الخميس ٠٦ فبراير ٢٠١٤
عزيزي السرطان.. بداية وقبل كل شيء.. لعنة الله عليك. ربما حضرتك لا تعرفني جيدا، فلقد التقينا منذ مدة قصيرة فقط. انا لا أحب كثرة الحكي وأكره «اللت والعجن»، فدعني أقولها لك على بلاطة: لست مستعدة للرحيل بعد. مازال عندي الكثير من الضحكات التي سأضحكها والدموع التي سأذرفها، الكثير من الأفراح التي سأحضرها والكثير من الأتراح التي سأقاسم أهلها بها، والكثير الكثير من القبلات التي سأزرعها على وجوه من أحب. لدي الكثير من الأهل والأحباب والـ «الفولورز» الذين يعزون علي ولن أكبدهم عناء الجلوس في عزائي بعد. عزيزي السرطان، بالرغم من تطمين الأطباء أنك «سريطن» تافه «مقدور عليك»، ولكن هل بامكانك تخيل جسامة مهمتي كي أقنع أمي بتفاهتك! ومع يقيني أنك مندحر لا محالة، أنا لست مستعدة أن أضيع وقتي معك، فسأهبه إلى العارف ما في قلبي، مالك الأرواح القادر على كل شيء الذي سيساعدني على قهرك. فهناك الكثير من أطفال اللاجئين في حملة «ليان» بانتظاري كي أسجلهم في المدارس اللبنانية، فلو سمعت توسلاتهم لتأمين تعليمهم «خالة سجليني الله يخليكي»، لأمهلتني عمرا فوق عمري كي أفرحهم بقلم وورقة ومعلم. هناك أيضا العشرات من قدور الـ «ورق عنب والشش برك» التي علي أن أعدها من أجل حملة نداء الياسمين لجمع ما يمكننا جمعه لشراء حليب لأطفال سوريا الذين يموتون جوعا. من الجانب…
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣
«الكويت: لا نمنح المرأة السعودية رخصة قيادة الا بموافقة ولي أمرها». هذا كان عنوان الخبر الذي تناقلته وسائل الأخبار المحلية والعالمية. فقد صرح رئيس الوفد الكويتي لاجتماع مديري المرور في دول مجلس التعاون الخليجي، العميد صالح الناجم بأن النظام المروري في الكويت لا يمنح رخصة قيادة للمرأة السعودية الا بموافقة ولي أمرها، سواء كانت المرأة السعودية قاصرة أو بالغة أو متزوجة. يعني بالمختصر المفيد.. «لو شافت حلمة أذنها»! غريب أمرنا، كنا دائما نؤمن بأننا دولة مدنية ديموقراطية حرة، ولكن يصر بعض المسؤولين على تشكيكنا في ذلك! فما معنى أن تحرم المرأة السعودية من مسألة مسموح بها لكل الجنسيات الاخرى على أرض الكويت؟ وما المعيار او المقياس الذي استخدمته الدولة لوضع مثل هذا الشرط؟ ان كانت الكويتية نفسها لا تحتاج موافقة ولي امرها لاستخراج رخصة قيادة.. فكيف نستثني السعودية؟ ولماذا؟ وهل سنجور نحن والزمن عليها؟! هل سنفصّل قانونا خاصا لكل جنسية على أرضنا، وهل سنتبع معايير الدول الاخرى عندنا؟ ماذا لو طبقنا لكل جنسية قانون بلدها عليها؟!.. كيف ستكون «الشوربة» التي سنسبح فيها؟! ان كان الأمر كذلك.. فعلينا أن نمشي بالموضوع الى آخره. ففي حال ان تصل المرأة السعودية الى ديارنا «العامرة»، نطلب منها موافقة ولي أمرها على دخولها الكويت، باعتبار أنها ممنوعة من السفر الا بتصريح منه، الذي تصله رسائل…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣
طار عقل «بعض» المصريين بخطبة الشيخ العريفي، التي ألقاها في مصر في مسجد عمرو بن العاص، بعد أن تعنّى وحمل خطبته وسافر من السعودية إلى المحروسة، ليلقي الكلمتين ونص على مسامع الشعب فقط، الذي أثارته الخطبة لما حوته من تعداد لفضائل مصر وأهلها «وحكامها». فأقيمت له احتفالية مهيبة، كما لو كان في زيارة رسمية، ورافقه مستشار شيخ الأزهر، وكلّفت القنوات التلفزيونية والصحف بتغطية الخطبة العصماء بشكل موسع، حتى كادت الجماهير ـــ وفق ما وصلنا من وصف ـــ أن تحمله وسيارته من أمام الجامع بعد الخطبة. ولم يقتصر «طيران العقل» على العامة فقط، بل تجاوزها إلى وزارة التعليم المصرية التي طالبت بتعميم الخطبة على مدارس مصر، حتى يتعلم طلبتها جميل القول، وحلو الخطاب، وبلاغة الحديث، إذ لم تخل الخطبة من ثناء وتمجيد بمكانة مصر بين العرب والمسلمين. ولم ينسَ العريفي ذكر محاسن أقباط مصر، والإشادة بهم، وقال: «انهم أهل كتاب وذمة» وذكّر بقول الرسول الكريم «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة وصهرا»، وأوضح انه مسرور بهذا التآلف بين أهل مصر مسلمين واقباطا. بيد ان الشيخ نسي أن هؤلاء هم نفسهم الذين قال عنهم في سؤال عن حكم تهنئة المسيحيين في أعيادهم: «يجوز تهنئة (الكافر) بمناسباته السعيدة، ترقية، تخرج لكن مناسباته الدينية تحرم التهنئة». اذن على ذمة الشيخ، استوصوا…