الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥
«ما من تجربة نجاح تخلو من محطات فشل. وما من نجاح تحقق من دون تعب ومعاناة». هكذا بدأ الدكتور والإعلامي المتميز سليمان الهتلان مقدمة كتابه الذي صدر حديثاً «تجارب ملهمة». جاء الكتاب على ضوء الإقبال الذي لاقاه البرنامج الإذاعي الذي بثته MBC FM في شهر رمضان الماضي حيث تناول ثلاثين شخصية مختلفة يجمعها النجاح والتغلب على العوائق والصعوبات. حالفني الحظ لحضور حفل توقيع الإصدار في «كافيه كتاب» حيث استمتعت وبقية الحضور بحديث الدكتور وحواره الشيق مع محاوره الفذ الأستاذ جمال الشحي. أكد الدكتور سليمان الهتلان أهمية هذا النوع من الإصدارات التي تعنى بجانب نحتاجه اليوم وخصوصاً فئة الشباب في ظل كل هذا التطور الهائل الذي يشهده العالم من حولنا. وسط كل هذا الضجيج الإعلامي والصخب الذي نواجهه كلنا من مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى النظام التعليمي وغيرها من وسائل البرمجة العقلية المباشرة وغير المباشرة، أصبحت الحاجة ماسة وضرورية لعوامل تعيد تصحيح منظومة التفكير التي نرى على أساسها العالم من حولنا، ما يلهمنا القرارات التي نبني عليها اختياراتنا بالإضافة إلى النماذج المثالية والقدوات المميزة التي نتبع خطواتها أو على أقل تقدير نطالع إنجازاتها بعد أن انتشرت الأمثلة والصور المشوهة. تم اختيار الشخصيات الثلاثين الملهمة بعناية، وهنا أسعدني اختيار كلمة إلهام في العنوان لوصف التجارب دون غيرها من كلمات كالتفرد والتألق والنجاح.…
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
يتساءل جبران خليل جبران في إحدى قصائده متجاوزاً النظرة التي تعودتها الأهرامات إلى ما هو أعمق فيقول: "أكل هذه الأنفس الهلكى غداً، تبني لفانٍ جدثاً مخلداً". اليوم ونحن نشهد أصواتاً تطالب بهدم الأهرامات يعود السؤال يطرح وتعود القضية هذه المرة لا لتشمل كل تلك "الأنفس الهلكى" التي خلدت حضارة عريقة وتاريخ عظيماً فقط وإنما لتضم إليها أنفساً هلكت وتهلك كل يوم وستهلك غداً أيضاً. هي جموع على تباين توجهاتها واختلاف قناعاتها إلا أن ما يوحدها هو حقها في هذا الارث الوطني والملكية الحضارية العامة. يختفي تمثال لعميد الأدب طه حسين في المنيا المصرية فيعد وزير الثقافة محمد صابر عرب بصب آخر من البرونز، يتبعه قطع رأس تمثال العملاق أبو العلاء المعري في إدلب السورية فيعبر كثيرون عن استنكارهم وبغض النظرعن كون التمثالين لأديبين عملاقين كلاهما كان فاقداً لنعمة البصر وهي أول نقطة أثارت اهتمامي مع أن الأمر قد لا يكون ذا صلة تذكر، وبعيداً عن تساؤلات تتعلق بمصير "الربيع العربي" والمنعطفات التي تسلكها مجريات الأحداث وبعيداً عن الفتاوى الدينية أوما يتعلق بوجهات نظر طائفية، لا يبقى غير الجانب الثقافي الأدبي بعد أن سقط الوجه الإنساني أيضاً من حسابات المعادلة. ترى هل تدرك اليد المتجنية العلاقة الطريفة التي تربطهما إذ إن نحات تمثال المعري هو الفنان فتحي محمد الذي نصحه الأديب…