أرى اسم عتيق رحيمي قبل أن أقرأ المقالة..) ما جعلني أوقن بأن قيامي بتصحيح الاسم كان ضرورياً، وهذا هو الرهان الذي قصدته، فالقارئ يمتلك تلك السلطة على نص الكاتب، بحيث يمكنه أن يناقشه ويقبله أو يرفضه، وأن يطلب تفسيرات حوله، وكذلك ألا تقدم له معلومات غير دقيقة أو خطأ، فهو صاحب اطلاع، وعلينا أن نحترم ذلك. لقد حدث منذ مدة أن تواصلت معي طالبات عدة، عبر صفحتي في «تويتر»، يطلبن أن أجيب عن أسئلة، تتعلق بمقال لي، يُدرس في أحد المقررات الدراسية في مدارس الإمارات، وقد ذكرت لي إحداهن (أنت الكاتبة وتعرفين الإجابة أكثر منا)، ولقد حاولت مساعدتهن في إطار ما تفرضه مسؤوليتي تجاههن كونهن قارئات، وقناعتي كذلك بضرورة أن يبذلن جهدهن في الإجابة! وقد صادف أن كتب أحد الروائيين عن طفل اتصل به، عبر بريده الإلكتروني، لمساعدته في…
الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠
هناك تحديات صعبة وأساسية، لا يمكن تجاوزها ببساطة ما لم تعمل الدول والمجتمعات على تفكيكها من جذورها، والقضاء عليها تماماً، الفقر والأمية أحد أكبر الإشكالات والمعوقات الحضارية، التي لا تعرقل بناء الدول واستقرارها فحسب، ولكنها تهدم من الجذور أي بناء قائم، فإذا لم يستطع المجتمع أن يقضي على الأمية والفقر، فسيكون لزاماً عليه أن يواجه جيوش الجهلة والمعوزين ذات يوم، وهذا ما حدث في كثير من الشوارع العربية، التي تقوضت أنظمتها، بسبب تجاهلها لحقوق ومتطلبات واحتياجات طبيعية ومفهومة لكل الشعوب! لقد كان أمراً يدعو للفخر الوطني أن نتابع يومياً هذه المنجزات الساطعة على أرض الإمارات من أقصاها إلى أقصاها، تلك الإنجازات التي لم تترك مجالاً لم تسجل فيه مكانة أو تحدياً أو بصمة واضحة، في العلم كما في الاقتصاد، وفي السياسة كما في الفضاء، وفي حقوق المواطن كما في حقوق جميع المقيمين، أما في ما يخص نظرة العالم إلى الإمارات وتقديره لدورها ومبادراتها ولمؤشرات التنمية والتطور فهي مثبتة في سجلات كبرى مؤسسات الرصد العالمية. شبابنا يحققون إنجازاتهم، ويصنعون تجربتهم المتميزة بذكاء وتصميم ووعي، في ظل قيادة حريصة ومتناغمة مع متطلبات وطموحات الناس، حكومة كما قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هدفها صناعة الأمل والحياة الكريمة، والمستقبل الآمن. تلك المعادلة التي غابت عن أذهان حكومات كثيرة في…
الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٢٠
لطالما كان اختيار الكتابة كعمل يومي خياراً محفوفاً بالمتاعب والمشاق، ليس فقط من جهة أنه يضعك في مواجهة يومية مع نفسك والآخرين، ولا لأنه يتسبب في الكثير من سوء الفهم عند البعض حسب الطريقة التي يقرؤونك بها ويفسرون كلماتك وعباراتك بها، ولا لأن عرض رأيك - أياً كان مستوى بساطته وتواضعه - يجعلك في مرمى النقد والجدل! فإضافة لكل ذلك، فالكتابة مهمة شاقة في حد ذاتها باعتبارها مسؤولية يتورط فيها الكاتب تحت تأثير إقبال الناس على ما يكتب واحتفائهم به، وإقبال الإعلام عليه، وهكذا تدفع الشهرة البعض منا للمضي بعيداً في الطريق حتى يتأكد بأنه قد غاص بلا رجعة في أرض لا سبيل للخروج منها أو الصمود فيها إلا بصعوبة! عليك ككاتب أن تنتبه إلى أنك تعمل في مهنة دقيقة لا تقل عن أي صناعة أو فن دقيق، المقال فن؟ نعم إنه أحد أكثر فنون الصحافة خطورة وصعوبة، فالوقت يصوب عليك نظراته الصارمة، فأنت في تحدٍ دائم معه، ومصادر المعرفة تتحداك إذ عليك أن تقرأ دائماً، تطلع على آخر المستجدات، تحتفظ بمسافتك الخاصة من كل ما يحيط بك، تقلب وتفحص وتصنع موقفك وتتأكد من قدرتك على رفعه عالياً! الكتابة تحتاج استقلالية في الرأي وشجاعة في الاختيار، وسط مجتمعات لا زالت تحاكم الرأي من زوايا ضيقة أحياناً وشخصية في معظم الأحيان!…
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠
اكتشف الناس أنهم مختلفون منذ أدركوا وجودهم البشري على الأرض، مختلفون في أشكالهم ورغباتهم ومشاعرهم وهواجسهم وفهمهم لمسألة الخير والشر في دواخلهم، وفي الطريقة التي يؤمنون بها أو يعبرون عن تدينهم، وحبهم وبغضهم وأفكارهم، وكيف يعبرون عن عنايتهم بأسرهم وحبهم لنسائهم واحترامهم لجيرانهم أو المختلفين عنهم أو معهم. إن الاكتشاف البشري للاختلاف كان مبكراً، لذلك اخترعت الإنسانية وسائل وطرقاً إما لتستفيد بها من هذا الاختلاف، أو لتحمي نفسها من الاعتداءات التي قد يشنها أولئك الذين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع المختلف عنهم، ففي حين قرر البعض الخلاص من كل مختلف عنهم، وبناء أسوار لمنع التواصل أو التعامل معه، هناك من عقد اتفاقات وسعى للصلح والتفاهم، وهناك من رسم حدوداً ونقاط تماس، ووضع حواجز للقتل على الهوية، وهناك من شن حروباً مدمرة منحها صفة القومية أحياناً والدينية أحياناً كثيرة!! إن الحروب والأزمات التي شهدناها طوال تاريخنا، ليست سوى تعبير حقيقي ومجسد للفشل الذريع في التعايش وقبول المختلف بكل اختلافاته، نحن لا نطيق المختلف عنا دينياً أو مذهبياً أو عرقياً أو حتى قومياً، لدينا خوف منه، وكره ورغبة في الابتعاد وعدم الاستعداد للتعاون أو التعامل، كل ذلك قائم على قناعة فوقية غامضة المصدر خلاصتها أننا الأفضل والأقوى وعلينا أن نلغي الآخر، أو الأضعف وعلينا أن نلغي الآخر أيضاً! فشل الإنسان في قبول…
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٢٠
يبدو أن كثيرين ممن طال جلوسهم في المنازل بسبب التزامهم بإجراءات الحجر سيواجهون بعض المشكلات ذات الطبيعة النفسية المتعلقة باستعادة ثقتهم بالخارج في الأيام التي سيبدأ فيها رفع إجراءات الحظر استعداداً للعودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهو أمر متوقع يمكننا وصفه بمتلازمة «كورونا»! إن ردّات فعل الناس تجاه الأزمات والمواقف ليست واحدة، إنهم متباينون بسبب التربية والثقافة والجغرافيا، وينظرون بثقة كاملة إلى أفكارهم، وهذا ما يجب احترامه من جانب الإعلاميين والتربويين والآباء والأصدقاء! فما تظنه أنت سلوكاً، أو مبادرة، أو تصرفاً بسيطاً لا يستحق العناء، أو التفكير مثلاً، ينظر إليه آخرون باعتباره قراراً صعباً بحاجة إلى التفكير والتريث وعدم الاندفاع، والمكان الذي تذهب أنت إليه ببساطة واندفاع يتخوف غيرك من الاقتراب منه، وكما سيذهب البعض بلهفة إلى المركز التجاري، قالت لي أمهات إنهن لن يسمحن لأبنائهن حتى بالعودة إلى المدرسة! لقد قال السويديون إنهم لم يلحظوا أي زيادة في الإصابات نتيجة عودة الأطفال إلى مدارسهم، في حين أكد رئيس الفلبين أنه لن يسمح بفتح المدارس قبل تجهيز لقاح كورونا، وهكذا يبدو الناس مختلفين في كل شيء بسبب قناعاتهم ونفسياتهم ودرجات تأقلمهم مع الظروف! من هنا، أظن أن على وسائل الإعلام، بكل قنواتها، أن تضع برامج تلفزية وإذاعية مختلفة لكل الأعمار، وتحديداً للأمهات، لمناقشة هذه المسألة. إن هذه البرامج في غاية الأهمية،…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠٢٠
في مرات كثيرة، تجد نفسك في مواجهة أسئلة لا إجابات واضحة عنها، أو لا وجود لمصادر محددة يمكن الرجوع إليها. هذه التساؤلات قد تمس الوظيفة العامة أو السياسة والعلاقات الاجتماعية والموروث العام والأفكار الجمعية ذات الوزن. كلنا مررنا بهذا النوع من الأسئلة، التي ينصحنا أهلنا أو أصحاب الخبرة في الحياة بتجنبها، ولكننا نصر على طرحها، وحين لا نعثر على مفاتيحها، نكتفي بمناقشتها مع أصدقائنا المقربين من ذوي البصيرة، في هذه الأيام أصبحت الكتب الجريئة والكتاب أصحاب القدرة على اقتحام الموضوعات غير التقليدية مصادر جيدة للإجابة عن ذلك النوع من الأسئلة ككتاب (نظام التفاهة)! يناقش الكاتب هذه الظاهرة التي نعرفها جميعاً، في كل المؤسسات توجد مستويات متفاوتة لأصحاب الكفاءات والمؤهلات: المتواضعون، العاديون ثم تلك القلة من أصحاب الكفاءات العالية، وبلا شك فإنك دخلت العديد من المؤسسات وتعاملت مع كل هـؤلاء، ما يفاجئك ليس وجود أشخاص عاديين جداً، ولكن ترقي هؤلاء الذين لا يمتلكون الكفاءة الحقيقية إلى مناصب قيادية عليا في المؤسسة على حساب أصحاب الكفاءات هو ما يوقعك في الإرباك والأسئلة! وتظل تضرب أخماساً في أسداس متسائلاً لتكتشف لاحقاً، كما يقول الكاتب، أن هؤلاء هم من يحافظون على بقاء نظام المؤسسة وعلاقاته ويعرفون سر المعادلة التي تجعلهم مفضلين دائماً: أن يعلوا قيم نظام المؤسسة على أية قيم أخرى! ولكي تطمئن، فإن…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠٢٠
تذكيرك بما فكرت فيه، والأمكنة التي زرتها، والأشخاص الذين تشاركت معهم تلك المباهج والأماكن، والأحوال التي كنت فيها أو عليها في تلك الأيام، ما كان يخطر ببالك، وما كنت تردده، وكيف كنت تنظر للعالم، وللسياسة، والأصدقاء ونفسك.. إن استعادة ذاكرتك تلك التي لم تسجلها ربما أو تفكر بتدوينها أصبحت واحدة من مهام موقع (فيسبوك) الاجتماعي، حيث يرسل لك كل حزمة من تلك الذاكرة بكل تفاصيلها التي ألقيتها فيه وذهبت، فنسيت أنت، ولكن التكنولوجيا لا تنسى! ماذا تقول لنا هذه الحيلة التكنولوجية؟ إن كل تفاصيلك: أفكارك، صورك، خصوصياتك، مغامراتك، أحلامك التي تبرعت بها بإرادتك، موجودة كما هي في الحفظ والصون. ولكن ألا يخطر ببالك أن تسأل: ماذا تغير فيك وحولك عما كان؟ نحن نكبر، ندور حول أنفسنا بفعل حركة الحياة، نقرأ ونسافر وننضج أكثر، نُصدم ونتعافى، نُجرح ونداوي جروحنا بأنفسنا أو بأحبة نختارهم بعناية كخيط يضمدنا حين يجرحنا الآخرون، نزداد خبرة بالناس وبإدارة المواقف والصدمات، وفي كل ذلك قد نتغير وقد نحاول التغير، قد نفشل في ذلك وقد ننجح، ولكننا عادة ما نعيد إنتاج أنفسنا بصور، لا ننسلخ منا ولكننا نحاول تعديل الصورة لنبقى أكثر جمالاً ربما! وأنا أقرأ ما يذكرني به فيسبوك يومياً، أجدني بين حالين: حال الإنسان الذي يكبر ويزداد إيماناً بأفكاره وقناعته لأن الأيام تثبت له صحتها والتجارب…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
فيما حولنا هنا كثيرات وكثيرون يحبون القراءة ومتعلقون بالكتب إلى درجة كبيرة، وإذ نفكر في أولئك الشغوفين بما يؤمنون به، نجدهم في كل حركتهم في الحياة يدورون مثل ذلك الصوفي العاشق حول الفكرة، يدفعونها لتتجاوزهم، ولتتجاوز الصعاب والواقع بكل إكراهاته، وبالنتيجة تصير الفكرة مدفأة يتحلق حولها الأصحاب، وجذوة نار تدفئ الأيام، وتنير الطرقات، وتملأ قلوب أصحابها بالاخضرار كما شجرة لا تتوقف عن النمو والتمدد والإثمار!في واقعنا كثير من هؤلاء المؤمنين، ولعل أسماء صديق المطوع، مؤسسة ومديرة صالون الملتقى، واحدة من هؤلاء السيدات اللواتي آمنّ بفكرة وقدرة القراءة على صناعة هوية حقيقية لصاحبها، فتبنت الكتاب وشغفت بالقراءة منذ طفولتها، خاصة وقد ولدت وعلى طرف فمها عناوين كتب بلا عدد كانت تملأ مكتبة والدها، ومن بين تلك الأرفف ولدت البدايات، ومن شابه أباه فما ظلم. لقد سارت أسماء في طريق الثقافة قدماً فحققت وتحققت! تتحرك أسماء بحاسة سادسة مع الكتب، هي حاسة الشغف، فمنذ العام 1996 كان الكتاب في منتصف المسافة بينها وبين صديقاتها، كان همزة الوصل وألف الأبجدية، ثم منذ العام 1998 صار كل الأبجدية عندما أعلنت عن صالونها الأدبي (الملتقى) ليصير عنوانها الذي تردها عليه كل رسائل المودة ودعوات محبي الكتب والعلاقات بالكتاب، ثم تحول لمشروع أكبر نمت في ظله مشاريع ومبادرات واهتمامات وأصدقاء، وتداولت عضواته قراءة مئات الكتب، وقدمن…
السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠
رحب مجلس الأمن الدولي بإعلان " تحالف دعم الشرعية في اليمن " وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد وذلك لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا المستجد. وأيد أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان صدر مساء أمس دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف في اليمن إلى الوقف الفوري لاطلاق النار، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض، وبذل كل جهد ممكن لمواجهة فيروس كورنا المستجد "كوفيد 19". كما رحبوا بالإستجابة الإيجابية التي أبدتها الحكومة اليمنية لنداء وقف إطلاق النار، ودعوا الحوثيين إلى تقديم التزامات مماثلة دون تأخير. كما شجع أعضاء مجلس الأمن الطرفين المعنيين في اليمن على مواصلة تعاونهما مع المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، مارتن غريفيث، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة يمنية مملوكة وشاملة للجميع، تهدف إلى معالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين.. وجددوا تأكيدهم على قرارات المجلس السابقة، بما في ذلك القرار 2216 /2015/.. وشددوا على دعمهم لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.. وأكدوا على الحاجة إلى عملية سياسية شاملة تشمل المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة. كما تطرق بيان أعضاء مجلس الأمن إلى الأزمة الإنسانية، محذرين من أن اليمن عرضة بشكل استثنائي لوباء فيروس كورونا، وحذروا من أن المزيد من التصعيد العسكري في اليمن من شأنه أن يعيق وصول العاملين…
الإثنين ٢٣ مارس ٢٠٢٠
لم تجد إيطاليا من يمد لها يد العون حين استغاثت بدول الاتحاد الأوروبي، فلجأت إلى الصين، وكذلك فعلت دول أخرى، كصربيا وتونس، يوجد على أراضيها كوادر عمل طبية صينية لتقديم المساعدة، ولذلك وصف رئيس صربيا الصين بقوله: «أنتم لستم أصدقاء، أنتم كإخوتنا تماماً»، ما يعني أن المعادلات السياسية والتكتلات الاقتصادية في مرحلة ما بعد «كورونا» لن تشبه ما قبلها أبداً، وخاصة بالنسبة إلى موقع الصين في ميزان القوة والسيادة! في إيطاليا لا يزال الوباء يحصد أرواح المئات يومياً، وإذا كان العالم يحاول أن يبدي دهشته واستغرابه، وأن يرجع ذلك إلى زيادة أعداد كبار السن وانهيار النظام الصحي فقط، فلأن هذا العالم لا يريد أن يضع إصبعه على السبب مباشرة! والسبب هو أن العالم اعتاد على الرفاهية، وأصبحت الأنانية طبيعة متفردة فيه، لكن المصيبة أن عقيدة الفردانية والأنانية التي يعتبرها العالم أحد مكاسبه الكبرى هي ما تتسبب في حصد أرواح المئات في إيطاليا وغيرها من مدن أوروبا! يقول رئيس الصليب الأحمر الصيني الذي يعمل ضمن فريق المساعدات الطبية في إيطاليا: «لقد وجدنا في المناطق الأكثر تأثراً، مثل مدينة ميلان وغيرها، أن إجراءات الحجر المنزلي المتبعة هناك غير جادة، فوسائل المواصلات ما زالت تعمل، والناس يتجولون في أنحاء المدينة، ولا يلتزمون بإجراءات الحماية الشخصية، أنا لا أعرف بماذا يفكرون هنا؟ لكنني أعرف…